دعا رئيس تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ألوف بِن، اليوم الأحد 9 فبراير 2025، إلى عدم الاستخفاف بإيعاز وزير الأمن، يسرائيل كاتس، للجيش الإسرائيلي، الخميس الماضي، "بإعداد خطة لخروج طوعي للفلسطينيين من قطاع غزة ، بموجب مبادرة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، فهذه المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن خطة فعلية لطرد عرب من مناطق تسيطر عليها ومنذ الآن الترانسفير هو سياسة الحكومة".

وأضاف بِن أن الرسالة التي وجهها كاتس والحكومة إلى كبار ضباط الجيش بعد أن أوعز لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، بتوبيخ قائد شعبة الاستخبارات العسكرية، شلومي بيندر، لأنه حذر من التبعات الأمنية لخطة ترامب، هي أن "تأييد الترانسفير سيكون شرطا للترقية، ففي الجيش الإسرائيلي ستنفذ تعيينات واسعة، وأي تعيين لضابط برتبة عميد فما فوق مشروط بتوقيع كاتس، وهذا الوزير يعتزم أن يتبع في الجيش اختبارات ولاء سياسي التي اتبعها الوزير المنتهية ولايته، إيتمار بن غفير، في الشرطة".

وتابع أن "تكليف الجيش بتشجيع هجرة الغزيين طوعية، سيكون من خلال التجويع على سبيل المثال، أو باستئناف القتال ’من أجل القضاء على حماس ’، مثلما يتعهد نتنياهو. وعندها، كلما يتزايد صراخ الغزيين، ستوافق دول العالم على فتح بواباتها للاجئي خانيونس وجباليا".

ورأى بِن أن ترامب بحديثه عن تهجير الغزيين، "حرر من القمقم الرغبات الخفية لدى كثير من اليهود الإسرائيليين، الذين لا يؤمنون بحياة مشتركة مع العرب على قطعة الأرض نفسها. اليمين يقول "إما نحن أو هم’، واليسار يقول ’نحن هنا وهم هناك’. وقبل سنوات قال لي أحد قادة اليسار الصهيوني إن ’كهانا موجود في قلب جميعنا’" في إشارة إلى الحاخام الفاشي مئير كهانا. "وبعد أن طبّع ترامب الحديث عن التطهير العرقي، تريد أغلبية ساحقة من اليهود في إسرائيل أن تطرد الفلسطينيين"، وفق ما أظهرت استطلاعات الأسبوع الماضي.

وأشار إلى أن "سياسة نتنياهو منذ أن شكل حكومة اليمين الضيقة تنطوي على اتجاه واضح لتطبيق تراث الحاخام كهانا/ والقائمة طويلة: قانون القومية؛ خطوات الضم ونهب الفلسطينيين في الضفة الغربية و القدس الشرقية؛ تعبئة قائمة الليكود بالكهانيين؛ الحلف مع بن غفير وسموتريتش؛ وفوق كل ذلك سياسة الطرد والدمار في غزة، ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر".

وأضاف أن "نتنياهو كان مستعدا للمخاطرة بمذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة في لاهاي، وأن يواجه ضغوط إدارة بايدن ومؤيديه في إسرائيل ومطالبته بتقديم ’خطة اليوم التالي’ وتسليم غزة للسلطة الفلسطينية، فقط من أجل التقدم في إفراغ القطاع من سكانه وتجهيزه للضم والاستيطان اليهودي".

ولفت بِن إلى أن "كهانا كان يعتبر أزعر وهامشي، وقد تقيأه الكنيست . ووريثه في دفع فكرة الترانسفير، رحبعام زئيفي، لم يحظَ بتأييد الجماهير وأدين لاحقا كمغتصب ومجرم. لكن أفكارهما لم تختف، وبعد جيل ونصف الجيل وصلت إلى الخط السائد، الذي لا يزال يُغلف بتفسيرات منافقة مثل ’قلق إنساني على الفلسطينيين’ أو ’جربنا كل شيء ولم يتم حل الصراع، وربما حان الوقت لحل آخر’. ولذلك يحظر الاستخفاف بتصريحات ترامب، وحماسة نتنياهو وتعليمات كاتس. فمارد التطهير العرقي الذي أخرجوه من قمقم الصوابية السياسية واحترام حقوق الإنسان، الذي اختبأ فيه حتى اليوم، سيكون من الصعب إعادته إلى القمقم".

القضاء على قدرات حماس لم يكن واقعيا

وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، القول إن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بين حكومته وحركة حماس، سيكون بعد "القضاء على حماس"، معتبرا أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية سيكون "بعد أن ننهي التغيير في الشرق الأوسط، وبعد أن نتيقن من عدم وجود سلاح نووي لدى إيران، وبعد أن نُبيد حماس"، حسبما قال لشبكة "فوكس نيوز".

ورأى الباحث في العلاقات بين الجيش والمجتمع في إسرائيل، بروفيسور يَغيل ليفي، أن "هدف القضاء على حماس وقدراتها العسكرية لم يكن واقعيا أبدا، وقد اتخذت القرار بشأن هذه الغاية قيادات عسكرية وسياسية مصدومة، بعد ساعات معدودة من مجزرة 7 أكتوبر، من دون أن تستوضح القدرة على تنفيذ ذلك"، وفقا لمقاله في صحيفة "هآرتس" اليوم، الأحد.

وأشار إلى أن "الخبرة تُظهر أن المحاولات في العقود الأخيرة لفرض تغييرات من الخارج، في مناطق مختلفة في العالم، باءت بالفشل. وبالتأكيد أن فشلا كهذا كان متوقعا في الظروف الخاصة لغزة. وفعلا، ظهور حماس مجددا بعد وقف إطلاق النار مباشرة، والترميم السريع لجزء من قدراتها السلطوية، مثلما تم التعبير عنه أثناء تنفيذ صفقة المخطوفين، فاجأ إسرائيل".

وشدد على أن "هذا ما يحدث عندما يسيطر فكر عسكري بدون تشكيك فيه، وينشئ وهما بأن قتل مقاتلين الواحد تلو الآخر، وتدمير أنفاق، ومصادرة أسلحة، وقتل جماعي لمواطنين وهدم بنية تحتية مدنية، سيؤدي إلى تغيير النظام".

وتتهم أحزاب ما يسمى "الوسط – يسار" الإسرائيلية نتنياهو، في سياق الحديث عن "اليوم التالي" بعد الحرب على غزة، بأنه بسبب عدم دفعه روية "لليوم التالي" فإنه يسمح لحماس بالبقاء، لأنه منع دفع سلطة إلى السيطرة في غزة. لكن ليفي أكد على أنه لا أساس لهذا الاتهام، لأنه "يفترض أن إسرائيل قادرة على هندسة نظام بديل في غزة. فالنظام يحتاج إلى قدر أساسي من الشرعية، التي لن يحصل عليها فقط لأن دولة عدو تخترع نظاما بديلا بدعم دولي. وصحيح أن نتنياهو لم يضع رؤية بديلة، لكن خطأه لا يقل عن خطأ أولئك الذين أنشأوا وهما بديلا".

وأضاف أن "معظم أولئك الذين يتحدثون عن نظام جديد في غزة في ’اليوم التالي’، يقترحون أن تفكك السلطة الفلسطينية أو واختراع قوة متعددة الجنسيات، حماس بدلا من إسرائيل"، إلا أن "حماس، التي نجحت بتجنيد آلاف المقاتلين مجددا، وعززت الكراهية لإسرائيل بين الذين يحاولون العودة إلى بيوتهم المدرة في فصل الشتاء، لا تزال قادرة على أن تقاوم بفاعلية أي نظام يفرض من الخارج، وخاصة على خلفية تهديد الترانسفير".

وحذر ليفي من مقترحات "الوسط – يسار"، وأنه "عمليا يقترحون زج القطاع في حرب داخلية، سواء كانت بين حماس وبين النظام الذي سيفرض من الخارج، أو بين ميليشيات غزيّة في ظل غياب سيادة".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية "الكابنيت" يعقد اجتماعا هذا الأسبوع لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة الجيش الإسرائيلي ينسحب بالكامل من "نتساريم" وداخلية غزة تُصدر تنويها عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يوجهون مطالب إلى نتنياهو الأكثر قراءة قطر: مفاوضات غزة للمرحلة الثانية يجب أن تبدأ غداً كهرباء غزة تصدر نداءً عاجلاً لتوفير احتياجاتها لصيانة الشبكات المتضررة كاتس يهدد بالقضاء على حزب الله إذا لم يتوقف إطلاق المسيرات من لبنان النيابة العامة الإسرائيلية تقرر فتح تحقيق جنائي ضد ساره نتنياهو عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: القضاء على بعد أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح

كشف رون دريمر، وزير الشؤون الاستراتيجية وأحد أبرز مهندسي السياسة الإسرائيلية في مكتب نتنياهو، عن خطوط عريضة لرؤية الاحتلال الإسرائيلي لما بعد الحرب في غزة، متحدثا بوضوح عن رفض إقامة دولة فلسطينية، واشتراط نزع سلاح المقاومة، كشرط لأي إعمار أو ترتيبات إدارية في القطاع.

وفي إحدى الحلقات الحوارية عبر بودكاست نُشر مؤخرًا، قال دريمر إن السعودية لن توافق على تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ما لم تكن غزة قد وُضعت على طريق "تسوية ما"، لكنه استدرك قائلاً إن "القتال العنيف في غزة بات من الماضي"، في إشارة إلى دخول المرحلة السياسية من المعركة، رغم تعثّر محادثات الهدنة.



ملامح "الحد الأدنى" من الأهداف
تحدث دريمر بـ"إيجابية" عن الصفقة التي كانت مطروحة قبل أيام، والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى استعادة نصف الأسرى (أحياء وجثامين) مقابل هدنة مدتها 60 يومًا، تُستأنف خلالها مباحثات لإنهاء الحرب إذا توفرت ظروف تحقيق "الحد الأدنى من الأهداف".

وحدد دريمر هذه الأهداف بـ: ( تفكيك البنية العسكرية لحماس - إقصاء الحركة عن الحكم في غزة - ضمان ألا يشكل القطاع تهديدًا أمنيًا للاحتلال الإسرائيلي).

كما رفض فكرة تكرار "نموذج حزب الله في لبنان" داخل غزة، معتبرًا أن مجرد بقاء حماس كسلطة أمر غير مقبول.

وفي رد على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، الذي قال إن "حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها"، شبّه دريمر حماس بـ"النازيين"، موضحا أن القضاء على الحركة لا يعني محوها فكريا، بل نزع سلطتها وقدرتها العسكرية، كما جرى في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وأضاف أن حماس موجودة في الضفة الغربية وتركيا وقطر، لكنها لم تنفذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلا من غزة، لأنها كانت تملك السلطة والقدرة هناك.


لا احتلال.. ولا إعمار مع السلاح
نفى دريمر نية الاحتلال الإسرائيلي احتلال غزة أو البقاء فيها عسكريًا، لكنه شدد على أن أي جهة ستتولى إدارة القطاع يجب أن تتولى أولًا تجريده من السلاح، ثم الانخراط في عملية "نزع التطرف"، بحسب تعبيره، من خلال تغيير المناهج التعليمية، بالتعاون مع شركاء عرب مثل الإمارات، وأثنى على "الإصلاحات" السعودية في هذا السياق.

وأكد أن "من نفذ هجوم السابع من أكتوبر لن يكون له مكان في غزة"، تمامًا كما لم يبقَ للنازيين أي وجود في ألمانيا، على حد قوله.

قال دريمر صراحة إن إقامة دولة فلسطينية "غير مطروحة على الإطلاق" في المدى المنظور، مضيفًا أن "نسبة تأييد الجمهور الإسرائيلي لذلك أقل من صفر".

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يمنح الفلسطينيين "فيتو" على اتفاقات التطبيع الجارية مع دول عربية، في إشارة إلى تقاطع المواقف بين الاحتلال الإسرائيلي وإدارة ترامب.

وأشار إلى أن تقليص قدرات حماس سيُسهّل على أي جهة "محلية أو إقليمية" إدارة غزة لاحقًا، دون الحاجة إلى تدخلات عسكرية إسرائيلية متكررة، قد تُقوّض أي سلطة مستقبلية.

الغزيون "كان يجب تهجيرهم"
عبّر دريمر عن رفض الاحتلال الإسرائيلي لإعمار غزة في ظل وجود أكثر من 20 ألف مسلح، وقال إنه "لا أحد سيموّل إعمار القطاع إذا كانت الحرب ستعود بعد عشر سنوات".

واعتبر أن "حرب الجبهات السبع" شارفت على نهايتها، وأن الحرب في غزة هي الأخيرة لعقود، رغم تراجعه لاحقًا بالتعبير عن احتمال وقوع حروب لاحقة.

وانتقد دريمر مصر لإغلاقها معبر رفح أمام المدنيين خلال الحرب، قائلًا إن "استقبال المدنيين مؤقتًا في سيناء كان سيساهم في تقليل الخسائر البشرية، وتسريع إنهاء الحرب"، معتبرًا أن الغزيين كانوا سيعودون لاحقًا، وكان يمكن تجنيبهم ويلات الحرب.


اغتيالات بـ"ميزان خسائر".. وتجويع محسوب
كشف دريمر أن الاغتيالات الإسرائيلية تُدار بمنطق "حجم الهدف"، ما يبرر برأيه مقتل عشرات المدنيين عند استهداف قائد ميداني كبير، تحت مظلة "الحرب على الإرهاب".

وفي واحدة من أكثر التصريحات إثارة للجدل، اعترف بأن الاحتلال الإسرائيلي يراقب مستوى الغذاء في غزة ويسمح بإدخال كميات محدودة عندما تسوء الأوضاع بشكل قد يستفز الرأي العام العالمي، قائلاً: "نخنق الناس دون أن نتركهم يموتون، حتى نتفادى الضغوط الدولية".

يشير مراقبون إلى أن أهمية تصريحات دريمر لا تنبع فقط من محتواها، بل من كونه مهندس السياسة الإسرائيلية في الكواليس، والمبعوث الدائم لتنسيق المواقف مع واشنطن، مما يجعل رؤيته مؤشّرًا دقيقًا على الاتجاهات الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، في وقت يتركّز فيه اهتمام الإعلام على شخصيات هامشية مثل بن غفير أو ليبرمان.

وبينما تتعثر مفاوضات الهدنة، ويضاعف الاحتلال الإسرائيلي ضغطه العسكري والسياسي على غزة، تكشف تصريحات دريمر عن طبيعة المعادلات القاسية التي ترسمها تل أبيب لما بعد الحرب، في ظل تجاهل دولي متواصل للجرائم والانتهاكات، وتواطؤ معلن أو صامت من حلفاء إسرائيل في الغرب.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو لبن جفير: “الهجرة الطوعية” من غزة خلال أسابيع
  • «يديعوت أحرونوت»: نتنياهو يسعى لتسريع «الهجرة الطوعية» من غزة لإرضاء بن غفير
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • نتنياهو لبن غفير: “الهجرة الطوعية” من غزة خلال أسابيع
  • نتنياهو يتجه لتسريع الهجرة الطوعية من غزة بعد خلاف مع بن غفير
  • نتنياهو: الهجرة الطوعية من غزة ستنفذ خلال أسابيع
  • خلال أسابيع... نتنياهو أبلغ بن غفير بقرب تنفيذ مخطط تهجير أهالي غزة
  • نتنياهو لــ بن غفير : الهجرة الطوعية من غزة ستنفذ خلال أسابيع
  • مسؤول سابق في جيش الاحتلال يطالب نتنياهو بصفقة شاملة مع حماس الآن 
  • مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح