هل يشكل الحوثيون تهديداً جيوسياسياً لأمريكا؟
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
بينما أدت الهدنة في غزة إلى توقف مؤقت لهجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، فإنها ما تزال تمثل مشكلة متنامية للأمن الإقليمي، حسبما أفادت إميلي ميليكن، المديرة المساعدة لمبادرة N7 التابعة للمجلس الأطلسي.
تزعم تقارير بأن الصين تساعد الحوثيين في الحصول على أسلحة
وبعد فترة وجيزة من اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار، تنفس المجتمع الدولي الصعداء حيث أعلن الحوثيون عن تعليق هجماتهم التي استمرت 13 شهراً ضد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
ومع ذلك، استدركت الجماعة بأنها تحتفظ بالحق في استهداف السفن التابعة لإسرائيل وحذرت من أنها قد تستأنف هجماتها إذا لزم الأمر.
وقالت الكاتبة في مقالها بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن هذا الإعلان يعد مهماً لأن العمليات البحرية للحوثيين في المنطقة كانت بمنزلة ضربة كبيرة للشحن الدولي، مما أجبر شركات الشحن على الاختيار بين ثلاثة خيارات مكلفة: السفر حول القرن الأفريقي لتجنب مضيق باب المندب تماماً، أو دفع تعريفات للحوثيين، أو نقل بضائعهم إلى قوارب أصغر للتخفيف من مخاطر الهجوم.
تحول حوثي في الداخل اليمنيورغم أنه ما يزال من غير المؤكد ما إذا كان المتمردون اليمنيون سيستأنفون إطلاق الطائرات دون طيار والصواريخ على السفن، فإن تركيزهم قد تحول بشكل واضح إلى العمليات الداخلية ضد الحكومة اليمنية والجهات التابعة لها. إذ اتخذ الحوثيون عدة خطوات مقلقة لتعزيز سيطرتهم على الأراضي اليمنية في الأيام التي تلت إعلان وقف إطلاق النار، بالتزامن مع إعادة إدارة دونالد ترامب الجديدة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية.
While the Gaza ceasefire has temporarily halted the Yemeni rebel group’s attacks on merchant shipping in the Red Sea, they still pose a growing problem for regional security, writes Emily Milliken. https://t.co/4FEeKA4LJe
— National Interest (@TheNatlInterest) February 11, 2025وفي مايو (أيار) الماضي، احتجز الحوثيون 13 موظفاً من الأمم المتحدة بالإضافة إلى منظمات غير حكومية محلية ودولية أخرى، مما أجبر الأمم المتحدة على تعليق الحركة في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون وقطع مساعداتها عن نحو 80% من اليمنيين الذين يعيشون تحت حكم الحوثيين.
استعدادات حوثية في مأربفي الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن الحوثيين نقلوا آلاف المقاتلين إلى الخطوط الأمامية في محافظة مأرب، وبدأوا في تنفيذ بعض الضربات استعداداً لهجوم عسكري أكبر للاستيلاء على المنطقة.
إلى جانب هذه التطورات العسكرية، أطلق الموالون للحوثيين حملة رسائل تستهدف القبائل المحلية في المحافظة، ويضغطون عليهم للتنازل عن السيطرة على المنشآت الاستراتيجية للطاقة والمباني الحكومية والقواعد العسكرية في المنطقة.
ويقال إن العديد من قادة الحوثيين يتباهون على موقع منصة "إكس" بضربة نهائية قادمة للاستيلاء على كل اليمن. بل وصل الأمر بأحد المسؤولين إلى التحذير علناً من أن الأصول الأمريكية في الشرق الأوسط تقع في متناول صواريخ الحوثيين إذا استمر الرئيس ترامب في "عدائه" معهم.
While the Gaza ceasefire has temporarily halted the Yemeni rebel group’s attacks on merchant shipping in the Red Sea, they still pose a growing problem for regional security, writes Emily Milliken.https://t.co/92lwuByH58
— Center for the National Interest (@CFTNI) February 11, 2025وعلى الرغم من أعمال الحوثيين المزعزعة للاستقرار وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان المستفحلة في اليمن، فنادراً ما تجذب هذه الجماعة اهتماماً دولياً كبيراً إلا عندما تهدد أنشطتهم الاقتصاد العالمي.
ومع ذلك، تقول الكاتبة، يجب أن يُنظر إلى تحركاتهم الأخيرة ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً "مجلس القيادة الرئاسي"، على أنها جهد استراتيجي لاكتساب نفوذ قبل مفاوضات السلام المستقبلية.
ورفض الحوثيون باستمرار الانخراط في مفاوضات مباشرة مع مجلس القيادة الرئاسي.
وعلاوة على ذلك، أوضحوا نيتهم في احتكار سلطة الحكم. وسيعمل نشاطهم المتجدد للاستيلاء على مأرب - أحد آخر معاقل الحكومة اليمنية – على توسيع قاعدتهم الاقتصادية ومنحهم إحساساً جديداً بالشرعية داخل المجتمع الدولي.
وفي الوقت نفسه، سيؤدي ذلك إلى تقليل سيطرة الحكومة اليمنية على الأراضي المحلية بشكل كبير، مما يقوض مصداقيتها على المستويين المحلي والدولي.
وإذا سيطر الحوثيون على اليمن، فسيكون لذلك عواقب بعيدة المدى على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، حيث ستؤدي مثل هذه النتيجة إلى ترسيخ موطئ قدم لإيران في البلاد، مما يمنح طهران وصولاً غير منقطع إلى مواقع استراتيجية جديدة على طول مضيق باب المندب.
علاوة على ذلك، من المحتمل أن يعزز نشاط الحوثيين إلى ما وراء حدود اليمن ويمكّن جهودهم للتعاون مع خصوم الولايات المتحدة الآخرين، بما في ذلك روسيا والصين.
وتشير التقارير بالفعل إلى أن الحوثيين يتعاونون مع فرع تنظيم القاعدة في الصومال، المعروف باسم "حركة الشباب"، كما تشير التقارير إلى وجود مرتزقة حوثيين يقاتلون في حرب أوكرانيا واحتمال وجود صفقة ترسل موسكو بمقتضاها صواريخ متطورة مضادة للسفن إلى الحوثيين.
وتزعم هذه التقارير أيضاً بأن الصين تساعد الحوثيين في الحصول على أسلحة.
وكل ذلك يثبت أن الجماعة تفكر جيداً إلى أبعد من العمل مع جماعات أخرى من الجهات الفاعلة غير الحكومية.
وإذا استمرت الأمور دون إحداث تغيير ملموس، فإن ما كان في يوم من الأيام تمرداً محلياً سيستمر في النمو كتحدٍ جيوسياسي للولايات المتحدة، حسب الكاتبة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحماس وقف إطلاق النار الحوثيون الحوثي إسرائيل ترامب اليمن الصومال حركة الشباب أوكرانيا الصين غزة وإسرائيل اتفاق غزة الحوثيون الحوثي اليمن إسرائيل ترامب الصين الولايات المتحدة الصومال القاعدة في الصومال الحرب الأوكرانية الحکومة الیمنیة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل وتدعو إلى الحوار
يمن مونيتور/ واشنطن/ خاص:
دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس في أعقاب موجة أخرى من التصعيد بين الحوثيين في اليمن والاحتلال الإسرائيلي.
ويوم الأربعاء، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على المطار الرئيسي في اليمن في العاصمة صنعاء، مما أدى إلى تدمير آخر طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية العاملة. وجاء الهجوم بعد يوم من إطلاق الحوثيين، صواريخ على إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الهجمات “بين الحوثيين وإسرائيل تؤدي إلى تفاقم الوضع الهش للغاية أصلا في اليمن والمنطقة الأوسع”.
وأضاف: “الهجمات على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مطار صنعاء في اليمن ومطار بن غوريون في إسرائيل، غير مقبولة”.
وقال إن الغارة على مطار صنعاء وتدمير الطائرة المدنية “تحرم الكثير من اليمنيين من وسيلة حاسمة لمغادرة البلاد إلى مناطق طبية أو تعليمية أو عائلية أو دينية، خاصة في وقت يستعد فيه آلاف الحجاج للحج”.
ودعا المتحدث جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحوثيين، إلى خفض التصعيد وممارسة ضبط النفس والتمسك بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي وحماية البنية التحتية المدنية.
كما حث الأطراف المتحاربة على العودة إلى الحوار بين اليمنيين، بدعم من المنطقة، باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو السلام والأمن الدائمين.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةالمتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...