الفكرة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، ورغم أنها تبدو غريبة خصوصا بعد 14 شهرا من القصف المتواصل على القطاع، فإنها ليست جديدة تمامًا، إذ تردد صدى حلم صاغه الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في أواخر تسعينيات القرن العشرين.

لكن، على النقيض من ترامب، كان بيريز يحلم بتطوير قطاع غزة لتحسين الظروف المعيشية للسكان الفلسطينيين، وفقا لصحيفة لوفيغارو الفرنسية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: عملية حاجز تياسير تؤكد صعوبة الوضع في شمال الضفةlist 2 of 2"خطيرة واستفزازية".. خطة ترامب في غزة تثير غضبا عارما بأوساط المسلمين الأميركيينend of list

يقول الكاتب بالصحيفة سيريل لويس إن بيريز كان يعدّ أحد الشخصيات البارزة في ما كان يسمى آنذاك "معسكر السلام"، مشيرا إلى أنه كان مقتنعا بأن هذه المنطقة الفقيرة والمكتظة بالسكان لديها كل ما يلزم لتصبح في يوم من الأيام "سنغافورة الشرق الأوسط".

وينقل لويس عن نمرود نوفيك، الذي كان أحد أقرب مستشاري بيريز في ذلك الوقت قوله "على عكس دونالد ترامب، رأى شمعون بيريز أن تطوير غزة هو حجر الزاوية في جهوده السلمية مع الفلسطينيين. ولهذا السبب لم يفكر قط في طردهم من الجيب…".

ويضيف لويس أن هذا الشريط الساحلي الإستراتيجي يسيل لعاب المطورين المحيطين بترامب بحكم موقعه وتربته الزراعية، مشيرا إلى أن الإسرائيليين حاولوا بالترغيب والترهيب بسط سيطرتهم عليه وإخلاءه من سكانه لكنهم لم يفلحوا.

إعلان

وينسب في هذا الإطار للمؤرخ الإسرائيلي توم سيجيف، مؤلف السيرة الذاتية لمؤسس إسرائيل بن غوريون، قوله عن "رئيس الوزراء الإسرائيلي (من 1963 إلى 1969) ليفي إشكول إنه صمم برنامجا سريا لدفع الأموال للفلسطينيين لإقناعهم بمغادرة القطاع، ولكن هذه الخطة التي كانت مكلفة للغاية وغير فعالة سرعان ما تم التخلي عنها".

أما رؤية بيريز فقد لخصها مستشاره السابق يوروم دوري في مقال له بصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قائلا "كانت رؤيته تقوم على فكرة مفادها أن غزة يمكنها من خلال الاستثمار والمساعدات الدولية أن تزدهر ومن خلال التجارة والسياحة والتكنولوجيا تمامًا كما حدث لسنغافورة في عصرها، معربا عن اقتناعه بأن تحسين الظروف المعيشية من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

لكن لويس أبرز أن الرياح لم تجر بما اشتهته سفينة بيريز إذ عاد الليكود إلى السلطة، وتوقفت عملية السلام تدريجيا، وقضت الانتفاضة الثانية على ما تبقى من تلك الأحلام.

أما "خطة" دونالد ترامب فترتكز على الاستفادة من الأصول التي يمتلكها قطاع غزة نظريا، وهي بذلك تذكر في بعض النواحي بالخطة التي وضعها شمعون بيريز، ولكنها تختلف عنها جوهريا في أن خطة ترامب لا تذكر السكان الفلسطينيين إلا بهدف تصور ترحيلهم إلى دول أخرى.

والواقع أن خطة ترامب أشبه بمسودة مشروع لترحيل سكان غزة كان قد قدمها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مايو/أيار 2024، وكان عنوان تلك الوثيقة هو "غزة 2035..". وتشمل خطة نتنياهو إنشاء منطقة تجارة حرة تربط القطاع الساحلي بمدينة العريش المصرية في شمال سيناء وسديروت في جنوب إسرائيل. وتُظهر إحدى الرسومات، التي أنشئت بواسطة برمجيات الذكاء الاصطناعي، مدينة تشبه تل أبيب بشكل مثير للقلق.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

«حرة مطار الشارقة» تستعرض خدماتها في «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات»

 
الشارقة (الاتحاد)
تستعرض هيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي خلال فعاليات الدورة الـ«55» من «معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات» في مركز إكسبو الشارقة، خدماتها المتطورة وحلولها الاستثمارية المتخصصة في قطاع الذهب والمجوهرات أمام أكثر من «500» عارض محلي وعالمي وما يزيد على «1800» من كبار المصممين والصناع والمتخصصين.
وتسلط الهيئة من خلال منصتها في المعرض المستمر إلى أول يونيو الضوء على خدماتها التنافسية والبنية التحتية المتطورة والمرافق التي توفرها للمستثمرين.
وأكد سعود سالم المزروعي مدير هيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، أن مشاركة الهيئة تأتي ضمن استراتيجية طويلة الأمد ترمي إلى ترسيخ مكانة الشارقة كمركز إقليمي رائد لصناعة الذهب والمجوهرات، مشيراً إلى أن هذا التوجه يتماشى مع رؤية الإمارة الشاملة لتنويع مصادر الدخل الاقتصادي وتعزيز قدرتها التنافسية على المستوى العالمي.
وأضاف أن الهيئة تحرص على الاستفادة من هذه المنصة الإقليمية البارزة للترويج الفعّال لما لديها من فرص استثمارية فريدة خاصة من خلال مجمع الذهب والألماس والسلع، الذي يُعد نموذجاً متقدماً في توفير بيئة استثمارية متكاملة تلبي المتطلبات الخاصة لهذه الصناعة عالية القيمة.
وبوفر «مجمع الذهب والألماس والسلع» التابع لهيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي بيئة مثالية ومتطورة للمستثمرين والتجار الذين يتعاملون في الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة ويتميز ببنيته التحتية المتقدمة ومنها أنظمة أمان متطورة وبيئات تصنيع متخصصة وخدمات لوجستية متكاملة تدعم سلاسل الإمداد العالمية.

أخبار ذات صلة افتتاح منشأة لإنتاج الانزيمات الصناعية في «حرة مطار الشارقة»

مقالات مشابهة

  • «حرة مطار الشارقة» تستعرض خدماتها في «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات»
  • نظرة على الشرق الأوسط في عقل ترامب
  • دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
  • كيف رد ترامب على سؤال عن تكلفة تحويل الطائرة القطرية إلى رئاسية؟
  • خبير إستراتيجي: اليمين المتشدد لا يريد توقف حرب غزة
  • واشنطن بشأن الشرق الأوسط: نسعى لحل طويل الأمد للنزاع
  • عاجل. نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط وقضينا على محمد السنوار في قطاع غزة
  • فوز "OHI Leo Burnett" بثلاث جوائز مرموقة
  • جولة دي بي ورلد للجولف أفضل حدث رياضي في «الشرق الأوسط»
  • لماذا أطاح ترامب بنصير إسرائيل داخل مجلس الأمن القومي؟