إنقاذ حياة طفلة إماراتية وُلِدَت بالشهر الخامس في أبوظبي
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
تمكن الفريق الطبي في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، من إنقاذ حياة طفلة إماراتية ولدت في الإسبوع الـ 22 من الحمل "الشهر الخامس"، حيث أقامت 4 أشهر ونصف في العناية المركزة للأطفال الخُدّج، ونظراً لعدم اكتمال نموها، أجرى لها فريق متعدد التخصصات خلال تلك الفترة 6 عمليات جراحية، حتى غادرت المستشفى وهي بحالة صحية جيدة وتكمل نموها بشكل طبيعي كغيرها من الأطفال.
وعندما دخلت والدة "سلامة" في المخاض المبكر، لم ينجو شقيق سلامة التوأم، حيث كانت الأم تحمل جنينين طفل وطفلة ومع ذلك، بقيت سلامة على قيد الحياة وتحدت المحاربة الصغيرة كل الصعاب وخرجت بعد أن أمضت أربعة أشهر ونصف في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.
عناية مركزةوُلدت سلامة في الأسبوع 22.5 فقط بوزن 500 جرام، وعلى مدار الأشهر الأربعة والنصف التالية، كانت حياة سلامة الصغيرة تتأرجح وسط الصعوبات الصحية داخل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مدينة برجيل الطبية ومع ذلك، تغلبت على كل الصعاب بدعم من الفريق الطبي الماهر والمخلص في عمله، وبدعم عائلتها المحبة.
حزن وآمال الأم
وتتذكر سينا صالح والدة سلامة، الأيام المروعة التي سبقت ولادة سلامة، حيث يعيش الزوج والزوجة في منطقة الرويس بمنطقة الظفرة، وقد عانت من آلام شديدة في البطن خلال شهرها الخامس من الحمل أثناء زيارتها لمنزل والدها في أبوظبي، وأضافت: "ذهبت بسرعة إلى قسم الطوارئ في مدينة برجيل الطبية، حيث صُدمت عندما علمت أنني في مرحلة مخاض مبكرة، وحتى الأسبوع الثاني والعشرين و4 أيام بقيت تحت المراقبة الطبية في المستشفى، تحت إشراف الفريق الطبي متعدد التخصصات هناك، كان الأمر مقلقاً لي وللجميع حولي كنت أخشى على الطفلين من عدم بقائهما أحياء".
متابعة دقيقةوقام الفريق الطبي بتقديم المتابعة الحثيثة والدعم اللازم للأم لتأخير الولادة مدة 10 أيام على الأقل لإعطاء فرصة للطفلين بإكتمال نموهما قليلاً داخل الرحم، لكن للأسف لم ينجو شقيق سلامة التوأم، أما الصغيرة فتشبثت بالحياة.
أضافت سينا:" سلامة هي الطفلة الثانية لنا حيث أنه لدينا ابنة تبلغ من العمر 5 سنوات، كنت خائفة من فقدان سلامة أيضًا، تمامًا كما فقدت ابني، لقد كان وقتًا عصيبًا بالنسبة لوالد سلامة وأنا".
يصف الدكتور عنايات مصدق استشاري طب حديثي الولادة ونائب رئيس القسم في مدينة برجيل الطبية، الحالة الأولية لسلامة بأنها محفوفة بالمخاطر للغاية، وأضاف قائلاً: " ولدت سلامة قبل أوانها بفترة طويلة وكانت رئتيها غير مكتملتين، كما كانت تواجه تحديات طبية متعددة، وكانت أكبر تحدياتنا هي تأمين مجرى الهواء لديها، ووضع استراتيجية للتهوية وإدارة عدم تحملها للتغذية".
واعتمدت رعاية سلامة على نهج طبي متعدد التخصصات، يشمل أطباء وممرضو حديثي الولادة ومعالجو الجهاز التنفسي ومعالجو العلاج الطبيعي، وأخصائيي طب الأطفال في تخصصات الجراحة العامة، وأمراض القلب، وأمراض الرئة، وطب وجراحة العيون، وبعد التغلب على لحظات حرجة مثل الإنعاش والاعتماد على الأكسجين والجراحات المتعددة، بدأت حالة سلامة تستقر ببطء.
التدخلات المنقذة للحياة
في غضون أسابيع قليلة بعد ولادة سلامة، أصيبت بتمزق في الأمعاء، مما تسبب في انتفاخ البطن الشديد والعدوى، فيما قاد الدكتور راجا سيخار سينجاباجو أخصائي جراحة الأطفال، العملية الجراحية الطارئة المعقدة التي أنقذت حياتها.
وقال الدكتور راجا سينجاباجو: "إن إجراء عملية جراحية لطفلة تزن 500 جرام فقط وتعاني من مشاكل طبية متعددة يتطلب إدارة طبية حذرة للغاية، لقد أجرينا فتحة معوية خارجية مؤقتة لتصريف الفضلات وأجرينا لاحقًا بضع جراحات أخرى لاستعادة استمرارية الأمعاء، قمنا بتدريب والدة سلامة على رعاية طفلتها من حيث الرضاعه والعناية الشخصية بالطفلة وغير ذلك بوجود هذه الفتحة، و بفضل التدخل الجراحي الصحيح والرعاية من أطباء التخصصات الفرعية، لم تنجو سلامة فحسب، بل بدأت تتابع نموها بشكل طبيعي".
وكاانت مغادرة سلامة للمستشفى لحظة فرح وانتصار للفريق الطبي بأكمله، وبحسب الدكتور عنايات مصدق فقد أوضح أنه من النادر جدًا أن يعود الأطفال المولودون في الأسبوع 22 إلى المنزل بنجاح، فعندما تم فطام سلامة عن جهاز التنفس و الأكسجين وتمكنها من التغذية عن طريق الفم، حينها تم التحقق من أن سلامة مستعدة للخروج، وأن أمورها الصحية تتحسن بشكلٍ ملحوظ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات فی مدینة برجیل الطبیة الفریق الطبی
إقرأ أيضاً:
اليونسيف: انهيار القطاع الصحى يهدد حياة الأطفال في غزة بشكل خطير
أكد الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" في فلسطين، كاظم أبو خلف، أن انهيار القطاع الصحى في غزة يشكل تهديدًا خطيرًا لحياة الأطفال، مشيرًا إلى أن المعدل اليومي للأطفال الذين يستشهدون منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بلغ 27 شهيدًا يوميًا.
التحديات التي يواجهها الأطفالوفي تصريحات له عبر قناة سي جي تي إن الصينية الناطقة بالعربية، قال أبو خلف إن الأطفال في غزة يواجهون تحديات جسيمة بسبب استمرار الحرب، مؤكدًا أن الوضع في غزة غير مسبوق حيث يُسقط ضحايا من الأطفال يوميًا بهذا العدد، ويضاف إلى ذلك عدد المصابين ما يزيد من المأساة.
إبراهيم عيسى: ما يحدث في غزة "حرب إبادة".. وهذا المطلوب من حماس الآن(فيديو) الصحة الفلسطينية: مراكز المساعدات في غزة تحولت إلى مصائد للموتوأشار إلى أن المعدل اليومي للضحايا من الأطفال بين قتيل وجريح ارتفع إلى 83 طفلًا خلال فترة 20 شهرا من الحرب.
هذا الوضع يشكل تهديدًا فادحًا على صحة الأطفال وسلامتهم.
تأثير المجاعة وسوء التغذيةكما أضاف أبو خلف أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من المجاعة المستمرة في القطاع، حيث تم تسجيل عشرات الآلاف من الأطفال الذين يحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحاد.
الأيتام والضغط النفسيوفي إحصائيات أولية، أفاد أبو خلف بأن أكثر من 40 ألف طفل في غزة قد أصبحوا أيتامًا نتيجة الحرب، مع توقعات بزيادة هذا العدد.
ولفت إلى أن الأطفال في غزة لا يحتاجون إلى سنوات فقط للتعافي من الإصابات الجسدية، بل يحتاجون إلى وقت طويل للشفاء من الضغط النفسي والعصبي الذي تعرضوا له نتيجة الأحداث المأساوية التي عاشوها.
ويستمر الوضع الصحي في غزة في التدهور بشكل كبير، مما يهدد حياة الأطفال بشكل خاص في ظل الحرب المستمرة، في وقتٍ يحتاج فيه القطاع إلى مساعدات طبية عاجلة لضمان توفير الرعاية الصحية الأساسية للأطفال.