صدى البلد:
2025-05-21@00:20:45 GMT

مي حمدي تكتب: الدراما والعنف... وأولادنا!

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

في حوار مع إحدى السيدات الفضليات من كوادر وزارة التربية والتعليم شكت لي مر الشكوى من العنف الذي يتجرعه الأطفال والمراهقين من خلال الأعمال الدرامية، مما أثر سلبيا على سلوكهم، بل وأدى إلى قيامهم بتقليد حركات عنيفة بعينها قام بها بعض الممثلون، مما قد يؤدي إلى إصابة زملائهم إصابات خطيرة وبالغة. ولا شك أن التعرض الدائم لمشاهد عنيفة ودموية، سواء من خلال الأعمال الفنية والدرامية أو الإنترنت أو  الألعاب الإلكترونية أو حتى المواد الإخبارية أو غير ذلك، يؤدي إلى اعتياد الأمر واستسهاله وتهيئة المخ له، واعتباره أسلوب حل النزاع، بل والشعور بلامبالاة تجاهه، ويزيد من خطورة الأمر ميل الأطفال والمراهقين بشكل عام إلى التقليد.

فمشاهدة العنف وإن كانت تؤثر علينا جميعا، فهي تؤثر عليهم بشكل أكبر، لذا ينصح دائما الأطباء والخبراء النفسيون بابتعاد الأطفال عن مشاهدة العنف.

وحيث أن الأعمال الدرامية تنفذ بسهولة إلى بيوتنا وعقولنا وقلوبنا، وتعد أكثرتأثيرا من أي قوالب جامدة أو توجيهات مباشرة، وقد رأينا جميعا تأثيرها على المجتمع سواء في تعديل قوانين أو تشكيل نظرة مجتمعية، فلابد أن يتسم كل صناعها سواء منتجين أو مخرجين أو مؤلفين أو ممثلين بالوعي بآثار ما يقدمونه. أما عن التنويه المكتوب في بداية بعض المسلسلات عن كونها غير مناسبة للأطفال وأنها قد تحتوي على مشاهد عنيفة أو غير لائقة، فلا أجده يسمن أو يغني من جوع. وعلى الأسر منع الأطفال من مشاهدة الأعمال العنيفة،  والتي أجد نفسي ساذجة إذ أتمنى أن تمتنع القنوات عن عرضها بعيدا عن حسابات المكسب والخسارة وللأسف "الترند".

ومع تصاعد وتيرة العنف في المدارس مؤخرا بشكل لا يمكن التغاضي عنه، أصبح لزاما على كل منا في موقعه العمل على مواجهة هذه النزعة.  فلابد من كل مربي – سواء من الآباء أو الأمهات أو المدرسين أو الأخصائيين الاجتماعيين -  أن يتنبه بشكل مبكر إلى بوادر حدوث نزاع، والعمل على معالجته مبكرا قبل أن يصل الأمر إلى حد العنف، بل وتثقيف الأطفال والمراهقين وتوعيتهم بالعنف وآثاره ، وتعليمهم أساليب حل النزاع بشكل سلمي وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات مسبقا، عن طريق الاعتراف بوجودها وتجنب التقليل من شأنها، وتذكير الأطفال والمراهقين بأن وجود النزاع أمر طبيعي، ولكن حلها بالعنف ليس مقبولا. يجب أيضا تشـــجيع الأطفـــال علـــى التعبير عن مشـــاعرهم، وتذكيرهم بأن الشعور بالغضب أحيانا والرغبة في التعبير عنه أمر طبيعي، ولكن لابد من الالتزام بضوابط محددة وعدم اللجوء للعنف. ويتحتم على المربي التدخل الفوري عند وقوع حدث عنيف جسديا أو لفظيا، وأيضا أن يكون نموذجا يحتذى به في استخدام الأسلوب السلمي لحل أي نزاع قد ينشأ، وأن يمتنع نهائيًا عن ممارسة أي فعل عنيف تجاه الأولاد.  

كما يمكن بمشاركة الأطفال إعداد خطوات حل النزاع وتعليقها في مكان واضح وتذكيرهم بالعودة إليها، وإدماجها في مدونة السلوك، حتى ان كان تحقيقها صعبًا في بعض الاوقات! وهذه الخطوات هي كما يلي؛ أولا:  التزام الهدوء، ثانيا: مناقشة الأمر مع أطراف النزاع واستكشاف الحلول الممكنة، ثالثا: الموافقة على حل يقبله الجميع، وأخيرا: وضع الحل موضع التطبيق.

لا شك أن هذه القواعد النظرية قد تكون مفيدة أحيانا، ولكنها لن تكون مجدية إذا استمر أولادنا في التعرض لمشاهد العنف بهذا الإصرار، والتي تتفنن للأسف الأعمال السينمائية والدرامية في عرض تفاصيلها بشكل بشع، وكأنها أسلوب توضيحي تعليمي! لذلك أوجه نداء إلى كل مسؤول، وكل مبدع وفنان بالتنبه إلى مسؤوليتهم أمام الله والمجتمع عن عقول أطفالنا وشبابنا، والعمل على إرساء ثقافة السلام، وتقديس حرمة النفس الإنسانية، ونبذ العنف وعدم الترويج له ولو بدون قصد، وحتى إن استلزم السياق الدرامي!     .
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم الأعمال الدرامية الأعمال الفنية المزيد الأطفال والمراهقین

إقرأ أيضاً:

(أم إبراهيم) في باب الحارة .. رحيل الفنانة السورية فدوى محسن

#سواليف

نعت نقابة الفنانين السوريين، امس الاثنين، #الفنانة_فدوى_محسن التي رحلت عن عمر يناهز 87 عاماً. وكانت محسن واحدة من أبرز الفنانات السوريات اللواتي ارتبطت أدوارهن في #ذاكرة_المشاهد_السوري بحضور متنوع بين المسرح والتلفزيون. وُلدت فدوى محسن في مدينة دير الزور شرقي سورية، في أكتوبر/ تشرين الأول 1938، ونشأت في بيئة محافظة. دخلت الوسط الفني في ستينيات القرن الماضي، عبر تجاربها الأولى مع الفرق المسرحية الجوالة.

في عام 1975، انتقلت محسن إلى شاشة التلفزيون وانضمت بعد ذلك إلى نقابة الفنانين السوريين. تميزت بأدوار متعددة، خاصة في تجسيد شخصية المرأة الشعبية والدمشقية البسيطة، ما جعلها خياراً مفضلاً للمخرجين، لا سيما في الأعمال الدرامية والتاريخية. تألقت في مسلسلات بارزة منها: “زمن البرغوث”، “عصر الجنون”، “قلوب صغيرة”، “ما ملكت أيمانكم”، “عودة غوار”، و”أبناء القهر”، والتي أضافت من خلالها حضوراً مميزاً ونكهة خاصة على الأعمال التي شاركت فيها. وشكّل مسلسل “طرابيش” عام 1992 نقطة بارزة في مسيرتها الفنية، تلته مشاركتها في مسلسل “دموع الأصايل” بعد عامين. كذلك شاركت في عدة أجزاء من مسلسل “باب الحارة” حيث جسدت شخصية “أم إبراهيم” التي أحبها الجمهور.

في السينما، ظهرت محسن في الفيلم السوري “أمينة” عام 2018، الذي عكس معاناة النساء في بيئات صعبة، وشاركت فيه إلى جانب الفنانة نادين خوري. رغم حضورها المؤثر، غابت في السنوات الأخيرة عن بعض المواسم الدرامية لأسباب صحية وشخصية. واتسمت طريقة أداء فدوى محسن بالبساطة والواقعية، بعيداً عن التكلف أو المبالغة، متبعة مدرسة التمثيل القديمة التي نشأت عليها. برعت في تجسيد أدوار الأم، الجدة، والمرأة الريفية، مع أداء قريب جداً من وجدان المشاهدين. كما تنقلت بين الدراما التاريخية والكوميدية بإتقان، وتميزت بإتقان اللهجات المختلفة في أعمالها.

مقالات ذات صلة إلهام شاهين تكشف تفاصيل آخر مكالمة مع عادل إمام 2025/05/20

عبرت محسن في أحد لقاءاتها عن انتقادها واقع الدراما السورية، مشيرة إلى غياب النصوص الجيدة، وتوجه بعض الممثلين نحو الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على حساب الموهبة الحقيقية. وأكدت أن أصالة الفن تبقى الأساس لأي مشروع درامي ناجح. رغم تاريخها الفني الطويل، لم تحظَ فدوى محسن بالتقدير والتكريم اللائقين بمكانتها، لكنها تبقى واحدة من رائدات الفن السوري، ووجهاً من وجوه الدراما والذاكرة الشعبية التي جسدت نموذج المرأة السورية الأصيلة، مخلدةً ذكراها ببساطتها وحبها الكبير لمهنتها.

مقالات مشابهة

  • خسارة كبيرة تُفجع جمهور «باب الحارة» وأهل الدراما السورية
  • شاركت في باب الحارة وعودة غوّار.. وفاة الفنانة السورية فدوى محسن
  • بالفيديو.. مختص يوضح أبرز العوامل التي تؤدي لانتشار الصداع بين الأطفال والمراهقين
  • (أم إبراهيم) في باب الحارة .. رحيل الفنانة السورية فدوى محسن
  • رحيل "أم إبراهيم"... الدراما السورية تودّع فدوى محسن عن 84 عامًا
  • نهال علام تكتب: وعملت إيه فينا السنين
  • منى أحمد تكتب: صانع البهجة
  • هند عصام تكتب: أصل النرجسية
  • يونيسف: “إسرائيل” تقصف أطفال غزة بشكل يومي
  • توقعات برج السرطان اليوم الأحد 18 مايو 2025: تحدث بشكل هادئ مع الشريك