معرض الحكومات الخلاقة 2025.. إعادة تعريف المستقبل بحلول غير تقليدية
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةتبرز الابتكارات الحكومية في عالم يتسارع فيه التغيير، وتفرض التحديات نفسها بوتيرة غير مسبوقة، كحجر الأساس لصياغة مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، حيث يمثل معرض ابتكارات الحكومات الخلاقة، الذي ينظمه مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، بعنوان «أثر الفراشة»، تجربة تفاعلية ومرئية، تركز على أثر القرارات الصغيرة التي يتم اتخاذها اليوم في رسم مستقبل المجتمعات.
وتحفز الابتكارات المعروضة الزائرين على التفكير بطرق جديدة وغير اعتيادية للتوصل إلى حلول مبتكرة لأهم التحديات التي تواجه عالمنا اليوم. ويهدف المعرض إلى نشر المعرفة والإلهام، وتحفيز التفكير المبتكر من خلال تجاربه التفاعلية، حيث يضم معرض ابتكارات الحكومات الخلاقة هذا العام 10 ابتكارات متميزة تم اختيارها من بين أكثر من 150 مشروعاً مبتكراً حول العالم، لتبلغ قائمة أفضل المشاريع المرشحة لجائزة ابتكارات الحكومات الخلاقة، التي تهدف إلى تكريم أفضل ابتكار من ابتكارات الحكومات الخلاقة، حسب معايير تقييم محددة تشمل: الحداثة والقابلية للتكرار والأثر.
وتغطي المشاريع المبتكرة 19 دولة، وهي الولايات المتحدة الأميركية، كينيا، زامبيا، أوغندا، بالاو، إيطاليا، أستراليا، المملكة المتحدة، الهند، الصين، البرازيل، إندونيسيا، المكسيك، بيرو، فيتنام، جمهورية كوريا، الكاميرون، هولندا، وبولندا، ويقدم معرض ابتكارات الحكومات الخلاقة، ابتكار خوذ رصد المحاصيل المطبق في الولايات المتحدة الأميركية وكينيا وزامبيا وأوغندا، حيث أحدث منذ إطلاقه بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، ثورة في عملية مراقبة الزراعة من خلال تزويد الأفراد المعنيين، مثل سائقي الدراجات النارية، والطلاب، وأفراد المجتمع بكاميرات GoPro مثبتة على خوذهم.
وقد تم تطبيق هذه المنهجية في 7 بلدان، وتم اعتمادها من قبل جهات حكومية في كينيا وزامبيا وأوغندا لتحسين التخطيط الزراعي وصنع السياسات، ويركز الابتكار على تحدي توفير معلومات دقيقة للمزارعين، مثل موعد زراعة المحاصيل أو التنبؤ بتفشي الأمراض، بالأخص في المناطق النائية، ومن خلال خفض تكاليف ومدة جمع البيانات بنسبة تصل إلى 90%، نجح المشروع في إنتاج أكثر من 4.4 مليون صورة و16000 نقطة بيانات جغرافية، ما أدى إلى تحسين دقة رسم خرائط المحاصيل بنسبة 76.5%، وبالاستفادة من المعرفة المحلية وإنشاء قواعد بيانات مفتوحة المصدر تدعم الابتكار التكنولوجي، يدعم الحل المبتكر 10 ملايين من المزارعين، ويعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة لتغير المناخ.
كما يقدم معرض ابتكارات الحكومات الخلاقة، تجربة استثنائية من إيطاليا، لابتكار غير متوقع، في تم تطويره لمواجهة أوقات الأزمات، مثل الفيضانات الكبيرة في نهر سافيو، حيث وجد مدير منصة إدارة حفلات الروك الموسيقية «Rockin’1000» تشابهاً بين تحدي إدارة المتطوعين في الأزمات، والمشاكل التي يواجهها في تنسيق الحفلات الموسيقية، كما يقدم المعرض من أستراليا، ابتكاراً متميزاً صمم لمواجهة التحديات المتزايدة والمتداخلة، خاصة في أوقات الأزمات، يقوم على تبني رؤية شاملة مستلهمة من رؤية اليعسوب.
واستعرضت دولة بالاو تجربة «تعهد بالاو»، وهو أول تأشيرة هجرة في العالم مخصصة للحفاظ على البيئة، تقوم على إلزام كل زائر بالتوقيع على تعهد، يتم ختمه في جواز سفره، يلتزم فيه باتباع سياسة السياحة المسؤولة التي تحمي البيئة وتحترم الثقافة المحلية، وتم من خلال المبادرة توقيع أكثر من مليون تعهّد، وحققت نتائج ملموسة، شملت خفض اعتماد البلاستيك أحادي الاستخدام بنسبة 50%. كما ألهم نموذج بالاو دولاً مثل نيوزيلندا وهاواي لتبني مبادرات مماثلة.
ويعد «نموذج التوأم الرقمي للأغذية» الأول من نوعه في العالم من الولايات المتحدة الأميركية، والذي يعد تحولاً جذرياً في كيفية تعامل الحكومات والمؤسسات مع الأمن الغذائي، والذي أثبت كفاءة عالية في إعادة تشكيل عملية صنع القرار على الرغم من أنه لا يزال في مراحله الأولى.
سلع
يتم حالياً تطوير نسخة عالمية تشمل 76 سلعة رئيسة عبر شبكات النقل البحري والسكك الحديدية والطرق، وسيتيح ذلك إجراء تقييمات شبه فورية للاضطرابات الناجمة عن تغير المناخ أو النزاعات أو نقص العمالة، ما يمكّن صانعي القرار من وضع نماذج للتأثيرات والتخفيف منها. كما يركز ابتكار «اقتصاد الاستهلاك المنزلي اكتشاف رؤى من مصادر غير متوقعة»، المطبق في المملكة المتحدة، الهند، الصين، البرازيل، إندونيسيا، المكسيك، بيرو، وفيتنام، على تحليل الاقتصاد العالمي، من خلال جهاز منزلي مثل الثلاجة، ويتبنى صندوق «Trinetra» البريطاني منهجية تعتمد على «الإثنوغرافيا السريعة والتعاونية»، حيث تقوم بتحليل محتويات الثلاجات في 15 سوقاً، تشمل الهند والصين وإندونيسيا.
ومن المملكة المتحدة وجمهورية كوريا، يعرف معرض ابتكارات الحكومات الخلاقة زواره، بحل مبتكر لتحديات تواجه المدن الحديثة، تشمل تحولات اقتصادية، وأنماط تنقل متغيرة، وأسواق عمل ديناميكية، تؤثر على التخطيط الحضري التقليدي غير القادر على التكيف مع هذه المتغيرات، ما يؤدي إلى عدم الاستفادة الكاملة من العقارات وفقدان فرص اقتصادية.
وأطلقت مدينة دايغو في جمهورية كوريا بالتعاون مع الوكالة الوطنية لتعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابعة لوزارة العلوم والتكنولوجيا، شراكة مع منظمة «Dark Matter Labs» المتخصصة في ابتكار الحلول المدنية، تهدف إلى إعادة تصور التراخيص عبر نهج مرن يحدّ من البيروقراطية، ويسمح باستخدام المساحات بناءً على الطلب، ووفقاً لاحتياجات المدينة المتغيرة.
ويركز المشروع على إحياء المباني التاريخية الشاغرة في وسط المدينة، من خلال تبسيط إجراءات التراخيص، ويتيح إعادة توظيف هذه المساحات بسهولة لأغراض مثل متاجر البيع المؤقتة، وورش العمل، والفعاليات الثقافية، ما يعزز النشاط الاقتصادي والاجتماعي، ويعتمد هذا النهج على دمج بيانات إنترنت الأشياء في الزمن الحقيقي لمتابعة استخدام المساحات، وهيكلية رقمية مفتوحة لتسهيل مشاركة البيانات بين الأطراف المعنية، وآليات تحقق اللامركزية لدعم الحوكمة المجتمعية.
بولندا
شاركت دولة بولندا في تجربة فريدة، حيث اكتشف فريق أبحاث حماية المياه في جامعة آدم ميكيفيتش أن المحار قادر على استشعار التلوث بنفس الدرجة والدقة التي تحددها معايير سلامة المياه القانونية، وقاد هذا الاكتشاف إلى تطوير نظام حيوي لمراقبة جودة المياه يعتمد على المحار، ما يوفر حماية مستمرة وفورية لمصادر المياه ومحطات المعالجة والنظم البيئية.
هولندا
يقدم المعرض من هولندا، ابتكاراً يقوم على جعل الاستثناء القاعدة الأساسية، يتمثل في إيجاد حل لما يواجهه الأفراد الأكثر ضعفاً، مثل كبار السن أو أصحاب الهمم من صعوبة في التعامل مع تعقيدات النظام البيروقراطي، حيث يجدون أنفسهم أمام شبكة من المتخصصين والمؤسسات والقوانين التي تعوق وصولهم إلى الدعم المناسب بأسهل الطرق.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي الحكومات الخلاقة ابتكارات الحكومات الخلاقة القمة العالمية للحكومات دبي الإمارات قمة الحكومات حكومات العالم حكومات المستقبل من خلال
إقرأ أيضاً:
غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".
وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".
وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".
وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".
وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".
وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".
ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".
وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".
وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.
والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.
وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".
وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".
وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".
وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.
وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".
وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.