“لا ننسى ولا نغفر”.. ضعف وعجز “إسرائيل” أمام إرادَة المقاومين وأبطال غزة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
محمد عبدالمؤمن الشامي
تستمر “إسرائيل” في محاولة فرض قوتها على الشعب الفلسطيني، واستخدمت في الآونة الأخيرة مجموعة من التصريحات والتكتيكات الإعلامية التي تهدف إلى زعزعة معنويات الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم. كان آخر هذه التكتيكات هو نشر صور الأسرى الذين تم الإفراج عنهم وهم يرتدون بدلات رياضية تحمل شعار دولة الاحتلال، إلى جانب عبارة “لا ننسى ولا نغفر”.
هذه العبارة، التي طالما استخدمها الاحتلال الإسرائيلي في سياق حربه القاسية على قطاع غزة، لم تكن سوى محاولة للتأكيد على سياسة الانتقام والعقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين. ولكن في الواقع، “لا ننسى ولا نغفر” لا تعكس إلا ضعف “إسرائيل” وعجزها أمام الإرادَة الفلسطينية، فكلما كرّر الاحتلال هذه العبارات، كلما ظهر أكثر أنه يعيش حالة من الخوف والانكسار أمام قوة وعزيمة الشعب الفلسطيني، وأبطال غزة الذين صمدوا أمام آلة الحرب الإسرائيلية لسنوات طويلة.
إن محاولات الاحتلال الإسرائيلي في تجريد الأسرى من كرامتهم وإذلالهم لم تفلح في تكسير إرادتهم، بل على العكس، عززت من صمودهم في وجه هذا العدوّ المتغطرس. إن شعارات الاحتلال وتهديداته ما هي إلا انعكاس لفشلهم في كسر الروح المقاومة للفلسطينيين، الذين لا يخشون التهديدات أَو الاعتقالات.
أما في غزة، فَــإنَّ كُـلّ رصاصة وكل عملية مقاومة هي بمثابة رسالة لإسرائيل: “لا ننسى ولا نغفر”، ولكننا ننتصر. غزة، التي صمدت أمام أكبر الحروب وأكثرها وحشية، تظل ثابتة في مواجهة الاحتلال، غير مبالية بمحاولات الانتقام؛ لأَنَّ الفلسطينيين يعرفون أن النصر قادم حتمًا.
وفي هذا السياق، أكّـد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في إحدى كلماته: “لشعبنا الفلسطيني ومجاهديه نقول بكل صدق وجِد: لستم وحدكم، الله معكم، شعبنا معكم، كُـلّ الأحرار في هذا العالم معكم. ” هذه الكلمات تعكس تلاحم الشعوب الحرة مع القضية الفلسطينية وتؤكّـد أن غزة ليست وحدها في معركتها ضد الاحتلال.
لقد أثبتت غزة أن قوتها ليست مُجَـرّد صواريخ، بل هي إرادَة شعب وعزيمة مقاوِم لا يلين. الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتقد أنه قادر على فرض إرادته على الأرض الفلسطينية، يظل ضعيفًا في مواجهة قوة الحق. وكلما حاول الاحتلال فرض سلطته عبر حملات الإذلال والترويع، كلما زادت قوة غزة، وأثبتت للعالم أن صمودها هو الطريق إلى التحرير.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
لماذا تسهّل إسرائيل سرقة المساعدات في غزة؟
اتهم الدفاع المدني في قطاع غزة جهات وصفها بأنها "تعمل بتنسيق واضح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي" بالاستيلاء على شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، ثم بيعها للمواطنين بأسعار خيالية، مما فاقم معاناة السكان المحاصرين ومنع وصول الغذاء إلى من هم بأمسّ الحاجة إليه.
وفي تصريحات للجزيرة نت، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن عمليات سرقة المساعدات تتم تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن المناطق الشمالية للقطاع لم يدخلها أي نوع من المساعدات منذ 18 مارس/آذار الماضي، وحتى الكميات المحدودة التي تصل جنوب القطاع لا تكفي لسد حاجة السكان.
وأشار بصل إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بعمليات تأمين واضحة لمجموعات على الأرض، وينسق معها من أجل سرقة المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل القطاع والاستيلاء عليها تماما، ثم تقوم هذه الفرق لاحقا ببيع هذه المساعدات بأسعار فلكية.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال إن الجيش الإسرائيلي قتل وأصاب أكثر من 600 فلسطيني من المجوّعين قرب 3 نقاط توزيع مساعدات أقامها في مناطق سيطرته المطلقة بقطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط، مؤكدا أن ذلك يعد دليلا على ما تشكّله نقاط توزيع المساعدات هذه من مصائد لاستهداف المدنيين وإعدامهم ميدانيا.
وهذا ما أشار إليه المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة قائلا إن الاحتلال يتّبع "سياسة قتل المواطنين بالجوع"، مشيرا إلى أن أعدادا كبيرة من السكان عاجزون الآن عن الحصول على الغذاء أو الشراب أو حتى امتلاك المال لشراء المواد الغذائية، التي تُعرَض للبيع بأسعار خيالية نتيجة سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية.
وأكد بصل أن ما يجري هو "منهجية واضحة" تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي للضغط على المواطنين، واصفا ذلك بأنه "قتل للمواطن وإبادته مقابل لقمة العيش"، لافتا إلى أن "إهانة المواطن أصبحت واقعا ملموسا في تلك المناطق".
إعلانوكشف بصل عن أن الوضع في شمال القطاع هو الأسوأ منذ 18 مارس/آذار الماضي، حيث لم تدخله أي شاحنة مساعدات، حتى تلك الخاصة بالتجار.
وأضاف أن جنوب غزة لم تصله سوى أعداد قليلة جدا من الشاحنات التي لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، مشيرا إلى أن سياسة الاحتلال الحالية لا تقتصر على القتل بالقصف، بل باتت منهجية "قتل بالجوع" تهدف إلى إبادة المواطن وفرض واقع من الإذلال الجماعي".
وختم المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة تصريحاته بأن الحصار والتجويع باتا أداة إضافية يستخدمها الاحتلال للضغط على السكان ودفعهم إلى حافة الكارثة الإنسانية، مؤكدا أن ما يجري "ليس مجرد أزمة إغاثية، بل سياسة ممنهجة لإبادة شعب مقابل لقمة العيش".
ويأتي ذلك في وقت تزداد فيه التحذيرات المحلية والدولية من تصاعد خطر المجاعة في قطاع غزة، فقد أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في غزة يتعرضون لمجاعة حقيقية، وسط صور وتقارير عن ضحايا أطفال قضوا نتيجة نقص الغذاء.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو 20 شهرا، وراح ضحيته أكثر من 54 ألف شهيد وأُصيب نحو 125 ألفا، فضلا عن أعداد غير معلومة من المفقودين تحت ركام منازلهم، أو من الذين لا تستطيع فرق الدفاع المدني أو الإسعاف الوصول إليهم بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، حسب وزارة الصحة في غزة.