البوابة نيوز:
2025-06-09@14:48:04 GMT

من هن رهبانية الورديّة

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نقل مكتب الإعلام في البطريركية اللاتينية بزيارة عشرة رهبانيات نسائية خلال هذا الشهر، اللواتي يلبسنّ اللون الأزرق أو البني أو الأبيض ... يعملنّ في الرعايا والمدارس والمكاتب والمؤسسات والكنائس...، يحملنّ الصليب حول عنقهنّ وخاتم في اصبعهنّ وغطاء على رأسهنّ ... هنّ الحجارة الحية للكنيسة الأم يعملنّ بصمت كي يستمر إشعاع الكنيسة.

 

 

راهبتان من الورديّة ينذرنّ النذور الدائمة في كنيسة دير ماميلا- القدس، ليس من الممكن الكتابة عن الرهبانيات النسائية في الأرض المقدسة، دون الكتابة عن رهبانية الورديّة التي تأسست في مدينة القدس سنة 1880، من قبل صبية مقدسيّة، ومن هذه المدينة المقدسة إنتشر إشعاعها إلى بلدان الشرق الأوسط برمتها، وصولاً إلى روما. 

تتألف رهبانية الورديّة من راهبات ينتمين إلى بلاد الشرق الأوسط، حيث تعمل الرهبانية من خلال مؤساستها على نشر العلم، والتربية على الإيمان والأخلاق المسيحية والقيم الإنجيلية في صفوف الأجيال الصاعدة وخاصة الفتاة والمرأة العربية، التي نشأت وتأسست الرهبانية من أجل تربيتها ورفعتها وإعطاءها الدور الذي تستحقه في الكنيسة والمجتمع.

مؤسِسَة سريّة

عشرة فتيات مقدسيات في مقتبل العمر ينبض قلبهنّ الفتي بحب الرب وأمه القديسة مريم البتول، أبرزنّ نذورهنّ الرهبانية الأولى في كون-كاتدرائية البطريركية اللاتينية في القدس، وأقمنّ في بيت مجاور لمبنى البطريركية لسنوات عديدة. إنّ سلطانة دانيال غطاس المعروفة اليوم بالقديسة ماري ألفونسين- صبية مقدسية مسيحية، كرست نفسها لله في رهبانية القديس يوسف للظهور، أوحت إليها مريم العذراء عبر إشارات وأحلام وظهورات بتأسيس هذه الرهبانية.

تقول الأخت فرجيني حبيب التي تعيش في دير الورديّة بمدينة القدس:" إنّ الأب يوسف طنوس أحد كهنة البطريركية اللاتينية، هو الذي استأجر المنزل المجاور للبطريركية اللاتينية لإقامة راهبات الورديّة الأوائل، وكان المرشد الروحي للرهبانية لسنوات عديدة منذ تأسيسها حتى انتقاله إلى الديار السماوية، ولهذا السبب نحن نعتبره مشارك في التأسيس، فقبل موت الأم ماري ألفونسين، لا أحد كان يعرف عن ظهورات مريم العذراء لها، وطلبها بأن تؤسس رهبانية الورديّة".

دير راهبات الورديّة في ماميلا- القدس

استيقظت الدعوة في قلب سلطانة إلى الحياة المكرسة أثناء مشاركتها في قداس تكرست خلاله فتاة في مقتبل العمر، لكنها وجدت صعوبة في إقناع والدها لاتباع دعوتها، بسبب خوفه عليها من ركوب السفينة والسفر لوحدها إلى فرنسا للالتحاق بدار الابتداء، فالتجأت إلى الصلاة طالبة المعونة من أمنا مريم العذراء. 

وحدث ذات يوم أن شبّ حريق في منجرة والدها أثناء عمله وقد نجى من الموت بأعجوبة، فنسب حادث النجاة هذا إلى شفاعة مريم العذراء، ووعدها بأنه سيوافق على تكرس ابنته سلطانة في الحياة الرهبانية إكراماً لها، على أن تقضى فترة تنشئتها في القدس. فبعد انقضاء فترة تنشئتها وإبرازها للنذور الرهبانية في كنيسة القيامة وتسلمها خدمة التعليم المسيحي للأطفال في مدرسة راهبات القديس يوسف في بيت لحم، بدأت مريم العذراء بالظهور لها طالبة منها تأسيس رهبانية الوردية قائلة لها: " هنا في هذه الأرض، حيث فرحت وحزنت وتمجدت مع ابني، أريد أن تؤسسي رهبانية الوردية".

اختفت مريم العذراء عن نظرها بعدما تركتها في حيرة من أمرها لا تعرف من أين تبدأ، ومن جديد التجأت سلطانة إلى أمها السماوية طالبة منها المعونة، فأرتها في الحلم الأب يوسف طنوس وحول رأسه هالة من نور، عندها علمت أنه المرشد الروحي الذي سيساعدها في تحقيق مشروع تأسيس الرهبانية، توجهت إليه كاشفة سرها له، طالبة مشورته ومساعدته، مما دفعه إلى تولي الدور الموصوف أعلاه. " فقط على فراش الموت طلبت سلطانة من أختها حنة، التي أصبحت أيضًا راهبة في الوردية، البحث عن مذكراتها وإحضارها إلى البطريرك، للسماح للجميع بمعرفة الحقيقة عنها" تقول الأخت فرجيني.

راهبات الورديّة مع غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابلا، بطريرك القدس للاتين

رهبانية الورديّة اليوم

اليوم أصبحت رهبانية الوردية شجرة باسقة امتدت أغصانها لتحتضن بلاد الشرق الأوسط برمتها، تخدم راهبات الوردية في رعايا البطريركية اللاتينية والمدارس، والمستشفيات.

أنهنّ جميعًا يتكلمنّ اللغة العربية وينتمينّ إلى بلاد الشرق الأوسط العريقة في التاريخ والثقافة، كانت راهبات الوردية - ولا يزلنّ – ينبوعاً متدفقاً من العلم والمعرفة والتربية ينهل منه سكان الأرض المقدسة وباقي البلدان الناطقة بالعربية، للحصول على التعليم والرعاية الرعوية والروحية. "نشعر أحيانًا أن السماء لا تسمعنا، ولا تصغي لصلواتنا. لكني أرى أنّ تأسيس رهبانية الورديّة هو استجابة السماء إلى صلاة كل فتاة وامرأة كانت تصلي بحرارة وتقوى وإيمان راسخ أن يكون هناك رهبانية محلية وطنية تهتم بشؤونهن. أنا فخورة جدًا بكوني راهبة ورديّة، لأنهنّ كنّ أول من ذهب إلى القرى المعزولة، في فلسطين والأردن، حيث لم تكن أية رهبنة نسائية قد وصلت إلى هذه المناطق قبلهنّ، لتعليم وتربية الفتيات والنساء ونشر كلمة الله" تتابع الأخت فرجيني.

المسيحيين للتجذر في أرضهم والانتماء لكنيستهم

عندما تتحدث الأخت فيرجيني عن دوافعها اليوم، تتحدث عن المسيحيين المحليين. "كنت أرغب دائمًا في تشجيع المسيحيين على التجذر في أرضهم والانتماء الحقيقي لكنيستهم الأم".

 وجودنا على هذه الأرض هو دعوة ورسالة، فمن هنا من هذه الأرض ومن كنيستنا الأم انتشر الإيمان المسيحي إلى أقاصي الأرض. فيجدر بنا أن نحافظ على شعلة الإيمان هذه مضاءة، وأن نشهد للمسيح هنا والآن بحياتنا وأقوالنا وأفعالنا. فلا تزيدنا التحديات والصعوبات التى نواجهها يومياً إلاّ إصراراً وعزماً وثباتاً على المضي قدما بهذه الرسالة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الراهبات البطریرکیة اللاتینیة مریم العذراء الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

مجزرة الأحشاء الخاوية

يمانيون || كتابعات:

في مدينة تنقش ملامحها المآسي، وتُطرز سماؤها بألسنة النيران، تنفتح فصول ذاكرة النزيف، وتنبثق منها مأساة لا تسعها الحروف أو الكلمات وإن اجتمعت، ولا تحتملها القلوب.غزة تلك الأرض الضيقة على الخريطة، الممتلئة بالعزيمة، الشاهقة بالثبات والاستبسال، كانت شاهدة  على واحدة من أبشع فصول هذا العصر: مجزرة الأحشاء الخاوية
مالذي أوصل البشر ليُقتلوا من أجل كسرة خبز؟!
أيُّ كسرة هذه ليدفع ثمنها بالدماء؟! في شوارع غزة، وزوايا خان يونس، وأطراف جباليا وغيرها من المناطق، خرج  الأطفال والنساء والشيوخ  بعيون يملاؤها الأمل، وبطون يعتصرها الألم، يبحثون عن مايسد رمقهم ورمق أطفالهم،  لم يحملوا سلاحاً،  بل  صمت الجوع فقط ، فهم يتبعون صوت ندائهم الفطري:  الجوعتتلقفهم رصاصات الغدر من كل مكان، فهم لايسألون عن النوايا، ولا يتريثون أمام الضعفاء؛ فقانونهم لا يحمي أحد غير ذوي الزنانير فقط، ليسقط العشرات من الشهداء كما تتساقط أوراق الخريف بفعل عاصفة لاتحمل الرحمة في طياتها، لتائن الأرض من هول الدماء، وتدمع السماء، ونشيج الكلمات يرتفع من حناجر الأمهات، كأنه أنين صامت يشق طريقة من بين الدمار.في مجزرة الأحشاء الخاوية، لم يكن الضحايا يحملون رايات الحرب، بل رايات الكرامة، كانوا فقط يُريدون أن تظل أعضائهم حية، ومع ذلك بترت صرخاتهم وامتلأت القبور بأحلام لم تولد بعد، وبأطفال لم يعرفوا طعم الطفولة.العالم كالعادة، قرأ العنوان ثم قلب الصفحة، لكن لو فهموا لعلموا بأن غزة لاتطوى في الهامش، لغة الرماد الطافي فوق الأرض يُعيد خلق نفسه؛ ليتلو أسماء الشهداء كما تتلو الأم أغنية المساء: حزينة، واثقة بأن الغد سيبنى من بين الركام.أي زمن هذا الذي يكون الموت هو عقوبة الجائع؟!
أي روح يحملون هؤلاء العرب حتى لاتهتز ضمائرهم ، ولاتتحرك لِإغاثة  أهلهم؟! مجزرة الأحشاء الخاوية ليست حادثة عابرة، بل مرآة دامغة لهذا العصر، وبصمة عار على جبين الإنسانية، ودليل قاطع على أن الخبز حين يُحاصر يتحول إلى معركة دامية، وأن الأسئلة بلا أجوبة تطرح في وجه الضمير العالمي كل يوم، فسلام الله عليكِ يامن حولت الجوع بطولة، والبقاء معجزة، سيكتب التاريخ أنك في ذروة الألم؛ كنت أكرم من قاتليك

 

 

بقلم/ البتول المحطوري*

مجزرة الأحشاء الخاوية

مقالات مشابهة

  • مريم صبري عبد المنعم تكشف تطورات الحالة الصحية لوالدها.. فيديو
  • صور كنيسة السيدة العذراء مريم بعد اندلاع حريق محدود.. ورئيس مدينة إسنا يزورها
  • اندلاع حريق محدود أعلى كنيسة السيدة العذراء مريم في إسنا
  • إيبارشية إسنا وأرمنت تُصدر بياناً بشأن حريق في سطح كنيسة السيدة العذراء مريم
  • شاهد.. الصور الأولى لحريق محدود بكنيسة العذراء مريم بإسنا چنوب الأقصر
  • نشوب حريق محدود في مخزن داخل كنيسة العذراء مريم بإسنا جنوب الأقصر
  • أول فيديوهات للحظات اندلاع حريق بمطبخ كنيسة العذراء مريم بإسنا دون إصابات
  • السيطرة على حريق بمكيفات مطبخ كنيسة العذراء مريم فى إسنا دون إصابات
  • مجزرة الأحشاء الخاوية
  • زلزال يضرب بابوا غينيا الجديدة