تعرف على بدائل غير أمريكية للتواصل الاجتماعي ؟؟
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
يمانيون../
إن السيطرة الأمريكية على منصات التواصل الاجتماعي تعني أن المستخدمين حول العالم يخضعون، بشكل أو بآخر، لسياسات هذه الشركات، والتي تحولت إلى أداة للرقابة والانتهاك الصارخ للخصوصية. وقد أثبتت فضائح متعددة مثل فضيحة كامبريدج أناليتيكا عام 2018، التي كشفت عن استغلال بيانات ملايين المستخدمين من قبل فيسبوك لأغراض سياسية، أن هذه الشركات لا تتوانى عن بيع المعلومات لصالح جهات أخرى.
في هذا السياق، تزايد البحث عن بدائل غير أمريكية توفر للمستخدمين بيئة آمنة بعيدًا عن أعين الشركات الكبرى التي تتخذ من وادي السيليكون مقرًا لها. ومن بين هذه البدائل، ظهرت منصات إيرانية، صينية، روسية، وأوروبية، فضلاً عن حلول لامركزية تقدم مستوى عالٍ من الخصوصية والاستقلالية.
البدائل الإيرانية: خيارات مناسبة لمستخدمي محور المقاومة
مع تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية، طورت إيران منصات محلية تناسب المستخدمين الذين يبحثون عن بدائل بعيدة عن النفوذ الأمريكي، ومن أبرزها:
* روبیکا (Rubika): تطبيق شامل يجمع بين المراسلة، ومشاركة الوسائط، والتواصل الاجتماعي، ويوفر بيئة آمنة للمستخدمين داخل إيران.
* سروش (Soroush): بديل إيراني لتلغرام، تم تطويره لتعويض الفراغ الذي تركه الحظر الجزئي على تطبيق تلغرام داخل إيران، ويوفر تشفيرًا عالي المستوى.
* آی گپ (iGap): منصة مراسلة فورية تقدم ميزات مشابهة لتطبيق واتساب، وتضمن للمستخدمين بيئة خالية من الرقابة الغربية.
* بالا بالا (Bala Bala): منصة تواصل اجتماعي تهدف إلى توفير تجربة مماثلة لإنستغرام للمستخدمين داخل إيران.
البدائل الصينية: منصات عملاقة بديلاً عن التطبيقات الغربية
تعد الصين واحدة من الدول القليلة التي نجحت في بناء نظام تواصل اجتماعي مستقل تمامًا عن الشركات الأمريكية، وتملك بدائل قوية توازي، بل وتتفوق في بعض الأحيان، على نظيراتها الغربية:
* WeChat (ويتشات): التطبيق الأكثر استخدامًا في الصين، والذي يجمع بين خدمات المراسلة، وشبكة اجتماعية، وخدمات الدفع الإلكتروني، مما يجعله بديلاً متكاملاً عن فيسبوك وواتساب.
* Weibo (ويبو): منصة تشبه تويتر لكنها تتيح حرية أكبر في التعبير داخل الصين مقارنة بالرقابة المفروضة على تويتر في الغرب.
* TikTok (دوين – Douyin): النسخة الصينية من تيك توك، والتي تخضع لقوانين مختلفة عن النسخة الدولية، مما يجعلها أقل عرضة للرقابة الغربية.
* Baidu Tieba: منصة اجتماعية تعتمد على المنتديات والمناقشات العامة، شبيهة بمنصة “ريديت”.
البدائل الروسية: حماية خصوصية المستخدمين بعيدًا عن الهيمنة الغربية
منذ تصاعد الخلافات السياسية بين روسيا والغرب، سعت موسكو إلى تعزيز منصاتها المحلية، وقدمت مجموعة من البدائل القوية، ومنها:
* VKontakte (VK): البديل الروسي لفيسبوك، يتمتع بشعبية واسعة في روسيا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق، ويقدم ميزات مماثلة دون الخضوع للرقابة الغربية.
* Telegram: رغم أنه لم يعد منصة روسية بالكامل بعد انتقال مؤسسه بافيل دوروف إلى الإمارات، فإنه لا يزال يُعد خيارًا أكثر أمانًا مقارنة بالمنصات الأمريكية.
* Yandex.Zen: منصة تدوين ومشاركة محتوى تُعتبر بديلاً روسيًا لمواقع مثل “Medium” و”Facebook Notes”.
البدائل الأوروبية واللامركزية: خيارات عالمية تحترم الخصوصية
في ظل تصاعد القلق بشأن سيطرة الشركات الأمريكية على البيانات، ظهرت العديد من المنصات الأوروبية واللامركزية كبدائل توفر حرية تعبير أكبر وخصوصية أقوى:
* Mastodon (ألمانيا): منصة لامركزية شبيهة بتويتر، تعمل عبر شبكة من الخوادم المستقلة، مما يجعلها غير خاضعة لسيطرة كيان واحد.
* Pixelfed (ألمانيا): بديل لإنستغرام يعتمد على مبدأ اللامركزية.
* Diaspora (مشروع عالمي): شبكة اجتماعية لامركزية تتيح للمستخدمين امتلاك بياناتهم والتحكم الكامل في خصوصيتهم.
* Session (أستراليا): تطبيق مراسلة يعتمد على شبكة لامركزية لحماية بيانات المستخدمين من التتبع.
الخاتمة
في ظل تصاعد المخاوف بشأن الخصوصية، وانتهاكات الشركات الأمريكية للبيانات، والتضييق على الأصوات المستقلة، أصبح البحث عن بدائل آمنة وموثوقة ضرورة ملحة. وبينما توفر إيران حلولًا مناسبة لمستخدمي محور المقاومة، وتقدم الصين منصات قوية بعيدًا عن الرقابة الغربية، توفر روسيا وأوروبا خيارات متنوعة تراعي خصوصية المستخدمين. ومع تزايد الإقبال على الحلول اللامركزية مثل Mastodon وDiaspora، يبدو أن المستقبل يحمل مزيدًا من التنوع في مشهد التواصل الاجتماعي، مما يمنح المستخدمين حرية أكبر في اختيار المنصات التي تناسب احتياجاتهم وتحفظ بياناتهم من الاستغلال.
في النهاية، يبقى القرار بيد المستخدم: هل يختار البقاء في بيئة تسيطر عليها الشركات الأمريكية، أم يتجه نحو البدائل التي تضمن له حرية التعبير والخصوصية؟
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشرکات الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
علي جابر: منصات «التواصل» تبث أخباراً زائفة
دبي: «الخليج»
أكد علي جابر، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إم بي سي» و«شاهد»، أهمية دمج الإعلام القديم مع الجديد لمواكبة التغيرات المتلاحقة والمتسارعة في هذه الصناعة والناتجة عن التطور التكنولوجي.
وتحدث خلال جلسة «عالم بلا أخبار» ضمن دردشات إعلامية، التي استضافها منتدى الإعلام العربي ضمن قمة الإعلام العربي، وأدارتها الإعلامية نانسي نور في إكسترا نيوز، عن العلاقة المعقدة بين الإعلام القديم والجديد، مقدماً رؤيته لمستقبل المهنة.
وقال إن الأخبار في السابق كانت تستقى من مصادر محددة، أما الآن فأصبحت تستقى من مصادر متعددة بعضها موثوق والآخر غير موثوق، مثل منصات التواصل الاجتماعي التي تبث في الكثير من الأوقات أخباراً زائفة وغير حقيقة، ما قد يثير بلبلة.
وأكد أن الأخبار هي حاجة إنسانية وليست ترفاً، إذ لا يمكن الاستغناء عنها للوقوف على ما يحصل في العالم من حولنا، مشيراً إلى أن العلاقة بين الإعلام الحديث والقديم هي علاقة تنافسية تكاملية.
وأضاف أن الإعلام التقليدي بحاجة إلى مواكبة المتغيرات بحيث يتم تطويع مواده بحسب كل منصة واشتراطاتها لإيصال المعلومات الصحيحة للجمهور عبر هذه المنصات والاستفادة منها في نقل الحقائق ودحض الزائف منها.
وأوضح علي جابر أن العلاقة بين الإعلام القديم والحديث ليست صراعاً، بل هي تحول طبيعي، إذ إن كل جيل يحمل أدواته، وما نراه اليوم هو تطور تقني فرض نفسه على وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن الصحف والقنوات التي لم تتكيف مع هذا التحول ستفقد جمهورها أو تصبح صوتاً خافتاً.
وحول أبرز التحديات التي تواجه الإعلاميين في هذه المرحلة؟ قال إنها تتمثل في المصداقية، في زمن «السوشيال ميديا»، فالجميع ينشرون، دون أن يتحققوا أو يحللوا، فضلاً عن تحدي الحفاظ على الهوية والمهنية وسط فوضى المحتوى التجاري والسريع.
وعن الفرص المتاحة، قال إنه في صناعة الإعلام، فتحت التكنولوجيا الأبواب أمام كل إعلامي شاب ليخلق محتوى مستقلاً، ويصل إلى الجمهور دون مؤسسات ضخمة. من خلال الذكاء الاصطناعي، وأدوات التحليل، والتفاعل المباشر مع الجمهور، وكلها جيدة متى ما وظفت بشكل ذكي وأخلاقي.
وشدد جابر على أهمية أن يعيد الإعلام التقليدي النظر في أسلوبه، في سرعة تفاعله، في طريقة تقديمه للمعلومة، فالجمهور تغير، ولا ينتظر نشرات الثامنة ليعرف ما يحدث، ومن لا يتغير فسينقرض.
ولفت إلى أهمية تطوير مهارات الإعلاميين وتأهيلهم للتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه التقنية لن تحل محل البشر، وأن اللمسة الإنسانية في العمل الصحفي والإعلامي ستظل مطلوبة.