وسط تخفيض أمريكي للمساعدات.. ترامب يدعم موقف روسيا ويصف قصف أوكرانيا بـ«المبرر»
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن كييف رفضت بشكل مباشر طلب روسيا نقل جثث الجنود الأوكرانيين، ولم تقدم أي طلبات لتأخير أو نقل جثث محددة الهوية فقط، مشيرة إلى أن هذا الرفض لم يكن مجرد تجاهل أو عذر تقني، بل تحوّل إلى سخرية واستهزاء من مواطنيها.
وقالت زاخاروفا في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”: «أعتقد أن عدم استلامهم جثث جنودهم هو أفظع دليل على لا إنسانيتهم النازية الجديدة»، مضيفة أن حتى البرابرة في الحروب السابقة كانوا يدفنون جثث جنودهم بشرف.
في السياق نفسه، أعلن فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي، أن روسيا شرعت منذ 6 يونيو في نقل أكثر من 6000 جثة جندي أوكراني إلى أوكرانيا، إلى جانب تبادل أسرى الحرب الجرحى والمرضى، في إطار اتفاقيات تم التوصل إليها في إسطنبول، إلا أن الجانب الأوكراني لم يحضر إلى موقع التبادل المتفق عليه، مما أدى لتعطيل العملية رغم الإعلان المسبق.
وأوضح ميدينسكي في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” أن خوض حرب طويلة مع روسيا أمر مستحيل، مستشهداً بحرب الشمال التي استمرت 21 عاماً مع السويد في القرن الثامن عشر والتي انتهت بانتصار روسيا.
وأكد أن موسكو تسعى للسلام، لكنها مستعدة للرد بحزم إذا استمرت أوكرانيا في اتباع مصالح دول أخرى على حساب المصالح الروسية، محذراً من أن رفض التنازلات سيؤدي إلى خسائر إقليمية أكبر، كما وصف الصراع بأنه “صراع أخوي” يعمق الخلافات، معبراً عن رغبة بلاده في إنهائه بأسرع وقت ممكن.
فيما أكد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الأربعاء، أن قدرة الردع النووي لروسيا لم تتضرر جراء الهجوم الأوكراني بطائرات مسيرة على مطارات عسكرية روسية.
وأوضح ريابكوف في تصريحات للصحفيين أن الأضرار الناتجة عن هذه الهجمات تُضخم بشكل متعمد من قبل كييف بهدف التأثير على صورة القوة العسكرية الروسية.
وأضاف أن المعدات التي تضررت يمكن استعادتها وسيتم إصلاحها، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا منها لا يدخل ضمن المنصات المشمولة بمعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية، والتي تبقى الإطار المرجعي في مجال الأسلحة النووية.
ولفت إلى أن بعض أنواع الأسلحة المشمولة بالمعاهدة تُصنف ضمن الطيران الاستراتيجي، في حين أن أنظمة أخرى لا تُعتبر من القاذفات الاستراتيجية الثقيلة، مؤكداً أن ذلك لا يشكل أي ضعف في القدرات الروسية للردع النووي.
وعلى الصعيد الدولي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن واشنطن تواصل اتصالاتها مع موسكو وكييف على أعلى المستويات، مؤكدة أن الحل الحقيقي الوحيد للنزاع هو عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين.
وأعربت عن ترحيب الولايات المتحدة بتبادل أسرى الحرب الأخير بين روسيا وأوكرانيا الذي تم في إطار اتفاقيات إسطنبول.
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إعادة الدفعة الثانية من العسكريين الروس المحتجزين في الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف، مع تسليم مجموعة من أسرى الحرب الأوكرانيين، في إطار الاتفاقات نفسها.
في المقابل، كشف وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، خلال جلسة استماع بالكونغرس، أن إدارة الولايات المتحدة تخطط لتخفيض الميزانية المخصصة لعام 2026 لشراء أسلحة جديدة لأوكرانيا، معتبراً أن التسوية السلمية التفاوضية هي الخيار الأمثل لمصلحة الأطراف جميعاً، بما فيها الولايات المتحدة.
وعلى خلفية هذه التطورات، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده لموقف روسيا، معتبراً أن أوكرانيا منحت روسيا سبباً لمواصلة قصفها بشدة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الروسية التي بدأت منذ 24 فبراير 2022، رغم الدعم العسكري والمالي الضخم الذي تلقتها كييف من الدول الغربية.
وأعلنت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي غابارد، أن العالم يقترب بشكل خطير من اندلاع صراع نووي قد يؤدي إلى تدمير البشرية.
وقالت غابارد عبر قناتها على “يوتيوب”: “نحن اليوم أقرب إلى حافة الفناء النووي من أي وقت مضى، حيث تؤجج النخب السياسية ومحبو الحروب الخوف والتوترات بين القوى النووية بتهور”.
وأوضحت أن النخب تعتقد، على عكس الشعوب العادية، بأنها تملك القدرة على الوصول إلى الملاجئ النووية لأنفسها ولعائلاتها، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
وأضافت غابارد: “لهذا السبب يجب علينا، نحن الشعوب، أن نرفع صوتنا ونطالب بوقف هذا الجنون قبل فوات الأوان”.
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه مفاوضات السلام الروسية الأوكرانية في إسطنبول، حيث تبادل الطرفان مذكرات تفاهم وأبديا استعداداً لوقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً تمهيداً لقمة مقبلة، إلا أن الخلافات الجذرية لا تزال تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي.
وكان أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تمسك موسكو بمبدأ “لا منتصر ولا مغلوب” في أي حرب نووية، محذرًا من اختبار صبر روسيا، لكنه لم ينصح بتصعيد النزاع.
من جانبه، حذر جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، في تصريحات سابقة من أن استمرار الأعمال العسكرية في أوكرانيا قد يؤدي إلى تصعيد خطير يصل إلى احتمال وقوع حرب نووية، معتبراً أن كييف لن تحقق نصرًا إذا استمر الصراع لسنوات.
أوكرانيا تتوقع مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 2.3 مليار دولار من بريطانيا لتعزيز قدراتها الدفاعية
صرّح رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميغال، اليوم الأربعاء، أن بلاده ستتلقى نحو 1.7 مليار جنيه إسترليني (2.3 مليار دولار) من بريطانيا، بهدف شراء أسلحة إضافية، تشمل أنظمة دفاع جوي وصواريخ متعددة الأغراض، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية وسط استمرار الصراع مع روسيا.
وقال شميغال، عبر قناته على “تلغرام”، إن التمويل البريطاني سيُخصص لاقتناء منظومات الدفاع الجوي “رابيد رينغر” وصواريخ “مارليت” الخفيفة، مؤكداً أن هذه الإمدادات “ستُعزز بشكل كبير منظومة الدفاع الجوي لأوكرانيا”.
وأضاف أن بريطانيا سبق أن أعلنت، في يونيو، عن حزمة مساعدات قياسية تشمل تسليم 100 ألف طائرة مسيّرة خلال عام 2025، بقيمة 350 مليون جنيه إسترليني (نحو 472.5 مليون دولار).
ويأتي ذلك ضمن استراتيجية الدفاع البريطانية الجديدة، التي نصّت على تقديم مساعدات عسكرية سنوية لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني (4 مليارات دولار)، على أن تستمر لندن في دعم كييف “طالما تطلب الأمر”، وفقًا لما كشفته مراجعة الدفاع الاستراتيجي البريطانية.
في المقابل، حذّرت روسيا مرارًا من تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية، معتبرة أن هذه الإمدادات “أهداف مشروعة” للقوات الروسية. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أكد أن مثل هذه الشحنات تُسهم في تصعيد النزاع وتعقيد فرص الحل السياسي، بينما اتهمت الاستخبارات الروسية بريطانيا بأنها “المحرض الرئيسي على استمرار الصراع العالمي”.
هذا وتأتي المساعدات البريطانية في ظل تراجع لندن عن خطط إرسال قوات إلى أوكرانيا، وسط تحذيرات من وقوع مواجهة مباشرة مع موسكو.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا أمريكا وأوكرانيا بوتين وترامب دونالد ترامب روسيا روسيا وأمريكا الخارجیة الروسی
إقرأ أيضاً:
السفير الإسرائيلي في كييف يكشف عن إرسال منظومات باتريوت قديمة إلى أوكرانيا
كشف سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى أوكرانيا، مايكل برودسكي، أن تل أبيب أرسلت لأنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية منظومات "باتريوت" حصلت عليها من الولايات المتحدة خلال حرب الخليج الأولى مطلع التسعينيات.
وأشار إلى أن هذه الأنظمة باتت الآن "موجودة فعلياً في أوكرانيا"، في خطوة وصفها بأنها تؤكد عدم صحة الادعاءات حول غياب الدعم العسكري الإسرائيلي لكييف.
ونقلت وكالة "يوكرين فورم" الأوكرانية عن برودسكي قوله: "للأسف، لم يُثر هذا الموضوع الكثير من الجدل، ولكن عندما يقول البعض إن إسرائيل لم تساعد أوكرانيا عسكرياً، فهذا غير دقيق".
وأوضح السفير أنه يفضل عدم مناقشة تفاصيل الدعم العسكري عبر وسائل الإعلام، بل ضمن قنوات مغلقة.
وكان برودسكي قد صرح في آب/أغسطس 2024 بوجود نقاشات داخل الاحتلال الإسرائيلي بشأن إخراج منظومات "باتريوت" القديمة من الخدمة وتقديمها لأوكرانيا، دون أن يُتخذ قرار نهائي حينذاك. ويبدو أن هذا القرار قد تم اتخاذه لاحقاً بصيغة غير رسمية، وسط صمت سياسي وإعلامي في تل أبيب.
التسليح الإسرائيلي لأوكرانيا
من جانبها، ترى موسكو أن تزويد كييف بالسلاح يُعقد مساعي تسوية النزاع ويُقوض فرص الحوار، إذ شدد الكرملين في وقت سابق على أن "ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا لن يفضي إلى مفاوضات، بل سيزيد من تعقيد الوضع".
وفي كانون الثاني/يناير 2023، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، أن واشنطن استخدمت مخازن أسلحة "سرية" تابعة للجيش الأمريكي داخل الاحتلال الإسرائيلي من أجل دعم أوكرانيا.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه المخازن تُخصص عادة لاحتياجات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، ويُسمح للاحتلال باستخدامها فقط في حالات الطوارئ القصوى. إلا أن الضغوط الأمريكية والدعم المتواصل لكييف دفعت الولايات المتحدة إلى شحن كميات ضخمة من الذخيرة من هذه المخازن باتجاه أوكرانيا، بالتنسيق مع بولندا.
ورغم دعمها المحدود، تتحفظ إسرائيل على الانخراط العلني في تزويد أوكرانيا بالسلاح، وسط خشية من أن يؤدي ذلك إلى رد روسي عسكري في سوريا، حيث تنتشر القوات الروسية وتتمتع بنفوذ استراتيجي على الأرض.
وسبق أن حذرت موسكو تل أبيب صراحةً، ففي شباط/فبراير 2023، هددت روسيا بالرد عسكرياً على أي تورط إسرائيلي مباشر في تسليح كييف، بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار فيها إلى أنه "يدرس الأمر".
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا لا تميز بين الدول على أساس جغرافي، موضحة أن "أي دولة تزود أوكرانيا بالسلاح تُعد مساهمة في النزاع، وسنعتبر أسلحتها أهدافاً مشروعة لقواتنا".