الجفري والمفتي ووزير الأوقاف يشهدون حفل إطلاق مجلة"طابة"
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلقت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات مجلة طابة، في خطوة نحو الربط بين التراث الإسلامي والفكر المعاصر، في حفل حضره فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصري، وفضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصرية، والحبيب علي الجفري رئيس مجلس أمناء مؤسسة طابة والدكتور أيمن عبد الوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتورة أمل مختار الخبيرة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وقدم أحمد رأفت رئيس تحرير المجلة، خلال اللقاء الذي أداره الشيخ مصطفى ثابت مدير مبادرة سؤال بمؤسسة طابة، تعريف بالمجلة والمساحة المعرفية التي تتحرك فيها وما تقوم به من تعريف التقاليد الإسلامية لدراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية، سعيًا لإعادة إحيائها"، مشيرًا إلى أن هذا الهدف، وهذه المهمة ليست رفاهية أو كمالية، بل هي ضرورية ومحورية لهذه العلوم نظرًا لما توفره التقاليد الإسلامية من حقائق ويقينيات حول الإنسان، الذي هو محور الدراسة.
ووضح رأفت، أهمية هذه اليقينيات في كونها الأساس الذي ننطلق منه في طلب المعرفة الاجتماعية؛ فالمعرفة الاجتماعية لا تُستخلص إلا على أساس المعلومات عن ماهيات الأشياء التي تقوم بتحليلها". وعبر عن أن المشكلة في التقاليد الغربية التي بُنيت عليها العلوم الاجتماعية في صورتها الحالية هي أنها "قد قطعت صلتها بالوحي والمقدس، وسعت لإحلال مفهوم الإله عبر أداء وظائف اجتماعية مختزلة ظنّوا أن لها هذا الدور. وقدمت هذه التقاليد رؤية كونية للحياة والإنسان لا نسلم بها، كما لا يمكننا التوفيق بينها وبين الحقائق التي نؤمن بها".
وفي سؤال عن النموذج المعرفي أجاب الدكتور علي جمعة " أن مفهوم النموذج المعرفي له تاريخ طويل؛ فقد بدأ في اللغة الإنجليزية ومصطلح “Paradigm” كان يُشير أساسًا إلى شبكة التصريف في المعاجم، مثلما نقول: ضربة، يضرب، أضرب، مضروب، ضارب)، إذ تُشكّل هذه الشبكة شجرة من أزمنة وأشكال الفعل، وقد طُبِّق هذا المفهوم في عالم الأفكار مع ظهور الثورات العلمية، إذ رأى توماس كون أن الثورة العلمية تحدث حين يتغير الـ “Paradigm”، فالنموذج الذي كان سائدًا عند اليونانيين اختلف عما كان عند نيوتن، ومن ثم عند أينشتاين، مما أحدث ثورة في العلم".
وأكمل الدكتور علي جمعة بأن "النموذج المعرفي يشكّل العمود الفقري للفكر الأوروبي، واستُخدم هذا النموذج في فهم العلوم؛ حتى أن كلمة “Science” عند الترجمة في القرن التاسع عشر اُقتُصرت على المعنى التجريبي، بينما لدينا مفهوم أشمل لمفهوم العلم يتضمن المعقول والمنقول والمعرفة العرفانية".
وبدوره أكد مفتي الديار المصرية الدكتور نظير عياد أهمية الحديث عن هذا الموضوع على اعتباره "من الموضوعات المهمة التي تتناول كيفية مواجهة الأحداث والظروف، لا سيما ونحن نحتفل بقدوم مولود جديد نسأل الله له التوفيق والسداد، وهو ما يتعلق بمجلة طابة الإلكترونية".
ووضح د. نظير عياد "التأثير البالغ للفلسفة في الواقع، إذ إن هذا التأثير نشأ مع ولادة الفلسفة وتطورها. فمثلًا، توقفنا عند الفيلسوف اليوناني سقراط، الذي اعتمد الحوار الجدلي كمنهج لتفكيك الخرافات والقضاء على الأساطير، معتبرًا أن مهمته تختلف عن مهمة التوارث التقليدي، إذ يعمل على توليد المعاني من العقول والأذهان".
وتابع الدكتور نظير "النموذج الفلسفي الإسلامي لم يقتصر على المحاكاة أو التقليد، بل أضاف فيه المفكرون المسلمون ما يستحقه من تجديدٍ وتطوير، وهذا ما نتطلع إليه في مجلة طابة، إذ نسعى إلى تحويل الأفكار المجردة إلى نصوص خالدة، مستندين إلى تراثٍ حضاري يمتد من الحضارة اليونانية الأولى مرورًا بسقراط وأفلاطون وأرسطو، وصولًا إلى المدارس في العالم الإسلامي".
وأعرب وزير الأوقاف المصري عن أصدق تهانيه بمناسبة صدور مجلة طابة، وأكد على أن "هذا العمل العلمي الهام يهدف إلى نشر البحوث التي تدور في فلك اهتمامات المؤسسة" وتابع وزير الأوقاف"واليوم، أشعر بفرح بالغ لرؤية مولود جديد لمؤسسة طابة يتمثل في هذه المجلة التي نأمل أن تجتذب عبر عمرها الطويل أقلام الباحثين والمعنيين بالعلوم العقلية والفلسفية وعلوم الحكمة، مع ربطها بالعلوم التطبيقية، وقال: إن رؤيتنا هي أن تكون هذه المجلة بداية حقيقية لنهضة العقل المسلم".
وعبر الدكتور أيمن عبد الوهاب عن سعادته بهذا اللقاء وبالأفكار العميقة التي تم طرحها، رغم أنها تتطلب "جولات نقاشية مستفيضة"، موضحًا أن الهدف من إصدار مجلة طابة هو "أن تُشكّل سدًّا فكريًا يعالج الثغرات الموجودة في الخطاب الإسلامي الحالي، ويسهم في نقل الفكر الإسلامي إلى واقعنا المعاصر".
وأضاف عبد الوهاب: "إننا نشهد اليوم تحولات جذرية في المفاهيم التكنولوجية والصناعية؛ فقد سادت الصور الأولى التي كانت تهدف لتحسين جودة الحياة، بينما تُحدث الصور الحديثة تغييرًا في فلسفة الحياة بفضل الارتباط الوثيق بين الإنسان والآلة. وهذا يفرض علينا مسؤولية كبيرة في مواجهة الأفكار التي قد تُعبّر عن أزمة الفكر الغربي".
و قالت الدكتورة أمل مختار، إن أهمية مجلة طابة تكمن في كونها ستكون المنبر الأساسي لنقل رؤية المؤسسة في إطار النموذج المعرفي، إذ يحمل هذا الموضوع عمقًا كبيرًا يستدعي نقاشات متعمقة في الإصدارات القادمة".
وتابعت، هذه المجلة تأتي في وقت نحتاج فيه إلى تجاوز الانقسامات بين مؤيدي النموذج الغربي ومن يرون في التراث مرجعًا وحيدًا، لكي نخرج من دائرة الصراع الفكري المستمر".
وقدم الفيلسوف الإيراني سيد حسين نصر، -البروفيسور في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن- مشاركة عن بعد عبر الإنترنت عبر فيها عن تهنئته بإطلاق مجلة طابة، وقال إنه من المهم والضروري إصدار المجلات والكتب التي تهتم بالحكمة والفضيلة، وبين إن إطلاق هذه المجلة هي خدمة كبيرة للإسلام وإلى الحقيقة وإلى الرسالة النبوية المحمدية، وذكر أن مجلة طابة بدأت بداية قوية ونأمل أن تبقى بهذه القوة لسنوات طويلة ببحوثها عن الحكمة والفكر العميق والفلسفة الإسلامية.
وهنأ الشيخ عبد الواحد يحيى مؤسسة طابة قائلا "لا يجد اللسان معبرًا عن مشاعري في هذا اللقاء المبارك؛ فهو حقًا مفخرة عظيمة. الحمد لله رب العالمين الذي أتاح لنا حضور هذا الجمع الطيب، ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع.
وعقب الحبيب علي الجفري "أشكر الله تعالى على تشريفكم حضور هذه المناسبة المباركة، وأبارك للأخوة والأبناء الذين ساهموا في بروز هذه المجلة، التي لطالما رُويت فكرة إصدارها منذ سنوات" وتابع الحبيب "نسأل الله أن تكون مجلة طابة منبرًا جادًا لنشر المقالات الوازنة التي تنطلق من مزج مساقي التجديد والإحياء، وتشتمل على تنوع في الرؤى". واختتم الحبيب اللقاء داعيًا"نأمل أن تبقى هذه المجلة منبرًا للمشاريع الفكرية العميقة، وأن تكون إسهاما حقيقيا في صياغة المرحلة المقبلة من الفكر الإسلامي المعاصر".
جدير بالذكر، حضور الشيخ عبد الواحد يحيى، ومحمد علي الجفري، والسيد عبد الله الجفري، والدكتور محمد حسن، حفل إطلاق المجلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مؤسسة طابة الحبيب علي الجفري مفتي الديار المصرية وزير الاوقاف هذه المجلة
إقرأ أيضاً:
الوقاحة تجعل إجابات شات جي بي تي أفضل.. لماذا؟
وجد مجموعة من الباحثين في جامعة ولاية بنسلفانيا أن الطريقة التي تتحدث بها مع نماذج الذكاء الاصطناعي، وخصوصا "شات جي بي تي"، تؤثر في جودة الردود والمعلومات التي تتلاقها منها، إذ إن الحديث مع النموذج بشكل وقح وجاف يقدم نتائج أفضل وأعلى جودة، وفق تقرير نشره موقع "ديجيتال تريندز".
وأثارت الدراسة مجموعة من ردود الفعل المتباينة حول قدرة النموذج على فهم الأحاديث واستيعابها، فضلا عن كون الفارق بين جودة الردود في كلا الحاتين لا يزيد عن 4%.
منهجية مختلفة للدراسةاعتمد الفريق على منهجية مختلفة لقياس جودة الإجابات ودقتها، إذ اختار الفريق مجموعة متنوعة من الردود بدءا من الردود المؤدبة للغاية وحتى الردود العنيفة التي يمكن وصفها بالوقحة للغاية.
كما اختار الفريق النموذج عبر تجميع أكثر من نبرة صوت وطريقة أسئلة معا، كأن يبدأ السؤال بطريقة مؤدبة للغاية، ثم يتحول إلى النبرة الوقحة للغاية، والعكس صحيح.
Rude prompts to LLMs consistently lead to better results than polite ones ????
The authors found that very polite and polite tones reduced accuracy, while neutral, rude, and very rude tones improved it.
Statistical tests confirmed that the differences were significant, not… pic.twitter.com/oddVFymw25
— Rohan Paul (@rohanpaul_ai) October 10, 2025
وجاءت النتائج متباينة للغاية، فاستخدام الردود المؤدبة للغاية جعل دقة الإجابات تصل إلى 80%، وهي تتزايد نسبيا مع تزايد نسبة الوقاحة في الحديث.
وعند الانتقال إلى الحديث بطريقة محايدة، ترتفع جودة الإجابات إلى 82.2% وتصل إلى 84.8% مع استخدام الردود الوقحة للغاية مع النموذج، وكانت في بعض الأحيان تصل إلى 86%.
ويشار إلى أن جميع الأسئلة التي وجهت للنموذج هي أسئلة اختيارات متعددة، أي أنها ليست مجرد أسئلة معتادة.
درجة أقل من الوقاحةورغم اعتماد الفريق درجة "وقح للغاية" في بعض الأحاديث، فإن مستوى الحديث لم يصل حد البذاءة، بل كان يتراوح بين وصف النموذج بالغبي وأمره مباشرة بإيجاد حل لهذا السؤال، وحتى وصفه بالمخلوق الضعيف وتهديده بإلغاء الحساب تماما.
ويتوقع الفريق أن البذاءة قد تؤدي إلى توقف النموذج عن العمل أو الاستجابة للأوامر، وربما التحول إلى نسخة مراقبة من النموذج مع التغيرات الأخيرة التي أضافتها الشركة عليه.
إعلانوتعزز تجارب المستخدمين المنتشرة عبر الإنترنت من نتائج هذه الدراسة، إذ وجد عدد من المستخدمين أن الحديث معه بشكل عنيف يجعل نتائجه أفضل، ومن بينهم مستخدم اختبر هذا الأمر في أكثر من 500 محادثة مختلفة.
هل يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي قراءة المشاعر؟تتعارض نتائج هذه الدراسة مع مجموعة أخرى من الدراسات أجريت العام الماضي، ووجدت تلك الدراسة أن ارتفاع مستوى الوقاحة في الحديث يتسبب في خفض جودة الأجوبة بشكل مباشر، بل يتسبب في تقديم معلومة مغلوطة أو إخفاء المعلومات الحقيقية المفيدة.
وتعرضت تلك الدراسة لمجموعة من نماذج الذكاء الاصطناعي المتعددة في مختلف اللغات، لذلك قد تأتي النتائج متنوعة قليلا، كما أنها استخدمت نسخة أقدم من "شات جي بي تي".
ويتوقع الباحثون أن الذكاء الاصطناعي ليس قادرا على قراءة مشاعر المستخدم بشكل مباشر وإدراكها، ولكن تمت برمجته بشكل يجعله يستجيب بشكل أفضل للمستخدم المستاء الذي يستخدم ألفاظا تعبر عن الاستياء.
ويعني هذا أن فريق "أوبن إيه آي" قام ببرمجة النموذج على الاستجابة لهذه الأوامر بشكل أفضل من الأوامر المعتادة، ويشبه هذا الأمر استجابة موظفي خدمة العملاء عند الحديث معهم بنبرة جافة وطلب تقديم شكوى وغيرها من الأمور.