موسكو- بعد أن وعد خلال حملته الانتخابية بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة، ها هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب يمدد الفاصل الزمني ويعطي مبعوثه الخاص كيث كيلوغ مهلة 100 يوم لإنهاء هذا الصراع.

ووجّه ترامب في الوقت ذاته إنذارات "نهائية" لموسكو بفرض رسوم جمركية على الواردات الروسية وعقوبات جديدة في حال رفضت إبرام "صفقة" مع أوكرانيا تنهي النزاع بينهما.

وبينما يرى مراقبون أن ثمة اعترافا من ترامب باستحالة إنهاء الأزمة الأوكرانية الروسية ضمن الإطار الزمني الذي حدده بنفسه، هناك علامات استفهام حول تصعيد أوكرانيا هجماتها في عمق الأراضي الروسية، ولاسيما استهدافها مصافي النفط الروسية بعد توقف نسبي امتد نحو شهرين.

ويثير اهتمام ترامب بشراء معادن أرضية نادرة من أوكرانيا مقابل منح كييف مساعدات أميركية تساؤلات إضافية حول جديته بوقف الحرب الروسية  الأوكرانية، ما يعني -في حال حصول ذلك- استمرار العمليات العسكرية  واستئناف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أن قضية المعادن النادرة مقابل الدعم الأميركي كانت مدرجة ضمن ما يسمى "خطة النصر" التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

لكن حصة الأسد من هذه المعادن توجد في دونباس والأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية أو في منطقة الخطوط الأمامية، وبالتالي ثمة صعوبات كبيرة جدا باستخراجها بشكل منهجي وآمن.

إعلان

فضلا عن أن 70% من احتياطيات الوقود الأحفوري المقدرة بنحو 15 تريليون برميل توجد في 3 مناطق: دونيتسك، ودنيبروبيتروفسك، ولوغانسك.

@aljazeera بوتين: الاتفاق المحتمل بين روسيا وأوكرانيا يجب أن يضمن الأمن لكلا البلدين في المستقبل البعيد المدى #الأخبار#بوتين#روسيا ♬ original sound – الجزيرة شكوك

ويرى المختص في الدراسات الدولية ديمتري زلاتوبولسكي، أن انفتاح موسكو المعلن على المفاوضات لا يعني بالضرورة استعدادها لتقديم تنازلات، ورجح أن تكون الفجوة بين موقفي واشنطن وموسكو كبيرة جدا.

وبحسب زلاتوبولسكي فإن الدرس الرئيسي الذي تعلمته موسكو من اتفاقيات مينسك الأخيرة هو أن الاتفاقات الجديدة قد تظل حبرا على ورق دون تنفيذ حقيقي لها.

ولا يستبعد، في حديثه للجزيرة نت، جولة أخرى من التصعيد بعد حصول أوكرانيا على "فترة استراحة" وفرصة لإعادة تجميع قواتها وتدريبها وتسليحها وتجهيزها. وشكك في الوقت نفسه في أن تقوم واشنطن برفع العقوبات المفروضة على روسيا أو تخفيفها.

قنابل "صوتية"

من جهته، يقول الكاتب السياسي ألكسندر سافيلييف إن ترامب لم يتخذ حتى الآن أي إجراء ملموس لحل الأزمة الأوكرانية، ولم يعلن عن خطة سلام، وبدلا من ذلك هدد باتخاذ إجراءات اقتصادية ضد روسيا إذا لم يتوقف القتال.

ويؤكد سافيلييف أن أحداث السنوات الثلاث الماضية أظهرت أن سياسة العقوبات غير فعّالة، وأن الغرب غير قادر على فرض قيود شاملة على روسيا، بل إن الدول الغربية نفسها لا تستطيع رفض إمدادات الطاقة الروسية.

ويرى الكاتب السياسي أن رغبة ترامب في إنهاء الصراع لا تعني أنه يرغب في التوصل إلى اتفاقيات أوسع مع موسكو وخاصة ما يتعلق بأمن أوروبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

دارشييف: جولة جديدة من المحادثات الروسية الأمريكية ستُعقد قريبا في موسكو

صرح السفير الروسي في واشنطن ألكسندر دارشييف بأن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا مبدئيا على نقل محادثاتهما من إسطنبول إلى عاصمتي البلدين مؤكدًا أن الجولة المقبلة ستعقد في موسكو قريبًا.

جاء ذلك في مقابلة أجراها دارشييف مع وكالة "تاس"، وهي الأولى له منذ مباشرته مهامه الدبلوماسية في واشنطن في 26 مارس الماضي.


وردا على سؤال حول ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي تدعم تصريحاتها بخطوات عملية في مجال تحسين العلاقات مع روسيا، ومتى وأين ستُعقد الجولة القادمة بشأن تطبيع عمل البعثات الدبلوماسية، قال دارشييف: "سبق أن قلت إن الطريق لا يزال طويلا أمام تعافي العلاقات الروسية-الأمريكية، وإن العملية تسير بصعوبة، ويعيقها ليس فقط خصوم البيت الأبيض في ما يُعرف بـ'الدولة العميقة'، بل أيضا 'الصقور' داخل الكونغرس، حيث يتجذّر لوبي معاد لروسيا".

وأضاف: "ورغم ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هناك تحركا إلى الأمام، وإن كان قابلا للتراجع، إلا أنه يظل ملموسا، كما يتجلى في القرار الأولي الذي اتُخذ خلال الجولة الأخيرة من المحادثات في إسطنبول بتاريخ 10 أبريل، والقاضي بنقلها إلى العاصمتين".

واختتم بالقول: "يمكنني أن أؤكد أن الجولة التالية من المحادثات بين وفدي البلدين ستُعقد قريبا جدا في موسكو".

وفي تصريحات سابقة أدلى بها في 10 مايو خلال حفل رسمي بالسفارة الروسية في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ80 للانتصار في الحرب الوطنية العظمى، شدد دارشييف على أن "الواقع الدولي الراهن يفرض استعادة العلاقات الطبيعية بين روسيا والولايات المتحدة، وتحمل مسؤولية مشتركة في صون الأمن والاستقرار العالمي".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قد أكد أنه تم التخطيط لجولة جديدة من المفاوضات بين موسكو وواشنطن، حيث سيقرر موعدها بالشكل الأمثل في المستقبل بناء على سير تنفيذ الاتفاقيات المبرمة مع الجانب الأمريكي.

يذكر أنه خلال أول 100 يوم من ولايته الثانية، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما التقى مسؤولون روس وأمريكيون في السعودية وتركيا.

كما تشكل زيارات المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف إلى روسيا، وزيارات رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي والممثل الخاص للرئيس الروسي للتعاون الاستثماري والاقتصادي مع الدول الأجنبية كيريل دميترييف إلى الولايات المتحدة، جزءا مهما من جهود استعادة الاتصالات الدبلوماسية.

ويعمل الطرفان بنشاط على استئناف العمل الطبيعي لسفارتيهما، واتخاذ إجراءات إضافية لتسهيل تنقل الدبلوماسيين وإجراءات منح التأشيرات كما يناقشان مسألة استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب في 2025 وتواصل تبادل الأسرى مع روسيا
  • وسط تخفيض أمريكي للمساعدات.. ترامب يدعم موقف روسيا ويصف قصف أوكرانيا بـ«المبرر»
  • ليلة نارية في خاركيف.. تصاعد الهجمات الروسية يشعل جبهة الشمال الأوكرانية
  • روسيا تكثف هجماتها على خاركيف وتتعهد برد حازم على هجمات أوكرانيا
  • الخارجية الروسية: موسكو مستعدة لإزالة المواد النووية الزائدة بإيران
  • وسط توتر بشأن تبادل الأسرى في الحرب الأوكرانية.. أوروبا تصعد العقوبات على روسيا
  • دارشييف: جولة جديدة من المحادثات الروسية الأمريكية ستُعقد قريبا في موسكو
  • إعلام عبري: ترامب يطالب نتنياهو بالسعي لإنهاء الحرب في غزة
  • روسيا أنجزت تبادل الدفعة الثانية من أسرى الحرب مع أوكرانيا
  • هكذا أهدر فريق ترامب فرصة سانحة لإنهاء الحرب