نشر موقع "ليه ديبلوماتيه" تقريرًا سلّط فيه الضوء على انسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيداو"، معتبرًا أنه نقطة تحول في العلاقات الإقليمية، مبيناً أن هذا القرار جاء بعد تهديد "سيداو" بالتدخل عسكريًا في النيجر لإعادة الرئيس المخلوع.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن انسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) يمثل نقطة تحول تاريخية في العلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية للمنطقة.

فبعد شهور من التوترات المتصاعدة، تعلن الدول الثلاث التي تقودها مجالس عسكرية قطع علاقاتها مع منظمة يعتبرونها منحازة وغير فعالة في التعامل مع مشاكلهم الداخلية، ولا سيما في مكافحة انعدام الأمن والتدخلات الخارجية.

انفصال حتمي

أوضح الموقع أن الحدث الحاسم الذي أدى إلى هذا الانسحاب يعود إلى يوليو/تموز 2023، عندما هددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) بالتدخل عسكريًا في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم، الذي أطيح به في انقلاب. هذه التهديدات، إلى جانب العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة على نيامي، عززت استياء السلطات النيجيرية الجديدة، وكذلك نظيراتها في بوركينا فاسو ومالي، حيث اعتبروا موقف إكواس تدخلاً غير مقبول في سيادتهم الوطنية.




ومع ذلك، فقد صرح رئيس مفوضية إكواس، عمر أليو توري، بأن المنظمة لا تزال منفتحة على الحوار، داعيًا إلى إجراء مناقشات تقنية لتحديد إجراءات الانسحاب، وهذا الموقف يعكس رغبة في الحفاظ على علاقات عملية، وتجنب قطيعة مفاجئة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية.

عواقب الانسحاب

وذكر الموقع أنه مع هذا الانسحاب، ستنخفض عضوية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) من 15 إلى 12 دولة، مما سيُضعف ثقلها الجيوسياسي. ومع ذلك، فقد وضعت المنظمة تدابير انتقالية، حيث سيتمكن مواطنو الدول الثلاث المنسحبة من الاستمرار في استخدام جوازات سفرهم وبطاقات هويتهم التي تحمل شعار إكواس، كما سيستمر تبادل السلع والخدمات وفقًا للبروتوكولات المعمول بها، وتهدف هذه الإجراءات إلى تجنب حدوث أزمة اقتصادية حادة والحفاظ على درجة معينة من التكامل الإقليمي.

نظام إقليمي جديد قيد التشكل

وأشار الموقع إلى أنه برغم ذلك، فإن بوركينا فاسو ومالي والنيجر لن تتخلّى عن المشهد الإقليمي، بل قامت بإضفاء الطابع الرسمي على اتحادها داخل تحالف دول الساحل، وهو اتحاد يهدف إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في غرب أفريقيا. إذ تنتقد هذه الدول العقوبات التي فرضتها إكواس، واصفةً إياها بأنها "غير إنسانية وغير قانونية وغير شرعية"، متهمةً المنظمة بخدمة مصالح أجنبية بدلًا من تلبية الاحتياجات الفعلية للشعوب المحلية.



وعلى الصعيد الدبلوماسي؛ تتجه هذه الدول نحو شركاء إستراتيجيين جدد، حيث تتراجع مكانة القوة الاستعمارية السابقة، فرنسا، لصالح تنامي نفوذ روسيا وتركيا وإيران، فيعكس هذا التحول الجيوسياسي إعادة تشكيل التحالفات في غرب أفريقيا، مع تزايد رفض المؤسسات التي يُنظر إليها على أنها خاضعة للغرب.

نحو إعادة تشكيل التوازنات

ووفقا للموقع فإنه على الرغم من هذه القطيعة مع إكواس، لا تزال الدول الثلاث أعضاء في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا وتواصل استخدام الفرنك الإفريقي، وقد تعكس هذه الوضعية المتناقضة رغبتها في التحرر من الأطر السياسية التي تعتبرها مقيِّدة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على قدر من الاستقرار الاقتصادي.

وبالفعل قد بدأت بعض دول المنطقة، مثل توغو وغانا، في تطبيع علاقاتها مع تحالف دول الساحل. ومؤخرًا، عيّن الرئيس الغاني جون ماهاما مبعوثًا خاصًا للتواصل مع هذا الكيان الجديد، في إشارة إلى أن الديناميكيات الإقليمية تشهد تحولًا ملحوظًا.

وختامًا يؤكد الموقع أن خروج بوركينا فاسو ومالي والنيجر من إكواس يعكس أزمة عميقة داخل المنظمات الإقليمية الأفريقية، التي تواجه تحديات تتعلق بالسيادة الوطنية، والتأثيرات الخارجية، والحاجة إلى تحقيق تكامل اقتصادي فعّال. وبينما تسعى تحالف دول الساحل إلى ترسيخ نفسها كقطب جديد للتعاون، يبقى مستقبل إكواس، التي باتت الآن أقل حجمًا، غير مؤكد، وسيكون الحوار بين الأطراف أمرًا حاسمًا وحلًّا وحيدًا للحفاظ على استقرار غرب أفريقيا في سياق إعادة هيكلة التوازنات الإقليمية والدولية.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية بوركينا فاسو سيداو النيجر أفريقيا النيجر بوركينا فاسو أفريقيا مالي سيداو سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بورکینا فاسو ومالی والنیجر من المجموعة الاقتصادیة لدول غرب غرب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

إعلام فرنسي يشيد بأسد الأطلس أشرف حكيمي

كتبت صحيفة “ليكيب” الفرنسية أن الدولي المغربي أشرف حكيمي تألق مرة أخرى في صفوف باريس سان جيرمان، وكان أحد أبرز صانعي الفوز الذي حققه الفريق الباريسي على سياتل (2-0)، أمس الاثنين، ضمن منافسات كأس العالم للأندية.

وأشادت الصحيفة بالأداء اللافت للظهير المغربي، الذي سجل الهدف الثاني لفريقه وكان حاضرا بقوة على الرواق الأيمن، مبرزة أن “حكيمي، وكعادته، لم يتوقف عن بذل الجهد على الجهة اليمنى، مجسدا لوحده دينامية سان جيرمان”.

وأضافت أن “اختياره رجل المباراة جاء ليكافئ أداءه الرائع، وخاصة هدفه الحاسم”، مشيرة إلى أن قائد أسود الأطلس خاض ثالث مباراة كاملة له في هذه المنافسة.

وفي سن الـ26، أصبح حكيمي، الذي يعتبر أحد أفضل الأظهرة اليمنى في العالم، “عنصرا لا غنى عنه في منظومة الفريق الباريسي”، وفق ما كتبه موفد الصحيفة الخاصة إلى سياتل، الذي نوه بتفاني اللاعب المغربي “رغم الإرهاق الظاهر عليه، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى كونه خاض مباراته رقم 65 منذ فاتح يوليوز الماضي”.

وكان حكيمي من الأعمدة الأساسية في تتويج باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، كما ساهم بشكل حاسم في مسار الفريق نحو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، ويواصل الآن تألقه على الساحة العالمية.

وأبرزت “ليكيب” أنه “حتى حين تثقل ساقاه، تبقى فعالية حكيمي ثابتة”، مشيرة إلى أنه “انطلق في هجوم جديد، وتلقى تمريرة عرضية من برادلي باركولا، ليسيطر على الكرة ويسددها ببرودة أعصاب في مرمى الحارس ستيفان فراي”.

وتابعت الصحيفة أن “تأثير حكيمي لم يعد مقتصرا على أرض الملعب، بل أصبح يحظى باحترام زملائه وإعجاب الجماهير”، قبل أن تختتم مقالها بالتأكيد على أهمية هذا الأداء المميز.

وبفضل هذا الفوز، تأهل باريس سان جيرمان إلى دور ثمن نهائي كأس العالم للأندية، حيث سيواجه نادي إنتر ميامي، فريق النجم السابق للفريق الباريسي، ليونيل ميسي.

مقالات مشابهة

  • إيران .. قراءة في صعود مشروع جيوسياسي بديل
  • برلماني: الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران لم تكن متكافئة من حيث موازين القوى
  • سفير المملكة لدى جمهورية بوركينا فاسو يلتقي وزير الأمن البوركيني
  • من إيران إلى غزة.. دبلوماسي فرنسي سابق يفضح الكيل بمكيالين في السياسة الغربية
  • قارة غنية مستغلة.. أفريقيا بين فرص الشراكة وتحديات المكانة
  • إعلام فرنسي يشيد بأسد الأطلس أشرف حكيمي
  • بدء أعمال تجهيز موقع حديقة عامة جديدة شرق حماة
  • آلية الاستعلام عن وجود استئناف بالقضايا إلكترونيا
  • خبير استراتيجي: إضعاف إيران أو غيرها من القوى الإقليمية ليس في مصلحة الدول العربية
  • شاهد بالفيديو.. الفنان محمد الفحيل يفاجئ الجميع ويعلن تضامنه مع المطرب محمد بشير في الحملة التي يقودها ضده شقيقه شريف الفحيل وساخرون: (أنا والغريب على أخوي)