في عالم يموج بالتكنولوجيا والابتكارات، يبرز القاسم الرداعي، الطالب في الصف التاسع، كأحد العقول الشابة الواعدة، بعد أن ابتكر عصا إلكترونية ذكية تهدف إلى تسهيل حياة المكفوفين. في هذا اللقاء، يحدثنا القاسم عن رحلته مع الابتكار، التحديات التي واجهها، وتأثير مشروعه على المجتمع:

لقاء/ هاشم السريحي

من كان الداعم الأكبر لك خلال مسيرتك في الابتكار؟
لقد حصلت على دعم معنوي كبير من مدرستي 26 سبتمبر (حكومية)، حيث شجعني مدير المدرسة الأستاذ الفاضل أحمد عبدالهادي، والمعلمات، ومربية فصلي الأستاذة رباب القباطي، وكذلك الأستاذة امتثال القباطي.

لقد تم تكريمي أكثر من مرة، وكان هذا حافزًا كبيرًا لي للاستمرار في مسيرتي الابتكارية. لذلك، أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لهم جميعًا، فقد كان لدعمهم الأثر الأكبر في تطوير موهبتي وثقتي بنفسي.
ما الدافع وراء ابتكار العصا الإلكترونية؟
دفعني شغفي بالاختراع منذ الصغر إلى البحث عن أفكار تسهم في خدمة المجتمع، ونصحني والدي بأن أوجّه ابتكاراتي نحو مشاريع ذات فائدة إنسانية. لطالما شعرت بأن فئة المكفوفين تعاني من إهمال مجتمعي ونقص في الدعم، لذلك قررت ابتكار هذه العصا الذكية لمساعدتهم على الحركة بأمان وثقة.
ما أبرز التحديات التي واجهتك أثناء تطويرها؟
واجهتُ عدة تحديات، أولها كان تطوير فكرة جديدة تحمل مسؤولية كبيرة نظرًا لأنها تخدم أشخاصًا من ذوي الإعاقة. كما كانت البرمجة وإدخال الأكواد للحساسات من أكبر التحديات، إذ كانت هذه أول مرة أتعامل مع هذا النوع من التقنيات، لكني ثابرت حتى نجحت في تنفيذ الفكرة.
كيف تختلف العصا الإلكترونية عن العصا التقليدية؟
تتميز العصا الذكية بعدة مزايا، أبرزها نظام التنبيه الذي يساعد المكفوف على تفادي الاصطدام بالآخرين في الشارع، مما يقلل الإحراج والمخاطر. كما أن العصا مزودة بحساسات تمكن المستخدم من الإحساس بوجود أي عائق أمامه، سواء كان سيارة أو شخصًا أو حفرة، بالإضافة إلى أنها خفيفة الوزن وقابلة للشحن.
التقنية والميزات المتقدمة
ما أبرز الميزات التي توفرها العصا الذكية؟
العصا تساعد المكفوف على التعرف على محيطه قبل الاصطدام به، وهي خفيفة الوزن وسهلة الاستخدام، كما يمكن إعادة شحنها، ما يجعلها أكثر كفاءة من العصا التقليدية.
هل تعتمد العصا على الذكاء الاصطناعي أو تقنيات متقدمة أخرى؟
حاليًا، العصا لا تعمل بالذكاء الاصطناعي، لكنها ستشهد تحديثات مستقبلية تتضمن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ونظام تحديد المواقع (GPS) لجعلها أكثر تطورًا وكفاءة في توجيه المكفوفين.
التطبيق العملي والتأثير المجتمعي
كيف يمكن للعصا أن تحسن حياة المكفوفين؟
تساهم العصا بشكل كبير في منح المكفوفين استقلالية أكبر أثناء تنقلهم، إذ تساعدهم على اكتشاف العوائق قبل الوصول إليها، مما يقلل من الحوادث ويزيد من ثقتهم بأنفسهم.
هل تم اختبار العصا على أرض الواقع؟ وكيف كانت ردود الفعل؟
نعم، تم اختبار العصا من قبل عدد من المكفوفين والمكفوفات، كما جربتها شخصيات بارزة في المؤتمر الثاني للمتحدثين من ذوي الإعاقة “قادرون”. كانت ردود الفعل مشجعة للغاية، حيث أبدى المستخدمون إعجابهم بفكرتها وبمدى فائدتها في حياتهم اليومية.
هل يمكن تصنيع العصا محليًا بتكلفة مناسبة؟
حاليًا، العصا مصنوعة محليًا بنسبة 100 %، وأسعى لجعل تكلفتها في متناول الجميع، بحيث تكون متاحة لكل مكفوف يحتاج إليها.
المستقبل والتطوير
هل لديك خطط مستقبلية لتطوير العصا؟
بالتأكيد، هناك العديد من التحديثات المخطط لها، مثل إضافة ميزة الاهتزاز لمساعدة ذوي الإعاقة المزدوجة، ونظام صوتي ينطق الأجسام المحيطة، بالإضافة إلى دمج تقنية الـ GPS لتوجيه المستخدم بشكل أكثر دقة.
هل حصلت على دعم من جهات رسمية أو خاصة؟
حتى الآن، لم أتلقَّ أي دعم رسمي، لكني أتطلع إلى التعاون مع جهات مختصة لنشر هذا الابتكار وتطويره بما يخدم المكفوفين بشكل أوسع.
ختامًا:
يؤكد القاسم الرداعي أن الابتكار لا يقتصر على أعمار معينة، بل يحتاج فقط إلى الشغف والإصرار على حل المشكلات التي تواجه المجتمع. اختراعه للعصا الإلكترونية ليس مجرد إنجاز شخصي، بل هو خطوة نحو تمكين المكفوفين ومنحهم حياة أكثر أمانًا واستقلالية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العيسوي يثمّن إرادة حفظة القرآن المكفوفين ويؤكد دعم الملك لذوي الإعاقة

صراحة نيوز -التقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، اليوم الخميس، وفدًا من مبادرة “خمسين حافظ” التابعة للمركز الثقافي الإسلامي بجامعة العرب في الزرقاء، والتي تضم نخبة من الطلبة المتفوقين، من بينهم طلبة مكفوفون، بحضور إمام المسجد ومدير المركز الشيخ أحمد الزعبي وعدد من المشرفين.

ونقل العيسوي في مستهل اللقاء تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني واعتزازه بالطلبة، مؤكدًا أنهم يمثّلون نموذجًا مُشرقًا للإرادة والتفوق، وأن جلالته يرى في كل أردني طاقة وطنية تستحق التمكين والرعاية.

وأشار إلى أن فئة ذوي الإعاقة، لا سيما المكفوفين، تحظى باهتمام ملكي متواصل، تُرجم إلى مبادرات وتشريعات تهدف إلى تمكينهم وضمان حقوقهم وتوفير بيئة محفزة لإبداعهم، مشيدًا بتفوق الطلبة المكفوفين الذين أثبتوا أن التحديات لا تعيق النجاح، وأن الإرادة والطموح أساس الإنجاز.

وقال العيسوي: “لقد جئتم من الزرقاء، مدينة العزّ والعسكر، تحملون ولاءً نقيًّا وانتماءً صادقًا، وهو ما نعتز به ونراه منارة أمل في مسيرة التحديث التي يقودها جلالة الملك بثبات”.

من جهته، استعرض الشيخ الزعبي أبرز إنجازات المركز الثقافي الإسلامي الذي أُسس بمكرمة ملكية عام 2018، مشيرًا إلى ما يقدّمه من برامج تهدف إلى تنمية شخصية الشباب وتعزيز العمل التطوعي.

وثمّن المشاركون مواقف جلالة الملك الوطنية والإنسانية، مؤكدين أن دعمه المتواصل لقضية فلسطين، ووقوفه إلى جانب الأشقاء في غزة، يعكس نهجًا هاشميًا راسخًا يُمثّل مصدر فخر لكل الأردنيين.

وأكد الطلبة أن صوت الأردن، بقيادة جلالة الملك، يصدح في المحافل الدولية مدافعًا عن قضايا العدالة وكرامة الإنسان، ومجسّدًا صورة الدولة الأردنية التي تجمع بين الثوابت والانفتاح على المستقبل.

مقالات مشابهة

  • السلاح بين العصا والجزرة: واشنطن والرياض تصعّدان وحزب الله يوازن الرد
  • براك ينتقد اتفاق وقف النار.. ويقترح العصا والجزرة لنزع سلاح حزب الله
  • وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه
  • العيسوي يثمّن إرادة حفظة القرآن المكفوفين ويؤكد دعم الملك لذوي الإعاقة
  • “أطباء بلا حدود”: أكثر من 40 ألف نازح في الضفة الغربية
  • أيام عاشوراء.. الكورد الفيليون يحيون ليلة القاسم وسط بغداد (صور)
  • مجموعة البنك الإسلامي للتنمية تُنظم جلسة حوارية عن التمويل المبتكر في السياقات الهشة
  • صدمة علمية: السجائر الإلكترونية أكثر خطراً من التقليدية في التسبب بالسرطان!
  • “الداخلية” تطلق ختمًا خاصًا بكأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
  • ورق زيادة.. قرار عاجل من التعليم بشأن امتحانات الثانوية العامة للطلاب المكفوفين