أظهرت إحصائيات حديثة صادرة عن منظمات حقوقية، ارتفاع عدد حالات الانتحار في تونس خلال السنوات العشر الأخيرة، وشملت كل الفئات العمرية والاجتماعية، وتكررت لا سيما في المناطق المهمشة، ما يشير إلى استمرار المصاعب الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، والتي يبدو أنّها أصبحت تلقي بضلالها على الحالة النفسية للتونسيين.

ومع بداية العام الجديد، شهد مؤشر الانتحار زيادة بعد انخفاضه خلال الأشهر السابقة، حيث رصدت منظمة “المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية”، 12 حالة انتحار انتهت 8 منها بالوفاة فيما تم إسعاف البقية، كان آخرها انتحار شاب أمام مركز الشرطة بمينة سوسة، بعد إضرام النار في جسده، احتجاجا على احتجاز أمواله بعد الاشتباه في استهلاكه المخدرات.

بحسب تقرير المنظمة، لجأ 6 أشخاص إلى الانتحار بحرق النفس، بينما أقدمت 3 طالبات بالثانوي على تناول أدوية كمحاولة للانتحار، في حين قام 3 آخرون بشنق أنفسهم، وذلك كشكل احتجاجي على العائلة أو السلطة الأمنية أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

ولم تستثنِ حالا الانتحار التلاميذ وصغار السنّ دون 16 سنة، وسجلت تونس منذ بداية العام الحالي انتحار سبعة تلاميذ.

يذكر أنّ التقرير الشهري للمرصد الاجتماعي التابع لمنظمّة “المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية”، كشف أن 40% من ضحايا الانتحار في تونس خلال الربع الأخير من سنة 2024، كانوا من الشباب، بينما مثل الكهول النصف تقريبا، إضافة إلى حالة انتحار لطفل.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الانتحار انتحار تونس معدلات الانتحار

إقرأ أيضاً:

حج 2025.. ارتفاع في التكاليف وتحديات مختلفة

يشهد موسم حج هذا العام تحولات اقتصادية لافتة، سواء على صعيد الأفراد أو الدول الإسلامية، وسط سعي واضح من السلطات لتخفيف الأعباء المالية على الحجاج، وتوسيع نطاق الوصول عبر برامج دفع مرنة، في وقت لا تزال فيه التكلفة الإجمالية تشكل عائقا أمام ملايين المسلمين.

وتكلفة أداء الحج في عام 2025 تتراوح بين 4 آلاف و20 ألف دولار، وذلك وفقًا لـ:

نوع الخدمة المقدمة. مدة الإقامة. بلد الإرسال.

وتُعد هذه الأرقام مرتفعة نسبيًا مقارنةً بقدرة شرائح واسعة من المسلمين، ما دفع حكومات مثل باكستان والسعودية إلى إدخال نظم تقسيط للمدفوعات بهدف التيسير.

تقسيط تكلفة الحج

وفي سابقة مهمة، تبنّت باكستان برنامجًا يسمح للحجاج بدفع رسومهم على ثلاث دفعات. وصرّح المواطن الباكستاني زهير أحمد لصحيفة إيكونوميك تايمز قائلًا: "قدّمت طلب الحج في ديسمبر/كانون الأول، وسددت دفعة مقدمة، ثم دفعت المتبقي في فبراير/شباط. لولا هذا البرنامج، ما استطعت أداء الفريضة إطلاقًا".

عدم استكمال بعض الدول لحصصها الرسمية يعكس عمق الأزمة الاقتصادية (أسوشييتد)

السعودية بدورها طبقت نظامًا مشابهًا على الحجاج المحليين:

20% من التكلفة خلال 72 ساعة من الحجز 40% في شهر رمضان 40% في الشهر التالي إعلان

هذه الخطوات تشير إلى رغبة في فتح باب الحج لعدد أكبر من الراغبين، دون التضحية بالقدرة الاقتصادية.

ضغط التكاليف يقلل الإقبال

ورغم تخصيص 127 ألف تأشيرة حج لبنغلاديش هذا العام، إلا أن البلاد لم تتمكن من ملء الحصة، وفقًا لتصريح فريد أحمد مجمدر، الأمين العام لاتحاد وكالات الحج البنغالية، والذي أشار إلى أن السبب الرئيسي هو ارتفاع التكاليف وعدم قدرة المواطنين على تغطيتها، حتى مع الحوافز الحكومية.

وتعاني دول إسلامية أخرى، مثل إندونيسيا، من قوائم انتظار طويلة تجاوزت 5.4 مليون شخص، بينما فرضت الهند قيودًا على من أدوا الحج مسبقًا عبر لجنة الحج الوطنية، في محاولة لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المواطنين.

سوق الحج والبعد الاقتصادي

وبحسب "إيكونوميك تايمز"، يُمثّل موسم الحج أحد أبرز المواسم الاقتصادية الموسمية في السعودية والعالم الإسلامي عمومًا. ويُدر الحج، حسب تقديرات مستقلة، مليارات الدولارات سنويًا من الخدمات المباشرة وغير المباشرة مثل:

النقل الجوي والبري الإقامة خدمات الإعاشة والإرشاد التأمين والخدمات الصحية التحويلات البنكية ووسائل الدفع

إلا أن هذه السوق تواجه هذا العام ضغطًا مزدوجًا: ارتفاع التكاليف التشغيلية، وتراجع القدرة الشرائية للحجاج في ظل التضخم العالمي وتدهور العملات في عدة دول إسلامية.

التكاليف التشغيلية المتزايدة بفعل موجات الحر فرضت على السلطات استثمارات إضافية في البنية التحتية (أسوشييتد) أبعاد تنظيمية

وفي أبريل/نيسان 2025، أوقفت السعودية إصدار التأشيرات قصيرة المدى لـ14 دولة. وقد برّرت السلطات هذا الإجراء بالرغبة في تنظيم الحركة وتقليص أعداد الحجاج غير المسجلين، الذين لا يمكنهم الوصول إلى المرافق الأساسية مثل أماكن الإقامة المكيّفة.

وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت في مايو/أيار أن دخول مكة دون تأشيرة حج نظامية سيعرّض المخالفين لغرامة تصل إلى 20 ألف ريال سعودي (حوالي 5330 دولار).

إعلان

وأكدت الوزارة أن نسبة كبيرة من وفيات الحج في العام الماضي كانت بين من دخلوا مكة بطرق غير نظامية، دون تسجيل رسمي، وبالتالي لم يتمكنوا من الاستفادة من البنى التحتية الصحية واللوجستية.

تحديات مناخية

من ناحية أخرى، تشكل الظروف المناخية القاسية تهديدًا مباشرًا على صحة الحجاج وكفاءة البنية التحتية. وقد سُجّل العام الماضي أكثر من1300 حالة وفاة بسبب الحرارة التي تجاوزت 47 درجة مئوية، بينما تتراوح الحرارة هذا العام بين 41 و44 درجة منذ بداية يونيو/حزيران.

وهذه الظروف تُجبر السلطات على الاستثمار في تجهيزات إضافية، مثل توزيع مجموعات طبية توعوية، وتحديث شبكات الإسعاف، وهو ما يحمّل الاقتصاد المحلي تكاليف إضافية لتأمين السلامة.

مقالات مشابهة

  • انتحار شاب شنقًا داخل أحد جوامع ميسان
  • فاس تتصدر المدن المغربية الأكثر استقطابا للسياح منذ بداية العام
  • 17 % ارتفاع القروض البنكية
  • انتحار وجرائم قتل وشجار وسلاح كولومبي جنوبي العراق
  • محافظ الإسماعيلية: ارتفاع حصيلة توريد القمح المحلي لموسم ٢٠٢٥ لأكثر من ٤٣ ألف حتى الآن
  • معدل التوظيف بالإمارات خلال مايو الماضي الأعلى منذ بداية 2025
  • الزيادة بلغت 500%.. الفلبين تعلن حالة الطوارئ لمواجهة تفشي الإيدز
  • «أرادَ» تُصدر تقرير الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة
  • حج 2025.. ارتفاع في التكاليف وتحديات مختلفة
  • بحث آليات تطوير علاقات الأردن الاقتصادية مع المغرب