حكم مقاطعة الابن لوالده المدمن.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
ورد الى دار الإفتاء المصرية سؤال يقول صاحبه: والدى لا يتحمل أى مسئولية ويشرب الخمر وما شابه ذلك.. وليس فى قلبى ذرة حب تجاهه.. ولا أحب أن أجلس معه فى أى مكان ولا حتى أكل معه.. فهل على ذنب؟ .. وما واجبى أنا واخوتى تجاهه؟.
وأجاب الدكتور محمود شلبى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: واجبك نحو والدك الصبر والموعظة الحسنة والدعاء له بالهداية والصلاح، ولا تهجره أو تبتعد عنه كن دائما قريبا منه، فمن الممكن أن يُحرج منك فى وقت من الأوقات، أو تقول كلمة فتصادف لحظة قبول.
ونوه أن هناك احتمالين عند ابتعادك عنه:
الأول أن يتأثر بهذا البعد، والثانى -وهو الغالب- أن لا يلقى بالا برفضك، وسيقول أنا ابنى تركنى ويتهمك بالعقوق إلى آخره، فاصبر عليه وانصحه وتخير وقتا مناسبا وأسلوبا مناسبا للنصيحة وإن شاء الله يهديه سبحانه وتعالى.
أما عن عدم شعورك بحب تجاهه فقال أمين الفتوى: إن مسألة القلوب بيد الله سبحانه وتعالى ولا يملكها الإنسان ولا يؤاخذ على ميول قلبه، ولكن يؤاخذ على ألفاظه التى يتلفظ بها، وعلى أفعاله التى يفعلها.
واستشهد بما جاء فى الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله تجاوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به"، فالأعمال التى لا نفعلها لا نحاسب عليها، لكن لا نترك أنفسنا للشيطان لأننا لو تركناها من ممكن أن يوثر ذلك على تصرفاتنا.. فنجد فى وقت أنفسنا ضاقت ونرد رد خطأ، فربنا يهدينا جميعا ويصلح أحوالنا.
هل يجوز مقاطعة الأب القاسيقال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأب له حق عظيم، والأم كذلك، وأنه ينبغي للأب أن لا يكون قاسيًا، ولا شديدًا، بل يكون لطيفًا رحيمًا؛ حتى يعين أولاده على بره، ويعينهم على بره بعبارته الطيبة، ولينه، وعدم قسوته.
وأوضح “ وسام ” في إجابته عن سؤال : ( هل يجوز مقاطعة الأب القاسي؟.. فزوجها مقاطع والده نتيجة معاملات قاسية معه، وتريد أن تعرف كيف تتصرف معه لكى تصلح بينهما؟)، أنه ينبغي أن نحاول ولا نيأس، ونبذل كل الطرق التي قد تفتح بابًا، نحاول بأنفسنا ولكن لم ننجح، أفضل أن نشفع لبعضنا البعض، حتى لو كانت هناك تراكمات.
وأضاف أنه يحمل همًا منذ زمن بعيد ويبدو أن الأب قصر في حق ابنه بطريقة ما، من وجهة نظره، عليه أن يحاول أن يتغلب على هذه المشاعر السلبية، وعليه أن يعفو ويصفح لله، فقد قال تعالى: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" الآية 34 من سورة فصلت.
وتابع: يجب أن نقول للذين آمنوا "يغفروا"، فماذا عن أولئك الذين لا يرجون رحمة الله؟ فما بالنا إذا غفرنا بعضنا لبعض وصفحنا؟ عملاً بقوله تعالى "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، من الأهمية أن نتعامل مع ربنا عند التعامل مع خلق الله، وليس أن ننتظر المجاملة، إذا طرقت باب أبيك ولم يفتح، فعامل ربنا وظل عامل ربنا، وحاول مرارًا وتكرارًا حتى ييسر الله الأمر ويذيب هذه الشدة، إن شاء الله".
وورد أنه إذا كان والده ضيق عليه، وضيق على زوجته، ولم يمكنهما مما ينبغي مما أباح الله لهما لسوء خلق الوالد، فلا ينبغي له، بل يعالج الأمور بالتي هي أحسن، يرفق بوالده ويقول: يا والدي ارفق بنا أرجو أن تفعل كذا، وكذا، وإلا فاسمح لنا أن نخرج من هذا البيت إلى بيت آخر، يخاطبه بالتي هي أحسن، فإن استطاع أن يجلس مع والديه، ويرفق بهما؛ فهذا هو المطلوب، وهذا هو الذي ينبغي له، وإن لم يتيسر ذلك؛ لشدة الوالد، ولأنه يعامله معاملة قاسية تضره في دينه، ودنياه، وربما سببت عليه انحرافه عن الهدى، وربما سببت أيضًا عقوقه لوالده ووقوعه فيما حرم الله؛ فليخرج، وليعامل والديه بالتي هي أحسن، ولو دعوا عليه يرفق بهما، ويعاملهما بالتي هي أحسن، ويجتهد في برهما، وإرضائهما.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء أمین الفتوى
إقرأ أيضاً:
هل يجب على المأموم قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية؟.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، عن سؤال ورد إليها حول ما إذا كان ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أمر الصحابة بقراءة الفاتحة فيما يجهر به من الصلوات، وذلك في سياق استفسارٍ عن حكم قراءة المأموم لسورة الفاتحة في الصلاة الجهرية.
وأكدت دار الإفتاء أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في جميع ركعات الفرض والنفل بالنسبة للإمام والمنفرد، أما بالنسبة للمأموم فقد اختلفت فيه آراء الفقهاء على النحو التالي:
الشافعية: أوجبوا على المأموم قراءة الفاتحة في كل ركعة، إلا إذا كان مسبوقًا ببعض الركعة أو كلها، ففي هذه الحالة يتحمل الإمام عنه ما سبق منها.
الحنفية: رأوا أن قراءة المأموم خلف الإمام مكروهة تحريمًا، سواء في الصلاة السرية أو الجهرية.
المالكية: اعتبروا أن قراءة المأموم لسورة الفاتحة مندوبة في الصلاة السرية، ومكروهة في الصلاة الجهرية.
الحنابلة: قالوا إن قراءة المأموم مستحبة في الصلاة السرية، كما تُستحب في سكتات الإمام في الجهرية، وتُكره أثناء قراءة الإمام.
وأشارت دار الإفتاء، توفيقًا بين هذه الأقوال، إلى أن الواجب على المأموم في الصلاة الجهرية هو الإنصات والاستماع لقراءة الإمام، تنفيذًا لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
وأوضحت الدار أن قراءة الفاتحة من المأموم تكون مندوبة في حال سكت الإمام بعد انتهائه من القراءة، أو إذا كان المأموم في الصفوف الخلفية ولا يسمع القراءة، أو كان به صمم أو ضعف سمع. أما في الصلاة السرية، فتُندب له القراءة خروجًا من الخلاف.
هل الخطأ في قراءة الفاتحة يبطل الصلاة
وفي سياق متصل، أكدت دار الإفتاء أن قراءة سورة الفاتحة ركن أساسي في صحة الصلاة، واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»، كما ورد في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي رواه البخاري (756).
وبيّنت دار الإفتاء أن ترك قراءة الفاتحة عمدًا يبطل الصلاة، وكذلك فإن بعض الأخطاء في قراءتها قد تؤدي إلى فساد الصلاة، بخاصة إذا كانت تغير المعنى أو تخل بحروف الكلمة.
وفي هذا السياق، نبهت الدار إلى عدد من الأخطاء الشائعة التي يجب التنبه لها أثناء قراءة الفاتحة، منها ما يُفسد الصلاة، ومنها ما يُعد لحنًا يخلّ بالكمال، وهي كالتالي:
تسكين كلمة "رَبِّ" في قوله تعالى: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، والصحيح كسر الباء.
تسكين كلمة "مَالِكِ" في الآية: «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ»، والصواب كسر الكاف مع المد الطبيعي في "مالك".
تسكين كلمة "نعبد"، فيقول البعض: "نعبدْ"، والصواب: "نعبدُ" بضم الدال، دون إشباع أو إطالة في الضم.
إطالة الضم في "نعبدُ"، فيقال مثلًا "نعبدو"، وهو لحن يخلّ باللفظ الصحيح.
عدم تشديد الياء في "إيَّاكَ"، حيث يقرأها البعض: "إياك" بدون تشديد، وهذا يُغيّر المعنى تمامًا؛ إذ أن "إيَّاك" بالتشديد تعني تخصيص العبادة والاستعانة لله وحده، أما "إياك" بدون تشديد فهي ضوء الشمس، ما يؤدي إلى فساد المعنى بل وربما العقيدة.
إبدال حرف الطاء تاءً في كلمة "الصراط"، فيقال: "الصُّرات"، وهو خطأ في النطق.
إبدال الصاد شينًا، فيقال: "الشراط"، بدلًا من "الصراط".
إبدال السين صادًا في كلمة "المستقيم"، فيقال: "المصتقيم"، وهو تغيير واضح للفظ.
إبدال التاء طاءً في نفس الكلمة، فيُقال: "المسطقيم".
إبدال الذال زايًا في كلمة "الذين"، فيقول البعض: "الزين".
ضم التاء في "أنعمتَ"، فيقول البعض: "أنعمتُ"، مما يؤدي إلى قلب المعنى من أن الله أنعم إلى أن المصلّي هو الذي أنعم، وهو قلب مخلّ يُفسد الصلاة.
عدم المد في كلمة "الضالِّين"، فيقرأها البعض بسرعة بدون المد اللازم، وهو إخلال بمد لازم حرفيّ.