كثفت روسيا هجماتها على مدينة خاركيف، ثاني كبرى مدن أوكرانيا، الليلة الماضية وتوعدت بالرد الحازم على الهجمات الأوكرانية، مؤكدة في الوقت نفسه أن مناقشات أميركية روسية ستعقد في موسكو بدلا من إسطنبول، لكنها استبعدت قرب تعافي علاقاتها بواشنطن بسبب "الدولة الأميركية العميقة وصقور الكونغرس".

وقتل شخصان وأصيب 60 على الأقل في ضربات روسية الليلة الماضية استهدفت مدينة خاركيف، غداة هجمات مماثلة أودت بحياة 3 أشخاص في كييف وأوديسا.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن القوات الجوية الأوكرانية أعلنت أن القوات الروسية شنت هجوما جويا واسع النطاق بـ85 طائرة مسيرة من طراز "شاهد" وطرز أخرى مستهدفة مدينة خاركيف ومناطق أخرى. وقالت القوات إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 40 طائرة مسيرة.

وحسب الشرطة المحلية، أسفر الهجوم عن مقتل شخصين وإصابة 60 آخرين على الأقل، بينهم 9 أطفال.

وقال رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف إن "17 ضربة بطائرات مسيّرة طالت منطقتين" في هذه المدينة التي يتحدث غالبية سكانها اللغة الروسية. كما أصيب شخصان في زاباروجيا وآخر في خيرسون، وتعرضت مبان للقصف في أوديسا.

وتقع خاركيف على بعد أقل من 50 كيلومترا من الحدود الروسية، وتشهد منذ أسبوع هجمات ليلية واسعة النطاق وقع أعنفها السبت الماضي، إذ استهدفتها نحو 50 طائرة مسيرة روسية، مما أسفر عن سقوط قتيلين و17 جريحا.

هجوم أوكراني

على الجانب الآخر، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 32 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

وأوضحت الوزارة -عبر تطبيق تلغرام- أن نصف الطائرات المسيرة تم إسقاطها فوق منطقة فارونيش الجنوبية، بينما جرى اعتراض البقية فوق كورسك وتامبوف وروستوف وشبه جزيرة القرم.

إعلان

يأتي ذلك بعد أن أنجزت روسيا وأوكرانيا أمس مرحلة جديدة من عملية تبادل واسعة لأسرى حرب من الجانبين، وهو التقدم الملموس الوحيد بعد محادثات السلام الأخيرة في إسطنبول، غير أن هذه المحادثات وصلت إلى طريق مسدود والضربات الليلية التي تستهدف المدنيين تتواصل بوتيرة منتظمة.

أوكرانيون يرحبون بذويهم الأسرى الذين أفرجت عنهم روسيا (الأوروبية) التفاوض في موسكو

في غضون ذلك، أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة ألكسندر دارشيف أن بلاده "سترد بحزم على استفزازات كييف وتهديداتها الصاروخية".

وأفاد السفير الروسي بأن مناقشات أميركية روسية ستُعقد في موسكو بدلا من إسطنبول، لكنه لم يحدد موعدا لذلك، معتبرا أن "تعافي العلاقات الروسية الأميركية لا يزال بعيد المنال"، وأن التقارب مع موسكو يتباطأ بسبب -ما تُسمى- "الدولة العميقة" الأميركية و"الصقور" المناهضين لروسيا في الكونغرس.

ونقلت "وكالة تاس" الروسية الرسمية للأنباء عن دارشيف اليوم قوله: "أؤكد أن المفاوضات القادمة للوفود ستُعقد في موسكو قريبا جدا".

مواقف غربية

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نأى بنفسه عن الصراع خلال الأسابيع الأخيرة، مشبّها الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت عام 2022 بـ"أطفال يتعاركون"، ملمحا إلى أنه قد يسمح باستمرار الحرب.

وأثارت الحرب في أوكرانيا أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة. وصرح دبلوماسيون كبار في كل من موسكو وواشنطن عام 2024 بأنهم لا يتذكرون أن العلاقات كانت أسوأ من أي وقت مضى.

واقترحت المفوضية الأوروبية أمس الحزمة الـ18 من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، التي تستهدف عائدات موسكو من الطاقة وبنوكها وصناعتها العسكرية.

وتقترح الحزمة الجديدة حظر التعاملات مع خطوط أنابيب الغاز الروسية "نورد ستريم"، بالإضافة إلى البنوك التي تتحايل على العقوبات.

إعلان

واقترحت المفوضية أيضا خفض سقف سعر النفط الخام الروسي الذي حددته مجموعة الدول السبع من 60 دولارا للبرميل إلى 45 دولارا، في محاولة لخفض عائدات روسيا من الطاقة.

واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن" هدف روسيا ليس السلام، بل فرض سيادة القوة، فالقوة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها روسيا".

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، لكنه قال إن هناك حاجة إلى مزيد من التفاصيل، ودعا إلى خفض سقف سعر النفط إلى 30 دولارا.

 فوتشيتش إلى كييف

على صعيد متصل، يزور الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أوكرانيا اليوم الأربعاء، وهي أول زيارة لرئيس الدولة التي حافظت على علاقات ودية مع موسكو منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022.

وأوضحت الرئاسة الأوكرانية -في بيان مقتضب- أن "رئيس جمهورية صربيا سيزور أوكرانيا ليوم واحد الأربعاء، حيث سيشارك في قمة أوكرانيا وجنوب شرق أوروبا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج طائرة مسیرة فی موسکو

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: جحيم أوكرانيا أضر بـ 50% من مصافي النفط الروسية

تقول إيكونوميست إن الضربات الأوكرانية المستهدفة بنية الطاقة الروسية تتصاعد بشكل سريع ومنظم، بحيث انتقلت الحملة من بضع هجمات أسبوعيا إلى وتيرة تبلغ الآن 4 أو 5 هجمات، مع توقع أن تصبح يومية قريبا.

وأوضحت المجلة في تقرير لها أن هذه العمليات المكثفة بدأت في أغسطس/آب الماضي، واستهدفت مصاف ومحطات ضخ وموانئ تحميل على امتداد آلاف الكيلومترات داخل روسيا، من نوفوروسيسك على البحر الأسود إلى مصفاة في باشكورتوستان على بعد أكثر من 1300 كيلومتر، ومحطة ضخ في تشوفاشيا على بعد نحو ألف كيلومتر، ومصفاة كبيرة في ياروسلافا أصيبت في الأول من الشهر الجاري واعتبرت السلطات الروسية ذلك حادثا فنيا.

مصفاة في رياوان الروسية تتعرض لهجوم من المسيرات الأوكرانية 13 مارس/آذار 2024 (رويترز)تغيير سير الحرب

وعلقت إيكونوميست بأن هذا التركيز المتواصل على المصافي هو ما يغيّر سير الحرب؛ إذ لطالما كان استهداف البنية التحتية للطاقة وسلاسل التكرير وسيلة لضرب قدرة الخصم على تمويل الحرب واستمراريته اللوجستية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيسعى لإفشال خطة ترامب بألاعيبه كالمعتادlist 2 of 2ناشونال إنترست: الخوف يدب في أوروبا جراء مسيرات يعتقد أنها روسيةend of list

وذكر التقرير نقلا عن رويترز أن تقديرات متباينة، لكنها مقلقة، تظهر أن حجم الأضرار في أواخر أغسطس/آب بلغ نحو 17% من قدرات التكرير الروسية التي تعطلت مؤقتا.

وأضاف أن تقارير أخرى تشير إلى أن ما يصل إلى 40% من المصافي تأثرت على نحو ما، مع احتمال توقف حوالي 20% منها في أي لحظة، أي بخسارة تفوق مليون برميل يوميا بحسب مجموعة "إنرجي أسبكتس".

وقال إن هذه الأرقام ديناميكية لأن كثيرا من المنشآت قابلة للإصلاح، لكن الضربات المتكررة تجعل الأضرار أكثر استدامة، لا سيما عندما تُدمر وحدات التكسير الباهظة الكلفة التي يصعب استبدالها بسبب العقوبات.

باتت ملموسة

وأشار إلى أن الآثار الاقتصادية والاجتماعية باتت ملموسة داخل روسيا: صادرات الديزل هبطت بنحو 30% مقارنة بالعام الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ 2020، مما دفع أسعار الجملة للارتفاع، كما ظهرت طوابير بطول كيلومتر أو أكثر أمام محطات الوقود في مناطق بعيدة من فلاديفوستوك في أقصى الشرق إلى ضواحي موسكو.

إعلان

بعض السلطات المحلية، وفقا للتقرير، قننت الشراء، في حين شهدت شبه جزيرة القرم قيود شراء تصل إلى 30 لترا للسيارة. وردا على ذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك قيودا جزئية على صادرات الديزل وتمديد حظر على صادرات البنزين حتى نهاية العام.

واستمرت المجلة تقول إن غالبية الضربات العميقة تنفذها طائرات مسيّرة من إنتاج محلي، خصوصا نماذج "فاير بوينت 1" التي تشكّل نحو 60% من الضربات العميقة، بمدى يصل إلى 1500 كيلومتر وبتكلفة تقارب 55 ألف دولار لكل واحدة.

إضافة إلى ذلك تستخدم أوكرانيا طائرات أثقل مثل "ليوتي" (مداها 2000 كيلومتر) ونماذج أسرع وأقوى مثل صاروخ كروز (فلامنغو-5) بمدى يفوق 3 آلاف كيلومتر وحشوة متفجرة نحو 1150 كيلوغراما، كل منها يغيّر ميزان الخطر إذا نجح في اختراق الدفاعات الروسية.

مشكلة روسيا مركبة

ونقل التقرير عن محللين القول إن المشكلة الروسية مركبة: كثرة الأهداف، اتساع المساحة، وتآكل القدرات الجوية والدفاعية بعد أعوام من القتال، الأمر الذي يجعل منع هذه الهجمات صعبا.

كما أن الهجمات الأوكرانية ضد المصافي تضرب إيرادات روسيا عالية الهامش من بيع المنتجات المكررة أكثر من خامها، مما يضع ضغطا طويل الأمد على تمويل الحرب.

وختمت المجلة بما أعلنه بعض الخبراء أن الهجمات الأوكرانية تتصاعد والروس يواجهون صعوبة في وقف موجة الهجمات، بينما لا سبب لأوكرانيا للتراجع.

مقالات مشابهة

  • قطر تُعلن حضورها القمة "الروسية العربية" في موسكو
  • الدفاع الروسية تعلن إسقاط 25 طائرة مسيرة أوكرانية
  • روسيا.. تدمير 184 مسيرة أوكرانية ومقتل 100 مرتزق أجنبي
  • الشؤون الخارجية للبرلمان الإستوني: الحرب الروسية في أوكرانيا تمثل اختبارا قويا لحلف الناتو
  • إيكونوميست: جحيم أوكرانيا أضر بـ 50% من مصافي النفط الروسية
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة في خاركيف
  • إحباط هجمات إرهابية على مواقع دينية يهودية في روسيا
  • وحدات الدفاع الروسية تدمر 251 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل
  • موسكو تواجه أوروبا بطائرات مسيرة.. بوتين يحذر من تزويد أوكرانيا بـ«توماهوك»
  • إطلاق صواريخ اعتراضية في سماء إيلات بعد تسلل طائرة مسيرة