«الأسواق قبل رمضان».. أسعار الدواجن تتصاعد ومواطنون يبحثون عن بدائل أرخص

مع اقتراب شهر رمضان المبارك وزيادة استعدادات الأسر المصرية لاستقبال الشهر الفضيل، شهدت الأسواق ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الدواجن، حيث سجل سعر الكيلو 110 جنيهات، ما أثار حالة من الاستياء والغضب بين المواطنين، و هذا الارتفاع المفاجئ في الأسعار يفرض تحديات إضافية على الأسر المصرية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

قفزات سعرية غير مبررة

 

شهدت أسعار الدواجن قفزات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، مما دفع الكثير من المواطنين إلى تقليل استهلاكها أو البحث عن بدائل أرخص. وعلى الرغم من أن الدواجن تُعد من المصادر الأساسية للبروتين في العديد من الأسر، إلا أن الأسعار المرتفعة قد تجعلها بعيدة عن متناول البعض، خصوصًا من ذوي الدخل المحدود.

 

«الزراعة العضوية».. فرصة لتوسيع الأسواق المحلية والدولية عبر دورات تدريبية متخصصة

 

حركة الأسواق في رمضان

مع حلول شهر رمضان، تشهد الأسواق عادة إقبالًا كبيرًا على اللحوم والدواجن، حيث يزداد الطلب على الأطعمة التي تمثل جزءًا من تقاليد الشهر الكريم، و لكن مع الارتفاع المفاجئ في الأسعار هذا العام، قد يغير الكثير من الأسر عاداتها، مما سيدفعها للبحث عن بدائل أرخص مثل الأسماك أو اللحوم المجمدة التي تظل أقل تكلفة رغم تراجع جودتها في بعض الأحيان.

«الزراعة العضوية».. فرصة لتوسيع الأسواق المحلية والدولية عبر دورات تدريبية متخصصة
أسباب الارتفاع

تعددت التفسيرات بشأن أسباب الارتفاع الكبير في أسعار الدواجن، بين من يرجعها إلى زيادة تكلفة الأعلاف بشكل ملحوظ، وآخرين يرون أن زيادة الطلب مع قرب شهر رمضان كان لها دور كبير،  كما أشار بعض المواطنين إلى نقص المعروض من الدواجن في الأسواق نتيجة بعض الإجراءات المتعلقة بالصحة البيطرية، مما أدى إلى هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار.

ومع استمرار هذا الارتفاع، تتزايد المخاوف من استمرار الأسعار في الزيادة خلال شهر رمضان، مما يفاقم من معاناة الأسر المصرية، و تعالت الأصوات المطالبة بتدخل الحكومة لتقليل هذه الزيادة، إما عبر دعم الإنتاج المحلي أو توفير آليات لضبط السوق.

 

هل تتدخل الحكومة؟

في الوقت الذي يطالب فيه المواطنون بضرورة التدخل الحكومي لمراقبة وضبط الأسعار، لم تصدر وزارة التموين والتجارة الداخلية أي بيان رسمي بشأن هذا الارتفاع حتى الآن، ومع اقتراب شهر رمضان، يبقى الأمل في تدخل سريع للمساعدة في تخفيف الأعباء عن المواطنين، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الوطني من تحديات متعددة.

 

فتح باب الاستيراد

في ظل هذه الزيادة المفاجئة، سجلت أسعار الدواجن ارتفاعًا طفيفًا في الأيام القليلة الماضية، مما يخالف توقعات الخبراء الذين كانوا يتوقعون انخفاضًا تدريجيًا في الأسعار بعد فتح باب الاستيراد من الخارج، وبلغ سعر الدواجن البيضاء في المزرعة 91 جنيهًا، بعد أن كان 87 جنيهًا قبل أيام قليلة، ليصل للمستهلك بسعر 110 جنيهات، أما أسعار الدواجن الأمهات، فقد انخفضت قليلاً إلى 69 جنيهًا للكيلو، ليصل سعرها للمستهلك إلى 79 جنيهًا، كما استقر سعر الدواجن الساسو (الفراخ الحمراء) عند 92 جنيهًا للكيلو، ليصل سعرها للمستهلك إلى 110 جنيهات.

وفيما يتعلق بالبانيه، تراوحت أسعاره بين 190 و220 جنيهًا في بعض المحلات حسب المنطقة، بعدما كان سعره 220 جنيهًا في الأسابيع الأخيرة.

أسعار البيض

أما أسعار البيض، فقد سجلت كرتونة البيض الأحمر 145 جنيهًا جملة، لتباع للمستهلك بنحو 150 جنيهًا، كما سجلت كرتونة البيض الأبيض 145 جنيهًا جملة، ليصل سعرها للمستهلك 150 جنيهًا، في حين بلغ سعر كرتونة البيض البلدي 129 جنيهًا جملة، لتباع للمستهلك بنحو 133 جنيها.

 

الزراعة تستعرض أنشطة "متبقيات المبيدات" خلال يناير الماضي

 

صناعة الدواجن 

أوضح طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، أن الدولة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الدواجن، مع تصدير الفائض إلى الخارج، مؤكدا أن مصر أصبحت من الدول المتقدمة في صناعة الدواجن، مشيرًا إلى أن وزير الزراعة الجديد قد أبدى اهتمامًا كبيرًا بملف تصدير الفائض وتعزيز قدرة البلاد على تلبية احتياجات السوق المحلي.

وأضاف سليمان أن الحكومة تمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة لضبط الأسواق، مثل تقليص الاستيراد والتركيز على التصدير لتغطية احتياجات السوق المحلي، مشيرا إلى أن أكثر من 3.5 مليون شخص يعملون في قطاع الثروة الداجنة، وأن مصر أصبحت قادرة على تصدير الفائض من منتجات الدواجن بعد توقف دام 15 عامًا.

كما لفت سليمان إلى أن هناك قاعدة بيانات دقيقة لجميع المزارع العاملة في السوق المصرية، حيث يتم فحص كل مزرعة قبل منحها ترخيص التشغيل، مؤكدًا أن هناك 125 ألف مزرعة دواجن تعمل حاليًا في مصر وفقًا للتراخيص الرسمية.

المصدر: بوابة الوفد