◄ الاتحاد الدولي للمؤرخين يؤكد قيمة التراث العُماني وعبقرية صانعه ومقوماته

المؤتمر يبحث آليات تعزيز الاستثمار السياحي المستدام

 

مسقط- الرؤية

رعى معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، أمس، افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي حول "التراث والسياحة والثقافة.. رؤى مُتجدِّدة للتنمية الحضارية"، والذي تحتضنه جامعة نزوى بالشراكة مع وزارة التراث والسياحة، والاتحاد الدولي للمؤرخين، ويستمر حتى بعد غدٍ الأربعاء؛ بمشاركة أكثر من 200 خبير وباحث ومُهتم بالشأن السياحي من داخل سلطنة عُمان وخارجها، تزامنًا مع انطلاق فعاليات الموسم الثقافي العشرين للجامعة، والذي يحمل هذا العام شعار: "نحو سياحة مثمرة.

. ريادة واستدامة".

ويتضمن المؤتمر عرض أكثر من 80 ورقة عمل مختلفة، تقدمها مجموعة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بقطاع السياحية؛ منها 40 ورقة عمل يعرضها المشاركون من خارج سلطنة عُمان، تتناول: التراث الثقافي المادي وغير المادي، وواقع السياحة في سلطنة عُمان والوطن العربي وآفاق تطويرها واستدامتها، والثورة الرقمية وتأثيرها على الصناعات الثقافية والسياحية، ودور المؤسسات الثقافية في تعزيز التنوع الثقافي، والصناعات الثقافية ودورها في دعم الاقتصاد وتشكيل الهوية، والثقافة والهوية وأثرها في بناء الشخصية العربية، بالإضافة إلى مجموعة من العناوين المختلفة التي تعنى بشكل مباشر بقطاع السياحة والثقافة في سلطنة عُمان.

ويشهد المؤتمر إقامة 3 ورش عمل مصاحبة، بتنظيم من وزارة التراث والسياحة، وتحمل الورشة الأولى عنوان "صناعة التراث"، وتتضمن 5 جلسات تُركِّز على التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والأهلي وتمويل الاستثمارات في القطاعين الأهلي والأثري. أما الورشة الثانية فتنعقد بعنوان "صناعة السياحة"، وتتضمن 4 جلسات تتناول: "الترميم: تطبيقاته وتحدياته"، والحارات الأثرية وتطويرها سياحيًا. فيما تنطلق الورشة الثالثة بعنوان "صناعة المتاحف"، وتتضمن 3 جلسات عمل تناقش "المتاحف الخاصة: مساهمة مجتمعية لتطوير السياحة"، و"توثيق تاريخ الذاكرة العُمانية.. واقعها والتحديات التي توجهها".

وقال سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث: "يجمع هذا الحفل العلمي المتميز نخبة من الباحثين والمختصين في مجالات التراث والسياحة؛ إذ يعرض ويناقش أوراق البحث العلمية التي من المؤمل أن تثري رؤى التنمية الحضارية وتعزز مجالاتها. وأضاف سعادته أن هذا المؤتمر يعكس التكامل بين المؤسسات التشريعية والأكاديمية في سلطنة عُمان على استدامة التراث وتعظيم دوره في التنمية الاقتصادية والثقافية.

وألقى الدكتور صالح بن منصور العزري عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع رئيس اللجنة الدائمة للفعّاليات والمواسم الثقافية، كلمة، أكد خلالها أن أهمية المؤتمر تنبع من سعيه لتقديم دراسات جديدة في مجالات العلوم الاجتماعية؛ وذلك بطرح الثقافة والسياحة والآثار برؤى حديثة، بما يسهم في إثراء الجوانب الثقافية والسياحية والجوانب المتعلقة بالآثار والتاريخ".

وأبرز الدكتور إبراهيم البيضاني رئيس الاتحاد الدولي للمؤرخين، أهمية المؤتمر، قائلًا إنه يُمثل فرصة فريدة للتأمل في دور التراث والثقافة والسياحة في تعزيز التنمية الحضارية المستدامة. وأكد رئيس الاتحاد الدولي للمؤرخين أنّ سلطنة عُمان أصبحت وِجهَة مُفضَّلة للسُيَّاح من مختلف أنحاء العالم؛ بفضل ما تزخر به من مقومات سياحية فريدة، ومن تراث عالمي مُسجَّل في اليونسكو، وطبيعة خلابة وموقع استراتيجي، إلى جانب كرم الضيافة العُمانية الذي يترك أثرًا لا يُنسى في قلوب الزوار.

وشهدت فعاليات افتتاح المؤتمر تقديم عروض مرئية؛ حيث قدم المهندس محمد بن خليفة القاسمي مدير التخطيط الفني بوزارة التراث والسياحة، عرضًا بعنوان: "التنمية السياحية في محافظة الداخلية"، عرَّج خلاله على جهود الوزارة في إحياء المواقع السياحية بالمحافظة، والجهود المبذولة لتطويرها، بجانب اهتمام الوزارة بدعم مشاريع الشباب ورعايتهم عبر برامج مختلفة.

وقدم المهندس محمود بن سالم الحراصي رئيس قسم التطوير العقاري بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، عرضًا مرئيًا عن "الاستراتيجية العمرانية لنزوى الكبرى". وعرض المهندس حسن بن علي الرئيسي مدير مشروع الجبل الأخضر، ملامح المشروع وأبرز المرافق والخدمات التي سيوفرها، وأهميته الاقتصادية والسياحية والاجتماعية. وقدمت خديجة بنت مسعود الخيارية مديرة مكتب متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040" بمكتب محافظ الداخلية، عرضًا مرئيًا بعنوان: "محافظة الداخلية نحو اقتصاد محلي رائد ومستدام".

وافتتح معالي وزير التراث والسياحة فعاليات المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي تشارك فيه جامعة نزوى ممثلة بالجماعات الطلابية ومراكز الجامعة المختلفة. ويحظى المعرض بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة العاملة في قطاع السياحة والمتاحف.

وبدأت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر بمجموعة من الجلسات، وناقشت الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ الدكتور أحمد بن حمد الربعاني: حماية التراث الثقافيّ غير الماديّ في التشريع العُمانيّ، وأبراج الألف الثالث قبل الميلاد في سلطنة عُمان، والاكتشافات الأثرية الجديدة، والقيادة الريادية لدى مديري المدارس وأثرها في تنمية الوعي السياحي الاستثماري في المؤسسات التعليمية، ودور السياسات اللغوية الإسرائيلية في طمس الهوية العربية في فلسطين المحتلة.

فيما ترأست الجلسة الثانية تهاني الظفيرية، وتضمنت مجموعة من أوراق العمل حول دور السياحة الثقافية في تنشيط اللغات المُهدَّدة بالانقراض في ظفار، وأفكار ومقترحات الاستثمار السياحي في المواقع التراثية "حصن عبري أنموذجًا"، وواقع السياحة في ولاية الجبل الأخضر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: خطة الاحتلال للسيطرة على غزة تنهار أمام التجويع والضغط الدولي

تحت ضغط سياسي شديد، واحتجاجات من جميع أنحاء العالم، وافق الاحتلال على عودة عمليات إسقاط الغذاء في غزة، بعد فشل مشروع مركز التوزيع الذي أطلقه سابقا، بهدف غير معلن ويتمثل بتهجير الفلسطينيين، لكن هذه الخطة انهارت بسبب عدم الكفاءة، والمعارضة الدولية وعدم الإدارة العملياتية، وفيما يتصدر الجيش مرة أخرى في المقدمة، يختبئ المستوى السياسي في الخلفية.

أمير بار شالوم المراسل العسكري لموقع زمان إسرائيل، ذكر أن "الحكومة المصغرة أعطت الضوء الأخضر للدول العربية لاستئناف عمليات إسقاط الغذاء جواً فوق قطاع غزة، بعد ضغوط سياسية غير مسبوقة عليها، مما يعني في الواقع إضعاف خطة توزيع الغذاء التي هندسها وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش، في محاولة لتحويل هذه المراكز إلى "مدينة إنسانية" جنوب القطاع لإنشاء منطقة يسيطر عليها الجيش من جميع الجهات، بهدف تركيز أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين فيها".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هناك جدل حول الهدف النهائي لسموتريتش بين ما إذا كان يأمل في نفي الفلسطينيين إلى مصر، أو إمكانية خرق الحدود، وفرارهم إلى سيناء، أو الهجرة الطوعية، مع أن كل هذه الخيارات قد تكون صحيحة، حيث لم يُخفِ سموتريتش رغبته في السيطرة على القطاع بأكمله، وإعادة توطين المستوطنين فيه، وبالنسبة له، فإن تركيز الفلسطينيين في الجنوب عبر توزيع الغذاء هو الوسيلة فقط، وليس الهدف".



وأوضح أنه "في الوقت نفسه، لم تتمكن مراكز التوزيع هذه من توفير الكمية المطلوبة حقا للفلسطينيين، وقوبل من تمكنوا من الوصول إليها بالتدافع بإطلاق النار من قبل الجيش الذي يؤمّن مناطق التوزيع المعزولة، لكن الشهادات التي أدلى بها حراس الأمن الأمريكيين السابقين في مراكز توزيع مساعدات لوسائل الإعلام الدولية أدت لزيادة الضغط على الاحتلال".

وأشار إلى أن "أنتوني أغيلار، المقدم السابق في الجيش الأمريكي، قام بتصوير إطلاق النار الحي على الحشود الفلسطينية القادمة للحصول على المواد الغذائية، مما يعني أن هذه الشهادة تأتي من الداخل، ومن شخص يصف نفسه بأنه مؤيد لدولة الاحتلال، أي أنه يجب أن تُسمع وتُؤخذ على محمل الجد".

وأكد أنه "في هذه الأثناء، يبدو أن من يقف في صدارة هذه الأزمة الخطيرة مرة أخرى هو الجيش، وليس القيادة السياسية، حيث واصلت هيئة منسق أعمال الحكومة في المناطق ادعاءها بعدم وجود جوع في غزة، زاعما دخول 70 شاحنة طعام يوميا، منذ عدة أشهر حتى الآن، لكن هذا لا يكفي لإقناع العالم، لأن الأماكن التي لا يصلها الغذاء تكفي لخلق صورة الجوع التي يتم تقديمها للمجتمع الدولي، وعلى دولة الاحتلال ألا تتجاهل هذا الأمر في أي جانب: إنساني، أخلاقي، عملي، وسياسي".

وأضاف أن "الضرر السياسي وقع بالفعل، حتى أن مسؤولين أمنيين يزعمون أن نجاح حملة الجوع كان أحد أسباب تصلّب مواقف حماس في المفاوضات، حيث تسعى الأطراف للتوصل للبروتوكول الإنساني، الذي يحدد ما الذي سيدخل القطاع، ومن أين، وكميته، وكيف سيتم توزيعه، مع أنه ليس لدى الاحتلال عنوان آخر في غزة سوى الأمم المتحدة لتوزيع الغذاء على المناطق التي لا يوجد بها مراكز توزيع، وبالتالي فإن قطع هذا الارتباط سيؤدي لانهيار آلية مهمة، لأنه لا يوجد الكثير من المنظمات والدول الراغبة في دخول المرجل الغزي".

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة بورسعيد يُشارك في ختام فعاليات مؤتمر الدراسات العليا بـ قناة السويس
  • السياحة: إدراج ثلاثة مواقع فلسطينية في سجل التراث المعماري والعمراني العربي
  • خبير عسكري: خطة الاحتلال للسيطرة على غزة تنهار أمام التجويع والضغط الدولي
  • خبير أمني: الحملات التي تستهدف تشويه مصر في ملف غزة مخطط متكامل
  • السياحة تطلق مسابقة لتصوير القطع الأثرية التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط
  • «السياحة والآثار» تطلق مسابقة لتصوير القطع الأثرية التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط
  • سجل الآن .. السياحة والآثار تطلق مسابقة لهواة التصوير الفوتوغرافي
  • 11.7 % نمو قطاع السياحة.. و202 مليون ريال مساهمته في الناتج المحلي خلال الربع الأول
  • إعادة تأهيل مراكز الإبداع.. رؤية صندوق التنمية الثقافية لإحياء التراث وتمكين الأجيال الجديدة
  • الألكسو تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي المعماري