تصريحات ترامب بشأن غزة: صدمة عالمية وخطة خيالية أم مناورة سياسية؟
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة موجة واسعة من ردود الفعل الدولية، حيث جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار ترامب إلى خطته لتهجير سكان القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما أثار استغراب المحللين السياسيين، الذين رأوا في التصريح تحولًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وفقًا لتحليل الصحفي الأمريكي بيتر بيكر في صحيفة نيويورك تايمز، فإن تصريحات ترامب ليست مجرد تفكير غير تقليدي كما وصفه نتنياهو، بل تمثل خطة غير مسبوقة تتجاوز كل الحدود الدبلوماسية والقانونية.
ويشير بيكر إلى أن ترامب خلال فترته الرئاسية الثانية أصبح أكثر جرأة في طرح أفكار غير تقليدية، بدءًا من رغبته في شراء جزيرة جرينلاند، وضم كندا، واستعادة قناة بنما، إلى أن وصل إلى اقتراح السيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى منطقة اقتصادية عالمية.
ردود فعل دولية غاضبة على خطة ترامب1. انتقادات قانونية وسياسيةلم يذكر ترامب أي سلطة قانونية تتيح للولايات المتحدة الاستيلاء على أراضي الغير.تجاهل حقيقة أن التهجير القسري لسكان غزة يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.لم يوضح كيف سيتم إعادة توطين مليوني فلسطيني، وهي مهمة لوجستية وسياسية معقدة للغاية.2. مستشارون أمريكيون يهاجمون الفكرةأندرو ميلر، المستشار السابق في الشرق الأوسط خلال إدارات أوباما وبايدن، وصف تصريح ترامب بأنه "أكثر مقترحات السياسة الخارجية جنونًا" التي سمعها في حياته.هالي سويفر، المديرة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي، قالت إن الفكرة ليست فقط متطرفة، بل إنها منفصلة تمامًا عن الواقع.3. تأييد من أنصار إسرائيلعلى الجانب الآخر، أيد بعض الشخصيات الإسرائيلية فكرة ترامب، حيث رأى ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، أن استيلاء الولايات المتحدة على غزة قد يكون فكرة تاريخية وجريئة، معتبرًا أنها قد تكون "الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام والازدهار في هذا القطاع المضطرب".
هل تعكس تصريحات ترامب رؤية إمبريالية؟أوضح بيتر بيكر أن فكرة ترامب تعكس منهجه كرجل أعمال أكثر من كونه رئيسًا، حيث يعتبر غزة صفقة عقارية ضخمة، مستندًا في ذلك إلى تصريحات جاريد كوشنر، صهره ومستشاره السابق، الذي قال إن "الواجهة البحرية لغزة يمكن أن تكون ذات قيمة هائلة".
ومع ذلك، فإن هذه الرؤية تتجاهل تمامًا الحقائق السياسية والتاريخية، حيث لم يوضح ترامب كيف يمكن لأمريكا أن تحتل غزة دون التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط، خاصة وأن قطاع غزة يعاني دمارًا هائلًا بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
هل تصريحات ترامب تشتيت للانتباه أم مناورة سياسية؟يرى محللون أن تصريحات ترامب قد تكون وسيلة لتشتيت الانتباه عن قضايا أخرى، خاصة أن الاجتماع بينه وبين نتنياهو لم يتطرق بشكل جاد إلى تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
وأكد آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في الشرق الأوسط، أن خطة ترامب تتناقض مع سياسته السابقة التي ترفض التدخل الأمريكي في شؤون الدول الأخرى، وقد تؤدي إلى تشجيع روسيا والصين على اتباع نفس النهج واحتلال أراضٍ أجنبية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ترامب غزة الاحتلال الامريكي التهجير القسري اسرائيل نتنياهو القانون الدولي خطة ترامب الشرق الأوسط القضية الفلسطينية تصریحات ترامب الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. نواب: خطوة لاحتواء التصعيد.. وتجسيد لصواب الرؤية المصرية في إدارة الأزمات الإقليمية
برلماني:وقف إطلاق النار خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقةنائب:تطور إيجابي يبنى عليه لإحلال السلام في الشرق الأوسطبرلماني: وقف إطلاق النار نتيجة حتمية لتحركات متعددة المسارات قادتها القاهرةأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
أشاد عدد من نواب البرلمان بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدين أنه يمثل نقطة تحول فارقة في مسار التصعيد الإقليمي الذي كان يهدد بإشعال حرب موسعة في الشرق الأوسط.
بداية،ثمن النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران ،إسرائيل.
واعتبر النائب علاء عابد، وقف إطلاق النار بين الجانبين بمثابة خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقة ووضع حد لمعاناة المدنيين الأبرياء الذين دفعوا ثمن الصراع خلال الفترة الماضية.
واوضح عابد ،إن وقف إطلاق النار يُعد مؤشراً على وجود إرادة سياسية لدى الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار وتغليب صوت العقل والحكمة على لغة السلاح والعنف.
واكد النائب علاء عابد، علي أهمية استمرار المساعي الدولية والإقليمية لضمان استدامة الهدنة ومنع أي تصعيد جديد قد يعيد المنطقة إلى دائرة الصراع وعدم الاستقرار.
كما شدد النائب علاء عابد، على ضرورة اغتنام هذه الفرصة لتعزيز جهود السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط، بما يضمن حقوق الشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تبقى جوهر النزاع في المنطقة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد البدري عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أمين عام حزب الجبهة الوطنية بالمنيا، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تطور إيجابي يبنى عليه لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وباب للحلول السياسية لقضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
موقف مصر متزن وعقلاني
وأشار البدري في تصريحات صحفية له إلى أن مصر كانت منذ اللحظة الأولى صاحبة موقف متزن وعقلاني، يدعو إلى التهدئة ورفض التصعيد العسكري، موضحا أن القاهرة تحركت بشكل فعال عبر القنوات الدبلوماسية، بالتوازي مع جهودها المستمرة في الملف الفلسطيني، ما يعكس دورها التاريخي كركيزة إستقرار في المنطقة.
وشدد على أن وقف إطلاق النار لا يحل الأزمة بالكامل، لكنه يعطي فرصة حقيقية للعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن سلام دائم أو استقرار حقيقي دون إنهاء العدوان على غزة، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمته القدس الشرقية.
ولفت إلى أن اللحظة الراهنة تستدعي إصطفاف وطني شامل خلف القيادة السياسية، التي أثبتت حكمتها في التعامل مع الملفات الإقليمية بكل وعي وشجاعة، وعمل على توطيد ودعم المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها القوات المسلحة، التي هي قوة رشيدة، تحمي ولا تعتدي، مشيرا إلى أن الشعب المصري لطالما كان داعما للسلام العادل، ورافضا للعبث بأمن المنطقة أو تهديد شعوبها، مثمنا الجهود التي تبذلها القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية لوقف نزيف الدماء في غزة وإدخال المساعدات للقطاع .
في سياق متصل، أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يمثل نقطة تحول فارقة في مسار التصعيد الإقليمي الذي كان يهدد بإشعال حرب موسعة في الشرق الأوسط، موضحا أن هذا التطور يعكس بوضوح صواب الرؤية المصرية التي دعت منذ اللحظة الأولى إلى تغليب صوت العقل وتجنب الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة لا تُبقي ولا تذر.
وأوضح "الجندي"، أن مصر تبنت منذ اندلاع الأزمة خطابا متوازنا وعقلانيا، يركز على ضرورة احتواء التوتر عبر أدوات السياسة والدبلوماسية، انطلاقا من خبرة تاريخية متراكمة في إدارة الصراعات وتحقيق التوازنات، وهي رؤية لم تكتفِ بإدانة التصعيد بل تحركت عمليا عبر قنوات الاتصال المباشرة مع الأطراف المعنية دوليا وإقليميا، مما ساهم في خلق مناخ دولي ضاغط باتجاه التهدئة.
واعتبر عضو مجلس الشيوخ، أن وقف إطلاق النار نتيجة حتمية لتحركات متعددة المسارات قادتها القاهرة في ظل غياب أي آليات دولية فاعلة للردع أو الوساطة، مشددا على أن هذا الإنجاز يرسخ موقع مصر كفاعل إقليمي موثوق به، يمتلك أدوات النفوذ والتأثير، وقادر على ملء الفراغات التي خلفها ارتباك بعض القوى الكبرى في التعامل مع أزمات المنطقة.
وأشار "الجندي"، إلى أن هذا التطور وإن كان إيجابيا على المدى القصير، لا يجب أن يصرف الأنظار عن جذور الأزمة الأعمق، وهي القضية الفلسطينية، التي تظل بؤرة التوتر الرئيسية في المنطقة، قائلا: "لقد حذرت مصر مرارا من أن تجاهل المأساة المستمرة في قطاع غزة والاكتفاء بالتعامل مع أطراف الصراع بالقطعة لن يؤدي إلا إلى تجدد العنف"، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر والانتهاكات المتكررة بحق المدنيين لا تزال تمثل جرحا نازفا في الضمير الإنساني.
وشدد النائب حازم الجندي ، على أن أي تسوية جادة في الشرق الأوسط يجب أن تمر عبر بوابة العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني، عبر تنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، محذرا من أن التغاضي عن هذه الاستحقاقات سيُعيد المنطقة إلى مربع الاشتعال في أي لحظة.
وتابع قائلا:" إن ما حدث خلال الأيام الماضية يجب أن يكون درسا للعالم أجمع بأن التوازنات في الشرق الأوسط هشة، وأن تجاهل الحقوق المشروعة للشعوب يُنتج بيئات خصبة للعنف والتطرف"، مؤكدا أن مصر ستواصل دورها التاريخي في ترسيخ ثقافة السلام، ومواصلة تحركاتها لتثبيت وقف إطلاق النار، ودفع المجتمع الدولي نحو معالجة الأسباب لا فقط النتائج.