مركز الأزهر: المُعلم المُخلص يدعو ويستغفر له أهل الأرض والسماء
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن المعلمين المخلصين ينالون مكانة عظيمة في الإسلام، حيث يستغفر لهم أهل السماء والأرض، حتى النمل في جحورها والحيتان في البحر، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ» [أخرجه الترمذي].
يحتل المعلمون مكانة رفيعة في الشريعة الإسلامية، فهم ورثة الأنبياء في تعليم الناس الخير، وإرشادهم إلى طريق الهداية. وتكريم المعلم واحترامه واجب ديني وأخلاقي، إذ جعله الله سببًا في نشر العلم والمعرفة، مما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات.
دعاء الملائكة وسكان الأرض للمعلمأوضح المركز أن حديث النبي ﷺ يدل على عظمة أثر التعليم، حيث يشمل فضل المعلم استغفار الملائكة وجميع المخلوقات له، مما يعكس مدى تأثيره الإيجابي في الحياة الدنيا والآخرة.
واجب الطلاب تجاه معلميهمحث مركز الأزهر للفتوى على ضرورة توقير المعلمين ومعرفة قدرهم، فهم الذين يضيئون دروب العلم والمعرفة، ويساهمون في بناء الأجيال. ويعد احترامهم والالتزام بتوجيهاتهم من أسمى صور البر والتقدير التي دعا إليها الإسلام.
وفي ختام حديثه، دعا المركز الطلاب إلى التمسك بأدب التعلم، والتقدير الصادق لكل معلم يسهم في نشر العلم وإفادة الناس.
أهمية التعليم في نصوص الشريعةيتجلى اهتمام الإسلام بالعلم في العديد من النصوص الشرعية التي تحث على التعلم، ونجد ذلك واضحًا في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى:(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (المجادلة: 11).
(فبشّر عبادِ الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه) (الزمر: 17-18).
(قال له موسى هل أتّبعك على أن تعلّمن مما علّمت رشدا...) (الكهف: 67).
كما حفلت السنة النبوية وأقوال أهل البيت عليهم السلام بالكثير من الأحاديث التي توضح فضل العلم وأهميته، ومنها:
قال رسول الله ﷺ: "اطلبوا العلم فإنه السبب بينكم وبين الله عز وجل".
قال الإمام الصادق عليه السلام: "لو علم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج".
من وصايا لقمان لابنه: "يا بني اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبًا لك في طلب العلم، فإنك لن تجد له تضييعًا مثل تركه".
ثانيًا: آداب طالب العلم
1. توقير واحترام المعلم
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "إن من حق العالم عليك أن تسلّم على القوم عامة، وتخصّه دونهم بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشير عنده بيدك، ولا تغمز بعينك، ولا تقول: قال فلان خلافًا لقوله".
2. حسن الاستماع للعلم
قال الإمام الباقر عليه السلام: "إذا جلست إلى عالم، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلّم حسن الاستماع كما تتعلّم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه".
3. التفرغ للعلم والاجتهاد في تحصيله
قال رسول الله ﷺ في وصف العاقل الكامل: "لا يسأم من طلب العلم طول عمره".
4. الصبر على التعلم
العلم يحتاج إلى الصبر والمثابرة، فهو ليس شيئًا يُكتسب بسرعة، بل يتطلب جهدًا مستمرًا. وقد أكدت النصوص على أهمية الصبر في طلب العلم، ومنها قول أمير المؤمنين عليه السلام:
التعليم في الإسلام ليس مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل هو طريق للارتقاء الروحي والفكري، ووسيلة لتحقيق رضا الله. ولهذا، ينبغي على طالب العلم أن يتحلى بالتواضع، والاحترام، وحسن الاستماع، والاجتهاد، والصبر، حتى ينال بركة العلم ويحقق الفائدة المرجوة منه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المعلم الإسلام النبي مركز الأزهر للفتوى التعليم بالعلم آداب طالب العلم طالب العلم المركز علیه السلام طلب العلم
إقرأ أيضاً:
بابا الفاتيكان يدعو للسلام بالشرق الأوسط ويحذر من نسيان معاناة غزة
دعا بابا الفاتيكان، ليو الرابع عشر إلى ضرورة إتباع الدبلوماسية في حل النزاعات وإسكات السلاح، وذلك عقب الضربات الأمريكية على مواقع نووية في إيران، قائلا:« إن البشرية تصرخ وتطالب بالسلام إزاء الأخبار المقلقة القادمة من الشرق الأوسط».
وحذر بابا الفاتيكان خلال العظة الأسبوعية من خطر نسيان معاناة غزة بالتغاضي عن الضرورة العاجلة لتأمين المساعدات الإنسانية، داعيًا أعضاء المجتمع الدولي إلى تحقيق السلام وتجنب التصعيد.
ولفت إلى أن كل دولة عضو في المجتمع الدولي تقع على عاتقها مسؤولية أخلاقية لوقف الحرب قبل أن تصبح لا يمكن إصلاحها، منبها بأن الحرب لا تحل المشاكل، بل تخلف جروحا عميقة لدى الشعوب، تستغرق أجيالا حتى تلتئم.
وأكد أن الإنسانية تدعو إلى السلام، فهي صرخة لا ينبغي إخمادها بصخب الأسلحة والخطابات التي تحرض على الصراع.
اقرأ أيضاً«بابا الفاتيكان» يحذر من التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على النمو الفكري والعصبي للشباب
بابا الفاتيكان يدعو إيران وإسرائيل إلى التحلي بالمسئولية والحكمة