مخطّط مُحكم لحصار المقاومة وجمهورها
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
يمانيون../
أصبح واضحًا مخطّط الإطباق على المقاومة وجمهورها برعاية أميركية وبيدٍ “إسرائيلية”.
كلما خطر ببال الناطق باسم الجيش الصهيوني أن يتسلى بنا أطلق تحذيرًا وتهديدًا بمنع هذه الطائرة أو تلك من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي وإلا سيتم قصفها، فيسارع المسؤولون اللبنانيون لإرضائه بمنع هذه الطائرات من الهبوط حفاظًا على المطار الوحيد الذي يملكه لبنان.
لا شك أنّ “إسرائيل” تستطيع أن تنفذ تهديدها ولا أحد يمكنه ردعها فهي تفلتت من كلّ الضوابط وكلّ القوانين والقرارات الدولية مستندة إلى دعمٍ سخي من الإدارة الأميركية. فما المانع في الفترة القادمة من أن تطلب “إسرائيل” منع هبوط طائرة آتية من إفريقيا أو من تركيا أو من العراق أو من البرازيل أو من أي مكان في العالم، ولنفس العذر (على متنها ملايين الدولارات)؟
ولنناقش موضوع إدخال أموال من إيران إلى لبنان. فالكل يعلم أن هذه الأموال مرسلة لإعادة إعمار ما هدمته “إسرائيل” وليس لتسليح المقاومة. سلاح المقاومة لا يؤمن بأموال ترسل إليها لتشتري بها أسلحة! من أين ستشتريها؟ من أي سوق؟
إنها أموال تُرسل بهدف إعادة الإعمار.
الدولة اللبنانية عاجزة عن تأمين تكاليف إعادة الإعمار.
إذًا المقصود، لا إعادة إعمار إلا بأثمان سياسية على المقاومة وجمهورها أن يدفعوها. إذًا الابتزاز هو سيد الموقف.
جمهور المقاومة يشعر أن هناك من يحاول إذلاله وخنقه بمنع عودته إلى قراه في الجنوب وبإعادة إعمار ممتلكاته في الجنوب وفي بيروت والبقاع وأنه مستهدف في السياسة. خرج هذا الجمهور إلى الشارع ليعبر عن غضبه إزاء ما يجري من حصار عليه، وأغلق طريق المطار للضغط على السلطة السياسية للعودة عن قرار منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري، لكن ما حدث من اعتداء على آليات تابعة لقوات الطوارئ الدولية غيَّر مشهد هذا الاعتصام وأوقعه في فخ خطأ كبير، يسيء إلى المعتصمين أنفسهم قبل الإساءة إلى لبنان، فهذا يعتبر اعتداءً على القوانين الدولية وله تداعيات خطيرة.
قامت الأجهزة الأمنية بتوقيف عدد من المشاركين في هذا الاعتداء، والتحقيقات ستظهر ما إذا كان هذا العمل نفذ من قبل مدسوسين أم من شبان متفلِّتين لا يعون عواقب أفعالهم. نتائج التحقيق ستظهر الحقيقة.
حزب الله استنكر هذا العمل وعلى لسان رئيس وحدة الارتباط الحاج وفيق صفا، أدان ما جرى وقال: إن “المقاومة على علاقة جيدة مع قوات الطوارئ الدولية ولا ترضى بهذه التصرفات”.
دعت المقاومة إلى اعتصام ثانٍ البارحة على طريق المطار. وألقى مسؤولون فيه كلمات دعت الدولة إلى عدم الخنوع والارتهان لما تمليه علينا “إسرائيل”.
الاعتصامات لاقت انتقادات من الفريق الذي يناهض المقاومة في لبنان، إذ نادى بعض أقطاب هذا الفريق بعدم إغلاق طريق المطار، لأنه ملك كلّ اللبنانيين ويعطل مصالحهم، متناسين إغلاق الطرقات في كلّ لبنان على مدى أكثر من سنة وتعديهم على الأملاك العامة والخاصة وقيامهم بعمليات تخريب واعتداء على القوى الأمنية بحجة التظاهر السلمي.
ساعات قليلة تفصل عن موعد انسحاب “إسرائيل” من جنوب لبنان، فيما يُحكى عن بقاء “إسرائيل” في خمس نقاط على طول الحدود الجنوبية، حيث عُلم أن نتنياهو في زيارته الأخيرة إلى أميركا طلب تمديد بقائه في جنوب لبنان فترة جديدة، ولكن ما رشح عن تلك الزيارة يشي بأن الإدارة الأميركية رفضت طلبه.
اقترحت فرنسا أن تقوم قواتها بالتمركز في هذه النقاط الخمس تحت راية قوات الطوارئ الدولية، الحل الذي أراه ناجعًا لكل الفرقاء في المنطقة، لكن “إسرائيل” رفضت هذا الاقتراح.
آليات ضخمة وجرافات شوهدت تنقل عوائق ضخمة من الباطون إلى هذه النقاط، مما يدل أن “إسرائيل” بدأت بترصين هذه النقاط للتمركز فيها.
السلطة اللبنانية المتمثلة بفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء أبلغت أميركا وفرنسا رفضها القاطع لتمديد مهلة بقاء الجيش “الإسرائيلي” في جنوب لبنان ولو لنصف ساعة، كما رفضت الطرح القاضي باحتفاظ “إسرائيل” والتمركز في النقاط الخمس التي يُحكى عنها، فهذا يعتبر احتلالًا سيجري التعامل معه على هذا الأساس.
إصرار “إسرائيل” على البقاء في هذه النقاط الخمس داخل الأراضي اللبنانية بعمق يتراوح بين 300م غربًا و2000م شرقًا، هدفه يتعدى السيطرة على نقاط إستراتيجية والتحكم بكامل منطقة جنوب الليطاني، فهي تريد أن تقول، إن النقاش حول الخط الأزرق ونقاط الخلاف فيه أصبح من الماضي، فنحن أمام أمر واقع جديد، بخط انسحاب جديد داخل الأراضي اللبنانية، بالعمق المذكور أعلاه.
اقترب موعد تشييع سماحة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في ظل توتر أمني خطير. هذا التشييع الذي من المتوقع أن يكون تاريخيًا بحشد جماهيري، سيظهر قيمة الشهيدين في لبنان والعالم ومدى التصاق جمهور المقاومة بنهجها وعدم التخلي عنه مهما كانت التضحيات.
إذًا، نحن في أخطر وأعقد مرحلة يمر بها لبنان، والأيام القليلة القادمة ستحدّد مصير الانسحاب “الإسرائيلي”، خصوصًا في ظل ما يحكى عن قدوم السيدة مورجان مبعوثة الإدارة الأميركية إلى لبنان، لنعرف موقف هذه الإدارة من هذا الانسحاب إذا كان سيتم في موعده وكيف سيكون شكله.
العهد الإخباري – منير شحادة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذه النقاط
إقرأ أيضاً:
موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)
قال موقع أمريكي إن إسرائيل تشعر حاليا بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع جماعة الحوثي في اليمن.
وأضاف موقع "بوليتيكو" الأمريكي في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن الهجمات الأخيرة تظهر كيف يبرز الحوثيون كواحدة من أكثر الجماعات المسلحة المدعومة من إيران صمودًا في المنطقة، بعد صراع طويل شهد تدمير إسرائيل جزءًا كبيرًا من القوة العسكرية لحماس وحزب الله.
وأشار إلى أن هجمات الحوثيين المستمرة تكشف أيضًا كيف استُبعدت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه ترامب مع الحوثيين - وهي حقيقة قد تضع الإدارة المؤيدة بشدة لإسرائيل تحت ضغط جديد للرد إذا تصاعدت هجمات الحوثيين.
وتابع "يبدو أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب مع جماعة الحوثي المسلحة في اليمن صامد. لكن ذلك لم يمنع الحوثيين من مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، الحليف الأهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
وأطلق الحوثيون، مساء الخميس، صاروخًا باليستيًا آخر على إسرائيل - اعترضته الدفاعات الجوية الإسرائيلية بنجاح - في سادس محاولة هجوم للحوثيين خلال أسبوع. جاء ذلك بعد أيام من تنفيذ إسرائيل غارة جوية على أراضي الحوثيين في اليمن.
صرح مسؤول سابق في إدارة ترامب، عمل على قضايا الشرق الأوسط، لصحيفة "ناتسيك ديلي": "إسرائيل ليست بمنأى عن سياسة أمريكا الخارجية أولًا. وقد كانت هذه مفاوضات أمريكا أولًا".
وحسب التقرير فإن بعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل استاءت من قرار إدارة ترامب بإبرام اتفاق مع الحوثيين لم يتضمن شروطًا لوقف الهجمات على إسرائيل.
وقال بليز ميسزال من المعهد اليهودي للأمن القومي، وهو منظمة مناصرة غير ربحية، إن استبعاد إسرائيل "يشير إلى وجود خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو أمر تسعى إيران دائمًا إلى استغلاله".
لكن مصادر مطلعة في الإدارة، بمن فيهم المسؤول السابق ومسؤول حالي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن المداولات الداخلية، دافعوا عن قرار إدارة ترامب. جادلوا بأن الحوثيين لن يوقفوا هجماتهم على إسرائيل أبدًا، وأن الإدارة اتخذت ببساطة أسوأ خيار متاح لها: التوقف عن إنفاق موارد عسكرية كبيرة وذخائر متطورة على قتال لا نهاية له في الأفق.
وأكد لنا هؤلاء أن الإدارة ستستخدم مواردها بشكل أفضل بالتركيز على معالجة الأسباب الجذرية لهجمات الحوثيين. ويشمل ذلك وقف إطلاق نار نهائي في غزة، واتفاقًا مع إيران، الداعم العسكري الرئيسي للحوثيين، بشأن برنامجها النووي. برر الحوثيون هجماتهم على إسرائيل بأنها رد على الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على غزة. أوقفت الجماعة المسلحة هجماتها الصاروخية لفترة وجيزة خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير، ثم أطلقتها مجددًا في مارس عندما استأنفت إسرائيل عملياتها في غزة.
وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب: "سيواصل الحوثيون هذه الهجمات لترسيخ مصداقيتهم الجهادية في الشارع ومصداقيتهم في محور المقاومة ضد إسرائيل". "لقد حاول الجميع مواجهة الحوثيين عسكريًا لعقد من الزمان. وفشل الجميع".
وحسب التقرير فإن المتحدثين باسم مجلس الأمن القومي والسفارة الإسرائيلية في واشنطن لم يتحدثوا لطلب التعليق الذي قدمه موقع "نات سيك ديلي". مع ذلك، حذّر محللون آخرون من أن الهجمات المستمرة قد تُشجّع الحوثيين وتُزوّدهم بموارد ومجندين جدد ومكانة عسكرية مرموقة إذا تُركت دون رادع.
قال جون ألترمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "من وجهة نظر الحوثيين، فإنهم لا يُظهرون فقط قدرتهم على منافسة الولايات المتحدة والظهور، بل قدرتهم على مواصلة شنّ هجمات خاطفة على أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط والبقاء صامدين". وأضاف أن هذا "يمنحهم مصداقية هائلة".