مكاسب مزعومة.. لماذا يسعى الحوثيون لإعادة الجيش اليمني لجبهات القتال؟
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد توصل الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب في غزة، والميليشيا الحوثية التي كانت تستغل "حرب غزة" من أجل الظهور على الصعيدين الإقليمي والدولي، بإبراز قدرتها على شن هجمات بحرية تؤثر على حركة الملاحة والتجارة العالمية؛ تحاول مجدداً العودة بأي طريقة كانت، إذ لم يبقي أمامها سوى الداخل اليمني، خاصة بعد أن أبدت أمريكا وعدد من المنطقة، استعداداتها لمساندة الحكومة الشرعية من أجل إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة اليمنية.
إشعال الجبهات
يأتي هذا في سياق، ما كشفته عدد من وسائل الإعلام اليمنية منذ مطلع فبراير الجاري، عن قيام مسلحي الحوثي بإرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى عدد من الجبهات في الداخل وخصوصا جبهة مأرب، كما تواصل حفر خنادق وبناء متارس في الخطوط الأمامية بمختلف جبهات القتال، فضلا عن حملات تجنيد واسعة، وذلك بهدف إشعال جبهات القتال والعودة مرة أخرى للمواجهات العسكرية مع القوات اليمنية التابعة للشرعية.
ومن الجدير بالذكر أن عودة الحوثيين لإشعال جبهات القتال يأتي بعد أكثر من مرور عامين على "الهدنة الهشة" التي تم إبرامها مع الشرعية، خاصة بعد فشل معركة الحوثيين في السيطرة على محافظة مأرب الاستراتيجية والغنية بالثروات النفطية في عامي 2021 و2022، ولذلك يحاول الحوثيين بكل الطرق الممكنة السيطرة على هذه المحافظة التي تعد مركز الثقل للحكومة اليمنية الشرعية، لذلك، لدى الحوثيين رؤية أن سيطرتهم على مأرب قد تمكنهم من إحكام قبضتهم على غيرها من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة لشرعية.
وبالإضافة لما تقدم، يمكن القول أن عودة الحوثيين لإشعال جبهات القتال، يأتي بعد تصنيفهم مؤخراً من قبل إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، ومن دعوة منظمة الأمم المتحدة للحوثيين بسرعة الإفراج عن موظفي الوكالات الدولية والأممية المحتجزين في سجون الجماعة، بجانب تحركات الحكومة الشرعية لحشد الدعم الدولي لصالحها من أجل مساندتها لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة اليمنية.
بجانب ذلك فقد أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، خلال اجتماعه مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني "عيدروس الزبيدي" على هامش الاجتماع السنوي الـ55 للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025، في مدينة دافوس السويسرية، أواخر يناير الماضي، على "وقوف دول المجلس مع الشعب اليمني ومجلس القيادة الرئاسي حتى يتمكن اليمن من استعادة أمنه واستقراره ووضعه على مسار التنمية المستدامة وفقاً للمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216".
أهداف حوثية
وحول ذلك، يقول الخبراء اليمنيين أنه إزاء كل هذه التطورات، لم يبق أمام الحوثيين سوى الهروب إلى الأمام من خلال العودة إلى الخيار العسكري وذلك من أجل مواجهة السخط الشعبي المندلع في بعض المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتهم والضغوط الدولية التي تواجهها تلك الجماعة في الوقت الراهن، في محاولة لتوسيع نطاق سيطرتها على الأرض وتحقيق أية مكاسب سياسية وعسكرية، من خلال استباق شن عمل عسكري واسع محتمل ضدها من خلال المبادرة بالهجوم بدلاً من الانتظار في موقع الدفاع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحوثي جبهات القتال مأرب الرئاسي اليمني منظمة إرهابية أجنبية جبهات القتال من أجل
إقرأ أيضاً:
شحنات لا تصل...كيف استغل الحوثيون المهرة لتهريب السلاح والخبراء
ظلت محافظة المهرة، الواقعة شرقي اليمن، على مدار السنوات الماضية، شريان إمداد رئيسي تعتمد عليه مليشيا الحوثي في عمليات تهريب الأسلحة إلى مناطق سيطرتها، نتيجة للأوضاع الأمنية المتراخية وسيادة الحكم القبلي فيها.
تعتبر محافظة المهرة بوابة اليمن الشرقية وتتميز بموقعها الجغرافي الذي جعل منها مركزًا استراتيجيًا مثاليًا لعمليات التهريب، فالمحافظة تطل على البحر العربي من ناحية، وسلطنة عمان من ناحية أخرى، الأمر الذي جعلها منفذًا لتهريب الأسلحة والذخائر، وحتى الخبراء الإيرانيين.
من منفذي شحن وصرفيت، تنقل شحنات التهريب إلى مناطق متفرقة تحت سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حيث تمتد خطوط التهريب عبر البحر والبر في الصحراء وصولًا إلى مناطق المليشيا.
شحنات لا تصل
خلال العام الجاري، تفيد تقارير رسمية، ضبط شحنات أسلحة ومخدرات وأجهزة الكترونية حديثة، تم القبض عليها قبل أن تصل إلى جماعة الحوثي الإرهابية.
في فبراير من العام 2025، أعلنت السلطات الأمنية في المهرية، ضبط خلية مرتبطة بشبكة تهريب أسلحة قادمة من طهران عبر البحر، وخلال عملية الضبط اعتقلت السلطات ثلاثة يمنيين من الخلية الحوثية.
في أكتوبر من العام ذاته، ضبطت مصلحة الجمارك في منفذ صرفيت، محاولة أخرى لتهريب أكثر من ثلاثة ألف قطعة إلكترونية، تتضمن لوحات برامجية وحساسات وأجهزة أخرى تستخدم في صناعة الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة والمتفجرات.
في ذات الشهر أيضًا ضبطت شرطة مديرية شحن، شبكة تعمل في التهريب وألقت القبض على 26 شخصًا من جنسيات أفريقية، من بينهم عناصر تنتمي لمليشيا الحوثي، حين كانوا يحاولون التسلل بطريقة غير شرعية في إطار عمليات تهريب عبر الحدود اليمنية مع سلطنة عمان.
تشير هذه التقارير الرسمية إلى اعتماد مليشيا الحوثي بصورة مكثفة على المهرة لتهريب الأسلحة والأجهزة الالكترونية وغيرها، وهذا ما مكن الجماعة من الحفاظ على إمداد متواصل لتطوير قدراتها العسكرية، فما تم ضبطه يؤكد أن عشرات الشحنات وصلت إلى مناطق الحوثيين.
قطع شريان الإمداد
مؤخرًا تسلمت القوات الجنوبية السيطرة على محافظة المهرة، والمراكز الحيوية في المحافظة، في خطوة من شأنها احكام السيطرة على المنافذ البحرية والبرية وقطع الطريق أمام شحنات الدعم القادمة من إيران إلى الحوثيين.
في ظل محاولات التهريب البحرّي والبري المستمرة منذ أعوام، عملت جهات أمنية وعسكرية في محافظة المهرة على نشر قوات محلية وجنوبية وتشكيل وحدات "درع الوطن"، لتأمين المنافذ والطرقات الصحراوية الساحلية بين حضرموت والمهرة، والحد من عمليات التهريب وقطع شريان امداد الحوثيين.
بحسب مراقبين وتحليلات سياسية فإن الانتشار الأمني والاِستراتيجي مؤخرًا، سيساهم بصورة كبيرة في خنق الشريان اللوجستي الذي كان يمد مليشيا الحوثي بالسلاح والخبراء والذخائر عبر المهرة، الأمر الذي سينعكس بشكل مباشر في تراجع وضُعف شبكات التهريب المرتبطة بالجماعة الإرهابية.
في حوار مع موقع العين الإخباري أفاد عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، الشيخ سالم عكوش، أن الترتيبات التي جرت في المهرة، ستساعد في قطع خط إمداد تهريب الحوثيين، حيث تسلمت قوات درع الوطن مهام تأمين الموانئ والمنافذ ومطار الغيضة والمنشآت الحكومية، بالإضافة قوات جنوبية لتعزيز الأمن والاستقرار
وأكدت عكوش أن هذه وجود هذه القوات ستعمل على تأمين شرط المهرة الساحلية والصحراوي، من عمليات التهريب وسد الثغرات التي استغلها الحوثيون خلال الأعوام الماضية في تطوير قدراتها العسكرية.