أنبياء الكذب وعباقرته
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
حيدر المكاشفي
لم تكن الحقيقة وحدها هي من اوائل ضحايا هذه الحرب القذرة، بل أنها كذلك أفرزت طبقة من الانبياء الكذبة وعباقرة الكذب، فالأنبياء الكذبة وعباقرة الكذب هم أولئك الذين قال فيهم سيدنا عيسى عليه السلام، أنهم الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً.
الكاتب الصحفي الاسلاموي إسحق أحمد فضل الله لم يؤكد موت قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بل مضى أبعد من ذلك وحدد مكان مقبرته التي دفن فيها، اذ قال مؤكداً في حوار أجراه معه زميله في التنظيم عبد الماجد عبد الحميد، أن حميدتي قُتل بطلقة قاتلة منذ الأيام الأولى للحرب، مشيراً إلى أن دفنه تم في سرية تامة في موقع يبعد 2 كيلومتراً شرق مدينة العيلفون وللمعلومية فالعيلفون هي الضاحية التي يقيم فيها اسحق، ومن قبل كان اسحق نفسه انتحل شخصية عزرائيل ملك الموت وقبض روح القائد عبد العزيز الحلو قائد الحركة الشعبية قطاع الشمال، ورسم صورة دراماتيكية لموته ودفنه الذي قال أنه تم نهار جمعة بمدينة واو، وعلى طريقة أفلام الأكشن، قال اسحق إن حالة من اليأس والجزع أصابت منسوبي الجيش الشعبي قطاع الشمال حينما سمعوا بخبر مقتل الحلو، وأن بعضهم صار يصرخ ومنهم من أهال التراب على رأسه. وأكد أن مقتل الحلو أضعف المتمردين وحطم الروح المعنوية. أتدرون من هو عبد العزيز الحلو الذي عناه اسحق، انه ذات عبد العزيز الحلو الذي يقود الان الجيش الشعبي قطاع الشمال، والذي كان اسحق قد أماته قبل نحو عشر سنوات، كما كان اسحق أيضا قد قبض روح خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة مستبقا عزرائيل الذي قبضها لاحقا، وخذ عندك الداعشي ناجي مصطفى الذي أعلن استنفاره وجهاده ضمن صفوف الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، فقد ظهر هذا الناجي مرتديا الزي العسكري وهو يقف أمام البحر، ويقول بأنه يكاد يسمع صوت البحر وهو يشكل ترس لأهل السودان.كما أكد بأنه يكاد يسمع أيضا صوت الشجر وهو يقف حائط صد أمام المتمردين ويقف مع الجيش ومع الحق. وهو الناجي نفسه الذي كان قال انه يحارب بأمر مباشر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظهر في تسجيل مصور أمام جموع المستنفرين للحرب من البسطاء والمخدوعين، والذي حكى فيه (تحت القسم المغلظ) أن أحد من من سماهم بالمجاهدين عرض له مقطع فيديو يُظهِر (11) مجاهداً فقط بأسلحة خفيفة وهم يدحرون ويهزمون (450) عربة دفع رباعي مجهزة بأحدث أنواع الأسلحة من قوات الدعم السريع في معركة بسلاح المدرعات، وكل هذا غيض من فيض الاكاذيب والترهات والهرطقات.. اذاً من ثمارهم تعرفونهم. ومن ثمار جماعة الاسلام السياسي المرة عرفنا أنهم أنبياء كذبة وعباقرة في صناعة الكذب، يكذبون كما يتنفسون ويقتلون النفس بدم بارد وكأنهم يذبحون دجاجة.. لهم في الكذب تاريخ طويل وممتد من لدن مؤسس الجماعة حسن البنا والي يوم علي كرتي هذا الذي قيل أنه الأمين المكلف لجماعة الاسلام السياسي في السودان، بل أسسوا للكذب أصولا فقهية ليست من الإسلام في شيء، حملتها شذرات منثورة في رسائل حسن البنا الذي أقر في مرحلة مبكرة الكذب وسيلة ميكافيلية للنشاط السياسي للجماعة استنادا إلى قاعدة أن (الكذب على الأعداء فريضة)، والأعداء بمفهومهم هم كل الذين ليسوا من إخوانك في الجماعة، وفي ذلك يقول الكاتب المصري والقيادي السابق في جماعة الإخوان ثروت الخرباوي (خدها منى كلمة، لا تصدق الإخوان أبدا، حتى ولو حلفوا لك وأقسموا أغلظ الأيمان، ولو جلسوا أمامك ورأيت أعينهم تفيض من الدمع، من الآخر لا تلقى لهم بالاً ولا تصدقهم، فهم كاذبون، أما لماذا يكذبون فلهذه قصة مرتبطة بعقيدة الإخوان، لا تتعجب فعقيدتهم تعطى لهم الحق فى التقرب إلى الله عن طريق الكذب، تحت مسمى (التقية).. لقد كانوا يتنفسون كذبا ولهذا كان طبيعيا أن يكون قائد انقلابهم المشؤوم العميد عمر البشير الشهير بين رفقائه بـ(عمر الكضاب) منذ أن كان ضابطا صغيرا في الجيش، وكانت بطانتهم تقتات على الكذب، حتى خرج علينا كاتبهم الاشهر اسحق فضل الله فجعل من الكذب جهادا في سبيل الله بافتراء واضح على المولى عز وجل أنه ينصر بالكذب دين الله.. فلا غرابة ولا عجب مع حال هذه الجماعة التي أدمنت الكذب أن يكون نافع علي نافع كذابا، وفقا لشهادة ابراهيم نايل ايدام أمام محكمة مدبري انقلاب الانقاذ، بل كل الغرابة والعجب ان لم يكن كاذبا، ولا غرابة ولا عجب حين يتهمه الشاهد الذي (شاف كل حاجة) بأنه من كان وراء اغتيال الشهيد الدكتور علي فضل، فكم وكم من الشهداء تم اغتيالهم وتصفيتهم، وكم وكم من الأنفس البريئة تمت ابادتها جماعيا، وكم وكم اولئك الذين تم تعذيبهم جسديا ونفسيا ببيوت الاشباح، وكم وكم من الذين ضيقوا عليهم في الرزق منهم من غادر البلاد ومنهم من غادر الحياة بسبب ضيق ذات اليد، فمات منهم من مات بسبب المرض ومنهم من مات كمدا وحسرة، والمخزي أن كل هذه الجرائم النكراء الفظيعة ارتكبت باسم الاسلام والاسلام منها براء، فيا ترى أي اسلام يريد علي كرتي وجماعة الاسلام السياسي ان يدعو اليه الناس اليوم، انها حكاية آل البوربون الذين لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا، فكرتي وجماعته مازالوا على عنجهيتهم القديمة، يظنون كذبا أنهم ظل الله في الأرض وأنهم الممثلين له، ولكن هيهات فذاك زمان ولى وفات ولن يعود ابدا وعلى الجماعة أن ترعوي وترشد..
الوسومحيدر المكاشفي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يتحدى حزب الله في عيد الجيش: لا سلاح خارج الدولة
أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون، الخميس، التزامه الصريح بسحب سلاح جميع القوى المسلحة في البلاد، بما في ذلك سلاح حزب الله، وتسليمه للجيش اللبناني، مؤكدًا أن الدولة يجب أن تكون الجهة الوحيدة التي تحتكر استخدام القوة العسكرية على كامل الأراضي اللبنانية.
جاء تصريح عون خلال كلمة ألقاها من وزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش اللبناني، حيث شدد على أن الدولة أمام "فرصة تاريخية" لإعادة بسط سلطتها الكاملة، داعيًا جميع القوى السياسية إلى التكاتف حول مشروع وطني جامع يعيد الاعتبار للمؤسسات ويعزز من وحدة القرار الأمني والعسكري في البلاد.
وقال الرئيس: "ندفع من دون تردد إلى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني" .
وتتزامن تصريحات الرئيس مع مساعٍ لبنانية لإطلاق خطة سياسية – أمنية تنص على وقف فوري للهجمات الإسرائيلية في الجنوب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي يحتلها، مقابل التزام داخلي لنزع سلاح التنظيمات المسلحة كافة، ودمجها في مؤسسات الدولة الرسمية.
كما دعا عون المجتمع الدولي لتقديم دعم مالي مباشر للجيش بقيمة مليار دولار سنويًا على مدى عشر سنوات، لتعزيز قدراته اللوجستية والعسكرية وتثبيت الاستقرار في البلاد، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
لكن هذا التوجه قوبل برفض قاطع من قبل حزب الله، إذ اعتبر نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، أن الحديث عن تسليم سلاح المقاومة هو "خدمة مباشرة لإسرائيل".
وقال قاسم، في تصريحات نشرتها قناة "المنار"، إن "المقاومة لا يمكن أن تتخلى عن سلاحها طالما أن التهديد الإسرائيلي قائم، وإن الدعوات لنزع السلاح في هذا التوقيت تخدم أهداف العدو". وأضاف: "لن نسلّم سلاحنا في أي ظرف، ومن يطلب ذلك إنما يطالب بفتح لبنان أمام العدوان من دون رادع.
وكانت قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا سيما القرار 1701، قد نصت سابقًا على ضرورة أن تفرض الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة جنوب نهر الليطاني، وأن لا يكون هناك وجود مسلح خارج إطار الدولة، إلا أن التنفيذ ظلّ مرهونًا بالتوازنات الداخلية والإقليمية المعقدة.