عرض فيلم كابتن أمريكا في دول عربية رغم دعوات المقاطعة.. ما قصة الممثلة والشخصية الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
بدأ عرض فيلم "كابتن أمريكا - عالم شجاع جديد - Captain America: Brave New World" في العديد من الدول العربية، رغم الجدل الواسع الذي أثير حوله منذ أول إعلان له في أيلول/ سبتمبر 2022، بسبب ضم طاقمه لممثلة إسرائيلية تؤدي دور شخصية خدمت سابقا في الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد".
ومن المقرر عرض الفيلم في العديد من الدول العربية منها مصر والبحرين والأردن والكويت وعمان وقطر والسعودية الإمارات، بينما لم يتم وجود أن إعلانات للفيلم في لبنان، وذلك بحسب رصد إعلانات كبرى دور العرض في هذه البلدان.
وخلال عرض الفيلم في الولايات المتحدة، تظاهر العديد من الأشخاص الداعمين للقضية الفلسطينية أمام دور العرض وفي ممشى المشاهير في هوليوود بولاية لوس أنجلوس، ورفعوا شعارات ترفض الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
Pro-Palestinian protesters at the LA premiere of Captain America: Brave New World demanded a boycott over Sabra, played by Israeli actress Shira Haas, holding signs that read "Sabra must go." pic.twitter.com/dWZ9Qv1B8Z — V PALESTINE ???????? (@V_Palestine20) February 12, 2025
وأكدت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS" أن نحو 30 مؤسسة ثقافية وفنية فلسطينية دعت لمقاطعة عرض الفيلم بسبب وجود شخصية "صبرا"، التي تروج لنظام الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وتساهم في تلميع جرائمه ضد الفلسطينيين.
وأوضحت أن إحياء شركة "مارفيل للترفيه - Marvel Entertainment" لشخصية مثل "صبرا" "لا يمكن أبدا أن يكون أمراً عفوياً، ولا نرى فيه سوى مساهمة في تلميع سمعة النظام الاستعماري الآخذة في التضرر بشكل مضطرد".
إن إحياء مارفل لشخصية مثل "صبرا" لا يمكن أبداً أن يكون أمراً عفوياً، ولا نرى فيه سوى مساهمة في تلميع سمعة النظام الاستعماري الآخذة في التضرر بشكل مضطرد. لنوحّد جهودنا ونقطع الطريق على استوديوهات (مارفل) المملوكة لـ(ديزني). فإما أن تختار الجانب الصحيح وإما المقاطعة. pic.twitter.com/V7ZVxye8Yn — حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) February 11, 2025
"صبرا"
ومع أول عرض للفيلم، جرى التركيز على قصة سام ويلسون، الذي لبس رسميا عباءة "كابتن أمريكا"، وسط حادثة أمنية دولية، وهو من إخراج يوليوس أوناه، ومن تأليف مالكولم سبيلمان ودالان موسون، ويعد الفيلم بأن يكون حجر زاوية جديد في عالم مارفل السينمائي (MCU).
ويعد الفيلم مرحلة جديدة لشخصية "كابتن أمريكا" بشكل أساسي، وهو ما أثار ردود فعل متباينة حول الإشادة والانتقاد، إلا أن الجدل الأوسع كان من نصيب شخصية الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس، بدور "روث بات سيراف" أو "صبرا"، وهي أيضا شخصية إسرائيلية ضمن القصص المصورة التي تعتمد عليها مثل هذه النوعية من الأفلام.
وظهرت شخصية "صبرا" سابقا في القصص المصورة "مارفل: ذا إنكردبل هالك" في الثمانينيات، مرتدية زيا باللونين الأبيض والأزرق وتتوسطه نجمة داود، ما يشير إلى علم الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب القصص المصورة فإن شخصية "صبرا" تمتلك السرعة والقوة الخارقة، وأدت سابقا دور عميلة في الموساد الإسرائيلي، لكن لم تتضح بعد معالم دورها بشكل تام في الفيلم القادم من سلسلة "كابتن أمريكا".
Hollywood is no stranger to Jewish erasure, and here is yet another example.
The MCU will introduce "Sabra" in "Captain America: Brave New World"
In the comics, she is an ex-Mossad agent from Israel. In the movie she will now be Russian.https://t.co/gtIa7GIMP5 pic.twitter.com/huFn6zSr6C — Jewish News Syndicate (@JNS_org) July 17, 2024
ومنذ ذلك الحين، أصبح وجود "صبرا" نقطة خلاف بسبب تضمين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في قصة الكتاب المصور "هالك" الصادر عام 1981، وفيه يتم تقديمها مع العملاق الأخضر "هالك" والدموع تنهمر على وجهه وهو يصرخ على "صبرا"، ومعه جثة عند قدميه لطفل فلسطيني قُتل في انفجار.
وتقول شخصية هالك في ذلك الكتاب المصور: "مات صبي لأن أبناء شعبه وأبناء شعبك يريدون امتلاك الأرض! مات الصبي لأنكم لا تريدون المشاركة"، بعد ذلك، تركع المرأة، التي ترتدي الزي الأبيض والأزرق مع نجمة داود على صدرها، بجانب الصبي.
وجاء في قصة "مارفل" المصورة: "لقد تطلب الأمر استخدام هالك ليجعلها ترى هذا الفتى العربي الميت كإنسان، لقد تطلب الأمر وحشا كي يوقظ إحساسها بالإنسانية".
this single panel of Sabra has always been insane and also everything you need to know about her https://t.co/tcfBfUq0VV pic.twitter.com/BmaubZ1VYa — devil may cam (@GreenEggzAndCam) July 13, 2024
ويشير اسم الشخصية "صبرا" إلى فاكهة الصبر ذات المظهر الخشن والقوي من الخارج واللطيف والحلو من الداخل، في استعارة لـ "وصف الإسرائيلي"، بينما ذكرت مواقع إسرائيلية أنه مشتق من لفظ "تسباريم"، أي "الإسرائيليين المولودين على أرض إسرائيل"، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس".
وشيرا هاس ممثلة إسرائيلية ولدت في 11 أيار/ مايو 1995 في مدينة "تل أبيب"، وحصلت على جائزة "أوفير" مرتين واشتهرت دوليا لدورها في مسلسل "أنورثودوكس - Unorthodox" الذي عرض على منصة نتفليكس، وهي مجندة إسرائيلية سابقة خدمت في مسرح جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويتبع هذا المسرح لفيلق "التربية والشباب" في جيش الاحتلال، وممثلوه جنود في الخدمة النظامية، ولديهم خلفية في التمثيل، والتطوع أو العمل فيه يعادل الخدمة العسكرية المباشرة.
تغير التقديم
وخلال المقطع الترويجي ظهرت "صبرا" أو حتى "روث بات سيراف"، وهو اسمها خلال العمل في الموساد، بزي تقليدي وليس بأزياء لا تشبه بدلات الأبطال الخارقين، وهذا يشير إلى ظهورها بدور عميلة الموساد أو ضمن مسؤولة عن أمن الرئيس الأمريكي، وذلك على الأقل بحسب ما ظهر في اللقطات السريعة، وأكده بعض النقاد والمواقع الإسرائيلية ضمن مراجعاتها.
When you buy or stream Unorthodox, Bodies, Shtisel, The Zookeeper’s Wife, Asia, Broken Mirrors, Captain America 2025, you’re giving money to zionists. Shira Haas is a zionist settler. pic.twitter.com/vxUwQdSrrC — Zionists in Film (@zionistsinfilm) May 30, 2024
ويمكن خلال الفيلم أن يحدث التحول الذي يدفعها إلى شخصية "صبرا" أو حتى احتمال تغيير ذلك وتقديمها كعضو سابق في برنامج التجسس الفائق لـ "الأرملة السوداء الروسية السوفييتية"، ونفس البرنامج الذي قام بتدريب ناتاشا رومانوف، ضمن أفلام سابقة من عالم مارفل السينمائي، بتأدية الممثلة الشهيرة سكارليت جوهانسون.
وبحسب موقع "ذا وارب" المتخصص في أخبار الفن ستكون الشخصية الجديدة إسرائيلية بشكل رسمي، رغم أنه تم اتهام الأستوديو، في يوليو/ تموز 2024 بمحو الخلفية الإسرائيلية للشخصية بعد أن أصبح معروفا في تصوير الفيلم أنها لم تعد عميلة للموساد كما هي في القصص المصورة.
وردت اللجنة اليهودية الأمريكية "AJC" على تقرير الموقع حينها قائلة: "إذا كان هذا صحيحا، فنحن سعداء لأن مارفل أدركت مدى أهمية الهوية الإسرائيلية لصبرا بالنسبة لشخصيتها.. الأبطال الخارقون لديهم ما يكفي من الأشياء للقلق، ولا ينبغي لسياسات الهوية أن تكون واحدة منها".
وأضافت اللجنة: "يسعدنا أن نعرف أن صبرا ستحتفظ بهويتها الإسرائيلية في فيلم "كابتن أمريكا"، وما زالت الممثلة الإسرائيلية الرائعة شيرا هاس تؤدي دورها، يجب الثناء على أستوديوهات مارفيل لعدم استسلامها للقوى المناهضة لإسرائيل التي أرادت إلغاء هوية هذه الشخصية، بالإضافة إلى خلفيتها الدرامية".
وقالت مديرة معهد الإعلام والترفيه في رابطة مكافحة التشهير "ADL" ديبورا كاميل، “نحن نرحب بتصوير امرأة يهودية وإسرائيلية قوية على الشاشة، ونتطلع إلى رؤية كيفية تطوير هذه الشخصية في الفيلم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية كابتن أمريكا إسرائيلية مارفيل ديزني إسرائيل ديزني كابتن أمريكا مارفيل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القصص المصورة کابتن أمریکا pic twitter com
إقرأ أيضاً:
حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة ليست إلا البداية
في 1 نوفمبر 2023، أي بعد أقل من شهرين من حرب الإبادة التي بدأتها إسرائيل في غزة بعد 7 أكتوبر 2023، استقال هاريسون مان، الضابط برتبة "ميجر" (رائد)، من المخابرات العسكرية الأمريكية بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل.
انتظر مان نحو ستة أشهر، أي في مايو 2024، لنشر رسالة على حسابه على "لينكد إن" للبوح ببواعث استقالته، قائلا "إن الخوف منعه من ذلك".
وفي نص استقالته أشار هاريسون مان إلى أن "الدعم الأمريكي غير المشروط" للهجمات الإسرائيلية على غزة أدى إلى مقتل عشرات آلاف الأبرياء من الفلسطينيين وتجويع آخرين.
وأضاف أنه شعر وكأنه يعيش في "عالم آخر موازٍ" عندما رأى حجم دعم زملائه في وكالة استخبارات الدفاع لإسرائيل وهجماتها على غزة.
الضابط الأمريكي أوضح أنه ينحدر من أسرة يهودية أوروبية، وأنه عمل طيلة 13 عاما في صفوف جيش بلاده، فيما كانت يعمل قبل استقالته في مهمة "محلل استخبارات الشرق الأوسط".
وأعرب حينها عن شعوره بـالخزي والذنب إزاء مشاهد القتل والدمار الوحشية "القادمة من غزة"، مؤكدا أنه "لم يكن بإمكانه مواصلة عمله متجاهلا كل ذلك".
وقد واصل الضابط ظهوره الإعلامي والتعبير عن إدانته لجرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين والدعم الأمريكي لها من قبل إدارة بادين، حينها، والذي استمر، بل زاد وبشكل أكثر تبجحا وتواطؤا من قبل إدارة ترامب.
وقد نشر ضابط الاستخبارات السابق هذا الأسبوع على حسابه على "لينكد إن"، ما اعتقد أنه من أكثر المنشورات خطورة، وتعبيرا وتحذيرا مما يحدث في غزة.
وقد كتب مان مخاطبا أصدقاءه ومتابعيه في العاصمة واشنطن: "إذا كنتم مرعوبين من المجاعة في غزة الآن.. فإن غزة هي مجرد البداية".
وحذر من أنه "إذا لم يتم إيقاف إسرائيل، فستقتل أو تطرد كل رجل وامرأة وطفل في غزة، وهو ما لن يمثل نهاية الإبادة الجماعية، بل مجرد نهاية المرحلة الغزية منها". وأكد الضابط اليهودي على أن "قادة إسرائيل السياسيون صريحون في رغبتهم في تطهير ملايين الفلسطينيين من الضفة الغربية، وقد سرعوا بالفعل من التطهير العرقي هناك؛ ورؤى "إسرائيل الكبرى" لا تعرف حدودًا".
هذه التحذيرات تقرع أجراس خطر جدية، وفعلية خاصة وأنها تأتي من ضابط استخبارات أمريكي سابق، يتحدث عن قناعة وإطلاع، وشجاعة كبيرة، إن لم تكن نادرة، بالنظر لخلفيته اليهودية، التي لم تمنعه من أن يرفع صوته عاليا ليحذر من أن "ما تقوم الدولة العبرية في غزة ليس إلا البداية، وأن رؤى "إسرائيل الكبرى" لا تعرف حدودًا، كما يعلن ذلك قادتها".وشدد مان على "أن الصور المزعجة لمذابح غزة ستبدأ في التدفق من الضفة الغربية، وبعد ذلك من لبنان وسوريا، وبعد ذلك، من يدري؟ مصر، الأردن؟ وقد أشار وزير من حزب نتنياهو مؤخرًا إلى تركيا على أنها إيران القادمة".
وذهب الضابط الأمريكي السابق للقول إنه "بالنسبة لأولئك الذين تحركهم غزة، يجب أن نفهم أن هذه معركة طويلة ـ فنحن "فقط" في السنة الثانية من 5 أو 10 أو 15 سنة أخرى ـ وتذكير بأنه لا يزال هناك الكثير من الضرر الذي يمكننا منعه.
وفي ما بدت لي انتباهة مثيرة فعلا يستشف من كلام هاريسون مان أن هناك تنافسا بين الجمهوريين والديمقراطيين في دعم إسرائيل وحرب إبادتها، وأن الأمر يتجاوز ترامب وإدارته، واعتبر أن ما أسماهم "الرعاة الأصليون لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة من إدارة بايدن يسعون للعودة إلى مناصب السلطة حيث يمكنهم مرة أخرى دعم جرائم إسرائيل ضد الإنسانية" إن "لم تكن هناك عواقب قانونية أو مهنية أو حتى اجتماعية في واشنطن العاصمة. على هؤلاء".
وكتب مان "أعلم أنهم يعتزمون العودة إلى السلطة لأنهم يقبلون أدوارًا مؤثرة ومعززة للمكانة في مؤسسات مرتبطة بالحزب الديمقراطي (انظر أنتوني بلينكن (وزير الخارجية السابق) في مجلس إدارة مركز التقدم الأمريكي أو جاك سوليفان (مستشار الأمن القومي السابق)، الذي يشارك في تأليف "مشروع 2029").
وأضاف هاريسون مان "أعلم أنهم سيسهلون الإبادة الجماعية القادمة لإسرائيل لأنه منذ مغادرتهم منصبهم، دافع بلينكن وسوليفان وبريت ماكغورك (المبعوث الأمريكي الخاص السابق للشرق الأوسط وشمال أفريقيا) بفخر عن سجلاتهم في دعم إسرائيل دون قيد أو شرط."
هذه التحذيرات تقرع أجراس خطر جدية، وفعلية خاصة وأنها تأتي من ضابط استخبارات أمريكي سابق، يتحدث عن قناعة وإطلاع، وشجاعة كبيرة، إن لم تكن نادرة، بالنظر لخلفيته اليهودية، التي لم تمنعه من أن يرفع صوته عاليا ليحذر من أن "ما تقوم الدولة العبرية في غزة ليس إلا البداية، وأن رؤى "إسرائيل الكبرى" لا تعرف حدودًا، كما يعلن ذلك قادتها".
لقد أعذر من أنذر.. ولا عذر لمن يتعذر!