صدى البلد:
2025-07-05@22:34:17 GMT

مي حمدي تكتب: الدراما والعنف... وأولادنا!

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

في حوار مع إحدى السيدات الفضليات من كوادر وزارة التربية والتعليم شكت لي مر الشكوى من العنف الذي يتجرعه الأطفال والمراهقين من خلال الأعمال الدرامية، مما أثر سلبيا على سلوكهم، بل وأدى إلى قيامهم بتقليد حركات عنيفة بعينها قام بها بعض الممثلون، مما قد يؤدي إلى إصابة زملائهم إصابات خطيرة وبالغة. ولا شك أن التعرض الدائم لمشاهد عنيفة ودموية، سواء من خلال الأعمال الفنية والدرامية أو الإنترنت أو  الألعاب الإلكترونية أو حتى المواد الإخبارية أو غير ذلك، يؤدي إلى اعتياد الأمر واستسهاله وتهيئة المخ له، واعتباره أسلوب حل النزاع، بل والشعور بلامبالاة تجاهه، ويزيد من خطورة الأمر ميل الأطفال والمراهقين بشكل عام إلى التقليد.

فمشاهدة العنف وإن كانت تؤثر علينا جميعا، فهي تؤثر عليهم بشكل أكبر، لذا ينصح دائما الأطباء والخبراء النفسيون بابتعاد الأطفال عن مشاهدة العنف.

وحيث أن الأعمال الدرامية تنفذ بسهولة إلى بيوتنا وعقولنا وقلوبنا، وتعد أكثرتأثيرا من أي قوالب جامدة أو توجيهات مباشرة، وقد رأينا جميعا تأثيرها على المجتمع سواء في تعديل قوانين أو تشكيل نظرة مجتمعية، فلابد أن يتسم كل صناعها سواء منتجين أو مخرجين أو مؤلفين أو ممثلين بالوعي بآثار ما يقدمونه. أما عن التنويه المكتوب في بداية بعض المسلسلات عن كونها غير مناسبة للأطفال وأنها قد تحتوي على مشاهد عنيفة أو غير لائقة، فلا أجده يسمن أو يغني من جوع. وعلى الأسر منع الأطفال من مشاهدة الأعمال العنيفة،  والتي أجد نفسي ساذجة إذ أتمنى أن تمتنع القنوات عن عرضها بعيدا عن حسابات المكسب والخسارة وللأسف "الترند".

ومع تصاعد وتيرة العنف في المدارس مؤخرا بشكل لا يمكن التغاضي عنه، أصبح لزاما على كل منا في موقعه العمل على مواجهة هذه النزعة.  فلابد من كل مربي – سواء من الآباء أو الأمهات أو المدرسين أو الأخصائيين الاجتماعيين -  أن يتنبه بشكل مبكر إلى بوادر حدوث نزاع، والعمل على معالجته مبكرا قبل أن يصل الأمر إلى حد العنف، بل وتثقيف الأطفال والمراهقين وتوعيتهم بالعنف وآثاره ، وتعليمهم أساليب حل النزاع بشكل سلمي وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات مسبقا، عن طريق الاعتراف بوجودها وتجنب التقليل من شأنها، وتذكير الأطفال والمراهقين بأن وجود النزاع أمر طبيعي، ولكن حلها بالعنف ليس مقبولا. يجب أيضا تشـــجيع الأطفـــال علـــى التعبير عن مشـــاعرهم، وتذكيرهم بأن الشعور بالغضب أحيانا والرغبة في التعبير عنه أمر طبيعي، ولكن لابد من الالتزام بضوابط محددة وعدم اللجوء للعنف. ويتحتم على المربي التدخل الفوري عند وقوع حدث عنيف جسديا أو لفظيا، وأيضا أن يكون نموذجا يحتذى به في استخدام الأسلوب السلمي لحل أي نزاع قد ينشأ، وأن يمتنع نهائيًا عن ممارسة أي فعل عنيف تجاه الأولاد.  

كما يمكن بمشاركة الأطفال إعداد خطوات حل النزاع وتعليقها في مكان واضح وتذكيرهم بالعودة إليها، وإدماجها في مدونة السلوك، حتى ان كان تحقيقها صعبًا في بعض الاوقات! وهذه الخطوات هي كما يلي؛ أولا:  التزام الهدوء، ثانيا: مناقشة الأمر مع أطراف النزاع واستكشاف الحلول الممكنة، ثالثا: الموافقة على حل يقبله الجميع، وأخيرا: وضع الحل موضع التطبيق.

لا شك أن هذه القواعد النظرية قد تكون مفيدة أحيانا، ولكنها لن تكون مجدية إذا استمر أولادنا في التعرض لمشاهد العنف بهذا الإصرار، والتي تتفنن للأسف الأعمال السينمائية والدرامية في عرض تفاصيلها بشكل بشع، وكأنها أسلوب توضيحي تعليمي! لذلك أوجه نداء إلى كل مسؤول، وكل مبدع وفنان بالتنبه إلى مسؤوليتهم أمام الله والمجتمع عن عقول أطفالنا وشبابنا، والعمل على إرساء ثقافة السلام، وتقديس حرمة النفس الإنسانية، ونبذ العنف وعدم الترويج له ولو بدون قصد، وحتى إن استلزم السياق الدرامي!     .
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم الأعمال الدرامية الأعمال الفنية المزيد الأطفال والمراهقین

إقرأ أيضاً:

مسؤول صيني يتهم وزير الدفاع الأمريكي بالتحريض على النزاع

اتهم مسؤول صيني كبير الخميس وزير الدفاع الأمريكي بـ"التحريض على المواجهة والنزاع" بعد أن حث حلفاء الولايات المتحدة على تعزيز جيوشهم لمواجهة بكين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); });

وأعلنت الصين والولايات المتحدة الشهر الماضي التوصل إلى تفاهم بشأن اتفاقية تجارية، ما شكّل هدنة في حرب الرسوم الجمركية بينهما.

أخبار متعلقة عقب ضربات أمريكا.. وزير خارجية إيران يجري مشاورات مع بوتين غدًا80 عامًا على توقيعه.. هل تحول ميثاق الأمم المتحدة إلى حبر على ورق؟أخطار أمنية.. الولايات المتحدة تحذر مواطنيها على مستوى العالم

لكن لا تزال تدور خلافات بين البلدين بشأن قضايا متعددة تتراوح بين التكنولوجيا والأمن والجغرافيا السياسية، بما في ذلك الحربين في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى مطالبات بكين الإقليمية في آسيا.

تحذيرات وزير الدفاع الأمريكي

وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث حذر من أن الصين تستعد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في آسيا، وحث حلفاء الولايات المتحدة على تحقيق "السلام من خلال القوة".

واعتبر ليو جيانتشاو رئيس الدائرة الدولية في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الخميس أن تصريحات هيغسيث تنطوي على "تفكير يقوم على الهيمنة".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مسؤول صيني يتهم وزير الدفاع الأمريكي بالتحريض على النزاع - متداولة

وقال ليو في منتدى السلام العالمي في بكين إن "ما يريده هيغسيث حقًا هو القوة وليس الحوار".

وأضاف: "ما يحرض عليه هو المواجهة والنزاع، وليس السلام والوئام".

السيطرة على تايوان

ويقوم خلاف منذ فترة طويلة بين الصين والولايات المتحدة بشأن مطالب بكين التوسعية في بحر الصين الجنوبي ذي الأهمية الاستراتيجية، ورفضها استبعاد استخدام القوة للسيطرة على تايوان، الجزيرة ذات الحكم الذاتي والتي تؤكد بكين السيادة عليها.

وقال ليو إن "الحكومة الصينية أكدت بوضوح تام أنها لن تتراجع أبدًا عن هذه القضايا".

وأضاف: "الشعب الصيني سيبذل قصارى جهده لتحقيق التوحيد السلمي للوطن الأم، لكننا لن نسمح أبدًا باستقلال تايوان".

وشدد على أنه "يجب على الولايات المتحدة احترام سيادة الصين في هذه المسألة".

مقالات مشابهة

  • كيف استعادت الدراما العراقية جمهورها بهذه المسلسلات؟
  • تدريبات على الدراما والتمثيل في أسبوع جديد من "ابدأ حلمك" بالإسماعيلية
  • إلهام أبو الفتح تكتب: قانون جديد للتعليم
  • العربي الكويتي يطلب استعارة مروان حمدي مقابل 300 ألف دولار
  • مسؤول صيني يتهم وزير الدفاع الأمريكي بالتحريض على النزاع
  • زوجة حمدي الميرغني تثير الجدل بإطلالة لافتة
  • منة عدلي القيعي تكتب سطرًا جديدًا في تاريخ الهضبة.. أول شاعرة بألبومات عمرو دياب
  • وزير الري: نرفض بشكل قاطع استمرار سياسة إثيوبيا في فرض الأمر الواقع
  • المذيعة الحسناء سالي عثمان تكتب: (شريف الفحيل إلى أين؟!!!)
  • النرويج تكتب التاريخ أمام سويسرا في أمم أوروبا للسيدات