ماذا يقلق الاحتلال بمخيمات الضفة ولماذا يحولها إلى أحياء؟
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
تقترب أوسع عملية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو عقدين، من نهاية شهرها الأول، مستهدفة بشكل خاص مخيمات شمالي الضفة الغربية، ومخلفة نحو 60 شهيدا وعشرات آلاف النازحين وتدميرا كبيرا في المنازل والبنية التحتية.
وطال العدوان بشكل واسع مخيمي طولكرم ونور شمس بطولكرم، والفارعة جنوب مدينة طوباس، وبشكل أوسع مخيم جنين، الذي دمر الاحتلال فيه أحياء كاملة وشق طرقا على أنقاض المنازل الفلسطينية.
ومنذ أيام، استدعت الإدارة المدنية أحد أذرع الاحتلال في الضفة الغربية، مسؤولين محليين ورجال أعمال من مدينة جنين، وأبلغتهم بنيتها البقاء طويلا في مخيم جنين وأنه يجري العمل على تحويل المخيم إلى حي من أحياء المدينة، وهو ما رفضه المشاركون في اللقاء مؤكدين أن المخيم يقع تحت سلطة الأونروا.
لكن ماذا يقلق الاحتلال في المخيمات؟ ولماذا يسعى إلى تحويلها إلى أحياء ضمن المدن؟ وماذا عن تبعات العقاب الجماعي الممارس ضد سكانها؟
وفق الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي، وديع عواوده، فإن إسرائيل تسعى لتحويل مخيمات الضفة إلى أحياء لأنها غير معنية بمخيمات اللجوء وتريدها أن تندمج بكل المدن الفلسطينية.
إعلانوأضاف أن الاحتلال لا يريد أيضا "أي شيء يربط الفلسطينيين بحق العودة إلى الأماكن التي هجروا منها إبان النكبة عام 1948".
ولفت إلى أن المخيمات في العموم، تشكل "قلاعا وطنية فيها دائما فرصة للمقاومة وتهديد لأمن إسرائيل، ولذلك تحاول بيد من حديد أن تضرب القوة الشبابية فيها ضمن ما تطلق عليه نظرية جز العشب، والمستمرة منذ حكومات سابقة".
وفق عواوده فإن "المستوى السياسي في إسرائيل يحاول دمج اللاجئين في مدن الضفة وتحويل المخيمات لأحياء لإضعاف حلم العودة".
وعن انعكاسات العقاب الجماعي لسكان المخيمات بتدمير منازلهم، يشير إلى وجود أصوات في إسرائيل تحذر فعلا من أن كثرة الضغط تولد الانفجار خاصة مع غياب أفق سياسي ووضع اقتصادي متأزم في الأراضي المحتلة.
وتابع أن هناك تخوفا -وإن كانت أصواته داخل إسرائيل قليلة- يحذر من بركان قد ينفجر دون سابق إنذار، وترى أنه لا يمكن هزيمة إرادة شعب يسعى للاستقلال ويريد أن يعيش بحرية.
من جهته، يقول الصحفي والكاتب السياسي نواف العامر إن للإعلام الإسرائيلي -باعتباره ذخيرة في مشاريع ضم الضفة الغربية- دورا رئيسيا في التحريض على المخيمات الفلسطينية.
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى عدة عوامل تفسر استهداف المنظومتين العسكرية والسياسية في إسرائيل لمخيمات الضفة أبرزها أن المخيمات "هي العنوان والشاهد على النكبة الفلسطينية، وتعد واحدة من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي تركز على حق العودة".
وأضاف أن وجود المخيمات يُبقي حق العودة حيا في ذاكرة الفلسطينيين عبر الأجيال، حتى إن أجيالا ولدت بعد النكبة لم تنس حق العودة، بل هي أكثر تمسكا به "لذلك إسرائيل تريد أن تزيل الشاهد على جريمتها".
وذكر من العوامل أيضا تحول المخيمات إلى حاضنة للمقاومة يلجأ إليها المقاومون الملاحقون من الاحتلال كما في مخيم جنين، مما حول المخيمات مصانع للمقاومين، فبات الاحتلال ينظر إليها على أنها "خطر أمني".
إعلانمن هنا، تابع العامر، أن الاحتلال يريد تشريد سكان المخيمات وتقطيع أوصالها لتصبح غير قابلة للسكن ونقل سكانها إلى أحياء وضواحي مدن وقرى أخرى والاندماج مع سكانها.
وفي ضوء كل ما سبق، يقول الصحفي الفلسطيني إن هدف إسرائيل الأوسع بعد استهداف وإزالة بؤر المقاومة في الضفة الغربية التي تعتبر المخيمات حاضنتها "إما التمهيد لضم الضفة، أو التمهيد لمرحلة سياسية يكون فيها دور السلطة الفلسطينية أقل بكثير من الحكم الذاتي".
نائب محافظ طولكرم فيصل سلامة ⤵️
– #الجيش_الإسرائيلي يعمل على إعادة تغيير معالم وهندسة جغرافية مخيم طولكرم عبر هدم منازل فلسطينية
– المخطط الإسرائيلي في مخيم #طولكرم يشبه إلى حد كبير ما جرى ويجري في مخيم #جنينhttps://t.co/QzhzrBLLOm pic.twitter.com/t1qKaiC4EG
— Anadolu العربية (@aa_arabic) February 19, 2025
معطيات رقميةويصف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة التابع للأمم المتحدة العملية الجارية شمالي الضفة منذ 21 يناير/كانون الثاني بأنها "أطول عملية تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ عقدين".
ووفق معطيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حتى 10 فبراير/شباط الجاري، فقد هُجِّر أكثر من 40 ألف فلسطيني من 4 مخيمات للاجئين والمناطق المحيطة بها في جنين وطولكرم وطوباس.
وأشارت إلى استمرار النزوح من المخيمات الأربعة التي تؤوي بمجموعها أكثر من 76 لاجئا فلسطينيا، موضحة أن "مخيم جنين يكاد يكون خاليًا تمامًا اليوم، كما شهد مخيم نور شمس تهجيرًا كاملًا تقريبًا، وهُجر الآلاف من السكان من مخيمي طولكرم والفارعة".
ولفتت أونروا إلى لجوء معظم الأسر المهجرة إلى مدن جنين وطوباس ونابلس، وسط استمرار تعليق عملياتها داخل المخيمات بالكامل واستمرار إغلاق 13 مدرسة تابعة لها تخدم أكثر من 5 آلاف طفل شمال الضفة.
وذكرت أونروا أن "معظم الأشخاص المهجرين يقيمون حاليًا في مساكن مستأجرة. ولكن الأسر المهجرة عاجزة، وبدرجة متزايدة، عن تحمُّل تكلفة أسعار الإيجار الباهظة للغاية".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة مخیم جنین إلى أحیاء فی مخیم
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين في نور شمس ومسيرة للمستوطنين برام الله
هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي منازل مواطنين في مخيم نور شمس (شرقي مدينة طولكرم) وذلك في إطار عمليات هدم مستمرة للمنازل في مخيمات طولكرم وجنين ونور شمس ضمن عملياتها العسكرية المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر في الضفة الغربية.
يُذكر أن عشرات المنازل ستهدم وفق قرارات سبق أن اتخذها جيش الاحتلال في سياق إجراءاته العقابية المشددة بالضفة. وتمنع قوات الاحتلال المواطنين الذين ستهدم منازلهم من دخولها لأخذ بعض متعلقاتهم الخاصة.
ومن ناحية أخرى، شارك عشرات المستوطنين في مسيرة استفزازية انطلقت من مستوطنة "عطيرت" حتى مستوطنة "حلميش" (شمال غرب مدينة رام الله) بالضفة الغربية.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن عشرات المستوطنين -الذين يحملون الأعلام الإسرائيلية- مروا بالشارع الرئيسي المحاذي لقرية أم صفا (شمال غرب رام الله) تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وطالبوا بمصادرة مزيد من أراضي الفلسطينيين لصالح الاستيطان.
وفي الخليل، أفادت مصادر للجزيرة أن أكثر من 10 مستوطنين سيطروا على كهف وخيمة يقطنها فلسطينيون مهجرون من قرية "خِلّة الضبع" بمَسَافر يَطّا (جنوب الخليل).
وكانت قوات الاحتلال هدمت القرية قبل أقل من شهر، وطلبت من سكانها هجرها بذريعة أنها منطقة تدريب عسكري، الأمر الذي قابله الفلسطينيون بالرفض وشرعوا في بناء خيام وحفر كهوف للسكن فيها.
إعلان مستوطنات جديدةفي غضون ذلك، أدانت الحكومة الإسبانية بشدة إقرار الحكومة الإسرائيلية إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة المحتلة، واعتبرتها غير شرعية بموجب القانون الدولي، وتقوض حل الدولتين، وتهدد السلام.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد صدق -في جلسة سرية- على إقامة وتوسيع 22 مستوطنة جديدة في الضفة.
ويشمل القرار 7 مستوطنات (شمال الضفة) قرب جنين، و4 مستوطنات (قرب رام الله) وأخرى في الخليل والقدس وأريحا، في حين وصفت جهات فلسطينية القرار بأنه "جريمة حرب" و"عبث بالجغرافيا الفلسطينية".
ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية عام 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.
والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون من دون موافقة من الحكومة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه، ولكن من دون جدوى.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى إلى استشهاد 972 فلسطينيا على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.