سلطت محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء اليوم الأحد، عقوبات متفاوتة في حق متهمين إثنين موقوفين بسجن الحراش. ينشطان في إطار جماعة إجرامية دولية منظمة تمتهن تهريب المؤثرات العقلية من فرنسا يقودها البارون الهارب ” رابح صولو “. التي تم إحباط نشاطها على مستوى ميناء الجزائر بالعاصمة خلال شهر مارس 2023.

حيث تم إدانة المتهم الرئيسي ” بن عودة .جزار” ” بـ12 سنة سجنا مع 1 مليون دج غرامة مالية نافذة. مع تسليط عقوبة 7 سنوات سجنا مع نفس الغرامة المالية، في حق المتهم الثاني الموقوف ” ف.محمد”. لمغترب متقاعد بفرنسا يمتهن نقل الأمتعة المسافرين المغتربين بالخارج.

كما برأت ذات الهيئة القضائية بقية المتهمين غير الموقوفين كل من المدعو ” ب.أسامة” والمدعو ” ح.محمد”. المقيمين بغليزان من التهم المنسوبة إليهما.

وجاء منطوق الحكم بعدما التمس النائب العام بالجلسة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق جميع المتهمين محل المتابعة.

وكشفت مجريات المحاكمة، أن الشبكة الإجرامية التي يقودها أحد البارونات المقيم بفرنسا المدعو ” س.رابح” المكنى ” رابح صولو”. تقوم بشحن كميات معتبرة من الأقراص المهلوسة بداخل بضاعة مغتربين قادمين إلى التراب الوطني. لأجل إيصالها الى تجار السموم، ثم ترويجها والمتاجرة بها بالجزائر.

وفي قضية الحال تمكّن أعوان الجمارك بالميناء بتاريخ 26 مارس 2023، من حجز 10050 قرص مهلوس من نوع ” اكستازي”. تحمل علامة ” AUDI” مخبأة بإحكام في “مكبّر صوت”. وهذا عند إخضاع أحد المسافرين قادم ضمن إحدى الرحلات البحرية القادمة من مرسيليا على متن الباخرة المسماة ” الجزائر 2″ بتاريخ 12 مارس 2023.

كما تم في نفس العملية حجز مبلغ من العملة الأجنبية يقدر بـ 2070 أورو، وجهاز إعلام محمول، وهاتفين نقالين وجواز سفر ييومتري.

توقيف المتهمين للتحقيق معهما

وتم بتاريخ 28 مارس 2023 توقيف صاحب البضاعة المتهم المدعو “ف.محمد” ذو 75 سنة من العمر، متقاعد مقيم منذ 11 سنة. مع مرافقه ” ح.محمد” بستاني بفرنسا، مقيم بغليزان صاحب سيارة سياحية. الذي قدم معه على متن نفس الباخرة ليتم إحالتة الإثنين على التحقيق.

وخلال التحقيق مع المتهم الموقوف، “ف.محمد” صرح أنه يمتهن نقل الأمتعة التي يسلمها لها المغتربين المقيمين بفرنسا بغرض تسليمها لأصحابها في الجزائر. مضيفا المتهم بشأن مكبّر الصوت الذي يحوي على المؤثرات العقلية، أن أحد الاشخاص لا يعرفه سلمه له. بواسطة جارته هناك المسماة ” أمال”، حيث طلب منه إيصاله إلى المسماة ” أمينة ” بغليزان مقابل مبلغ 40 أورو، ناكرا بشدة علمه بوجود ممنوعات بداخله.

مصرحا أن الشخص الذي كان برفقته في السفرية المسمى ” ح.محمد” هو من ساعده في وضع الأمتعة داخل المركبة.

وبتاريخ 28 مارس 2023، تلقى ” محمد.ف” مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص يستفسر منه عن توقيت تسليم البضاعة. حيث تبين أن الشخص المتصل له علاقة بالبارون الفار “رابح.ب”. وفي ذات العملية تم حجز مبلغ من العملة الصعبة لدى المتهم الثاني “ح.محمد” يقدر بـ 755 أورو وهاتفين نقالين.

توسيع التحقيق وتوقيف متهمين آخرين

واستكمالا لاجراءات التحقيق تمكّن رجال الضبطية من توقيف شركائه الذين كانوا بصدد استلام البضاعة. ويتعلق الأمر بالمدعو ” ج.بن عودة” عامل في محل تجاري ” سوبيرات” و المقيم بولاية غليزان. هذا الأخير إستلم حقيبة يدوية تحوي على ملابس وحلويات وشوكلاتة، ومكبر صوت معبأ بكمية معتبرة من المؤثرات العقلية. أرسلها له المتهم في حالة فرار المدعو “ب.س.رابح” المقيم بفرنسا. والذي يعد جاره بالحي في نفس الوقت، حيث طلب ” البارون” من المتهم الثاني “بن عودة” في إتصال عبر تطبيقة “ميسنجر” قبيل موعد الإفطار خلال شهر رمضان. إستلام الحقيبة من عند أحد الأشخاص قادم على متن سيارة من نوع “ميقان” خضراء اللون. وأخذ البضاعة المتمثلة في بعض المكسرات والحلويات والملابس. بالإضافة كذلك إلى الإحتفاظ بـ”مكبر الصوت” لأجل ايصاله إلى امرأة.

ولدى مداهمة رجال الشرطة لمسكن المتهم “بن عودة.ج” تم حجز هاتفه النقال واخضاعه للخبرة، ليتبين وجود اتصالات هاتفية متكررة. بين المتهم الوقوف والبارون الفار محل أمر بالقبض الدولي المكنى ” رابح صالو”.

كما كلّلت التحريات في ذات القضية من توقيف أحد الأشخاص المدعو “ب.أسامة” الذي ثبت استعمال شريحة هاتفه النقال من طرف المتهم الموقوف “بن عودة. ج” هذا الأخير. صرح في جلسة المحاكمة أنه ليس له أي علاقة بالمتهمين الموقوفين في القضية كل من المدعو ” ف.محمد” وشريكه “ح.محمد”.

الجدير بالذكر فإن هيئة المحكمة تابعت المتهمين السالف ذكرهم بجناية القيام بطريقة غير مشروعة بحيازة والشراء قصد البيع والتخزين والشحن. بالإضافة كذلك إلى النقل للمخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة، جناية القيام بطريقة غير مشروعة بتصدير واستيراد المخدرات، وجناية التهريب الذي يهدد الصحة العمومية.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: مارس 2023 بن عودة ح محمد ف محمد

إقرأ أيضاً:

عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل

أستاذ وناشط حقوقي فلسطيني ولد عام 1994 في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن قريته ومناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا. ساهم عام 2019 في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025، ووثق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. واستشهد في 28 يوليو/تموز 2025 برصاص مستوطن إسرائيلي قرب منزله أثناء تصديه لعملية استيطانية.

المولد والنشأة

وُلد عودة محمد خليل الهذالين عام 1994 في قرية أم الخير شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، في قلب الضفة الغربية المحتلة.

وتعود أصوله إلى قبيلة الهذالين، إحدى القبائل البدوية العريقة التي استقرت في المنطقة بعد أن أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من موطنها الأصلي في بئر السبع عام 1948.

نشأ في كنف أسرة بدوية تعتز بأرضها، وتربى على قيم الصمود والتشبث بالأرض وعدم الاستسلام.

كان محبا للرياضة لا سيما كرة القدم، وشارك في مباريات ودية أقيمت في قريته ضمن فرق محلية مثل نادي مسافر يطا ونادي سوسيا، وآمن بأن الرياضة تعزز الانتماء وتُنمّي روح التحدي.

عودة الهذالين عمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية (مواقع التواصل)الدراسة والتكوين

تلقى عودة تعليمه الأساسي في مدارس مسافر يطا، والتحق بمدرسة أم الخير الابتدائية عام 2000، وواصل دراسته رغم ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المدارس بسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أظهر منذ صغره حبه لتعلم اللغات، وأبدى اهتماما خاصا باللغة الإنجليزية، مما دفعه لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الصرايعة التي تخرج فيها عام 2012. وواصل دراسته الجامعية في جامعة الخليل، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 2016.

تزوج الهذالين وأنجب ثلاثة أطفال وهم وطن ومحمد وكنان.

المسيرة النضالية

عمل عودة بعد تخرجه مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية، لكنه لم يكتف بالدور التعليمي، بل سرعان ما برز ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومقاومة الاستيطان جنوب الضفة الغربية.

وعرفه المحليون والدوليون بأنه صوت قرية "أم الخير" والمدافع الأول عن سكانها، وأصبح المتحدث غير الرسمي باسمها، خاصة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.

تولى لفترة طويلة مسؤولية المرافعة الميدانية، واستقبل الوفود الأجنبية من دبلوماسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين، وقادهم في جولات توثيقية داخل المناطق المهددة بالهدم، موضحا واقع البيوت التي أصبحت خياما، والأراضي التي صودرت لصالح التوسع الاستيطاني.

إعلان

بالعربية والإنجليزية، قدّم الهذالين شهادات حية ومؤثرة نقلت معاناة قريته إلى العالم، مستخدما لغة بسيطة لكنها قادرة على النفاذ إلى الضمير الإنساني.

عودة الهذالين شارك في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل (مواقع التواصل)"لا أرض أخرى"

شارك الهذالين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي صُوّر على مدى أربع سنوات (2019-2023) وانتهى العمل عليه قبل أيام قليلة من اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، حصد أصداء واسعة في الأوساط السينمائية والحقوقية، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي عام 2024، ثم حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الـ97 للأكاديمية، التي أُقيمت يوم 2 مارس/آذار 2025 على مسرح دولبي في هوليود.

وسلّط الفيلم الضوء على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب محافظة الخليل، وركز على حياتهم التي يقضونها في المقاومة للبقاء والعيش في أرضهم رغم القمع والاستيطان.

وأثار فوز الفيلم بجائزة أوسكار موجة غضب كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، واعتبرته الحكومة الإسرائيلية "لحظة حزينة للسينما العالمية"، ذلك أنه جسّد حقيقة النكبة التي ترفض روايتها.

الاستشهاد

استشهد عودة محمد خليل الهذالين مساء يوم الاثنين 28 يوليو/تموز 2025، وذلك بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار مباشرة على رأسه أمام منزله في قرية أم الخير.

ووفقا لشهادات الأهالي، جاء الاعتداء في سياق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافة عسكرية أراضي القرية لتوسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على الأراضي المصادرة.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطن المسؤول عن إطلاق النار هو ينون ليفي، أحد أبرز المستوطنين المعروفين بتورطهم في اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية.

ويُذكر أن ليفي هذا مُدرج منذ عام 2023 في قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية والكندية، ضمن حزمة شُرعت لمحاسبة المستوطنين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية.

سياسات قمع إسرائيلية

وفي 29 يوليو/تموز 2025، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في قرية أم الخير، واعتدت على عدد من النشطاء والصحفيين الأجانب ثم طردتهم بالقوة، وأعلنت المنطقة "عسكرية مغلقة"، في محاولة واضحة لمنع أي مظاهر للتضامن المحلي والدولي.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات طردت المعزين بالقوة من العزاء واعتقلت ناشطتين أجنبيتين كانتا ضمن المتضامنين.

مقالات مشابهة

  • الجزائر تنضم إلى نظام الدفع والتسوية الإفريقي الموحد “PAPSS”
  • مدرب أوغندا: “جاهزون لمواجهة الجزائر وأدعو جماهيرنا للحضور بقوة”
  • زوغرانا: “أوجه شكر خاص للمدرب بوميل وهذه أفضل ذكرى لي مع المولودية”
  • زوغرانا: “أطمح للتتويج برابطة أبطال إفريقيا مع المولودية في الموسم الجديد”
  • زوغرانا: “حققت مشوار رائع إلى حد الآن مع مولودية الجزائر”
  • منها الجزائر.. 9 دول عربية ستشهد “كسوف القرن”
  • “مغادرة بلا عودة”.. والي شمال دارفور يحذر من مغبّة الخروج من الفاشر
  • محمد السادس يمدّ يده للجزائر.. ملك المغرب يدعو لحوار “صريح ومسؤول” ويجدد موقفه من ملف الصحراء
  • “التأمينات” تصرف النصف الثاني من معاش مارس 2021 للمتقاعدين المدنيين
  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل