انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، من محور "نتساريم" الذي يفصل بين جنوبي قطاع غزة عن وسطه وشماله، وذلك تطبيقاً لاتفاق الهدنة المبرم بين الكيان وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، الذي ينص على انسحاب قوات الاحتلال في اليوم الـ22 من مرحلته الأولى.

وتأتي عملية الانسحاب بعد نحو عام و3 أشهر من توغل الفرقة 36 الإسرائيلية في تلك المنطقة، باتجاه البحر.

وذكرت مصادر صحافية أن الجيش الإسرائيلي "انسحب بشكل كامل من محور نتساريم وسط القطاع، وتحديدا من منطقة المغراقة بالقرب من شارع صلاح الدين شرقي قطاع غزة"، بعد أن تمركز فيه خلال الحرب، قاطعا الطريق بين شمالي قطاع غزة وجنوبه.

وأضافت أن "دمارا واسعا لحق بالمنطقة المحيطة بالمحور، في حين تستمر إجراءات تفتيش المركبات المتجهة إلى؛ شمالي غزة على شارع صلاح الدين، تحت إشراف عناصر أمن أميركيين ومصريين وقطريين".

ويأتي هذا الانسحاب ضمن تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يتبقى 20 يوما على انتهائها، يُتوقع خلالها إطلاق سراح دفعات إضافية من الرهائن الإسرائيليين، ليصل عددهم إلى 33 رهينة، مقابل إفراج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين في سجونها.

على مدى أشهر، شكّل موضوع انسحاب القوات الإسرائيلية من معبري فيلاديلفيا على الحدود مع مصر ونتساريم بوسط القطاع، أحد شروط حماس لأي اتفاق مع اليكان الإسرائيلي المحتل بشأن تحرير الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ما هو محور نتساريم؟

يمتد محور نتساريم على طول حوالي 6.5 كم جنوب مدينة غزة، ويقسّم شمالي القطاع وجنوبه، من الحدود الإسرائيلية إلى البحر المتوسط.

وتكمن الأهمية الاستراتيجية لممر نتساريم في موقعه الجغرافي، الذي يربط بين شرقي القطاع وغربه.

وسُمي ممر نتساريم تيمنا بمستوطنة إسرائيلية كانت قائمة على الطريق الساحلي بغزة. وشكلت "الإصبع الثاني" ضمن استراتيجية "الأصابع الخمسة" التي وضعها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون، بهدف تقسيم غزة إلى أجزاء تخضع جميعها للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وتم تنفيذ الخطة جزئياً فقط، قبل أن يأمر شارون بانسحاب إسرائيل من غزة عام 2005.

وكان محور نتساريم من بين الأهداف الأولى للقوات الإسرائيلية بعد شن عمليتها البرية في غزة، رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث تقدمت لتقسيم القطاع إلى نصفين.

وبحلول 6 نوفمبر من ذات السنة، كانت القوات قد شقت مساراً إلى البحر، سمح للمركبات المدرعة بالوصول إلى طريق الرشيد، وهو طريق رئيسي يمتد من الشمال إلى الجنوب على طول ساحل غزة.

ويقسم الممر الطريقين الرئيسيين الوحيدين في غزة اللذين يمتدان من الشمال إلى الجنوب، طريق صلاح الدين، في وسط المنطقة، وطريق الرشيد على طول الساحل.

وقبل اتفاق الهدنة الأخيرة، مُنع الفلسطينيون من الاقتراب من هذا المحور، الذي يضم قواعد إسرائيلية للقوات التي تتحكم في حركة الفلسطينيين بين الشمال والجنوب. 

كما تعمل هذه القواعد كنقطة انطلاق للعمليات الإسرائيلية نحو شمالي القطاع أو جنوبه.

وخضع ممر نتساريم لسيطرة لواءين من قوات الاحتياط الإسرائيلية، هما: لواء هرئيل المدرع المسؤول عن القسم الجنوبي والطريق بأكمله، ولواء المظليين 551 المكلف بالقسم الشمالي.

وشهد الممر تطورا ملحوظاً منذ بداية العمليات العسكرية، إذ بدأ كمسار بسيط للدبابات قبل أن يتحول إلى طريق معبد يمتد لكيلومترات.

وتوسعت المنطقة المحيطة به تدريجياً من نطاق ضيق لا يتجاوز بضعة أمتار إلى مساحة شاسعة تبلغ 47 كم، أي ما يعادل 13 بالمئة من مساحة قطاع غزة، وفقا لتقرير سابق لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأقيم في هذه المنطقة أكثر من 12 موقعا عسكرياً صغيراً و4 قواعد عمليات متقدمة.

وتم تجهيز المنطقة ببنية تحتية متكاملة، تشمل خطوط المياه والكهرباء الممتدة من إسرائيل إلى القواعد العسكرية، إضافة إلى مرافق خدمية للجنود تضم أنظمة تكييف وإمدادات للمياه الساخنة.

كما تم نصب أبراج للاتصالات الخلوية لضمان التواصل المستمر. 

ورغم شمولية هذه المنشآت، فإنها صممت بحيث يمكن إزالتها بسرعة عند الحاجة، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: محور نتساریم قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صحفية يمنية من أصول يهودية تنظم لأسطول الحرية المتجه لغزة بعد تخليها عن جنسيتها الإسرائيلية

كشفت وكالة الاناضول عن انضمام صحفية يهودية من أصول يمنية إلى اسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة بعد تخليها عن جنسيتها الإسرائيلية.

 

وذكرت الوكالة أن الصحفية اليمنية اليهودية نوا أفيشاغ شنال والتي تخلت عن جنسيتها الإسرائيلية، انضمت إلى أسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عنه.

 

ووصفت شنال المقيمة في باريس، نفسها بأنها "يهودية عربية مناهضة للصهيونية".

 

وقالت: "انضممت إلى أسطول الحرية 2025 انطلاقا من شعور عميق بالمسؤولية تجاه إخواني الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية وتطهير عرقي على يد إسرائيل، ولأكون جزءا من عملية حاسمة لكسر الحصار غير القانوني على غزة".

 

وانتقدت إهمال الدول لالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

وقالت شنال التي تخلت عن جنسيتها الإسرائيلية: "السؤال الحقيقي ليس لماذا انضممت، بل لماذا تُترك واجبات الدول للمدنيين".

 

ولدى سؤالها عن مخاوفها الأمنية، أجابت: "الخوف والقلق مشاعر إنسانية، لكن العزيمة على فعل الصواب تتغلب عليهما. ما نمر به لا يقارن بما يمر به الفلسطينيون كل يوم".

 

وذكّرت المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والأخلاقية في التدخل "قبل وقوع أي كارثة"، وأردفت: "الدول ملزمة بالتحرك لمنع الإبادة الجماعية قبل وقوعها".

 

وأشارت إلى أن الصحفيين الفلسطينيين "يغطون إبادة جماعية يتعرضون لها"، وأنهم من خلال أسطول تحالف الحرية، لا يهدفون فقط إلى كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة، بل أيضا إلى كسر "التعتيم الإعلامي السائد".

 

والأربعاء، أعلن "تحالف أسطول الحرية" انطلاق "سفينة الضمير" من مدينة أوترانتو الإيطالية نحو قطاع غزة.

 

ويتكون تحالف أسطول الحرية من 11 سفينة، بينها "الضمير"، التي يبلغ طولها 68 مترا، وتحمل على متنها العديد من الصحفيين والأطباء والناشطين.


مقالات مشابهة

  • برلماني: مصر والسعودية محور الاعتدال العربي وشراكة استراتيجية تضمن استقرار المنطقة
  • الشركات الإسرائيلية تغيب عن معرض دبي للطيران هذا العام
  • مركز حقوقي يطالب بتحقيق أممي عاجل بشأن تماهي مسؤولين مع السياسات الإسرائيلية في القطاع
  • الزمالك ينسحب من بطولة إفريقيا للأندية لكرة اليد ويكتفي بالمشاركة في كأس الكؤوس المؤهلة للسوبر الإفريقي
  • كاردينال في الفاتيكان ينتقد العمليات الإسرائيلية في غزة ويصفها بـالمجزرة
  • أخر الأوضاع في المنطقة.. دور مصر محوري في القضية الفلسطينية.. والهجمات الإسرائيلية تستهدف منطقة الهرمل شرق لبنان
  • ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 67,160 شهيدًا
  • صحفية يمنية من أصول يهودية تنظم لأسطول الحرية المتجه لغزة بعد تخليها عن جنسيتها الإسرائيلية
  • زامير من محور نتساريم : لا يوجد وقف لإطلاق النار في غزة
  • ثلاثة أطفال يتقاسمون الحياة داخل حاضنة واحدة في غزة يشعلون التواصل الاجتماعي (شاهد)