أحمد مطر شاعر عراقي ولد ولم يعش ومع ذلك سيموت
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
شاعر عراقي معاصر ولد عام 1954. اشتهر بالشعر السياسي الساخر، وقدم من خلاله الواقع العربي السياسي والاجتماعي بكل عيوبه بصورة هزلية ناقدة. ابتكر مدرسة شعرية فريدة، أطلق عليها "اللافتات"، وباتت ظاهرة مميزة، لاقت إقبالا شعبيا عربيا منقطع النظير، وتصدرت الصفحات الأولى للصحف والمجلات العربية سنوات عدة.
تعرض للقمع والاضطهاد بسبب نضاله الأدبي وشعره المحرض للشعوب على الوقوف ضد السلطات الظالمة، ومُنعت قصائده في بعض الدول العربية، ونفي إلى الخارج، فأصبح بذلك رمزا نضاليا، ومصدر إلهام للمثقفين والثوريين العرب.
ولد أحمد بن حسن بن مطر في الأول من يناير/كانون الثاني 1954، في قرية التنومة بالبصرة جنوب العراق، وهو الابن الرابع لعائلة مسلمة سنية فقيرة تتكون من 10 من البنين والبنات.
قضى طفولته في ربوع التنومة، ثم انتقل مع عائلته في سن الصبا إلى محلة الأصمعي في البصرة، وسرعان ما اضطرته الظروف المادية الصعبة، لتغيير نمط الحياة التي اعتادها، والانتقال للعيش مع شقيقه الأكبر علي في منطقة الزعفرانية بالعاصمة بغداد.
تأثر بوالدته، التي كانت شاعرة شعبية بالفطرة، ترتجل قصائد ترثي بها الموتى من الأهل والأحبة، وتؤلف مقاطع حزينة في مأساة أهل البيت.
إعلانكما تأثر بالبيئة الريفية الوادعة في قريته "التنومة" بأنهارها ونخيلها وبيوتها البسيطة المصنوعة من الطين والقصب.
وأحمد مطر متزوج، وله ابنة واحدة اسمها فاطمة، و3 أولاد هم: علي وحسن وزكي.
التحق بمدرسة "العدنانية" في المرحلة الابتدائية، ثم أتم المرحلة المتوسطة في مدرسة "الأصمعي" الإعدادية، ولم يستطع متابعة تعليمه بسبب الملاحقات الأمنية.
وعندما انتقل إلى بغداد دأب على ارتياد إحدى مكتباتها، التي ضمت عددا وافرا من كتب الأدب والشعر والروايات، فانكب على القراءة، التي شكلت ذخيرته الثقافية الأولى، ومنحته وعيا وفهما، وأثْرت رصيده اللغوي.
وكان صديقا للجميع في محيطه، ولم يعرف عنه الانغماس في صراعات فكرية أو أيديولوجية، وقد لخص مطر حياته بعبارة اختزالية، حين وصف نفسه بـ"رجل ولد ولم يعش ومع ذلك سيموت".
التجربة الشعريةبدأ أحمد مطر بنظم الشعر في الـ14 من عمره، وظهرت موهبته مع أولى قصائده، التي تكونت من 17 بيتا في الحب والغزل، وقد كشفت قصيدته الأولى نضجا أدبيا، تمثل في مخزون لغوي وفني يفوق مرحلته العمرية.
وفي بداياته كتب إلى جانب الغزل قصائد حول موضوعات دينية، مثل: المولد النبوي والإمام علي بن أبي طالب ونحوها. وبدأ بنظم القصائد العمودية، ثم انتقل لاحقا إلى الشعر الحر.
وكان للواقع السياسي المرير الذي كانت تمر به بلاده وغيرها من الأقطار العربية، أثر كبير في انقلابه نحو الشعر السياسي، فأخذ قلمه الناقد يفتح أعين الناس، وينشر الوعي بينهم حول الواقع المتردي الذي يعيشونه، والفساد السياسي وأمراض المجتمع وعيوبه، وصور الواقع في مشاهد صادمة تكشف التناقضات الحاصلة في أتون السياسة، ومظالمها في دهاليز المجتمعات العربية.
وقد بدا مطر في قصائده متأثرا بمكونات الحضارة العربية الإسلامية، فكثيرا ما ضمَّن شعره عبارات من القرآن الكريم وآياته، واقتبس من كلمات الحديث النبوي الشريف ومعانيه، واستدعى شخصيات تاريخية ودينية، مثل صلاح الدين الأيوبي والخليفة الراشد عثمان بن عفان.
كما تأثر بفحول الشعراء العرب أمثال أبي تمام وأبي فراس الحمداني وأبي العلاء المعري، وكان أشد تأثرا بأبي الطيب المتنبي.
ومن الشعراء المعاصرين تأثر بكثيرين، كمحمد مهدي الجواهري وعلي أحمد سعيد إسبر المشهور بـ"أدونيس"، وبدر شاكر السياب وأمل دنقل. ومن شعراء فلسطين تأثر بكل من إبراهيم طوقان ومحمود درويش، وغيرهم.
إعلانوكان أكثر استلهاما من الشاعر العراقي مظفر النواب في جوانب الثورة والسخط على كل ما هو فاسد. وشابه نزار قباني في تقريع الأنظمة الدكتاتورية المتعسفة وتعريتها وفضح ألاعيبها، وتأثر كذلك بقوة بالشاعر اليوناني الراحل يانيس ريتسوس، الذي كان يؤمن بقدرة الشعر السياسي على تغيير العالم.
القمع والاضطهاد
لطالما كان الشعر مصدر نقمة في حياة أحمد مطر، فقد جعله في كثير من الأحيان في مواجهة مباشرة مع القمع والاستبداد، وتعرض بسببه للسجن، وعانى لأجله آلام اللجوء والاغتراب.
فقد سجنته السلطات العراقية في مدينة الكوت، أثناء تأديته الخدمة العسكرية، حين امتنع عن الاستجابة لمحافظ المدينة آنذاك محمد محجوب، ورفض إلقاء قصيدة بمناسبة احتفالات ثورة تموز، وفي غضون ذلك، قُتل شقيقه الأصغر، زكي في حادث سيارة قيل إنه مدبر، بينما قُتل شقيقه خالد شنقا.
وبعد أن أنهى مطر الخدمة العسكرية، أخذ يشارك في الاحتفالات والمناسبات الدينية في البصرة والمعقل ومحلة الهادي، ويلقي قصائده المحرضة ضد القمع والظلم وانتفاء العدالة، ويكتب لافتاته الثورية لمواكب الطلبة ومسيراتهم، فتنبهت إليه الأجهزة الأمنية، وبدأت تتبع خطواته وتضيق عليه الخناق.
امتزجت تجربته الشخصية التي عاشها في وسط مشبع بالفقر والظلم والاضطهاد، مع التجربة العامة للأمة، فجعلت منه شاعرا ثائرا، ترجمت قصائده خيبات الأمل والظلم والاستبداد، واشتملت على نقد لاذع جعله عرضة لصدام مستمر وملاحقة دائمة من السلطات الحاكمة.
الفرار إلى الكويتوفي منتصف العشرينيات من عمره، وصلت المضايقات الأمنية أوجها، فلم يجد أحمد مطر مناصا من الفرار من الوطن، والتجأ إلى الكويت، حيث بدأ العمل في حقل التدريس، أستاذا للمرحلة الابتدائية في القطاع الخاص، كما عمل في صحيفة الخليج العربي محررا ورساما وكاتبا وشاعرا، وكانت الجريدة هي موضع عمله ومسكنه.
إعلانولاحقا، انضم إلى صحيفة القبس الكويتية، وعمل فيها محررا ثقافيا، وفي الوقت نفسه، مضى في نسج قصائده وتدوينها، وعزم على ألا تضم كل واحدة منها سوى موضوعا واحدا، مهما قصرت، وذلك على عكس قصائده الأولى، التي جاءت طويلة، وتتعدى أحيانا 100 بيت.
وفي عام 1980 نشر أولى لافتاته في صحيفة القبس، ثم بدأت قصائده تبصر النور تباعا، وانغمس في كتابة الشعر السياسي مُعْرضا عما سواه، وجسّده بصورته الشاملة همّا كاملا وإبداعا فنيا، كما لم يتهيأ لغيره من الشعراء.
بنى أحمد مطر قصائده على مناهضة السلطات الظالمة وهاجم الحكام والأجهزة الأمنية والإعلامية والنفوذ الأجنبي وفضح مخازيها، وجدَّ في إيقاظ العقل العربي من سباته، وأخذ يستنهض الهمم للتخلص من حالة الخنوع، والثورة على الظلم ورفض كبت الحريات.
ولم يتسامح كذلك مع تقاعس الشعوب واعوجاجها، وطال نقده المجتمع وكشف المتناقضات التي غرقت فيها حياة الإنسان العربي، وجاءت العديد من لافتاته مرآة تعكس عيوب ونقائص المجتمع، ولم تسلم من نقده الشرائح المتواطئة مع الأنظمة الفاسدة، وهجا كذلك فقهاء الأنظمة والثوريين المزيفين.
برز إبداعه الفني في هذا الجانب، وأخذت كلماته الثائرة على الواقع المعيش في المجتمعات العربية طريقها إلى قلوب العرب في كافة الأقطار، ولامست كلماته آلام الناس ومعاناتهم، ولاقت إقبالا شعبيا في الشارع العربي واكتسبت صدى واسعا وتأثيرا بيّنا، لا سيما لدى جيل الشباب.
أصبح شعره ظاهرة مميزة، حركت حالة الركود في الوطن العربي، وباتت لافتاته ينشدها التلاميذ في الطوابير الصباحية، ويصدح بها الخطباء في المهرجانات الصاخبة، ويضمنها الكتاب مؤلفاتهم، وأضحت قصائده تزين الصفحات الأولى لجريدة القبس وغيرها من الصحف والمجلات العربية، التي كانت تبحث عن سعة الانتشار وزيادة المبيعات.
إعلانوفي هذه الأثناء تعرف أحمد مطر إلى الفنان ورسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، وأصبحا صديقين مقربين، وتقاسما الرسالة والرؤية الفنية، ووجد كل منهما في الآخر انسجاما تاما وتكاملا في التعبير عن قضايا الأمة، فقد كانت لافتات أحمد مطر تفتتح صحيفة القبس، بينما تختتمها لوحة ناجي العلي الكاريكاتيرية.
اللافتاتابتدع مطر فنا شعريا فريدا، أدخله إلى الشعر العربي، وأطلق عليه "اللافتات"، وهي عبارة عن قصائد قصيرة تشبه الإعلانات وبيانات الاتهام، ويندرج هذا النمط الشعري تحت ما يسمى بـ "قصيدة الومضة"، التي تقوم على فكرة واحدة أو موضوع معين، وتتميز بالاختزال والاقتصار على مفردات قليلة، مع كثافة في الدلالة واشتمالها على المفارقة والتلميح، وتتضمن نهاية مفتوحة مدهشة.
وينتمي شعره إلى الشعر الحر أو "شعر التفعيلة"، فلم يلتزم بالشعر العمودي العربي في عموم نظمه، مع تمسكه بالقافية وحرصه على تنويعها، الأمر الذي أبرز ما لديه من قدرة شعرية عظيمة، وأضفى طابعا جماليا ونغمة موسيقية على قصائده. وكثيرا ما استخدم أسلوب التكرار الذي عزز البنية الإيقاعية وقوّى دلالة الألفاظ.
وقد أثَّرت تجربته في كتابة القصة القصيرة وموهبته في الرسم الكاريكاتيري، الذي كان يمارسه في سنينه الأولى في الصحافة، في أسلوبه الشعري، إذ ظهر السرد القصصي والحوار بشكل بارز في شعره، وكانت السخرية أسلوبا سائدا في نظمه.
وتميزت الجملة الشعرية عند أحمد مطر بالغنى اللفظي والبساطة والوضوح وسلاسة التركيب، والبعد عن التعقيدات، وارتكز على لغة قابلة للفهم من عموم الناس، كما تفنن في استخدام الأساليب البلاغية، وتوسع في الاعتماد على الصناعات البيانية والبديعية في قصائده، وأثراها بالصور الشعرية المبتكرة.
وقد طبع ديوانه الأول ‘لافتات 1" في الكويت، ولاقى قبولا واسعا بين القرّاء، فأعيد طبعه مرة أخرى في تونس والمغرب، ونال توزيعا عاليا وإقبالا كبيرا في أنحاء الوطن العربي.
إعلانولم يكن الأمر كذلك لدى السلطات الحاكمة، إذ مُنع ديوانه الثاني من التوزيع، وغدا شعره محظورا في دولة عربية عدة، وكانت قصائده توزع في العالم العربي سرا.
كان قلمه الصارم في مواجهة الحكام، وثورته العاصفة على الفساد الاجتماعي والسياسي، سببا في اضطهاده وتعرضه للمضايقات الأمنية وتقييد مساره الصحفي، وكانت ريشة صديقه ناجي العلي محل سخط السلطات العربية، وهو الأمر الذي أدى إلى نفيهما، فاضطرا إلى اللجوء السياسي سنة 1986 إلى المملكة المتحدة.
وفي صيف 1987 تم اغتيال ناجي العلي، الأمر الذي أثر في مطر تأثيرا بالغا، وكسر نمطه الشعري السائد، ورثاه بقصيدة عمودية من 118 بيتا، وبقي مصرع العلي جرحا غائرا لديه، ولعل هذا الفقد كان من الأسباب التي أثرت فيما بعد في قراره اعتزال الناس والأضواء والإعلام.
ومن العاصمة البريطانية لندن استمر في العمل مع صحيفة القبس عبر مكاتبها الدولية، حتى ساءت علاقته بها جرَّاء بعض قصائده مثل "أعد عيني" وقصيدة "الراحلة"، فانفصل عنها، وأخذ ينشر قصائده وبعض المقالات عبر صحيفة "الراية" القطرية، في زاوية "لافتات" و"حديقة الإنسان" و"استراحة الجمعة".
ولاحقا اعتزل أحمد مطر الدنيا وتجاهل وسائل الإعلام وقاطعها تماما، وعاش بعيدا عن عيون الصحفيين والإعلاميين والشعراء، وبقي في لندن مكتفيا بأسرته، ومعاناته مع مرض السرطان، الذي ابتلي به.
وفي بلد اللجوء بقي في حنين دائم إلى الوطن، وكتب يصف غربته "لست سعيدا؛ لأني بعيد عن صدى آهات المعذبين؛ لأني أحمل آهاتهم في دمي، فالوطن الذي أخرجني منه، لم يستطع أن يخرج مني، ولا أحب أن أخرجه، ولن أخرجه".
كتب أحمد مطر 9 دواوين شعرية، إضافة إلى مجموعة من القصائد المتفرقة، التي لم يجمعها عنوان واحد، مثل "العشاء الأخير لصاحب الجلالة إبليس الأول"، و"ما أصعب الكلام"، التي كتبها في رثاء ناجي العلي، وقصائد أخرى نشرها على صفحات جريدة "الراية" القطرية.
إعلانواقتصر في جميعها على الشعر السياسي الثائر، وخلت تماما من قصائد الغزل وغيره من الأغراض الشعرية، وقد تم نشر الدواوين مفرقة، كما تم نشر الأعمال الشعرية كاملة في مجلد واحد.
ودواوينه المنشورة هي:
لافتات 1، نشر عام 1984. لافتات 2، نشر عام 1987. لافتات 3، نشر عام 1989. ديوان الساعة، نشر عام 1989. ديوان إني المشنوق أعلاه، نشر عام 1989. لافتات 4، نشر عام 1993. لافتات 5، نشر عام 1994. لافتات 6، نشر عام 1997. لافتات 7، نشر عام 1998.وإلى جانب الشعر، كتب أحمد مطر القصة القصيرة، غير أنه فقد ما كتبه في بداياته، ولم يجمع ما كتبه لاحقا، ولم يتم نشره في كتاب مستقل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات صحیفة القبس ناجی العلی أحمد مطر
إقرأ أيضاً:
انا اول عراقي اطالب بحل البرلمان العراقي ؟
آخر تحديث: 2 يونيو 2025 - 9:54 ص بقلم: د.خالد القرة غولي لا أدري لمَ أتذكر كيف اصيب بالصداع المزمن كلما اقترب موعد جديد لانتخابات جديدة ونحن مقبلون على الدورة السابعة البرلمانية المقبلة , أو تقرر تشكيل كتل وائتلافات وقوائم وفرق وتجمعات جديدة من الأحزاب الحديثة الدينية والطائفية والعرقية والمذهبية والقومية والعشائرية والمناطقية والجهوية .. وحسب الطلب والتي انتشرت بشكل واسع في جميع مدن وقصبات العراق اليوم وتحت مسميات الحيتان الكبيرة التي عثت وتعث بأرض العراق فساداً , والمضحك أكثر المرشحين لبسوا قبل وبعد الانتخابات عباءة جديدة ولباس جديد وظهر كل مرشح عنترياته ووطنياته ونزاهته وإخلاصه المغرض يُطبق بها في الغالب على المساكين والغلاب في عراقنا الجريح , والكثيرون منهم لا يعلمون أن شاشة العراق السياسية لا تعرض أفلام روائية طويلة ! إن ( العراق ) لا يستوعب هؤلاء رجال ونسبة كبيرة منهم من الجهلة فكرياً وسياسياً , الدرس الأبرز في التاريخ الذي يفيد بأن جميع الذين تعاونوا مع احتلال بلادهم وقواته واجهوا مصيراً حالك السواد ، بعد أن تخلى المحتلون عنهم وهروبهم تحت جنح الظلام مهزومين ، ولكن لا نفهم أن يقع في هذه الخطيئة سياسيون وشيوخ عشائر ورجال دين كبار يرتدون العمائم بمختلف ألوانها ، وبعض هؤلاء دكاترة ومن خريجي جامعات غربية أو حوزات علمية مشهود لها في العلوم الدينية والفقهية , تعالوا لنجري جردة حساب لما جرى في العراق بعد سنوات الغزو منذ ( 22 ) عاماً , والانجازات التي تحققت بفضل هذا الاحتلال وما إذا كانت تستحق الثمن الباهظ المدفوع من دماء العراقيين , والأمريكيين وثرواتهم , يتباهى الأمريكيون وحلفاؤهم .. بأنهم أطاحوا بنظام ( صدام حسين ) حسب تعبيرهم ، وهذا صحيح ، فنظام صدام لم يعد يحكم العراق ، ولكن هناك الملايين من الأيتام ، ومليون أرملة ، ومليوني شهيد ، وخمسة ملايين مهجر ونازح ومشرد داخل العراق وخارجه , وستة ملايين جريح نسبة كبيرة منهم في حالة إعاقة كاملة ، علاوة على إن العدد نفسه بقي في المنافي ولم يتحقق حلمه بالعودة إما الطبقة الوسطى عماد المجتمع العراقي فقد اختفت بالكامل وكذلك الخدمات الأساسية من تعليم وطبابة وماء وكهرباء وخدمات عامة للمواطنين ، لم تكن هناك طائفية ، ولا تفتيت مذهبي وعرقي , نأمل أن نرى ( حكومة عراقية مقبلة ) حقيقية في أوساط العراقيين في المستقبل القريب ، عنوانها محاسبة كل الذين تورطوا في جرائم الحرب هذه ، والعراقيون منهم خصوصاً ، إمام محاكم دولية وإذا تعذر ذلك فمحاكم عراقية عادلة ، ولكننا نخشى من أمر واحد وهو أن تحرمنا الحرب الزاحفة .. وشبه المؤكدة من تحقيق هذه الأمنية ! ولله .. الآمر.