مي حمدي تكتب: الدراما والعنف... وأولادنا!
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
في حوار مع إحدى السيدات الفضليات من كوادر وزارة التربية والتعليم شكت لي مر الشكوى من العنف الذي يتجرعه الأطفال والمراهقين من خلال الأعمال الدرامية، مما أثر سلبيا على سلوكهم، بل وأدى إلى قيامهم بتقليد حركات عنيفة بعينها قام بها بعض الممثلون، مما قد يؤدي إلى إصابة زملائهم إصابات خطيرة وبالغة. ولا شك أن التعرض الدائم لمشاهد عنيفة ودموية، سواء من خلال الأعمال الفنية والدرامية أو الإنترنت أو الألعاب الإلكترونية أو حتى المواد الإخبارية أو غير ذلك، يؤدي إلى اعتياد الأمر واستسهاله وتهيئة المخ له، واعتباره أسلوب حل النزاع، بل والشعور بلامبالاة تجاهه، ويزيد من خطورة الأمر ميل الأطفال والمراهقين بشكل عام إلى التقليد.
وحيث أن الأعمال الدرامية تنفذ بسهولة إلى بيوتنا وعقولنا وقلوبنا، وتعد أكثرتأثيرا من أي قوالب جامدة أو توجيهات مباشرة، وقد رأينا جميعا تأثيرها على المجتمع سواء في تعديل قوانين أو تشكيل نظرة مجتمعية، فلابد أن يتسم كل صناعها سواء منتجين أو مخرجين أو مؤلفين أو ممثلين بالوعي بآثار ما يقدمونه. أما عن التنويه المكتوب في بداية بعض المسلسلات عن كونها غير مناسبة للأطفال وأنها قد تحتوي على مشاهد عنيفة أو غير لائقة، فلا أجده يسمن أو يغني من جوع. وعلى الأسر منع الأطفال من مشاهدة الأعمال العنيفة، والتي أجد نفسي ساذجة إذ أتمنى أن تمتنع القنوات عن عرضها بعيدا عن حسابات المكسب والخسارة وللأسف "الترند".
ومع تصاعد وتيرة العنف في المدارس مؤخرا بشكل لا يمكن التغاضي عنه، أصبح لزاما على كل منا في موقعه العمل على مواجهة هذه النزعة. فلابد من كل مربي – سواء من الآباء أو الأمهات أو المدرسين أو الأخصائيين الاجتماعيين - أن يتنبه بشكل مبكر إلى بوادر حدوث نزاع، والعمل على معالجته مبكرا قبل أن يصل الأمر إلى حد العنف، بل وتثقيف الأطفال والمراهقين وتوعيتهم بالعنف وآثاره ، وتعليمهم أساليب حل النزاع بشكل سلمي وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات مسبقا، عن طريق الاعتراف بوجودها وتجنب التقليل من شأنها، وتذكير الأطفال والمراهقين بأن وجود النزاع أمر طبيعي، ولكن حلها بالعنف ليس مقبولا. يجب أيضا تشـــجيع الأطفـــال علـــى التعبير عن مشـــاعرهم، وتذكيرهم بأن الشعور بالغضب أحيانا والرغبة في التعبير عنه أمر طبيعي، ولكن لابد من الالتزام بضوابط محددة وعدم اللجوء للعنف. ويتحتم على المربي التدخل الفوري عند وقوع حدث عنيف جسديا أو لفظيا، وأيضا أن يكون نموذجا يحتذى به في استخدام الأسلوب السلمي لحل أي نزاع قد ينشأ، وأن يمتنع نهائيًا عن ممارسة أي فعل عنيف تجاه الأولاد.
كما يمكن بمشاركة الأطفال إعداد خطوات حل النزاع وتعليقها في مكان واضح وتذكيرهم بالعودة إليها، وإدماجها في مدونة السلوك، حتى ان كان تحقيقها صعبًا في بعض الاوقات! وهذه الخطوات هي كما يلي؛ أولا: التزام الهدوء، ثانيا: مناقشة الأمر مع أطراف النزاع واستكشاف الحلول الممكنة، ثالثا: الموافقة على حل يقبله الجميع، وأخيرا: وضع الحل موضع التطبيق.
لا شك أن هذه القواعد النظرية قد تكون مفيدة أحيانا، ولكنها لن تكون مجدية إذا استمر أولادنا في التعرض لمشاهد العنف بهذا الإصرار، والتي تتفنن للأسف الأعمال السينمائية والدرامية في عرض تفاصيلها بشكل بشع، وكأنها أسلوب توضيحي تعليمي! لذلك أوجه نداء إلى كل مسؤول، وكل مبدع وفنان بالتنبه إلى مسؤوليتهم أمام الله والمجتمع عن عقول أطفالنا وشبابنا، والعمل على إرساء ثقافة السلام، وتقديس حرمة النفس الإنسانية، ونبذ العنف وعدم الترويج له ولو بدون قصد، وحتى إن استلزم السياق الدرامي! .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم الأعمال الدرامية الأعمال الفنية المزيد الأطفال والمراهقین
إقرأ أيضاً:
نظر محاكمة 62 متهما بقضية خلية التجمع اليوم
تنظر الدائرة الأولى إرهاب برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، اليوم محاكمة 62 متهما في القضية رقم 4662 لسنة 2025، جنايات التجمع، والمعروفة بـ"خلية التجمع".
أمر إحالة المتهمينوجاء في أمر الإحالة أنه في غضون القترة من 1990 وحتي 10 يونيو لسنة 2024، المتهمون من الأول وحتى الثالث والخمسين ومن الثامن والخمسين وحتى الستين انضموا لجماعة إرهابية تهدف لاستخدام القوة والعنف في الداخل بغرض الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وعرقلة المصالح الحكومية والسلطات العامة من القيام بعملها وتعطيل أحكام الدستور والقانون، حيث تستخدم القوة والعنف في تحقيق أغراضها وتعريض أمن وسلامة المجتمع للخطر، بأن انضم لجماعة الإخوان.
ووجه للمتهمين من الرابع والخمسين وحتى شاركوا جماعة إرهابية بأن أدخلوا هواتف محمولة لأعضاء محبوسين من الجماعة الإرهابية داخل محبسهم.