عودة خدمات سوداني للاتصالات إلى «أم روابة» بعد انقطاع لشهور
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
عودة خدمات شركة سوداني للاتصالات تمت بعد إجراء اختبارات فنية لضمان جاهزية الشبكة وعمل الأجهزة بكفاءة.
كمبالا: التغيير
أعلنت شركة سوداني للاتصالات اليوم السبت، عن عودة خدماتها في مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان- وسط السودان، بعد فترة انقطاع استمرت لعدة شهور.
وأكدت الشركة أن المشتركين بات بإمكانهم الآن التواصل مجدداً مع ذويهم والاستفادة من خدمة الاتصال والإنترنت بتقنية G4.
وأوضح مصدر لـ(التغيير)، أن الشركة أجرت أمس اختبارات فنية لضمان جاهزية الشبكة وعمل الأجهزة بكفاءة قبل إعادة الخدمة رسميا، مؤكداً أن عمليات الاختبار تكللت بالنجاح.
وكان الجيش السوداني أعلن مؤخراً، تمكنه من استعادة سيطرته على مدينة أم روابة وذلك بعد نحو عامين من وقوعها تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتدور معارك بين الجانبين منذ 15 ابريل 2023م، اندلعت في العاصمة الخرطوم، قبل أن تتمدد لولايات أخرى، وشهدت مناطق كردفان ودارفور قتالاً عنيفاً طوال 21 شهراً، وسقطت ولايات عديدة في يد الدعم السريع، قبل أن يبدأ الجيش مؤخراً عملية عسكرية واسعة استعاد خلالها بعض المواقع.
وعقب دخول الجيش والجماعات المساندة له إلى المدينة، تداول ناشطون صورة تظهر إقدام كتائب الحركة الإسلامية بالتعاون مع الجيش على ذبح مدير المنطقة التعليمية بريفي وسط أم روابة الأستاذ الطيب عبد الله، ومنع الاقتراب من جثته لساعات.
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حذروا من خطورة استهداف المدنيين بتهم الانتماء أو التعاون مع الدعم السريع، مشددين على ضرورة تجنب الزج بالسكان في المواجهات العسكرية.
وتتصاعد المخاوف بين أهالي أم روابة من احتمال تنفيذ الجيش عمليات انتقامية لا سيما ضد الشباب تحت ذريعة التعاون أو التخابر مع الدعم السريع وهو سيناريو سبق وتكرر في مدن أخرى، مثل ود مدني وبحري وسنجة، عقب سيطرة الجيش عليهما.
وتعد أم روابة من المدن الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان حيث تبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 301 كيلومتر، وتعتبر مركزاً تجارياً مهما خاصة في تجارة الحبوب الزيتية والكركديه، كما أنها ملتقى طرق حيوية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالعاصمة الخرطوم وميناء بورتسودان.
الوسومأم روابة الاتصالات الجيش الدعم السريع السودان بحري سنجة سوداني شمال كردفان كمبالا ود مدنيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أم روابة الاتصالات الجيش الدعم السريع السودان بحري سنجة سوداني شمال كردفان كمبالا ود مدني الدعم السریع أم روابة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من مجاعة تهدد ملايين اللاجئين.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم على مروي والدبة
البلاد (الخرطوم)
أعلن الجيش السوداني، أمس (الثلاثاء)، تصديه لهجوم نفذته قوات الدعم السريع باستخدام طائرات مسيرة انتحارية على مواقع استراتيجية في الولاية الشمالية، في تصعيد جديد للنزاع المستمر منذ أكثر من عام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وذكرت الفرقة التاسعة عشرة مشاة التابعة للجيش السوداني، في بيان صادر من مدينة مروي، أن قواتها تمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيرة التي استهدفت قاعدة مروي الجوية، مؤكدة استخدام الدفاعات الأرضية لصد الهجوم الذي وصفته بـ «العدواني». كما تعرضت مدينة الدبة لهجمات مشابهة بالطائرات المسيرة، في وقت تتواصل فيه المواجهات المسلحة بين الجانبين في عدة مناطق من السودان.
تأتي هذه التطورات العسكرية، بينما يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع بشكل غير مسبوق نتيجة نقص حاد في التمويل الدولي.
وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن ملايين السودانيين الذين نزحوا إلى دول الجوار باتوا مهددين بالجوع مع توقف المساعدات الضرورية بسبب فجوات تمويلية كبيرة.
وأشار منسق الطوارئ لأزمة السودان في برنامج الأغذية العالمي، شون هيوز، إلى أن «الملايين يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية»، محذراً من أن توقف الدعم سيعرض الأطفال والنساء وكبار السن لخطر الجوع وسوء التغذية الحاد.
ووصف هيوز الوضع بأنه «أزمة إقليمية متفاقمة تؤثر على دول تعاني أصلاً من أزمات غذائية وصراعات داخلية»، مشيراً إلى أن اللاجئين السودانيين في مصر، إثيوبيا، ليبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى أصبحوا في مواجهة مصير مجهول مع تراجع التمويل.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، تراجع تمويل المانحين لبرنامج السودان بنسبة 40% خلال عام 2025 مقارنة بالعام الماضي، في حين لم يتجاوز حجم التمويل الذي تلقاه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية سوى 14.4% من احتياجاته للعام الجاري.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من احتمال توقف المساعدات بالكامل خلال الأشهر القليلة المقبلة إذا لم يتم توفير مصادر تمويل عاجلة، خاصة للاجئين في مصر الذين يتجاوز عددهم 1.5 مليون شخص.
وأوضح البرنامج أن نحو 85 ألف لاجئ سوداني في مصر قد فقدوا بالفعل المساعدات التي كانت تقدم لهم، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 36% في التغطية مقارنة بالأشهر السابقة. وأكد أنه ما لم يتم تدارك الوضع سريعاً، فسيضطر البرنامج إلى وقف معظم المساعدات الغذائية مع حلول أغسطس القادم.
أما داخل السودان، فتشير التقديرات الأممية إلى أن أكثر من ثمانية ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة المباشرة، في حين يعاني ما يقرب من 25 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي.
ويعيش السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حالة من الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي، تسببت في أسوأ موجة نزوح في تاريخ البلاد حيث اضطر أكثر من 13 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم، بينهم أربعة ملايين فروا إلى دول الجوار التي تعاني بدورها من أزمات معقدة.
وفي ظل استمرار التصعيد العسكري وتدهور الوضع الإنساني، تبقى جهود التهدئة متعثرة، مع غياب بوادر اتفاق سياسي ينهي الحرب ويضع حداً لمعاناة الملايين. وبينما يواصل الجيش السوداني صد هجمات الدعم السريع على الأرض وفي الجو، تتفاقم معاناة المدنيين الذين أصبحوا عالقين بين نيران الحرب وخطر الجوع.