لا أنكر أن ظاهر ما عليه حال الإقليم وحال العالم قد توحي لنتنياهو وترامب أن يتوهما قابلية فرض السلام بالقوة أمرا ممكنا بعد ما حققه الطوفان في فلسطين وما حققه الربيع في دمشق.

وسأبدأ بما ترتب عليهما في الإقليم وفي العالم لأثبت أن الرجلين يبكيان على أطلال ما كان ممكنا قبلهما وصار مستحيلا بعدهما.

فأولا أثبت الطوفان أن إسرائيل لا حول لها ولا قوة من دون دخول الغرب معها في الحرب حتى لو كانت مع فرقة صغيرة من أهل غزة وهو ما يثبت استحالة أكثر مما حققت ومعها الغرب فكيف إذا بقيت منفردة.



وكان ينبغي أن تفهم ما سيفرض عليها مستقبلا الاعتماد على نفسها دون الغرب الذي صار منشغلا بمعركة أكبر هي معركة النظام العالمي الجديد الذي أفقده وحدته وقدرته على خوض أي حرب حتى لو اعتمد تقدمه التقني والاستعلامي.

ولو كان الغرب واثقا من ذلك لما فر الحلف الأطلسي من أفغانستان مكررا فراره من فيتنام، ولما فرت فرنسا من إفريقيا ولما صار الغرب في حرب داخلية بين أوروبا وأمريكا التي تعاملهم معاملتها لنا قبل أن نهزمها في المعارك التي خاضتها معنا بعد سقوط السوفييت والتي أضاعت فيها فرصة الاستعداد لمعارك المستقبل.

إسرائيل وإيران قضتا على قوتيهما لما تصارعتا على تقاسم الإقليم في غفلة عما كان يجري في البنية العميقة التي تخلصت من الفتنة الصغرى أي ما ترتب على سايكس بيكو من تفتيت جغرافية الإسلام وتاريخه بعده.فإذا أضفنا أن إسرائيل لم تفقد الردع العكسري فحسب ـ حتى وإن حاولت التدارك مع حزب الله الذي استسلم لأنه ليس مقاوما بل ممانع هدفه مقاسمة إسرائيل السيطرة على الإقليم في غياب الشعوب التي كانا يسيطران عليها بعملائهما من خونة الأوطان حفاظا على سلطة وهمية عديمة السيادة.

وطبعا هذا لا يمنع أن يبقى نتنياهو يحلم بإسرائيل الكبرى وفرض السلام بالقوة وأن يبقى ترامب يعزيه إيهامه بأنه يعتقد مثله بأن ذلك ممكن لأن كليهما يتصور الأمر معركة مع الأنظمة وليس مع الشعوب التي كان رمز دورها العائد هو الطوفان في فلسطين والربيع في الشام.

وحتى أحدد بأكثر متانة هذا التحول الجذري لا بد من  الإشارة إلى نهاية تأثير الفتنة الكبرى (الحلف بين الباطنية والسبئية) لمشروعيهما في بيع جلد الغنيمة قبل صيدها: إسرائيل وإيران قضتا على قوتيهما لما تصارعتا على تقاسم الإقليم في غفلة عما كان يجري في البنية العميقة التي تخلصت من الفتنة الصغرى أي ما ترتب على سايكس بيكو من تفتيت جغرافية الإسلام وتاريخه بعده.

فشل التفتيت الجغرافي والتشتيت التاريخي رمزه انتهاء سايكس بيكو والعلمنة المفروضة بالقوة وتلك هي نهاية الفتنة الصغرى.

والدليل هو اجتماع طوفانات كثيرة في الأقليم جعلت الربيع يعود ليفرض نفسه ضد نقطة ضعف الإقليم أي الأنظمة العميلة ونخبها التي جمعت بين الفتنتين الكبرى والصغرى.

ذلك ما حصل في ليبيا على الأقل في نصفها المجاور لتونس وفي اليمن على الأقل في نصفها الصامد أمام غزو الملالي وفي الشام وفي السودان أخيرا وقريبا سيكون في بقية أقطار الربيع.

وكل ذلك ما كان ليكون لو لم يكن ما لأجله تحقق سايكس بيكو وهو ما أطاحت به الشعوب التي فرضت عليها العلمنة والدورة القطرية فكان تحررها منهما رمزي عودة اللحمتين الجغرافية والتاريخية.

الجزائر بدأت ثورة الربيع فقضى عليها أعداء الحرية من فرنسا والعرب، وتركيا بدأت هزيمة الفتنة الصغرى ولم تستطع فرنسا والعرب إسقاطها وهي التي ساعدت كل المقاومين ممن ذكرت في الشام واليمن والسودان وليبيا والكثير من بلاد إفريقيا وخاصة في الساحل وحتى الصومال. لذلك فقد نتنياهو والغرب المطبعين معه استهداف تركيا والجزائر وكلاهما يعدهما يمين فرنسا العدو الأول الذي ينبغي ضربه.

وأعتقد وأحمد الله أن النخب الجزائرية بدأت تفهم أنها قد أخطأت لما انضمت بسذاجة لحلف الممانعين كذبا وبهتانا للتغطية على حربهم الحقيقية التي هي ضرب قوة شعوب الإقليم لتقاسم جغرافيته وثرواته وممراته وإخراجه مرة ثانية من التاريخ الحديث.

لكني مع ذلك أريد أن أساعد ترومب على تحقيق ما يعد به ـ سواء كان في وعوده صادقا مع إسرائيل أو هو يخادعها ليمرر أجندته التي مفادها أنه اقتنع بأن إسرائيل فقدت القدرة على أداء الوظيفة التي هي علة نشأتها فهي لم تعد قادرة على شيء بل صارت عبءا على من يريد استعادة هيبة بلاده.

فإذا كان حقا قد وصل إلى حمق من لا يفهم أن كلامه يمكن أن يكون له غير هذا المعنى فسآخذه على حد عقله: جرّب وسترى أنك لن تستعيد هيبة أمريكا بل ستنهي كل اعتبار لكلامها في العالم.

 فلن يكون نتنياهو "صحاف" حربها على العراق وحده بل ستشاركه هذه الصفة وسيصبح كلامكما من جنس خطاب صوت العرب في عهد عبد الناصر. كل الهزائم تتحول في المذياع إلى انتصارات.

واعتمادا على هذا الوصف سأسأل ترامب بعض الأسئلة ولا حاجة لسؤال المطبلين له من يمين إسرائيل والغرب:

1 ـ السؤال الاول: تنوي شراء غزة؟ حسنا. ممن ستشريها؟ عليك إذن أن تعلن عمن يملكها قبل بيعها لك؟ هذا يعني أنك ستساعد إسرائيل حتى تفتكها من أهلها وتهجرهم لتصبح مالكة بالحوز العنيف؟

الجزائر بدأت ثورة الربيع فقضى عليها أعداء الحرية من فرنسا والعرب، وتركيا بدأت هزيمة الفتنة الصغرى ولم تستطع فرنسا والعرب إسقاطها وهي التي ساعدت كل المقاومين ممن ذكرت في الشام واليمن والسودان وليبيا والكثير من بلاد إفريقيا وخاصة في الساحل وحتى الصومال. لذلك فقد نتنياهو والغرب المطبعين معه استهداف تركيا والجزائر وكلاهما يعدهما يمين فرنسا العدو الأول الذي ينبغي ضربه.2 ـ لكنها عجزت دون ذلك ولن تستطيع فعل أكثر مما فعلت إلا إذا أنت ساندتها لتمكينها من تملك ما ستبيعه لك. إذن أنت ستشري من أداتك إسرائيل ما جعلتها قادرة عليه. فتكون لصا مرتين. فلا تواصل الكذب بأنك مهتم بمستقبل الفلسطينيين وتريد لهم حياة سعيدة لنزع ملكيتهم لأرضهم.

3 ـ ومرة أخرى فإني أتمنى أن تفعل، ذلك أن الغزاويين الذين عجزت دونهم إسرائيل وهم محاصرون لن تستطيع إسرائيل هزيمتهم إذا انتقلوا إلى سيناء والأردن. فكل ما كان مستيحلا من شروط المطاولة يصبح ممكنا ولا يمكن منعه من دون جعل الحرب إقليمية وليست مقصورة على فلسطين.

4 ـ فتكون بذلك قد عكست سلوكك في دورة حكمه الأولى: فقد هربت من أفغانستان أنت وليس بايدن الذي حقق ما قاتلت عليه مع طالبان وقبلت بترك المعركة التي لم تقدر عليها حتى بمساعدة كل الناتو.

5 ـ في المعركة التي تعد ناتنياهو واليمين الإسرائيلي بملك غزة لتشتريها منهم بوصفهم أصحابها لن تجد أحدا من الناتو معك وستخوضها وحدك مع إسرائيل متوهما أن شعبك سيقبل أن يقتل أبناؤه من أجل تملك ناتن ياهو غزة: هل بلغ بك الحمق هذه الدرجة؟

في النهاية لا أعتقد لكلامك معنى آخر غير ما يؤيد ما فعلت في الدورة الأولى من حكمك: تأكدت من أن إسرائيل فقدت كل امكانية لآداء الدور المنتظر منها وتأكدت أنك عليك أن تكذب عليهم حتى تمرر ما يثبته أمران لا جدال فهيما:

1 ـ الأول لم يعد بالإمكان الاعتماد على الحكام العملاء في الإقليم لأن لعبة التخويفين انتهت: إيران وإسرائيل خسرتا الرهان باعتماد مليشيات تحميها أنظمة هي بدورها "ملشت" الجيش والأمن والقضاء والنخب المافياوية لكنها فقدت القدرة على تخويف التشعوب:

وتلك هي علة أهمية الطوفان في فلسطين والربيع في الشام وبقية أقطار الربيع التي تحررت ولو جزئيا من الخوف من أنظمة صارت أوهى من بيت العنكبوت. لذلك فحتى لا ينطلي عليك كذبك فإنه لا ينطلي على الاستراتيجيين من حولك: ويكفي أن تذكر ما قال وزير دفاع أمريكا قبل مجيئك الثاني للإسرائيليين: لا تكرروا ما فعلنا نحن بعد 11 سبتمبر.

فقد تربحون تكتيكيا بعض المعارك لكنكم من الآن عليكم أن تعلموا أن ذلك سيكون وهميا لأن الخسارة الاستراتيجية مؤكدة كما حصل لما خضنا معارك زائفة خسرناها كلها وخسرنا معها العجز عن مجارات أعدائنا الحقيقيين الذين ربحوا نصف قرن خلال غيابنا فزادوا من قوتهم التي قد تخرجنا وتخرجكم من المعارك المقبلة أصفار اليدين.

والسلام على "صحافي" أعدائنا فهم عين التطبيع العكسي: هم صاروا يتكلمون ونحن صرنا نفعل. صار لهم صوت العرب وصار لنا صوت العقل الذي يعتمد منطق التاريخ المديد لأمة تؤمن بالتواصي بالحق للاجتهاد والتواصي بالصبر للجهاد، والأيام بيننا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير إسرائيل العرب إسرائيل امريكا علاقات عرب رأي أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن إسرائیل سایکس بیکو فی الشام ما کان

إقرأ أيضاً:

أضغاث أحلام ،، الشيخ الحكيم

أطل الشيخ محمد هاشم الحكيم ،، حياه الله ،، متحدثا بعد صلاة الجمعة ، وقال بأنه رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه حيث دخل عليه في صالون كبير وجميل وبحضور رجال يلبسون الجلاليب السودانية ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحرب دي انتهت ،، وعلى الجيش ،، والدعم السريع ،، يقعدوا يتفاوضوا )
ثم تلا شيخ الحكيم الآيات من سورة الحجرات ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ، فإن بغت إحداهما فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى أمر الله ،،، )
ابتداءً لا نكذب الرجل في ما قاله ورآه ، فرؤياه صلى الله عليه وسلم حق ، فالشيطان لا يتمثل به ، ولكن قضى القرآن الكريم بكمال الدين وتمام الرسالة ، و قال صلى الله عليه وسلم ( تركتكم على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها الا هالك ) .
ولذلك أجمع العلماء أنه لا تشريع بالزيادة والنقصان يستمد من الرؤى والاحلام مما يراه الناس في منامهم ، ولو كان الرائي من الصالحين المشهود لهم ، لأن مؤدى هذا الاتجاه لا ضابط له ، وربما يقود الى انحرافات وخلط يعتري أصل الدين ، لأنه يفتح بابا لا يمكن سده ، حيث ينام الناس ويصحوا على صوت رجل يدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له ، قل لأمتي كذا وكذا ، لأن الرؤيا لا يُحكم بها ولا يُعتد ، عدا رؤيا الأنبياء أنفسهم لأنها وحي .
بالعودة الى رؤيا الشيخ الحكيم ، وخروجه على الناس بالدعوة للتفاوض مع الدعم السريع ، باعتبارهم ( طائفة مؤمنة ) بغت على الأخرى ، فقد أصدر علماء ثقات على مستوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، أصدروا تصنيفا لهؤلاء القتلة بأنهم محاربون لله ورسوله ومفسدون في الأرض ، وبالتالي يجري عليهم حكم أولئك ، بالقتل ، والقطع من خلاف ، والنفي من الأرض ، لماذا ؟
لأنهم حاربوا الله ورسوله في كل الأحكام ، حيث استحلوا كل حُرُمات الله ، وبلاغ رسوله ( ص ) فقتل النفس عمدا ، وانتهاك الأعراض ، واراقة الدماء ، وسرقة الأموال ، والترويع ، والإخراج من الديار ، وهدم البيوت ومصالح الأمة ، وتدمير المشافي ، والمدارس ، ومراكز الخدمات ، والمراعي والمزارع والحقول ، ووسائل السقيا وقنوات ومحابس الري ، والكباري ، وكل منفعة أضروا بها إضرارا بالغا وعن تعمد وقصد ، وأحدثوا سوابق في التعدي على الإنسانية ، ويمكن الإستماع لشهادات الناجين من الأسرى في السجون ، كما يمكن إعادة النظر والتمعن في أجسامهم وما اعتراها من نحول وهزال بالتجويع والقتل البطيئ ، والحرمان من الماء والدواء ، والحمام ، واستهداف الحياة العامة بالقصف العشوائي اليومي بالمدفعيات والطيران المسير الذي مزق أجساد الغافلين في بيوتهم .
كل هذا وزيادة عليه أضعافا مضاعفة ارتكبتها مليشيا الجنجويد ، ولعل الشيخ محمد هاشم الحكيم شاهد هذا أوبعضه ، ووبلغ اليه بادوات التواصل .
فهل يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته المُحبة في السودان ذلك !!
ولماذا شرع الجهاد إذا ؟؟
خاصة جهاد الدفع مما نحن فيه من حال ، وقد تكالبت علينا الأمم من مجاهيل افريقيا ، ومن مرتزقة العالم ، ومن اليهود ، ومن وكلائهم في الإمارات ، ومن اليساريين العلمانيين الذين يرفضون مجرد ذكر ( إسم الله ) في الوثيقة وفي كل خطاباتهم ومراسلاتهم وأوراق الحكومة الرسمية ، إنكارا لوجود الله في الأصل ، لأنهم مُلحدون ، فهل هذه طائفة مؤمنة تقاتل أخرى يا شيخ الحكيم ؟؟
لماذا قاتل سيدنا أبو بكر الصديق مانعي الزكاة ؟
وحاربهم حتى أخضعهم وردهم لحظيرة المسلمين ، وأنقذهم حتى من أنفسهم التى سولت لهم أُولى خطوات طريق الردة والخروج من الإسلام .
بينما هؤلاء القتلة البغاة ابتدرونا بالقتال ، ومارسوا الغدر ، والتآمر الإقليمي والدولي مستهدفين الإسلام أولا ، في منهجه ، ورموزه ، وحاكميته ، ومستقبله في هذا البلد السودان ، وربما يكون شيخ الحكيم وإخوانه الدعاة أهدافا مشروعة للجنجويد والقحاطة بعدما يستقر بهم المقام في قصر الحكم ، وبحسب أقوالهم المسجلة بأنهم لن يتركوا للإسلام والإسلاميين مساحة في هذا البلد ، الذي سيصبح مثابة للمثليين ، والجندرة ، والفمينست ، والخمر ( العرقي يكون مجان ) والمخدرات ( البنقو ببطاقة التموين ) وتلك هي شعاراتهم يا شيخ ، أما أئمتهم وقادتهم أمثال ( القراي ) الذي مَثّل اللهَ جلّ وعلا في الكتاب المدرسي ، تأسياً بالتصاوير المسيحية المحرفة ، والحضارات البائدة في روما القديمة .
إنه صراع بقاء ووجود في سنن التدافع بين الحق والباطل يا شيخ الحكيم ، والدعم السريع هو سلاح التنفيذ لإخضاع الشعب ، وكسر عينه ، وترويضه بالخوف ، بل واستبداله بقوم آخرين لعل الشيخ شاهد بعضهم وتأكد له أنهم غُرباء الوجه ، واليد ، واللسان ، وتلك هي القناصة ( حورية الحبشية ) في الضعين تتهيأ لمقاتلة متحرك الصياد ، سافرة الوجه فصيحة اللسان ، لم تخش هي ولا الذين استعانوا بها بأساً من الإستعراض العلني !!
أما في قوله تعالى ( حتى تفيئ ) بمعنى استمرار مقاتلتهم حتى يرجعوا عما هم فيه ، ويخضعوا لارادة ( الحاكم ) ويلتزموا أمره ،
وإرادةُ الحاكم هنا هي كل ماقاله الرئيس البرهان ، وأعضاء مجلس السيادة ، بالاتفاق والتناغم مع رأي الشعب السوداني قاطبة ( عدا القحاطة ) بأن يضع الدعم السريع السلاح ، ويسلم بقية المدن التي يتمركز بها ، ويخضع للقانون في الأخذ بأيدي الذين أجرموا ( وما أكثرهم ) لاستخلاص الحقوق الخاصة بالناس ، الدماء والأموال والأعراض ، والأذي النفسي ، وألا مكانَ لقيادة الدعم السريع في حياة السودانيين السياسية ، والشأن العام ، هم وكل الذين مشوا معهم مشوار البغي هذا .
نعم هذه الإشتراطات الشرعية لوضع حد لهذا العدوان على المستوى الداخلي ، أما على مستوى أركان المؤامرة في الإقليم والعالم فلا بد من رد الصاع ، خاصةً دول الجوار الهشة ، لابد أن نُريهم من أنفسنا قوة ، حتى لا تتكرر التدخلات ، ولابد من اعتبار خاص جداً في الرد على الامارات ، لابد أن تذوق وبال أمرها ، بشكل يكافئ نزعتها الشيطانية في الإعتداء على الآمنين ، وطمعها الذي يُسوِّل لها ( استكفال ) نعجتنا الواحدة الى نعاجها ال(٩٩)
ثم تتآذر مع أمريكا ومحكمة العدل لتعُزنا في الخطاب ، برشوتهم بالترليونات ، وغدائر الغواني في ممر اللاشرف .
ومن بعد ذلك يحق للشهداء أن يتبسموا في عليائهم رضىً بأن دماءهم أينعت قِطافَ السلام العزيز ، وعندها يُواسى الدمع في ( أمياق ) مآقي الأمهات الثكلاوات بأن حصائد ثمرات أفئدتهن قد أنجبن النصر لهذه الأمة ،
وعندها سيودع الوطن أحزانه وشقاءه ، ويستقبل استدارة الزمان بالفأل الحسن ، وعندها سيؤوب الجيش الى مرابط خيله ، ويُنزل السروج ، ويغتسل من غبار المعارك ، ويعيد تراتيبه العسكرية لحراسة الثغور من جديد .
ويمكن أن يُفوض الشيخ محمد هاشم الحكيم وفق ( رؤياه ) أن يُبلغ ذلك للدعم السريع بشروط الحاكم أعلاه ، فإذا ( فاء ) وقَبِل ، والتزم فلا حاجة لنا شعب السودان وقواته المسلحة والمشتركة والمجاهدين ، لا حاجة لنا في قتاله .
وإن أبى ، وهذا غالب الظن ، لأنه لا يملك من أمره شيئاً ، فليس لدينا ( والله ) إلا الرصاص ، ومثلما خرجوا من البيوت والصياصي في أُمهات مدن السودان ، سيخرجون صاغرين أذلاء مما تبقى لهم من مدائن ، ولا طاقة لهم بمواجهة الدولة باكملها ، والزمن يحكم ، ومسرح الحرب يشرح ، والفورة مليون .
وأخيرا يا شيخ الحكيم لا يستوي أن يكون ذلك موافقاً لموقف القحاطة ، وجماعة لا للحرب ، بينما هم الذين أشعلوا أوراها .
الله غالب
وصلى الله وسلم على سيد الثقلين ، وإمام المرسلين ، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من حجاج دولة فلسطين: الاستضافة أعظم الأعمال وأجلها التي تقدمها المملكة للشعب الفلسطيني
  • أضغاث أحلام ،، الشيخ الحكيم
  • وزير الخارجية الفرنسي: نتمسك بالحل السياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني
  • ما قصة النفق الذي ظهر منه نتنياهو في ذكرى احتلال القدس؟
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب الصهاينة؟
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب كولورادو؟
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • الشرع: نحن و"إسرائيل" لدينا أعداء مشتركون.. وترامب رجل سلام
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل وافقت على مقترح ويتكوف.. وحماس تواصل الرفض