أكد الدكتور بسام القواسمي، أستاذ القانون العام، أن ممارسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتناقض تمامًا مع نصوص القانون الدولي، الذي ينص بوضوح على عدم شرعية الاحتلال، مضيفًا أن الولايات المتحدة تزيد الوضع تعقيدًا بتماهيها مع السياسة الإسرائيلية، ما يشكل تحديًا للشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة.

إعلام إسرائيلي: نتنياهو قرر بدء المحادثات حول المرحلة الثانية من مفاوضات غزةنتنياهو يجري مشاورات مع عدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية

وأوضح القواسمي، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل لا تعترف بأي من القوانين والاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، بل إنها تهاجم المحكمة الجنائية الدولية وتفرض عقوبات على أعضائها.

وأشار إلى أن القانون الدولي واضح في هذا الشأن، حيث لا يجوز لدولة الاحتلال فرض قوانينها على الأرض المحتلة، ومع ذلك، تحاول حكومة الاحتلال تشريع قوانين تسمح للإسرائيليين بتملك أراضٍ في الضفة الغربية، متجاهلةً تمامًا أحكام القانون الدولي.

وأكد القواسمي أن الولايات المتحدة ليست مرجعية للشرعية الدولية، ولا تملك سلطة تشريع القوانين الدولية. 

واعتبر أن القوانين الأمريكية ذات الصلة بالضفة الغربية، وكذلك التشريعات الإسرائيلية، لا تحمل أي قيمة قانونية وفقًا للقانون الدولي، ومع ذلك، فإن هذه التحركات قد تحمل أبعادًا سياسية خطيرة، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض أمر واقع عبر الاحتلال وتهويد الأراضي، مما يضع المجتمع الدولي أمام واقع جديد تحاول تل أبيب تكريسه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل اخبار التوك شو قطاع غزة غزة الاحتلال المزيد القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

أوروبا والولايات المتحدة وسؤال القِيَم

في مناسبتين مختلفتين خلال الأسابيع القليلة الماضية سمعتُ مسؤولين كبار سابقين في إدارة بايدن وهم يوجهون نداء مفاجئا لأوروبا جاء فيه «أمريكا في محنة وجاء دورك للدفاع عن الديمقراطية».

يقينا سيكون ذلك عين الإنصاف على الرغم من أن ثمة مفارقة في رغبة الأمريكيين في مساعدة خارجية بدلا من تنظيم مقاومة في الداخل. فالحزب الديمقراطي ليس ميتا أو محظورا بموجب القانون.

لكن ربما ستجد أوروبا صعوبة في المسارعة إلى النجدة نظرا إلى أنها هي نفسها هدفٌ لهجوم دونالد ترامب على الديمقراطية الليبرالية كما اتضح في الحملات الانتخابية الأخيرة في رومانيا وبولندا.

قبل ثلاثة أسابيع أو نحو ذلك من انعقاد قمة الناتو لعام 2025 تنطلق كل الأحاديث التي تدور وسط المسؤولين الأوروبيين من هاجس الخوف من فك أمريكا ارتباطها بالقارة. ويطرح هؤلاء المسؤولون أسئلة من شاكلة هل يسحب ترامب الجنود الأمريكيين من أوروبا؟ وكم سيكون عددهم؟ ومتى؟ ومن أي بلد؟ وهل تعهُّدُ الدولِ الأعضاء بإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع (والذي من الواضح أنه سيفيد صناعة الأسلحة الأمريكية) سيُرضِي هذه القوة المهيمنة ويُبقي التحالف عبر الأطلنطي (الناتو) على قيد الحياة؟

هذه الأسئلة مشروعة على خلفية حرب أوكرانيا. لكنها تخطئ المسألة الحقيقية. فالتهديد الأكبر الذي يشكله رئيس الولايات المتحدة على أوروبا ليس سحبَ الجنود أو المعدات. إنه تغيير الأنظمة، ترامب لن يتخلى عن حلف الناتو، بل المحصلة المعقولة هي تفكيكه والقضاء عليه بسلسلة من الإجراءات المؤلمة، حسب مسؤول دبلوماسي أمريكي سابق.

ما يفعله الرئيس ترامب وأتباعُه للديمقراطية الأمريكية من تقويض لمؤسساتها وتطبيعٍ للفساد وبث للخوف في نفوس النخب الفكرية ومطاردة للمهاجرين وتهديد للقضاة والإساءة إلى القادة الأجانب في المكتب البيضاوي أخطر بكثير. وكما تقول عالمة السياسة الإيطالية ناتالي توتشِّي «الصدمة الترامبية الحقيقية ليست التخلي (عن أوروبا). إنها الخيانة».

من المفترض أن يكون التحالف عبر الأطلسي مرتكزا على قيم مشتركة.

وإذا أعادت أمريكا تعريف هذه القيم ووجهتها ضد حلفائها فمن الحتمي أن يشعروا بالخيانة. هذا ما حدث عندما اتهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس أوروبا في فبراير بالتراجع «عن أهم قيمها الأساسية» بما في ذلك حرية الكلام، وألقى مواعظ على قادتها عن هذا «التهديد من الداخل».

هذا أيضا ما حدث في الأسبوع الماضي (تاريخ المقال 5 يونيو) عندما نشرت وزارة الخارجية التي يقودها ماركو روبيو ورقةً تحت عنوان «الحاجة إلى حلفاء حضاريين في أوروبا» عبر مكتبها المسؤول عن شؤون الديمقراطية. (يقصد بحلفاء حضاريين حلفاء يشاطرون الولايات المتحدة قيمها وهويتها الحضارية- المترجم).

حذرت الورقة من أن «التقهقر الديمقراطي لأوروبا ... يؤثر باطراد على الأمن الأمريكي»، وجاء فيها أيضا «على كلا جانبي المحيط الأطلسي، يجب علينا الحفاظ على قِيَم ثقافتنا المشتركة وضمان بقاء الحضارة الغربية مصدرا للفضيلة والحرية وازدهار البشر».

وهكذا فجأة صارت للمبادئ التي ترتكز عليها الحضارة الغربية معانٍ ودلالات مختلفة في أمريكا وأوروبا. فما يدعوه روبيو «طغيانا مستترا» هو في نظر الحكومة الألمانية «ديمقراطية» خالصة. وفي حين يرى فانس «تهديدا من الداخل» يرى العديد من قادة أوروبا تهديدا من الولايات المتحدة. هذه مشكلة في «تحالف يرتكز على قيم».

قد يشير المؤرخون إلى أن الأوروبيين والأمريكيين كانت لديهم خلافات حول القيم من قبل. وما هو مختلف هذه المرة ليس فقط المدى الذي تسعى إدارة ترامب في الذهاب إليه لتغيير النظام السياسي الأمريكي ولكن أيضا حقيقة أن فريق ترامب وتحديدا نائبه فانس يريد من أوروبا اتباع نفس المسار.

يُشَن هذا الهجوم في وقت تشعر فيه حكومات عديدة في أوروبا بضعف وضعها بسبب صعود أحزاب أقصى اليمين. ويعد هذا الصعود التهديدَ الذي تتعرض له «من الداخل» في حين يمثل لأعوان ترامب أداة قوية للدفع بأجندة ماغا (شعار لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) في أوروبا.

يقول مسؤول إسباني متحسرا: « الآن زعيم هذه الحركة يوجد في البيت الأبيض. بالنسبة لنا هذا عامل مغيّر لقواعد اللعبة».

في بولندا شاهدت حكومةُ يمين الوسط في أسى واشنطن وهي تولي اهتماما شديدا لانتخاباتها. فقد استضاف ترامب المرشح القومي للرئاسة كارول ناوروتسكي في المكتب البيضاوي قبل أسبوعين من الجولة الأولى للانتخابات في الشهر الماضي. ثم قبل خمسة أيام فقط من الجولة الثانية وبعدما أوضحت استطلاعات الرأي أن المنافسة ستكون حامية الوطيس حضرت كريستي نويم وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية فعالية في بولندا لدعم ناوروسكي الذي فاز بفارق ضئيل يوم الأحد 1 يونيو.

لكن النجاح غير مضمون. ففي رومانيا فشل المرشح الذي يؤيده ترامب في الفوز بالانتخابات الشهر الماضي، ويشعر بعض الساسة الأوروبيين من أقصى اليمين بعدم الارتياح من ربطهم برئيس أمريكي غير محبوب.

لدى الديمقراطيين الأوروبيين المحاصرين بالمشاكل الكثير الذي ينبغي لهم عمله، نعم أمريكا في محنة، لكن قبل أن يكون بمقدورهم المساعدة عليهم إصلاح حالهم أولا.

مقالات مشابهة

  • أوروبا والولايات المتحدة وسؤال القِيَم
  • صحف عالمية: الضغوط الدولية تتزايد على إسرائيل والشعوب لن تقبل تقاعس الحكومات
  • محكمة قطر الدولية تختتم مشاركتها في أعمال أسبوع لندن الدولي لتسوية المنازعات 2025
  • مخزية وفاضحة ومروعة.. أبرز الإدانات الدولية لحرب إسرائيل على غزة
  • نائب:القوانين المهمة سترحل إلى الدورة البرلمانية المقبلة
  • العالم بين القوانين الدولية وقانون الغاب
  • البيراوي: إسرائيل اعتدت مباشرة على القانون الدولي باعتدائها على السفينة «مادلين»
  • البيراوي: التعرض الإسرائـ.يلي للسفينة مادلين يمثل اعتداء مباشرًا على القانون الدولي
  • حزب الوعي: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة المساعدات مادلين عدوان سافر على القانون الدولي
  • لتأجيل تصويت حل الكنيست - حكومة نتنياهو تطرح عشرات مشاريع القوانين