«لوموند»: هل ينشأ فرع أوروبي تابع لأفكار ترامب
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن التناقضات طبعت خطابات زعماء اليمين المتطرف، وأظهرت الغموض المحيط بثالث أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي خلال اجتماع مجموعة "وطنيون من أجل أوروبا" السياسية يوم السبت الماضي، التي عقدت في مدريد في أجواء احتفالية بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، متسائلة عمّا إذا كان سينشأ فرع تابع لأفكار ترامب في أوروبا.
وأشارت الصحيفة الفرنسية، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، إلى وضع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان شعار Make Europe great again "لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى" - التي يُرمَز لها اختصارًا بـ"ميجا"- للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، التي تولتها بلاده في النصف الثاني من عام 2024، باعتباره تحديا لأوروبا.
وقالت الصحيفة إن عودة ترامب - صاحب شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" - المدوية إلى البيت الأبيض صارت منارة لليمين المتطرف الأوروبي، مما دفع "الوطنيون من أجل أوروبا"، المجموعة الثالثة في البرلمان الأوروبي، إلى تبني مبادئ "لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى" خلال قمتهم يوم السبت 8 فبراير، في مدريد.
واستدركت الصحيفة متسائلة: هل نشهد تشكيل هذه "الأممية الرجعية" التي أدانها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟ هل ينشأ فرع أوروبي تابع لأفكار ترامب؟ وأجابت: "لا شك أن الجو المنتصر الذي ساد هذا الاجتماع العام، الذي استضافه حزب فوكس اليميني المتطرف في إسبانيا، يمكن تفسيره بالرياح العاتية التي تهب عبر المحيط الأطلسي. فالحملة التحررية التي شنها الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، الذي أرسل رسالة فيديو لدعم إخوانه الأوروبيين المقاتلين، وإعصار ترامب، أعطت الزعماء القوميين الشعبويين الأوروبيين شعورا بأن وقت "الاسترداد" ــ وهو المصطلح الذي يستخدمه العديد منهم ــ قد وصل إلى القارة القديمة".
أما مارين لوبان، مؤسسة حزب التجمع الوطني، فقد فضلت مصطلح "النهضة" على مصطلح "الاسترداد"، لأسباب فرنسية؛ منها بلا شك بسبب وجود حزب يميني منافس يحمل هذا الاسم. وترى أن فوز ترامب يمثل "دعوة للوجود في مستقبل العالم، في التاريخ الذي يُكتَب".
وأضافت الصحيفة أن لوبان، مثل المتحدثين الآخرين، لم تفلت من التناقضات التي ميزت خطابات العديد من هؤلاء القادة اليمينيين المتطرفين. وأشارت إلى وجود نقاط يتفق عليها هؤلاء الزعماء؛ من فيكتور أوربان إلى ماتيو سالفيني رئيس الرابطة الإيطالية، ومن الهولندي خيرت فيلدرز إلى التشيكي أندريه بابيس، وهي: رفض الهجرة والخطاب المناهض للإسلام، ومعارضة المعايير البيئية والصفقة الخضراء الأوروبية، ومكافحة "الوكيزم" (الوعي للظلم وتمييز العنصريين) والتعددية الثقافية.
وتابعت صحيفة "لوموند" أن هناك أيضًا نقاط الخلاف بينهم، فمثلا هاجم فيكتور أوربان إنفاق أوروبا لدعم أوكرانيا في "حرب ميؤوس منها"، لكن فضل قادة آخرون تجاوزها بالصمت. وأعرب سانتياجو أباسكال، رئيس حزب فوكس، عن دعمه لأليس فايدل، مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، لكن لم يتبعه أصدقاؤه الأوروبيون، الذين يعتبرون وجود حزب البديل من أجل ألمانيا في البرلمان الأوروبي سامًا. ولم يتم ذكر نية الرئيس ترامب فرض تعريفات جمركية على أوروبا، ولا اقتراحه بطرد مليوني فلسطيني من غزة، ولا مطالبته بمضاعفة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، ولا سيطرة رجال الأعمال العاملين في المجال الرقمي على الدولة الفيدرالية الأمريكية. ومن جانبها، تجنبت مارين لوبان تناول رؤية اقتصادية ليبرالية بعيدة كل البعد عن برنامج حزب الجبهة الوطنية.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه في الوقت الذي يخاطر فيه بعض السياسيين من يمين الوسط، مثل زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني، فريدريش ميرز، بالتقارب المثير للجدل مع اليمين المتطرف، أظهرت "قمة ميجا" غموض ديناميكيات قادتها: "فمن خلال وضع أنفسهم في ضوء ترامب، فإنهم يسلطون الضوء أيضا على الانزعاج الناجم عن ارتباطهم بالسياسات اليمينية الأكثر تطرفا".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أفكار ترامب ترامب من أجل
إقرأ أيضاً:
ترامب يُعلن التوصل لاتفاق تجاري على الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي
أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توصلا إلى إطار عمل لاتفاقية تجارية، منهيين بذلك خلافًا استمر شهورًا مع أكبر شريك تجاري لأمريكا.
وأكد ترامب فرض ضريبة بنسبة 15% على معظم الواردات من الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، بما في ذلك السيارات والأدوية وأشباه الموصلات، وذلك بعد محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تيرنبيري، اسكتلندا.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "سيتم فتح جميع البلدان للتجارة مع الولايات المتحدة بدون تعريفات جمركية، وهم يوافقون على شراء كمية هائلة من المعدات العسكرية".
وقال ترامب، في حديثه إلى جانب فون دير لاين في ملعب الغولف الخاص به على الساحل الغربي لاسكتلندا، إن الاتحاد الأوروبي وافق على شراء عقود طاقة بقيمة 750 مليار دولار من الولايات المتحدة، واستثمار 600 مليار دولار أخرى في الولايات المتحدة.
وفي حين لم يُكشف عن تفاصيل الاتفاق، وصفه ترامب بأنه "أكبر اتفاق يُبرم على الإطلاق". وقالت فون دير لاين إن الاتفاق سيحقق "الاستقرار" و"القدرة على التنبؤ"، ورحب قادة أوروبيون آخرون بهذا التطور إلى حد كبير.