​تمكن الفريق الطبي في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، من إنقاذ حياة طفلة إماراتية ولدت في الإسبوع الـ 22 من الحمل "الشهر الخامس"، حيث أقامت 4 أشهر ونصف في العناية المركزة للأطفال الخُدّج، ونظراً لعدم اكتمال نموها، أجرى لها فريق متعدد التخصصات خلال تلك الفترة 6 عمليات جراحية، حتى غادرت المستشفى وهي بحالة صحية جيدة وتكمل نموها بشكل طبيعي كغيرها من الأطفال.

وعندما دخلت والدة "سلامة" في المخاض المبكر، لم ينجو شقيق سلامة التوأم، حيث كانت الأم تحمل جنينين طفل وطفلة ومع ذلك، بقيت سلامة على قيد الحياة وتحدت المحاربة الصغيرة كل الصعاب وخرجت بعد أن أمضت أربعة أشهر ونصف في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.

عناية مركزة 

وُلدت سلامة في الأسبوع 22.5 فقط بوزن 500 جرام، وعلى مدار الأشهر الأربعة والنصف التالية، كانت حياة سلامة الصغيرة تتأرجح وسط الصعوبات الصحية داخل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مدينة برجيل الطبية ومع ذلك، تغلبت على كل الصعاب بدعم من الفريق الطبي الماهر والمخلص في عمله، وبدعم عائلتها المحبة.


حزن وآمال الأم

وتتذكر سينا ​​صالح والدة سلامة، الأيام المروعة التي سبقت ولادة سلامة، حيث يعيش الزوج والزوجة ​​في منطقة الرويس بمنطقة الظفرة، وقد عانت من آلام شديدة في البطن خلال شهرها الخامس من الحمل أثناء زيارتها لمنزل والدها في أبوظبي، وأضافت: "ذهبت بسرعة إلى قسم الطوارئ في مدينة برجيل الطبية، حيث صُدمت عندما علمت أنني في مرحلة مخاض مبكرة، وحتى الأسبوع الثاني والعشرين و4 أيام بقيت تحت المراقبة الطبية في المستشفى، تحت إشراف الفريق الطبي متعدد التخصصات هناك، كان الأمر مقلقاً لي وللجميع حولي كنت أخشى على الطفلين من عدم بقائهما أحياء".

متابعة دقيقة 

وقام الفريق الطبي بتقديم المتابعة الحثيثة والدعم اللازم للأم لتأخير الولادة مدة 10 أيام على الأقل لإعطاء فرصة للطفلين بإكتمال نموهما قليلاً داخل الرحم، لكن للأسف لم ينجو شقيق سلامة التوأم، أما  الصغيرة فتشبثت بالحياة.
أضافت سينا:" سلامة هي الطفلة الثانية لنا حيث أنه لدينا ابنة تبلغ من العمر 5 سنوات، كنت خائفة من فقدان سلامة أيضًا، تمامًا كما فقدت ابني، لقد كان وقتًا عصيبًا بالنسبة لوالد سلامة وأنا".
يصف الدكتور عنايات مصدق استشاري طب حديثي الولادة ونائب رئيس القسم في مدينة برجيل الطبية، الحالة الأولية لسلامة بأنها محفوفة بالمخاطر للغاية، وأضاف قائلاً: " ولدت سلامة قبل أوانها بفترة طويلة وكانت رئتيها غير مكتملتين، كما كانت تواجه تحديات طبية متعددة، وكانت أكبر تحدياتنا هي تأمين مجرى الهواء لديها، ووضع استراتيجية للتهوية وإدارة عدم تحملها للتغذية".

نهج متعدد

واعتمدت رعاية سلامة على نهج طبي متعدد التخصصات، يشمل أطباء وممرضو حديثي الولادة ومعالجو الجهاز التنفسي ومعالجو العلاج الطبيعي، وأخصائيي طب الأطفال في تخصصات الجراحة العامة، وأمراض القلب، وأمراض الرئة، وطب وجراحة العيون، وبعد التغلب على لحظات حرجة مثل الإنعاش والاعتماد على الأكسجين والجراحات المتعددة، بدأت حالة سلامة تستقر ببطء.
التدخلات المنقذة للحياة
في غضون أسابيع قليلة بعد ولادة سلامة، أصيبت بتمزق في الأمعاء، مما تسبب في انتفاخ البطن الشديد والعدوى، فيما قاد الدكتور راجا سيخار سينجاباجو أخصائي جراحة الأطفال، العملية الجراحية الطارئة المعقدة التي أنقذت حياتها.

عملية دقيقه 

وقال الدكتور راجا سينجاباجو: "إن إجراء عملية جراحية لطفلة تزن 500 جرام فقط وتعاني من مشاكل طبية متعددة يتطلب إدارة طبية حذرة للغاية، لقد أجرينا فتحة معوية خارجية مؤقتة لتصريف الفضلات وأجرينا لاحقًا بضع جراحات أخرى لاستعادة استمرارية الأمعاء، قمنا بتدريب والدة سلامة على رعاية طفلتها من حيث الرضاعه والعناية الشخصية بالطفلة وغير ذلك بوجود هذه الفتحة، و بفضل التدخل الجراحي الصحيح والرعاية من أطباء التخصصات الفرعية، لم تنجو سلامة فحسب، بل بدأت تتابع نموها بشكل طبيعي".

وكاانت مغادرة سلامة للمستشفى لحظة فرح وانتصار للفريق الطبي بأكمله، وبحسب الدكتور عنايات مصدق فقد أوضح أنه من النادر جدًا أن يعود الأطفال المولودون في الأسبوع 22 إلى المنزل بنجاح، فعندما تم فطام سلامة عن جهاز التنفس و الأكسجين وتمكنها من التغذية عن طريق الفم، حينها تم التحقق من أن سلامة مستعدة للخروج، وأن أمورها الصحية تتحسن بشكلٍ ملحوظ.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات فی مدینة برجیل الطبیة الفریق الطبی

إقرأ أيضاً:

استشهاد طفلة بسبب التجويع في قطاع غزة.. وارتفاع الحصيلة الإجمالية

استشهدت طفلة فلسطينية، اليوم الأحد، بسبب التجويع وسوء التغذية في قطاع غزة، ما يرفع عدد الوفيات بين الأطفال إلى 87، تزامنا مع استمرار حرب الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.

وأفادت وزارة الصحة في غزة، بوصول 88 شهيداً إلى مستشفيات القطاع، منهم 12 شهيدا انتشال، و374 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأشارت الوزارة إلى أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة"، موضحة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 59,821 شهيدًا و144,851 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.

وتابعت: "بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 8,657 شهيدًا 32,810 إصابة"، منوهة إلى أنّه بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 11 شهيدًا وأكثر من 36 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,132 شهيدًا وأكثر من 7,521 إصابة.

وذكرت أن مستشفيات غزة سجلت 6 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 133 حالة وفاة، من بينهم 87 طفلًا.



وفي وقت سابق، ذكرت مصادر طبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أن الطفلة نور أبو سلعة (10 أعوام) استشهدت بسبب التجويع وسوء التغذية، ما يرفع عدد الوفيات بين الأطفال إلى 86.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّ عدد شهداء التجويع في قطاع غزة ارتفع إلى 132.

يشار إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.

يُذكر، أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي بيان لمدير عام وزارة الصحة منير البرش، أكد أنّ "ما يسمى بالهدنة الإنسانية الإسرائيلية في القطاع، لن تعني شيئا إن لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح".

وقال البرش: "في ظل هدنة مؤقتة يخنقها التردد والصمت الدولي، يستغيث الجرحى، ويتضور الأطفال جوعًا، وتنهار الأمهات على أطلال ما تبقّى من الحياة"، مطالبا "بالإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، والجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة تتطلب تقنيات غير متوفرة في غزة، والمرضى الذين يتهددهم الموت إذا لم يُنقلوا فورًا للعلاج".

كما طالب "بإدخال عاجل للمستلزمات الطبية والغذائية خاصة الحليب العلاجي للأطفال والرضّع والمكملات الغذائية عالية البروتين والسعرات".

وشدد على أن "هذه الهدنة لن تعني شيئًا إن لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح"، معتبرا أن "كل تأخير يُقاس بجنازة جديدة، وكل صمت يعني طفلًا آخر يموت في حضن أمه بلا دواء ولا حليب".

مقالات مشابهة

  • استشهاد طفلة بسبب التجويع في قطاع غزة.. وارتفاع الحصيلة الإجمالية
  • إنقاذ مريض من شلل رباعي بعملية دقيقة بمستشفى المجمع الطبي بطنطا
  • إنقاذ حياة 23 مريض من غير القادرين بعمليات قلب مفتوح ببني سويف
  • استشهاد طفلة فلسطينية نتيجة التجويع في النصيرات
  • جريمة مروعة.. مواطن ينهي حياة ابنته ذبحا في جُفينة مأرب
  • اللجنة الطبية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تشيد بالنجاح الكبير للمؤتمر الطبي الثامن
  • محاولات إنقاذ فاشلة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة هوجان
  • إنقاذ طفلة من الغرق على شاطئ بفايد ضمن جهود مبادرة إسماعيلية بلا غرق
  • الحياة تبدأ على الرصيف .. حكاية طفلة حديثة الولادة عثر عليها وحيدة في قنا
  • إنقاذ طفلة من الغرق على شاطئ بفايد ضمن جهود مبادرة "إسماعيلية بلا غرق"