د.حماد عبدالله يكتب: خواطر من الزمن الجميل !!
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
يعتريني في كثير من الأوقات وربما كثيرين غيري ممن هم في عمري، هذا الإحساس الذي يتطرق كثيرًا إلي مشاعري، ويشدني إلي الكتابه عنه، (الحنين إلي الماضي)، أحداثًا، وتاريخًا، بل وإيضًا جغرافيًا
ولعل هذا الأحساس الذي يشمل تفسيره الأحداث، والتي نطلق عليها في بعض الأحيان بأحداث الزمن الجميل، " فنًا وأدبًا وسلوك إجتماعي، أما التاريخ فهو ما يجعلنا نتعرض فيه إلي ما كان يحدث في الشارع المصري والحاره المصرية أمام أزمات عامة تمر بها بلادنا، أو أفراح يعيشها شعب مصر أثر، نجاحنا في تحقيق أهداف سعينا إليها من خلال مشروعات سياسية تبناها قادة الثورة المصرية وعلي رأسهم الراحل " جمال عبد الناصر " مثل تحرير الوطن من الإستعمار أو مشروع الإصلاح الزراعي أو بنائنا لمشروع السد العالي ( مشروع القرن ) أو مجانية التعليم التي سمحت لعامة شعب مصر بإلحاق أبنائه بمراحل التعليم المتوسط والعالي، والتي كانت من الصعوبة بمكان علي طبقات الشعب المحدودة الدخل تعليم أبنائها، لصعوبة تدبير مصروفات الدراسة.
ولعل التاريخ أيضًا، يذكرنا بأن أغلبية شعب مصر في هذه الحقبات من الزمن أواخر الأربعينيات والخمسينيات، كان ( الفقر والجهل والمرض ) هي السمات الثلاث التي قامت الثورة للقضاء عليهم، فغالبية المصريون يسيرون ( حفاه ) في الشارع، وهذا كان من المناظر المعتادة والطبيعية أن تجد أطفالًا بل رجالًا ونساء دون أحذية، في الشارع المصري، وكان أيضًا من المتسولون من يجمع ( سبارس ) أي (أعقاب السجائر) الملقاه في الشارع لكي يستخلصوا من تلك البقايا التباك ( الدخان ) لإعادة لفها وإعادة تدخينها، هذه بعض الملامح للفقر الذي كان يعتري المجتمع، وأيضًا في الجغرافيا، الحنين إلي شوارع وحوارى القاهرة فكنت أحد سكان (منيل الروضة )، منذ عام 1948، حيث إنتقلت أسرتي من حي السيدة زينب ( حيث ولدتُ ) !!للإقامة في شارع الغمراوي، وهو الشارع الشهير بالسوق المركزي لجزيرة منيل الروضة في هذا الوقت وربما حتي اليوم !!
وكانت جزيرة منيل الروضه تتميز بقلة سكانها، حيث يقع مستشفي القصر العيني علي رأس الجزيرة " وقصر الأمير محمد علي "، وكانت المنطقة المكدسه بالسكان والمعروفة بالمنيل القديم، ثم محطة الهلباوي، ومحطة الغمراوي ومحطة الباشا، ويقسم الجزيرة شارع منيل الروضة، وكان " بحي المنيل " أربعة دور سينما صيفي شهيرة ( سينما جرين )، و ( سينما الروضة ) في شارع المنيل متواجهين، يلجأ إليها الشباب والسكان وربما إشتهرت (سينما الروضة ) بحادثة شهيرة، حينما أشيع عن أن المقدم " محمد أنور السادات " إصطحب زوجته السيده " جيهان السادات " (وهم من سكان الروضة إلي سينما الروضة ليلة قيام ثورة 23 يوليو، وتشاجر مع أحد المشاهدين، لكي يثبت وجوده في دار السينما، لو قدر الله وفشلت الحركة !!هكذا قيل أو أشيع عن الرجل !!
وإيضًا سينما " الجزيره "، حيث تقع علي ضفاف نهر النيل في شارع " عبد العزيز أل سعود "، أما السينما الأخيرة هي سينما "ميراندا" والمشهورة الأن بإسم " فاتن حمامه "، وهي سينما مغطاه، كانت هي ملجأ الشباب والأطفال وخاصة في الحفلات النهاريه،للهاربين من حضور الدروس في مدارسهم أو من الجامعه،هذه المنطقة جغرافيًا، كانت تضم الطبقة الوسطي في مصر، وإيضًا طبقات محدودة الدخل،
حيث كان تنتشر فيها ( جزيرة منيل الروضة ) الأراضي الزراعية، وترتبط بالجيزة، بكوبري " عباس " الشهير بكوبري الجيزة والذي له تاريخ سياسي، حيث فتحه القلم السياسي سنة 1936، في حكومة ( صدقي باشا) علي شباب جامعة القاهرة المتظاهر بالمطالب بعودة " دستور 1923 ".
ويعود الحنين إلى شارع المنيل وكل النواصي التي كنا نقف مجموعات من الشباب فيها،حيث كنا نتمركز كمجموعتين إحداهما تفضل محطة الغمراوي أمام (عصير قصب منصور) وأخرين يفضلوا الناحية الأخري من الشارع عند(عصير قصب جرجس ) !!، وليس العملية مرتبطة بديانة كل من صاحب المحل، ولكن هكذا كانت !!
وهكذا الحنين إلي الماضي في بعض صوره أضعها أمامي وأمامكم لعل وعسي نتذكر شيئًا جميلًا في هذا الزمن... !!
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: منیل الروضة فی الشارع
إقرأ أيضاً:
أيمن الجميل: تدشين منطقة جرجوب الاقتصادية الخاصة نقطة مضيئة للاستقرار والتعاون بين إفريقيا وأوروبا
قال رجل الأعمال أيمن الجميل، إن موافقة مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بإنشاء منطقة جرجوب الاقتصادية الخاصة، بمساحة 400 ألف فدان تقريبا في الساحل الشمالي الغربي؛ تمثل نقطة انطلاق مهمة لتنمية المنطقة الغربية بكاملها، ونقلة نوعية لطرق التجارة والتعاون بين إفريقيا وأوروبا، رغم الصراعات والحروب المشتعلة فى منطقة الشرق الأوسط.
وأكد أن المنطقة الغربية تشهد حاليا أكبر نقلة نوعية في تاريخها؛ بفضل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتطوير موانئ المنطقة الغربية، وتحويلها إلى منطقة صناعية وزراعية متكاملة، وكذلك منطقة تخزين وترانزيت على خطوط التجارة البحرية بين دول جنوب أوروبا وإفريقيا، في سياق تحويل مصر إلى مركز عالمي للتجارة واللوجستيات.
وأضاف رجل الأعمال أيمن الجميل، رئيس مجلس إدارة مجموعة كايرو 3A للاستثمار الزراعي والصناعي، أن الأهمية الكبرى لتدشين منطقة جرجوب الصناعية، تأتي من التصور المتكامل للمنطقة، حيث تتضمن ما يلي:
- إنشاء مصنع لإعادة تجميع السيارات المستعملة الواردة من كوريا واليابان، وإعادة تصديرها للدول الإفريقية.
- استصلاح أراضٍ زراعية تقوم على أساسها بعض الصناعات، مثل “صناعة الزيوت، تصنيع وتعبئة المنتجات الزراعية.”.
- إنشاء محطة حاويات في ميناء جرجوب التجاري؛ لخدمة البضائع القادمة من شرق آسيا، ومتوجهة إلى كل من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
- إنشاء خط أنابيب بترول من الأراضي الليبية وحتى ميناء جرجوب، وإعادة التصدير للدول الأوروبية.
- إنشاء قاعدة لوجستية؛ لتوفير خطوط شحن جديدة، بالتعاون مع شركة ترسانة الإسكندرية لبناء السفن.
- إنشاء مدينة سكنية، كتوسع مستقبلي لمنطقة جرجوب، ومناطق سياحية وترفيهية.
وأضاف رجل الأعمال أيمن الجميل، أن تطوير المنطقة بالكامل، يقوم على إنشاء وتشغيل ميناء جرجوب البحري في مدينة النجيلة، على مساحة 2169 فدانا غرب مدينة مرسى مطروح، والمتوقع أن ينقل تلك المنطقة النائية إلى العالمية، ويوفر الآلاف من فرص العمل لشباب المنطقة الغربية.
واستطرد: كما يعمل ميناء جرجوب على استقبال السفن التجارية القادمة من أوروبا إلى إفريقيا، أو إلى دول آسيا، عبر خطوط النقل الجديدة إلى بورسعيد والسويس في الشرق، لافتا إلى أن الميناء مخصص بداخله أيضا، أرصفة لاستقبال السفن السياحية من جميع دول العالم؛ لخدمة التنمية السياحية بمطروح.
وتابع رجل الأعمال أيمن الجميل، أن مشروع ميناء جرجوب البحري والمنطقة الاقتصادية الصناعية، يعمل على إقامة عدد من الفنادق العالمية، وخلق مجتمعات عمرانية حوله، ومنطقة اقتصادية وصناعية لوجيستية وسكنية، ومدينة سياحية عالمية، ومركزا اقتصاديا، ومدارس وملاعب ومراكز استشفاء.
وأكد أن المشروع يوفر حوالي 30 ألف فرصة عمل، ويعتبر الأقرب لسواحل أوروبا، ويربط قارة أوروبا بإفريقيا، والأهم، أنه يقدم النموذج الناجح لإمكانية التعاون بين القارات الثلاث (أوروبا وإفريقيا وآسيا) على مستوى التجارة والتنمية وتبادل السلع، في مواجهة نماذج التدمير والحروب وحل المشكلات بالقوة الغاشمة.