من المعروف أن النظام الغذائي له تأثير كبير على صحتنا الجسدية، ولكن ما قد لا يعلمه البعض هو أن التغذية السليمة يمكن أن تؤثر بشكل عميق على صحتنا النفسية أيضًا.

 ويعاني العديد من الأفراد من مستويات متزايدة من التوتر، القلق، والاكتئاب، قد تكون الإجابة عن كيفية تحسين حالتنا النفسية في داخل طبق الطعام الذي نتناوله.

سر خفيسر خفي..التغذية والعقل: كيف يمكن للغذاء أن يؤثر على حالتك النفسية؟ 

تعتبر العلاقة بين التغذية والصحة النفسية موضوعًا حديثًا نسبيًا في الأبحاث العلمية، ولكن الدراسات بدأت تشير إلى أن ما نأكله قد يؤثر على مزاجنا، سلوكنا، وطريقة تفكيرنا. قد تكون بعض الأطعمة بمثابة وقود للعقل، بينما قد تكون أخرى سببًا في تفاقم المشاعر السلبية.

سنتناول العلاقة بين التغذية والصحة النفسية، كيف يؤثر الطعام الذي نتناوله في مزاجنا ورفاهيتنا النفسية، وما هي الأطعمة التي يمكن أن تحسن صحتنا النفسية، حسب ما نشره موقع هيلثي.

1. العلاقة بين الأمعاء والعقل: كيف يؤثر جهازنا الهضمي في صحتنا النفسية؟
في السنوات الأخيرة، بدأ العلماء في اكتشاف الدور الحيوي الذي تلعبه الأمعاء في تنظيم المزاج والعقل. يُطلق على هذا الموضوع اسم "محور الأمعاء-الدماغ"، حيث يشير إلى العلاقة المتبادلة بين الجهاز الهضمي والدماغ. الأمعاء تحتوي على ما يُعرف بـ "الميكروبيوم" – وهي مجموعة من الميكروبات والبكتيريا التي تلعب دورًا رئيسيًا في هضم الطعام، وكذلك في التأثير على المزاج والصحة النفسية.

تُظهر الدراسات أن توازن الميكروبات في الأمعاء يمكن أن يؤثر على مستويات القلق والاكتئاب. على سبيل المثال، البروبيوتيك، وهي الكائنات الدقيقة المفيدة التي تتواجد في بعض الأطعمة مثل الزبادي والكفير، تساعد على تعزيز هذا التوازن. قد تكون الأطعمة التي تعزز صحة الأمعاء مفيدة في تقليل أعراض الاكتئاب، وتساهم في تحسين المزاج بشكل عام.

2. تأثير الأحماض الدهنية أوميغا-3 على الدماغ والمزاج
من أشهر المغذيات التي تؤثر على الصحة النفسية هي الأحماض الدهنية أوميغا-3. هذه الأحماض توجد بشكل رئيسي في الأسماك الدهنية مثل السلمون، الماكريل، والسردين، ولكن يمكن العثور عليها أيضًا في المكسرات، بذور الكتان، وزيت الكانولا.

تشير الدراسات إلى أن أوميغا-3 تلعب دورًا أساسيًا في تحسين الصحة النفسية، حيث أنها تساهم في تكوين أغشية الخلايا العصبية في الدماغ. كما تشير الأبحاث إلى أن نقص أحماض أوميغا-3 قد يكون مرتبطًا بزيادة معدلات الاكتئاب والقلق.

3. الفيتامينات والمعادن وأثرها على العقل
تلعب الفيتامينات والمعادن دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الدماغ والمزاج. على سبيل المثال:

فيتامين D: تشير الدراسات إلى أن نقص فيتامين D قد يرتبط بمشاكل نفسية مثل الاكتئاب. يمكن الحصول على فيتامين D من خلال التعرض للشمس وبعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية.

فيتامين B: الفيتامينات من المجموعة B، مثل B12 وحمض الفوليك، مهمة لصحة الدماغ، حيث تساعد في إنتاج المواد الكيميائية اللازمة للمزاج، مثل السيروتونين. نقص فيتامين B يمكن أن يؤدي إلى مشاعر من الإرهاق، القلق، وحتى الاكتئاب.

المغنيسيوم: هذا المعدن له تأثير مهدئ على الجسم والعقل. تشير الدراسات إلى أن المغنيسيوم يمكن أن يساعد في تقليل مستويات القلق والتوتر، ويدعم وظائف الدماغ.

4. السكر وتأثيره السلبي على المزاج
السكر هو أحد المكونات الغذائية التي قد يكون لها تأثير سلبي على الصحة النفسية. رغم أن السكر يعطينا دفعة من الطاقة قصيرة الأمد، إلا أن استهلاكه المفرط يمكن أن يؤدي إلى تقلبات حادة في المزاج. عندما نأكل السكر، يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة مفاجئة في مستويات الطاقة، ولكن سرعان ما يهبط مستوى الجلوكوز بعد فترة، مما يسبب شعورًا بالتعب والتهيج.

استهلاك السكر بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى التهاب مزمن في الجسم، وهو ما يرتبط بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.

5. كيف يمكن أن تؤثر الأطعمة على التوتر؟
بالإضافة إلى تأثير الأطعمة على المزاج بشكل عام، هناك أيضًا علاقة بين النظام الغذائي ومستويات التوتر. بعض الأطعمة قد تساعد في تخفيف التوتر، بينما قد تساهم بعض الأطعمة الأخرى في زيادته. على سبيل المثال، يمكن للأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات B (مثل الحبوب الكاملة، اللحوم، والخضروات الورقية) أن تساعد في تقليل تأثيرات التوتر.

 يمكن أن تؤدي الكافيين والشوكولاتة الداكنة إلى زيادة التوتر إذا تم تناولها بكميات كبيرة. الكافيين يمكن أن يزيد من مستويات القلق ويؤدي إلى تزايد ضربات القلب، بينما تحتوي الشوكولاتة الداكنة على مواد قد تحفز الأدرينالين في الجسم.

6. الأطعمة المريحة: الطعام كوسيلة لتحسين الحالة النفسية
بعيدًا عن الأطعمة الصحية التي تعزز الصحة النفسية، هناك أيضًا أطعمة يمكن أن تعمل كـ "أطعمة مريحة". هذه الأطعمة هي تلك التي تساعد في تحسين المزاج بشكل مؤقت من خلال توفير الشعور بالراحة. على سبيل المثال، الأطعمة الدافئة مثل الحساء أو الأطعمة المخبوزة قد تساهم في تخفيف مشاعر القلق.

يجب الحذر من أن الاعتماد المفرط على هذه الأطعمة قد يؤدي إلى سلوكيات غذائية غير صحية. قد يكون تناول الأطعمة المريحة بشكل مفرط، خصوصًا تلك الغنية بالسكر أو الدهون المشبعة، سببًا في زيادة الوزن، مما قد يؤدي إلى مشاعر من التوتر والقلق.

7. كيفية تحسين المزاج من خلال التغذية
إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تحسين حالتك النفسية من خلال التغذية:

تناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي، الكفير، أو الأطعمة المخمرة لتعزيز صحة الأمعاء.

أضف الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 مثل الأسماك الدهنية، المكسرات، وبذور الكتان لتحسين صحة الدماغ.

تناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن مثل الخضروات الورقية، الحبوب الكاملة، والفواكه لتعزيز الأداء العقلي والمزاج.

قلل من تناول السكر والمواد المصنعة التي يمكن أن تساهم في تقلبات المزاج وزيادة التوتر.

لا تنسى الماء: الجفاف يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب، الدوار، وحتى القلق. تأكد من شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصحة النفسية النظام الغذائي التغذية المزيد یمکن أن یؤدی إلى على سبیل المثال الصحة النفسیة بعض الأطعمة تساعد فی تساهم فی فی تحسین یؤثر على أومیغا 3 من خلال قد تکون إلى أن

إقرأ أيضاً:

القراءة وتخفيف الصدمات النفسية

كثيرة هي الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته كمًّا ونوعًا. ربما يتعافى من بعضها سريعًا، وربما لا يستطيع ذلك بسهولة، أو ربما لا يجد من يقف معه بشكل كاف، ما يجعله مكشوفًا أمامها وعرضة لنتائجها ومضاعفاتها.
وقد تكون الصدمات شخصية؛ كفقدان قريب أو عزيز، أو كارثة عامة تصيب منطقته؛ كحرب أو زلازل أو حوادث من أنواع شتى، وقد يجد الإنسان من يسليه أو لا يجد، وهنا يأتي دور القراءة؛ بوصفها ملاذًا آمنًا ومفيدًا يمكنها أن تحميه أو أن تخفف من وقع المصائب عليه عبر عدة أساليب، منها أن الانغماس فيها ينقله إلى مكان آخر، ويحدث درجة من التشتيت في ذهنه، مبعدًا إياه ولو مؤقتًا عن الصدمة التي تعرض لها. ويمكن للقارئ عبر بعض القراءات أن يفهم ذاته من خلال قراءته للآخرين، أو لمواقفهم أو ردود فعلهم تجاه الصدمات التي يتعرضون لها.
وتعرض بعض الكتب- خاصة بعض الروايات- لمواقف قد يكون بعضها شبيهًا بما تعرض له القارئ الذي سيشعر بعدها أنه ليس وحده من يتعرض لصدمات ومشكلات، وربما اكتشف من بعض هذه الروايات أن مشكلته تافهة للغاية أمام ما يحصل من مشكلات في هذا العالم. وهو بهذا يعجل من وصوله إلى نضح حياتي؛ حين يقرأ ويتعرف على مشكلات غيره وكيف تعاملون معها.
وسواء قرأ سيرة ذاتية لشخصية أدبية أو اجتماعية كبيرة، وتعرف على بداياتها الصعبة وكيف تجاوزت كل عقبة حتى أصبحت كما نعرفها اليوم، أو خيالية كما في الروايات، فإن هذه القراءة ستكون بمنزلة العلاج الذاتي أو البلسم الشافي له. كما قد يتمكن عبر قراءة أبيات من الشعر الرقيق أو الحماسي، أو أي مقطوعة أدبية، من أن يتجاوز جميع العقبات النفسية التي تقف أمام تقدمه.
هذا حينما نقرأ وحدنا، أما القراءة الجماعية فإن أثرها يكون مضاعفًا؛ لأن القراءة حينها سوف تغدو مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر، مسهمة في تخفيف شعوره بالوحدة، وهو ما يعجل في معالجة صدماته النفسية، ومتيحة الفرصة له لينطلق نحو آفاق رحبة من التفاؤل والثقة بالنفس.

yousefalhasan@

مقالات مشابهة

  • الشهري: التوتر والمشاعر السلبية تُضعف مناعتك وترفع عمليات الالتهاب بجسمك.. فيديو
  • كنز في كل مطبخ.. فوائد عشبة "الخلود" الخضراء
  • تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
  • عادات صباحية تُحسن مزاجك وتخلصك من التوتر.. لا داعي لـ شرب القهوة
  • زلزال كامتشاتكا يؤثر على دول عدة.. (فيديو)
  • القراءة وتخفيف الصدمات النفسية
  • اكتئاب خلف الكاميرا.. مشاهير هوليود يروون معاركهم النفسية
  • عطل بمنصة «X» يؤثر في نظام الإشعارات
  • حتى لدى الأفراد الأصحاء.. التعرض لدخان الحرائق قد يؤثر على الجهاز المناعي
  • الجوع على مائدة النقاش بقمة الأمم المتحدة للغذاء بأديس أبابا