في ندوة بـمعرض دمنهور للكتاب.. الأزهر يؤكد: مواجهة التطرف مسؤولية فكرية وتنموية شاملة
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
عقد معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ندوة بعنوان "كيفية مواجهة التطرف والتصدي للأفكار المغلوطة"، شارك فيها الدكتور حسن السيد خليل، الأمين المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية والمشرف على مجلة الأزهر الشريف، والدكتور منصور أبو العدب، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة البحيرة الأزهرية، والدكتور حمدي الأطرش، مدير عام منطقة وعظ البحيرة، وأدار الندوة الدكتور محمد القصاص.
افتتح الدكتور القصاص اللقاء بالتأكيد على أهمية ترسيخ الانتماء للوطن كوسيلة لمواجهة التطرف، موضحًا أن الوطن هو الحصن المنيع الذي يحتضن التنوع ويصهر الاختلافات، بينما يمثل التطرف خطرًا وجوديًا يهدد وحدة المجتمع وأمنه، داعيًا إلى خوض معركة فكرية وتنموية شاملة ضد الأفكار المتشددة.
من جانبه، أكد الدكتور حسن خليل أن مواجهة التطرف لا تقتصر على الجوانب الأمنية، بل تتطلب استراتيجية وطنية شاملة تشمل الفكر والتعليم والإعلام والتنمية.
وأوضح أن التطرف لا ينشأ من فراغ، بل تغذيه عوامل كالفقر والجهل والفراغ الفكري والإحباط الاجتماعي، مشيرًا إلى أن تعزيز الانتماء الوطني والعدالة الاجتماعية هو خط الدفاع الأول ضد التطرف، فالمواطن الذي يشعر بالكرامة وتكافؤ الفرص في وطنه يصعب استقطابه من قبل الجماعات المتشددة.
وأضاف خليل أن المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية تتحمل مسؤولية كبيرة في تجديد الخطاب الديني، ونشر الفكر الوسطي الذي يعزز التسامح والتعايش، مع دور محوري للإعلام في تصحيح المفاهيم وتفنيد الشبهات. كما شدد على أهمية التنمية الشاملة في القضاء على بيئة التطرف، موضحًا أن توفير فرص العمل والتعليم الجيد للشباب يمثل طوق نجاة حقيقيًا من الانجراف نحو الأفكار الهدامة.
كما تناولت الندوة دور الأزهر الشريف كمرجعية إسلامية عالمية في مواجهة الفكر المتطرف، من خلال مؤسساته المتخصصة مثل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الذي يتابع بلغات عدة ما يُنشر عن الإسلام ويرد على الشبهات التكفيرية، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الذي يقدم فتاوى دقيقة ومصححة تدعم قيم الرحمة والعدالة.
وأشار المتحدثون إلى أن الأزهر يسهم عالميًا في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من خلال مؤتمرات دولية ولقاءاته مع الفاتيكان التي أثمرت عن وثيقة الأخوة الإنسانية، إضافة إلى مبادرات مثل بيت العائلة المصرية ومركز حوار الأديان لترسيخ قيم المواطنة والتعايش.
وفي ختام الندوة، أكد المشاركون أن حماية الأوطان من التطرف مسؤولية جماعية بين الدولة ومواطنيها، مشددين على أن المواجهة الفكرية وتحصين العقول بالفكر الوسطي هما السبيل الحقيقي لضمان الأمن والسلام، وأن الأزهر سيظل منارة تنشر التسامح وتواجه ظلام الفكر المتشدد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب مواجهة التطرف
إقرأ أيضاً:
«يدًا بيد ضد فساد الأخلاق والسلوك».. ندوة توعوية ضمن التعاون بين الأزهر والأوقاف
أُقيمت ندوة توعوية بمعهد فتيات الأزهر النموذجي بالشيخ زايد، بعنوان: «يدًا بيد ضد فساد الأخلاق والسلوك»، وذلك في إطار التعاون المثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وضمن فعاليات مبادرة صحّح مفاهيمك الهادفة إلى تصحيح المفاهيم وتعزيز القيم الأخلاقية لدى النشء، شاركت فيها الدكتورة وفاء عبد السلام - الواعظة المعتمدة بوزارة الأوقاف، وبحضور الأستاذة سوزان حلاوة - مدير التعليم النموذجي، وعميد المعهد الأستاذ أيمن أمين، وبمشاركة طالبات الصفين الخامس والسادس من المرحلة الابتدائية.
وتحدّثت الواعظة خلال اللقاء عن أهمية تهذيب السلوك، وترسيخ القيم الإيجابية، وتعزيز الاحترام المتبادل داخل البيئة التعليمية، مؤكدة ضرورة نبذ السلوكيات الخاطئة مثل الكذب والغش والتنمر والرشوة والسرقة، لما تتركه من آثار سلبية على الفرد والمجتمع.
كما أوضحت أن مكافحة الفساد مسئولية جماعية تبدأ بالتربية السليمة، وتعزيز الرقابة الذاتية، وتعاون الأسرة والمدرسة والمسجد في بناء وعي مستنير يحصّن الطالبات من الانحرافات السلوكية.
وشهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الطالبات، واختُتمت بتوزيع عدد من المصاحف عليهن دعمًا لهن وتشجيعًا على التمسك بالقيم الدينية والسلوك القويم.
وأكدت إدارة المعهد أن هذه الندوات ستُعقد بصفة دورية، مع تعميمها على جميع الصفوف؛ حرصًا على بناء جيل واعٍ ومسئول يمتلك القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويسهم إيجابيًّا في خدمة مجتمعه ووطنه.