يعرض متحف المخطوطات بجناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وثيقة نادرة للعالِم الأزهري طنطاوي جوهري، من ملك العراق للشيخ طنطاوي يوجه له الشكر على كتابه عن السلام، جاء فيها:" حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ طنطاوى جوهری إن مؤلفكم أحلام في السياسة وكيف يتحقق السلام العام المرفوع قد وقع من نفسه موقع التقدير.

جامعة الأزهر تواصل أعمال القافلة الشاملة بمدينة الشلاتين الضويني: الأزهر مؤسسة دينية ذات رسالة عالمية لم تنقطع يوما

ويعد الشيخ طنطاوي جوهري الموسوعي والفيلسوف الفذ، أحد علماء الأزهر الشريف، فكتب في بحور علوم شتى، فقد كتب في تفسير القرآن، وفي الموسيقى، وفي الفلسفة والآداب، وعن السلام، وهو أحد المناضلين الوطنيين ضد الاستعمار البريطاني.

وُلد طنطاوي جوهري،  في قرية عوض الله حجازي، إحدى قرى محافظة الشرقية، والتحق بالجامع الأزهر في عام 1294هـ -1877م،  ثم عاد إلي قريته، حيث أجواء الطبيعة التي ساعدته للعمل بالزراعة، مما أهلته لاكتساب نزعة جديدة اتجه فيها للبحث عن وجود الله.

وشارك طنطاوي جوهري في كثير من الأنشطة الاجتماعية التي كانت تحث علي العمل مثل جمعية البر والإحسان وجمعية المؤاساة الإسلامية، وأسس جماعة الأخوة الإسلامية، والتي كانت ترعي أبناء المسلمين الذين وفدوا إلي مصر ليتعلموا فيها.

وكان للشيخ نشاط سياسي، فقد ناصب العداء للاحتلال الانجليزي من خلال كتابة المقالات التي كانت تحث على مقاومة الاستعمار، وكان على اتصال بالزعيم الراحل مصطفى كامل الذي طلب مقابلته لما بلغه عن الشيخ من شعور وحس وطني، وقال عنه الزعيم مصطفي كامل عند مقابلته: "بمثلك ترقى الأمة" لذلك كان يسمى الشيخ بحكيم الإسلام.

اعتنى ببلاد العالم الإسلامي وشئونهم، والدفاع عن حريتهم، ووجه نداء إلى الملوك والسادة الأمراء والأشراف والأعيان وكل ذي حمية دينية إسلامية خاصة في بلاد الملايو وسنغافورة، يستنهض فيهم الهمم العالية لإحياء العلوم الدينية، وتأثرت هذه البلاد بفكر وشخصية الشيخ، وبعد استقلالهم وقيام جمهوريتهم أنشأوا العديد من المدارس والجامعات، وأطلقوا عليها اسم الشيخ، فسموها جامعة طنطاوية ومدارس جوهرية.

عمل الشيخ على أن يقرن العمل بالقول فأبرز للعالم الإسلامي كتابيه: "ميزان الجواهر" و"جواهر العلوم"، وفي سنة 1922م انقطع الشيخ طنطاوي عن التدريس لبلوغه السن القانونية للمعاش لكنه استطاع أن يهب وقته كله لكتابة تفسيره "الجواهر" الذي عمل لإنجازه دون توقف من سنة 1922 إلى سنة 1935، ويقع الكتاب في نحو ستة وعشرين جزءا.

وقد أولى "طنطاوي" اهتماما خاصا بالسلام العالمي ووضع نظرية في هذا المجال استمدها من مفاهيم القرآن، وقد توصل إلى حل مشكلة السلام العام، وله كتابان وجههما إلى العالم في هذا الشأن هما: "أين الإنسان" وصاغه على هيئة رواية سياسية فلسفية تناول فيها آراء عدد من الفلاسفة مثل "الفارابي"و"ابن طفيل" و"توماس مور، وكتاب "أحلام في السياسة وكيف يتحقق السلام العام".

رُشح الشيخ طنطاوي جوهري لجائزة نوبل للسلام نتيجة لمجهوداته في نشر السلام العالمي، وتولي الدكتور مصطفي مشرفة، تقديم أوراقه للبرلمان النرويجي، من أجل نيل تلك الجائزة، غير أن الجائزة لم تُمنح له نظرا لوفاته.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جناح الأزهر الأزهر معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب القاهرة

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يتفقان على استكمال مسيرة الحوار والأخوة الإنسانية

هنأ فضيلة الإمام الأكبر أ.د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء، البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية.

وأعرب شيخ الأزهر، خلال المكالمة الهاتفية، عن تمنياته الطيبة للبابا ليو الرابع عشر بالتوفيق في تعزيز السلام والأخوة في العالم، وأكد الرمزان الدينيان ضرورة التضامن وتكثيف الجهود لإنهاء ما يعانيه عالمُنا من حروب وصراعات، مؤكدَين عزمهما على استكمال مسيرة الحوار والأخوة الإنسانية من أجل نشر السلام العالمي.

كما تناول الاتصال الحديث عن الأوضاع المأساوية في غزة وأوكرانيا والسودان وغيرها من الدول التي تعاني من ويلات الحروب والصراعات، حيث أكد شيخ الأزهر والبابا ليو الرابع عشر ضرورة إنهاء الحروب وكافة النزاعات المسلحة التي أودت بحياة الأبرياء حول العالم.

اقرأ أيضاً«الأخوة الإنسانية».. قصة وثيقة جسدت الصداقة بين البابا فرانسيس وشيخ الأزهر

وكيل الأزهر ورئيس الشؤون الإسلامية الإماراتي يبحثان تعزيز التعاون وتبادل الخبرات

وكيل الأزهر يستقبل وفدًا من مجموعة فيينا للدين والدبلوماسية

مقالات مشابهة

  • الشيخ أحمد الطلحي: المدينة المنورة تنفي الخبث وبركة سيدنا النبي فيها
  • الإمارات تغلق مسجد الشيخ زايد لاستقبال الرئيس الأمريكي.. وترامب يعلق «هذه هي المرة الأولى التي يُغلقون فيها المسجد ليوم واحد إنه شرفٌ للولايات المتحدة
  • الدخول مجانا.. متحف شرم الشيخ يفتح أبوابه لاستقبال الزوار الأحد المقبل
  • شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يتفقان على استكمال مسيرة الحوار والأخوة الإنسانية
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • مجلة الدوحة.. من الورق إلى الرقمنة في جلسة نقاشية بمعرض الكتاب
  • سن الأضحية وأهم الشروط فيها.. اعرف ما يجزئ ومالا يجزئ
  • من بين 80 غزوة.. علي جمعة يكشف عدد الغزوات التي شارك فيها النبي؟
  • قيادات الأزهر بمطروح تتفقد نهاية النقل الإعدادي بمعهد سملا الأزهري
  • ???? الجهة التي سيقع عليها الدور بعد السودان سوف تبدأ الحرب فيها بالمسيرات