شهدت فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، النسخة الـ56، ندوة ثقافية لمناقشة كتاب «كوكب المؤثرين» و«Influencers’ Planet» الذى يوثق خفايا وأسرار إعلام الأنفلونسر للكاتبة چرمين عامر، عضو اتحاد الإعلاميين العرب.

جاء ذلك بالتعاون مع مؤسسة الكاتب العربى The Writer Operation، وتفعيل مبادرة «اصنع فارق» لتعزيز مهنية صُناع المحتوى وتوجيه طاقات المؤثرين نحو تحقيق تأثير مستدام يخدم المجتمعات.

أدار الندوة الكاتب والإعلامى إيهاب الحضرى، مدير تحرير جريدة الأخبار، والتى ناقش فيها أهم محاور الكتاب، كذلك تأثير الأنفلونسر ودورهم المهم الذى يلعبه فى تشكيل الرأى العام الديجيتال والمشهد الإعلامى المعاصر ككل فى محاولة لفهم ديناميكيات الإعلام الجديد كخطوة مهنية مسئولة تستهدف الأثر الإيجابى لصناعة الإعلام.

وخلال الندوة تناولت الكاتبة چرمين عامر أهمية الكتاب فى كونه الأول من نوعه الذى يصنف أنواع المؤثرين وفقاً لتخصصاتهم المهنية والاجتماعية والثقافية.

وأعربت چرمين عامر عن رؤيتها لكيفية الارتقاء بمستوى احترافية المؤثرين ومهنية صُناع المحتوى، مشددة على ضرورة بناء ثقافة إعلامية قائمة على الإبداع والمسئولية، مشيرة إلى أملها أن يكون الكتاب وسلسلة المدونات التوعوية والإصدارات السابقة بمثابة منصة تفاعلية لتبادل الأفكار والخبرات بين المؤثرين وبين الإعلاميين والمسوقين وصُناع القرار، مما يُساهم فى خلق مشهد إعلامى ونماذج ملهمة أكثر شمولاً ومهنية تدعم توجهات الدولة فى الحد من المحتوى غير الهادف.

وقال الكاتب والإعلامى إيهاب الحضرى، الحاصل على جائزة الاتحاد العام للأثاريين العرب التابع لاتحاد الجامعات العربية عام 2024 عن كتاب «اغتصاب الذاكرة» فضلاً عن العديد من الجوائز وشهادات التقدير عن أعماله ومقالاته الصحفية: شهدنا اليوم حواراً مثمراً حول آلية إعلام المؤثرين وتأثيرهم الكبير على مجتمعاتنا، ومن هنا تأتى مسئوليتنا الكبيرة كإعلاميين وقادة للرأى العام فى تدعيمهم مهنياً وتوجيه نفوذهم لصالح المحتوى الديناميكى الهادف الذى يخدم المجتمع والإنسانية ككل.

ومن الجدير بالذكر أن للكاتبة ثلاثة كتب تم إصدارها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2023 بعنوان: «نفوذ المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعى فى ظل الثورة الرقمية»، باللغتين العربية والإنجليزية. كذلك كتاب «50 لقطة ميتافيرسية» عام 2024 والذى طُبعت منه نسخ بطريقة «برايل» لتناسب الجمهور من ذوى الهمم بالتعاون مع مؤسسة الأخبار برايل، وقد شاركت الكتب الثلاثة فى العديد من المعارض المحلية والدولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب

إقرأ أيضاً:

الهندية بانو مشتاق الحائزة بوكر: على الكاتب وصف الوردة وأشواكها

تؤمن الكاتبة الهندية والناشطة في مجال حقوق المرأة بانو مشتاق، التي نالت في مايو/أيار الماضي جائزة بوكر الأدبية الدولية، بأن الكتابة الحقيقية تستلهم من الواقع، ولو كان شديد العنف والقسوة. ومن هذا المنطلق، لم تتردد في جعل إحدى أقصوصات مجموعتها الفائزة بالمكافأة المرموقة تتناول محاولة انتحار حرقا، مشابهة لتلك التي أقدمت عليها بنفسها.

وقالت بانو، البالغة 77 عاما، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: "لا يمكن للمرء أن يكتب لمجرد وصف وردة. لا يكفي أن يقول إن لها هذا العطر وتلك البتلات وذلك اللون. عليه أيضا أن يكتب عن الأشواك. إنها مسؤوليته، وعليه أن يفعل".

في مجموعتها القصصية الفائزة بجائزة بوكر، والتي تحمل عنوان "هارت لامب" (Heart Lamp) (سراج القلب)، تتناول بانو في أقصوصاتها الـ12 القوية، جوانب من حياة نساء مسلمات يعانين توترات أسرية ومجتمعية، تحمّل بعضهن العنف المنزلي، أو ابتليت أخريات بوفاة أطفالهن، أو تعرضن للخيانة من أزواجهن.

القصص، التي كتبتها بين عامي 1990 و2023، شكلت أول عمل أدبي بلغة "الكانادا" (Kannada) (وهي اللغة التي يتحدث بها نحو 65 مليون شخص في جنوب الهند) يترجم إلى الإنجليزية، وهو ما جعل فوزها بالجائزة حدثا فارقا في تاريخ الأدب الهندي والعالمي على حد سواء.

إعلان

قامت بترجمة العمل إلى الإنجليزية ديبا بهاستي، الصحفية والكاتبة من جنوب الهند، وقد وصفت لجنة التحكيم الترجمة بأنها "جذرية ومبتكرة تحدث اضطرابا في اللغة وتخلق نسيجا جديدا لتعددية الإنجليزية".

وقد نالت الجائزة مناصفة مع المؤلفة، في تكريم مزدوج للنص والترجمة، رغم الرقابة التي تعرض لها الكتاب من جانب الدوائر المحافظة في الهند، كما ذكر منظمو الجائزة، وتجاهله من قبل الجوائز الأدبية الكبرى في الدولة الآسيوية العملاقة.

رئيس لجنة التحكيم، ماكس بورتر (يسار)، مع بانو مشتاق، مؤلفة رواية "سراج القلب"، (وسط)، وديبا بهاستي، المترجمة، الفائزتين بجائزة بوكر الدولية 2025 (غيتي) كتابة تنبض بالألم والفكاهة

نال أسلوب بانو إعجاب النقاد لما يجمعه من فكاهة ساخرة تخفي خلفها ألما عميقا وقسوة واقع شخصياتها. ووصفت لجنة تحكيم جائزة بوكر شخصيات قصصها بأنها "صور مذهلة للقدرة على الاستمرار"، مشيدة بموقفها الحازم بلا مهادنة من طغيان النظام الأبوي والطبقية والتطرف الديني على المجتمع الهندي.

واحتفت لجنة التحكيم بالمجموعة بوصفها "قصصا جميلة مليئة بالحياة، تترجم بلغة مبتكرة توسع فهمنا للترجمة والاختلاف الثقافي"، مؤكدة أن هذه القصص الحية والمؤلمة تقدم "وثيقة أخلاقية وسياسية" عن معاناة النساء المسلمات في جنوب الهند.

وتنتمي بانو المولودة عام 1948 إلى عائلة مسلمة، لكنها تلقت تعليمها بلغة الكانادا لا بالأردية، اللغة الثقافية التقليدية لمسلمي الهند. وبعد أن بدأت حياتها المهنية في مجالي الصحافة والتعليم، عملت لاحقا في المحاماة، وناضلت بصفتها الحقوقية ضد الأصولية وغياب العدالة الاجتماعي.

أما حياتها الخاصة، فلم تكن أقل قسوة من قصصها. فقد تزوجت بعد قصة حب، لكنها شعرت لاحقا بالاختناق بسبب القيود المفروضة عليها. وقد قالت "لم يكن يُسمح لي بنشاطات فكرية (…) وبالكتابة".

إعلان

حتى وصلت بها المعاناة النفسية إلى محاولة إحراق نفسها في أواخر العشرينيات من عمرها، وهرع زوجها إليها مع ابنتهما البالغة 3 أشهر، واسترجعت هذه اللحظة قائلة: "وضع زوجي ابنتنا الصغيرة عند قدمي، وجعلني أركز انتباهي إليها، وعانقني، ثم ضمني إليه، وبهذه الطريقة تمكن من ثنيي عن الانتحار".

وفي أقصوصتها، تستلهم الكاتبة هذه اللحظة، إذ تكون الطفلة هي صاحبة الفضل في إنقاذ أمها. وعن هذا التقاطع بين السيرة الذاتية والخيال، تقول بانو: "شيء من شخصية الكاتب ينعكس في مؤلفاته، سواء بوعي أو من دون وعي".

جدران منزل بانو في بلدة حسان الصغيرة جنوب الهند تمتلئ بالشهادات والجوائز، وآخرها جائزة بوكر التي تسلمتها في لندن (الفرنسية) عبء الشهرة

اليوم، تمتلئ جدران منزل بانو في بلدة حسان الصغيرة جنوب الهند بالشهادات والجوائز، وآخرها جائزة بوكر التي تسلمتها في لندن، والتي تصفها بأنها غيرت حياتها "بشكل إيجابي"، مع أنها شكت مما تفرضه هذه الشهرة من عبء عليها.

وتستقبل الكاتبة الكثير من الزوار، لكنها قالت بأسف "لم يعد لدي وقت للكتابة التي تشعرني بمتعة وارتياح كبيرين".

وشددت بانو مشتاق على أن شخصياتها ليست خاصة ببلد بعينه أو مجتمع بذاته، بل تنطبق على كل زمان ومكان. وقالت "في كل مكان، تعاني النساء هذا النوع من القمع والاستغلال والسلطة الأبوية. المرأة هي المرأة، في كل مكان من العالم".

مع ذلك، لا تنوي بانو التوقف عن الكتابة، حتى لو لم تحظ أعمالها دائما بإعجاب من تكتب عنهن أو لأجلهن. وتقول: "الكاتب دائما مؤيد للشعب".

بانو مشتاق إلى جانب عملها محامية وناشطة نسوية، ألفت 6 مجموعات قصصية، ورواية واحدة، ومجموعة مقالات، وديوان شعر، جميعها بلغة الكانادا (الفرنسية) قصص حية ومؤلمة

وتتألف مجموعة بانو مشتاق من 12 قصة قصيرة، كتبت بأسلوب سردي يتميز بالحيوية والعاطفة اللاذعة، وترسم صورا عميقة لحياة نساء وفتيات يعشن في مجتمعات أبوية محافظة. وتدور القصص حول أمهات، وجدات، وأطفال أذكياء، وأزواج مهزوزين، ومشايخ ساخرين، وإخوة متسلطين، وسط واقع تحكمه قيود اجتماعية ودينية صارمة.

إعلان

وجاء تتويج "سراج القلب" في وقت يشهد فيه الهند توترات متزايدة حول قضايا الحريات الفردية وحقوق الأقليات. ويعد فوز هذا العمل المكتوب بلغة محلية ومن منظور امرأة مسلمة تحديا صريحا للهامشية الثقافية السائدة في البلاد، ورسالة دعم للغات الأصلية والمهمشة.

جدير بالذكر أن بانو مشتاق تنتمي إلى الجيل الذي انخرط في حركة "باندايا ساهيتيا" (الأدب الاحتجاجي) في السبعينيات والثمانينيات في جنوب غرب الهند. وهي واحدة من النساء القلائل اللواتي برزن في هذه الحركة التي انتقدت النظام الطبقي والاجتماعي الهندوسي، وأبرزت أصوات المنبوذين (الداليت) والمسلمين.

وإلى جانب عملها محامية وناشطة نسوية، ألفت 6 مجموعات قصصية، ورواية واحدة، ومجموعة مقالات، وديوان شعر، جميعها بلغة الكانادا. كما حازت جوائز كبرى منها جائزة أكاديمية كارناتاكا ساهيتيا وجائزة دانا تشينتاماني أتيمابي.

وقد عبرت عن رؤيتها الأدبية بقولها: "قصصي تدور حول النساء، كيف يطالب الدين والمجتمع والسياسة بالطاعة العمياء منهن، وبذلك، يلحقون بهن قسوة غير إنسانية. لا أجري أبحاثا مستفيضة، قلبي هو مجال دراستي".

ومع هذا الفوز، دخلت لغة الكانادا ولأول مرة إلى المحفل الأدبي العالمي، ليصبح "سراج القلب" شهادة ثقافية وأدبية نادرة في مشهد الأدب العالمي الذي طالما هيمنت عليه أصوات المركز الثقافي الغربي.

مقالات مشابهة

  • وليامز تناقش كتابها الجديد حول ليبيا في ندوة دولية حول السلام والمصالحة
  • علماء أوروبيون يوثقون أولى لحظات نشأة كوكب عملاق
  • المادة المضادة Antimatter: كنز الطاقة الخفية وأغلى مادة على كوكب الأرض
  • الهندية بانو مشتاق الحائزة بوكر: على الكاتب وصف الوردة وأشواكها
  • اكتشاف جزيئات كيميائية في كوكب يؤشر وجود حياة خارج الأرض
  • الشيخ محمد أبو بكر: بكاء الأطفال هو سر القبول لبيج رامي.. صور
  • دائرة الهجرة الأمريكية تحتجز خابي لامي أحد أشهر المؤثرين على تيك توك في العالم
  • قبل عرضه .. التفاصيل الكاملة لمسلسل فات الميعاد
  • ما هى شروط رفع قضية الخلع للزوجة؟
  • لبنان يحذر المؤثرين من التواصل مع متحدثي الجيش الإسرائيلي بأي شكل