اضطرت شركة جوجل إلى تعديل إعلانها الترويجي الجديد لأداة الذكاء الاصطناعي Gemini بعد أن بالغت في تقدير شعبية جبن "Gouda" على مستوى العالم، مما تسبب في موجة انتقادات واسعة.

الإعلان، الذي تم تصميمه خصيصًا للبث خلال Super Bowl، أظهر كيف يمكن لـ Gemini مساعدة تاجر جبن في ولاية ويسكونسن على كتابة وصف لمنتجه، وادّعى أن جبن "Gouda" يشكل 50 إلى 60% من استهلاك الجبن العالمي.

غير أن مدونًا كشف عبر منصة X أن هذه المعلومة "خاطئة تمامًا"، إذ إن الجبن الهولندي ليس بهذه الشعبية عالميًا.

جوجل تضيف علامات مائية خفية إلى صور AI.. تفاصيللمنافسة جوجل.. OpenAI تطلق ميزة البحث عبر الإنترنت بدون حسابجوجل تحذر: هاكرز يستغلون قدرات Gemini لتعزيز الهجمات الإلكترونيةجوجل تزيل الحظر عن استخدام ذكائها الاصطناعي في تطوير الأسلحةجوجل تدافع ثم تتراجع

ردًا على الجدل، دافع جيري ديشلر، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في جوجل، عن الإعلان، مؤكدًا أن Gemini لم "يهلوس" المعلومة، بل استند إلى بيانات من مصادر مختلفة على الويب.

وكتب ديشلر عبر X:"Gemini يعتمد على بيانات الإنترنت، ويمكن للمستخدمين دائمًا التحقق من المصادر. في هذه الحالة، العديد من المواقع على الويب تضمنت نسبة 50-60%."

لكن بعد تصاعد الانتقادات، قامت جوجل بإعادة تعديل الإعلان، وحذفت أي إشارة إلى نسبة استهلاك الجبن.

تم نشر النسخة المعدلة على يوتيوب – المملوك لجوجل – بدون الإحصائية الخاطئة، مع بيان من الشركة أكدت فيه أنها تحدثت مع تاجر الجبن، واتبعت اقتراحه بإعادة كتابة الوصف دون الإشارة إلى النسبة المثيرة للجدل.

الإحراج يتكرر.. جوجل في مرمى الانتقادات

لم تكن هذه الواقعة الأولى التي تجد فيها جوجل نفسها مضطرة لتبرير أخطاء الذكاء الاصطناعي.

في 2023، تعرض Gemini لانتقادات حادة بسبب توليد صور "وُصفت بأنها متحيزة"، مثل صورة لمؤسسي الولايات المتحدة تضمنت شخصًا من أصل إفريقي بشكل غير دقيق تاريخيًا.

في مايو الماضي، قدمت ميزة "AI Overviews" إجابة خاطئة حول كيفية جعل الجبن يلتصق بالبيتزا، حيث اقترحت استخدام "غراء غير سام"!

كما أوصت نفس التقنية في إجابة أخرى بأن يتناول البشر "صخرة واحدة يوميًا" بناءً على تحليل خاطئ لمصادر علمية.

مشاكل الذكاء الاصطناعي… ليست في جوجل فقط!

جوجل ليست الوحيدة التي تعاني من مشاكل في دقة الذكاء الاصطناعي، إذ اضطرت آبل في يناير الماضي إلى إيقاف ميزة تلخيص الأخبار بعد أن اختلقت عناوين مضللة.

كما أن إعلانات Super Bowl بحد ذاتها ليست غريبة عن الجدل، ففي العام الماضي، أجرت Uber Eats تعديلًا في اللحظة الأخيرة على إعلانها، بعد اتهامات بالتقليل من خطورة حساسية الطعام.

ما الذي يكشفه هذا الجدل عن مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

الحادثة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في تقديم معلومات دقيقة، مما يثير تساؤلات حول مدى جاهزية هذه الأدوات للاستخدام العام دون معايير صارمة للتحقق من صحة المعلومات.

في ظل السباق التكنولوجي لتطوير ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا، هل ستتمكن الشركات الكبرى من ضبط جودة مخرجاتها قبل أن تتسبب في مزيد من الأخطاء المحرجة؟

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جوجل الذكاء الاصطناعي شركة جوجل المزيد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق

تستعد مجموعات عملاقة في مجال التكنولوجيا لطرح أدوات مساعدة في التسوق الرقمي تتيح للمستخدمين تجربة السلع افتراضيا بعد البحث عن أفضل الأسعار والنماذج التي تناسب مختلف الأذواق، حتى أن في استطاعتها، بحال السماح لها، دفع ثمن المشتريات.
يقول أنجيلو زينو المحلل في شركة "سي اف ار ايه" للبحوث CFRA Research  إن "هذه هي المرحلة التالية في عالم التسوق".
وأصبحت هذه الثورة ممكنة بفضل ظهور برامج الذكاء الاصطناعي التي لم تعد تكتفي بالإجابة على الأسئلة أو إنشاء محتوى على غرار مساعدي الجيل الأول، بل أصبحت قادرة على أداء الكثير من المهام عند الطلب بلغة الحياة اليومية.
كشفت شركة "غوغل"، الأسبوع الماضي، عن ميزات تسوق في محرك البحث المُحسّن بالذكاء الاصطناعي، "إيه آي فاشن" AI Fashion الذي "يُقلل وقت البحث من أيام إلى دقائق"، بحسب فيديا سرينيفاسان رئيسة قسم الإعلان والتجارة في المجموعة .
في حالة الملابس، بات يُمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صورة للشخص المعني مرتديا بدلة أو قميصا يُفضّله، مع مراعاة القياسات والشكل بناءً على الخامة والقصّة.
يمكن للمستخدم، بعد ذلك، تحديد الحد الأقصى للسعر والسماح لمحرك "غوغل" بالبحث في الإنترنت حتى يجد عرضا مُطابقا، حتى لو استغرق الأمر ساعات أو أياما.
يمكن للعميل بعد ذلك إتمام عملية الشراء باستخدام منصة الدفع "غوغل باي" Google Pay.
وقال المحلل في شركة "تكسبوننشل" آفي غرينغارت "إنهم ينافسون أمازون قليلاً"، معتبرا أن التسوق "وسيلة لتحقيق الربح" من الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه زيادة عدد الزيارات وإيرادات الإعلانات.
في نهاية أبريل، أضافت "أوبن إيه آي" ميزة تسوق إلى "تشات جي بي تي" تستجيب لطلب يتضمن أفكارا للمنتجات وتقييمات المستهلكين وروابط لمواقع التجار.
وبحسب موقع "تك كرنش" المتخصص، لن تحصل الشركة الناشئة، التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا، على نسبة من إيرادات التجارة الإلكترونية المُحققة عبر هذه القناة.
الشراء "نيابة" عن المستخدمين
قدّمت شركة "بربلكسيتي إيه آي" Perplexity AI الناشئة أيضا في نوفمبر عرضا لمشتركي خدمتها المدفوعة يتيح لهم إكمال عمليات الدفع من دون مغادرة التطبيق.
يتوقع أنجيلو زينو أن "المنصات الأخرى ستحتاج إلى أن تحذو حذوها، وسيصبح هذا الوضع الطبيعي".
أطلقت "أمازون" مساعدها الرقمي "روفوس" في سبتمبر، تلاه في أوائل أبريل وضع "Buy for Me" ("اشترِ نيابة عني") الذي يتيح إجراء عملية شراء مباشرة من موقع بائع تجزئة خارجي، خارج منصة أمازون.
في منتصف مايو، أشار هاري فاسوديف كبير مسؤولي التكنولوجيا في مجموعة "وول مارت" إلى وصول وكيل الذكاء الاصطناعي إلى منظومتها، لكنه أوضح أن الشركة ترغب أيضا في العمل مع منصات أخرى ليتمكن مساعدوها من التوصية بمنتجاتها.
في نهاية أبريل، كشفت كل من "فيزا" و"ماستركارد"، أكبر شركتي دفع في العالم، عن بنية تقنية جديدة تُمهد الطريق للشراء المباشر من جانب وكيل رقمي عبر شبكتيهما.
تتوقع إليز واتسون من شركة "كلاركستون" للاستشارات أن "على تجار التجزئة الآن التفكير في كيفية تحسين" مكانتهم من خلال أداة مساعدة عاملة بالذكاء الاصطناعي، وفهم "المعلومات التي ستجعل المنتج أكثر جاذبية لكل وكيل رقمي".
وتضيف "لا يتعين على أدوات المساعدة هذه الكشف عن أنواع المعلومات التي تعطيها الأولوية. لذا، سيُجبَر التجار على تجربة الخوارزمية واختبارها".
لا يتوقع أنجيلو زينو تحولا في هيكلية التجارة الإلكترونية. ويرى أن هذا النموذج الجديد سيفيد غوغل، وكذلك ميتا التي يتوقع دخولها عالم أدوات المساعدة على التسوق.
ويقول المحلل "ربما جمعوا معلومات عن المستهلكين أكثر من أي شركة أخرى. ولهذا، يُعتبرون منذ زمن بعيد بأنهم من الرابحين المحتملين في هذا التحول نحو الذكاء الاصطناعي".
ستُحسّن غوغل ملفات المستهلكين بناءً على عمليات البحث السابقة التي أجروها، لكنها تُؤكد أن المستخدمين سيُضطرون إلى الموافقة صراحةً على استخدام معلومات إضافية مثل رسائل البريد الإلكتروني أو التطبيقات الأخرى.
ويتساءل كريس جونز من شركة "بي اس اي كونسلتينغ" PSE Consulting "هل يمكننا الوثوق بالآلات لتشتري نيابة عنا؟"، مضيفا "ستعتمد المرحلة التالية من التجارة الإلكترونية على هذا السؤال".

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل عمليات التوظيف بحلول 2040 محرر "صور جوجل" الجديد: ذكاء اصطناعي يقترح ويعيد ابتكار الصور المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • جوجل تُفعل ميزة تلخيص البريد بالذكاء الاصطناعي تلقائيًا في Gmail
  • دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم وتخفيف العبء عن المعلمين بالتعاون مع جوجل
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • مسؤول بـ«سدايا»: ما نجمعه من بيانات عبر الذكاء الاصطناعي نستخرج منها قيمة مضافة تنعكس إيجابيا على المواطن والمقيم
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع
  • ذكاء اصطناعي من جوجل.. Gemini يحصل على أكبر تحديث في تاريخه