مستشار الأمن السابق للرئيس الأمريكي: ترامب لم يخسر لكن بوتين فاز بوضوح
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
عبر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن اعتقاده بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قد فاز بوضوح في لقاء القمة الذي جمعه مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بولاية ألاسكا، فيما رأى أن الرئيس ترامب "لم يخسر" في هذا اللقاء.
وقال بولتون، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، "من الواضح من الذي خرج منتصرا من اجتماع (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب و الروسي فلاديمير بوتين، حيث أصدر الزعيمان بيانين قصيرين بعد اجتماعهما عالي المخاطر في ألاسكا".
وأضاف "ترامب (لم يخسر)، لكن بوتين (فاز بوضوح)، معتبرا أن "ترامب لم يخرج بأي شئ، باستثناء المزيد من الاجتماعات".
في الوقت نفسه، قال بولتون إن بوتين "قطع شوطًا طويلاً في إعادة تأسيس العلاقة، والتي لطالما اعتقدت أنها كانت هدفه الرئيسي"، مضيفا "لقد أفلت من العقوبات (الرئيس الروسي).. لم يواجه وقف إطلاق النار، والاجتماع القادم لم يتم تحديده، و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي لم يتم إخباره بأي من هذا قبل هذا المؤتمر الصحفي".
وأضاف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق "الأمر أبعد ما يكون عن الانتهاء، لكنني أود أن أقول إن بوتين حقق معظم ما أراده.. ترامب حقق القليل جدًا".
الجدير بالذكر، غادر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ولاية ألاسكا بعد انتهاء قمته مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين فجر اليوم السبت 16 أغسطس 2025.
وأبدى كل من الرئيسين رضائهم عن نتائج القمة التي استغرقت ساعتين ونصف ساعة، تلاها مؤتمر صحفى حرص فى نهايته الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على دعوة ترامب إلى زيارة موسكو، وأكد الأخير أنه سيجرى الزيارة فى وقت قريب.
وحرص بوتين على شكر نظيره الأمريكى ترامب بعد دعوته من قبل الأخير لزيارة ولاية ألاسكا، مردفًا أن روسيا وأمريكا جارتان قريبتان على الرغم من أن المحيط يفصل بينهما، خاصة أن ولاية ألاسكا تمثل جزء كبير من التاريخ المشترك بين روسيا وأمريكا.
وقال بوتين، "حتى يومنا هذا، لا تزال ألاسكا تحتفظ بكمية كبيرة من التراث الثقافي لـ"أمريكا الروسية"، مؤكدًا أن نظيره الأمريكى استقبله بطريقة ودية.
أجواء إيجابية بين محادثات دونالد ترامب وفلاديمير بوتين
وسيطرت الأجواء الإيجابية على المحادثات بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، والتى جرت فى ولاية ألاسكا الأمريكية بعد دعوة ترامب لنظيره الروسى لزيارة الولاية وإجراء المحادثات لوقف الحرب بين موسكو وكييف.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا بأنه كان "مثمرا للغاية"، مؤكدا تحقيق تقدم هائل.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال الرئيس الروسي "أسسنا اتصالات مباشرة جيدة للغاية مع ترامب، ويجب تخطي العداء مع أميركا إلى الحوار".
وأشار الروي إلى أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أدنى مستوى مؤخراً، مضيفًا "من الضروري تصحيح مسار العلاقات مع أميركا والبدء في العمل المشترك".
وبشان التسوية في أوكرانيا، قال الرئيس الروسي: "التسوية في أوكرانيا يجب أن تكون طويلة الأمد"، مشيرًا إلى أنه شرح للرئيس الأميركي الرؤية الروسية بشأن الأزمة مع كييف قائلًا "اتفقت مع ترامب على ضرورة ضمان أمن أوكرانيا لكن مع تلبية مطالبنا".
وقال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إن "الأجواء ممتازة عقب المفاوضات في ألاسكا".
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تم إحراز "تقدم كبير" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأوضح أنه سيتحدث مع قادة أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قريبًا.
وتابع: "لم نصل إلى ما نريد لكن لدينا فرصة جيدة لتحقيق ذلك"، مشيرًا إلى إحراز تقدم رائع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستشار الأمن القومي ترامب بوتين جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق فلادیمیر بوتین الرئیس الروسی دونالد ترامب ولایة ألاسکا
إقرأ أيضاً:
دونالد ترامب يسعى لتغيير أنظمة الحكم في أوروبا
ترجمة: أحمد شافعي
متى سنفهم الرسالة؟ كنت أمزح قبل شهور قليلة فأقول إن أوروبا في ما يتعلق بدونالد ترامب تحتاج إلى أن تتعلم من شخصية ميراندا هوبز في مسلسل (الجنس والمدينة) فتدرك أنه «ببساطة غير مهتم بك».
ثم اتضح الأسبوع الماضي أن في هذا المزاح تهوينًا من المشكلة؛ فليس أمر أمريكا في عهد ترامب أنها غير مبالية فقط بأوروبا، وإنما هي تكن لها العداء، وهذا أمر له تبعات هائلة على القارة وعلى بريطانيا لا يزال كثير للغاية من قادتنا يرفضون مواجهتها.
لقد انكشف عمق العداء الأمريكي بجلاء شديد في استراتيجية الأمن الوطني الأمريكية الجديدة، وهي وثيقة من تسع وعشرين صفحة تمثل بيانا رسميا بالسياسة الخارجية لإدارة ترامب الثانية. وفي هذه الوثيقة الكثير مما يرثى له، ابتداء بعلامات التنصيص المريبة التي تظهر حول الإشارة الوحيدة إلى «تغير المناخ»، لكن الفقرات الأشد صدمة هي التي تستهدف أوروبا.
قد تتصورون أن الصين وروسيا في نظر الولايات المتحدة هما التهديدان الاستراتيجيان الحقيقيان الجديران بالانتباه، لكن الوثيقة لا تشير إليهما إلا بسطحية وإيجاز نسبي. فأوروبا هي التي تثير فريق ترامب بحق، ولذلك تطلق الوثيقة على أوروبا مفرقعاتها اللغوية، فتحذر من أن الركود الاقتصادي و«الرقابة على حرية التعبير وقمع المعارضة السياسية وانخفاض معدلات المواليد انخفاضًا حادًا» والهجرة في المقام الأكبر تنذر بـ«احتمال صارخ لانطماس حضاري».
لستم بحاجة إلى برنامج متقدم لفك الشيفرات كي تستخلصوا معنى هذا. فالوثيقة تتخوف من أن بعض بلاد أوروبا سوف تصبح عما قريب «ذات أغلبية غير أوروبية»، وذلك ما لا يمكن ترجمته إلا بأنها ستكون «غير بيضاء». وأي شك في هذا تبدد في الخطاب المسهب الذي ألقاه الرئيس في بنسلفانيا يوم الثلاثاء وتساءل فيه عما يجعل الولايات المتحدة تستقبل فقط بشرًا من «بلاد منحطة» من قبيل الصومال، وتساءل في حسرة «لماذا لا يكون لنا بعض الناس من النرويج والسويد... ومن الدنمارك؟».
لعل هذا ما كان ليصبح ذا شأن كبير لو أن غاية أمره أنه يؤكد أن ترامب ودائرته ينظرون إلى أوروبا بمثل عدسات الحرب الثقافية التي ينظرون بها إلى الولايات المتحدة فيلومون الهجرة و(التنوع والمساواة والاحتواء) وسياسات «الصحوة» في إضعاف المجتمعات التي كانت أقوى حين كانت أغلبيتها بيضاء مسيحية (وذلك فهمهم لـ(الأوروبي»). ولكن ذلك ليس محض لغو تلغو به شبكة فوكس نيوز. إنما هو خطة.
توضح وثيقة الأمن الوطني أن إدارة ترامب لن تقف ساكنة بينما تسمح أوروبا لنفسها بأن تصبح «قارة أخرى في غضون عشرين عاما أو أقل». فهي تخطط لخوض الصراع، بدعم أحزاب أقصى اليمين القومية المتطرفة التي تصفها بـ«المقاومة». وتقول إن «التأثير المتنامي للأحزاب الأوروبية الوطنية» يدعو لأقصى التفاؤل وإن الولايات المتحدة سوف تبذل أقصى ما في وسعها لمساعدة أوروبا على «تصحيح مسارها القائم»؛ أي أن الولايات المتحدة بعبارة أخرى مستعدة للسعي إلى تغيير أنظمة حكم في أوروبا وسوف تلقي بثقلها وراء أمثال «حزب البديل من أجل ألمانيا» في ألمانيا وحزب (التجمع الوطني) في فرنسا وبالطبع حزب (الإصلاح) في المملكة المتحدة.
يسعى المدافعون عن ترامب إلى القول بأنه ما من مشكلة لدى إدارته مع أوروبا في ذاتها، لكن ما لا تحتمله هو الاتحاد الأوروبي. ويقولون إن أوروبا ذات الدول الوطنية المنفردة ذات السيادة سوف تلقى ترحابًا دافئًا من واشنطن في عهد ترامب.
ويتصادف وحسب أن هذا هو ما يفضله أيضا فلاديمير بوتين الذي يعد إضعاف الاتحاد الأوروبي أو كسر شوكته هدفا استراتيجيا له منذ عقود. فلا عجب في أن الكريملين يكيل الثناء للخطة الأمريكية الجديدة التي سرَّه أنها متوافقة مع «رؤيتنا».
قد يكون الحديث عن الرؤى أمرًا جليلًا؛ فلعل ما يقود واشنطن إلى مشاركة موسكو في ازدرائها للاتحاد الأوروبي ليس فلسفة ولكنه شيء أدنى كثيرا.
ولاحظوا الطريقة التي رأت جوقة من مسؤولي ترامب أن تؤكد بها موقفها المناهض للاتحاد الأوروبي ـ بأجلّ العبارات بالطبع ـ فور فرض بروكسل غرامة على موظف ترامب السابق إيلون ماسك قدرها مائة وعشرون مليون يورو بسبب ممارسات «الخداع» المتبعة في منصته إكس. فهل يمكن أن يكون ما يمقته ترامب وأتباعه حقا في الاتحاد الأوروبي هو أنه من القوى القليلة في الكوكب القادرة على كبح قوتهم؟ وأن للاتحاد الأوروبي عضلات، وذلك فقط ما يثير غضب أمثال ماسك وترامب، خاصة وأن القاسم المشترك في ولاية ترامب الثانية هو الرغبة في إزالة أو إضعاف أي قيد على حرية التحرك. فخير له طبعا وجود تجمع فضفاض من سبع وعشرين دولة يمكنه تقسيمها والنفاذ فيها من وجود كتلة ذات بأس تعمل مجتمعة.
غير أن الدافع ليس ذا قيمة كبيرة، فسواء اعتبرت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي عدوا لأسباب مصلحية أم أيديولوجية، فإنها الآن تراه عدوًا. وكان ينبغي أن يكون هذا واضحا في غضون أسابيع من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وكان ينبغي أن يتضح بلا شك في فبراير حينما وبخ فلودومير زيلينسكي في المكتب البيضاوي. لكن ها هي الولايات المتحدة أوضحت عداءها بلا لبس وعلى نحو لا جدال فيه.
لكن المشكلة هي أن قادة أوروبا لا يزالون غير قادرين على مواجهة هذه الحقيقة الجديدة المؤلمة.
فقد أعلن رئيس الناتو مارك روته يوم الخميس بنبرة منذرة أن «روسيا أرجعت الحرب إلى أوروبا» و«أننا هدف روسيا التالي». وتخوف من أن الكثيرين لا يشعرون بخطورة التهديد. لكنه لم يشر إلى أن أقوى عضو في حلف الناتو أي الولايات المتحدة، قد اختار الفريق الذي سوف يقف معه في هذه الحرب، وأن الاختيار قد وقع على روسيا.
لاحظوا كيف تزيد الولايات المتحدة الضغوط على أوكرانيا كي تقبل شروطًا للهدنة ملائمة لروسيا، وتصدر تعليمات لكييف بالانسحاب من أجزاء في الدونباس لا تزال تسيطر عليها، دونما ضمانات بألا تقوم القوات الروسية ببساطة بالتحرك للاستيلاء على ما تخلت عنه أوكرانيا من أرض. وقال ترامب لأوكرانيا، من خلال حوار مع بوليتيكو، إن عليها أن «تتعاون» ما دامت لروسيا «اليد العليا».
يحذر روته من الحرب، ويحض أوروبا على الاستعداد، ولكن ليس لديه ما يقوله عن الحليف السابق في الجهة الأخرى من الأطلنطي الذي استحال الآن إلى خصم.
بل إن قائد الناتو، على العكس من ذلك، كان حتى أشهر قليلة ماضية يصف ترامب حرفيا بـ«أبي».
لا يكاد يوجد من يجسد التناقض أكثر من كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا؛ فهو يتباهي بتضامنه مع زيلينسكي، لكنه يلزم الصمت حينما يبدي ترامب تضامنه مع بوتين. ويعلم رئيس الوزراء أن الدفاع عن أوكرانيا يقتضي جمع قدرات أوروبا العسكرية، غير أنه سمح في الشهر الماضي بانهيار خطة انضمام المملكة المتحدة إلى جهود إعادة التسلح الأوروبية.
فقد أرادت الحكومة البريطانية أن تشارك في هذه الخطة البالغة قيمتها مائة وخمسين مليار يورو بما يعزز صناعة الدفاع البريطانية في ثنايا ذلك، لكنها تراجعت بسبب رسوم الاشتراك.
وفي هذا الأسبوع استبعد ستارمر الانضمام مرة أخرى إلى الاتحاد الجمركي الأوروبي، موضحا أنه لم يشأ أن يفكك الاتفاقية التجارية المبرمة في مطلع العام الحالي مع الولايات المتحدة. فهو الخيار نفسه، يتخذ مرة تلو الأخرى، بتقديم العلاقة مع الولايات المتحدة على العلاقة الأوروبية، حتى لو كانت الإشارات في غاية الوضوح إلى أنها علاقة حب من طرف واحد. وإنه لأمر خطير حينما يكون أقوى صوت جيوسياسي في أوروبا هو صوت البابا. فقد انتقد ليو الرئيس ترامب لـ«محاولته تفكيك» التحالف الأطلنطي الذي لا يزال ضروريًا، وفي المناخ الحالي، حتى تسمية المشكلة باسمها بات يمثل فعلًا راديكاليًا. ولقد حان الوقت للقادة الذين لا يتكلمون باسم الرب، وإنما باسم شعوب أوروبا، لأن يتحلوا بمثل هذه الشجاعة.
جوناثان فريلاند من كتاب الرأي في صحيفة ذي جارديان