إعادة تدوير مبتكرة لقشر الجريب فروت.. طاقة وأجهزة استشعار وتقليل النفايات
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
يتميز الجريب فروت (فاكهة حمضية كبيرة الحجم) بقشرة سميكة للغاية، التي عادة ما يتم التخلص منها، مما ينتج عنها كمية كبيرة من هدر الطعام، وتزرع عادة في جنوب وشرق آسيا.
وتتكون قشر الجريب فروت من جزأين رئيسيين – طبقة خارجية رقيقة وطبقة داخلية بيضاء سميكة، الجزء الأبيض ناعم ويشبه الإسفنج عند الضغط عليه، استخدم بعض الأشخاص قشر الجريب فروت لاستخراج مركبات للزيوت الأساسية أو البكتين، لكننا أردنا الاستفادة من البنية المسامية الطبيعية للقشر.
يبلغ وزن ثمرة الجريب فروت عادة من 1 إلى 2 كيلوجرام (2 إلى 4.5 رطل)، ويمثل القشر ما بين 30% إلى 50% من هذا الوزن
في دراسة جديدة نُشرت في مجلةACS Applied Materials & Interfaces، يستكشف باحثون طرقًا للاستفادة من الكتلة الحيوية لقشر الجريب فروت المهدرة لتطوير أدوات يمكنها تشغيل الأجهزة الكهربائية الصغيرة ومراقبة الحركات البيوميكانيكية.
قال يي تشنج وانج، الأستاذ المساعد في قسم علوم التغذية بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين: “إذا تمكنا من إعادة تدوير القشر إلى منتجات ذات قيمة أعلى بدلاً من التخلص منه ببساطة، فلن نتمكن فقط من تقليل النفايات الناتجة عن إنتاج الجريب فروت واستهلاكه وصنع العصير، بل وأيضًا خلق المزيد من القيمة من الغذاء والنفايات الزراعية”.
وفي الدراسة، فصل الباحثون القشر عن اللحم وأزالوا الطبقة الخارجية. ثم قطعوا القشر الأبيض السميك الإسفنجي المتبقي إلى قطع أصغر وجففوه بالتجميد للحفاظ على بنيته المسامية ثلاثية الأبعاد الفريدة، ثم خزنوه في ظروف رطوبة مختلفة.
تحويل الطاقة الميكانيكية إلى كهرباء
وبعد تحليل التركيب الكيميائي للقشر وخصائصه الميكانيكية، استخدمه فريق البحث لإنشاء أجهزة يمكنها تحويل الطاقة الميكانيكية إلى كهرباء وتعمل كأجهزة استشعار للحركة تعمل بالطاقة الذاتية.
وقال وانج “تعتمد هذه الأجهزة على مبدأ التكهرب عن طريق التلامس، قد يبدو هذا الأمر معقدًا، لكنه في الواقع بسيط للغاية ونختبره طوال الوقت، على سبيل المثال، عندما نلمس مقبض الباب، وخاصة في فصل الشتاء، نشعر أحيانًا بصدمة كهربائية، والآلية الأساسية هي التكهرب عن طريق التلامس، أو التكهرب عن طريق الاحتكاك – “التريبو” تعني الاحتكاك.
وأضاف “عندما يتم فرك مادتين ببعضهما البعض، يمكن أن تتشكل كهرباء ساكنة بسبب نقل الشحنات بينهما، أردنا أن نستكشف ما إذا كان بإمكاننا جمع تلك الكهرباء والاستفادة منها”.
واستخدم الباحثون الكتلة الحيوية من قشور الجريب فروت وغشاء بلاستيكي (بولي إيميد) كطبقتين كهربائيتين يتم توصيلهما عند وجود قوة خارجية، قاموا بتوصيل قطب كهربائي من رقائق النحاس بكل من هاتين الطبقتين وقاموا بتقييم مدى قدرة الجهاز الناتج على تحويل الطاقة الميكانيكية الخارجية إلى كهرباء.
ومن خلال النقر على هذه الأجهزة الكهربائية الاحتكاكية المصنوعة من قشر الجريب فروت بأصابعهم، تمكنوا من إضاءة حوالي 20 صمامًا ثنائيًا باعثًا للضوء (LED) ، كما أثبتوا أن الآلة الحاسبة أو الساعة الرياضية يمكن تشغيلها فقط بهذه القوى الميكانيكية، دون الحاجة إلى كهرباء خارجية، عندما يتم دمج الجهاز مع نظام إدارة الطاقة الذي يتضمن وحدة تخزين الطاقة.
تحويل الطاقة المهدرة إلى كهرباء
وأوضح وانج أن “هذا التطبيق يتمتع بإمكانات قوية لتحويل الطاقة المهدرة إلى كهرباء مفيدة، كما وجدنا أنه بفضل البنية المسامية الطبيعية لقشر الجريب فروت، يمكن للأجهزة الكهربائية الاحتكاكية التي تعتمد عليه أن تكون شديدة الحساسية للقوة وتردد القوة، وقد ألهمنا هذا لتطوير أجهزة استشعار يمكن ربطها بجسم الإنسان لمراقبة النشاط البيوميكانيكي”.
عند ربط أجهزة الاستشعار التي ابتكرها الباحثون بأجزاء مختلفة من الجسم، تمكنت من مراقبة الحركة البيوميكانيكية مثل حركات المفاصل وأنماط المشي. ويرجع هذا إلى أن حركات أجزاء مختلفة من الجسم يمكن أن تؤدي إلى كهربة التلامس بين طبقات الاحتكاك الكهربائي، مما يؤدي إلى توليد إشارات كهربائية مميزة تتوافق مع حركات مختلفة. تتمتع هذه القدرة بإمكانات كبيرة لتوفير رؤى قيمة لمهنيي الرعاية الصحية وإعادة التأهيل البدني.
وقال وانج “يسلط هذا العمل الضوء على فرص مثيرة لتحويل النفايات الغذائية إلى أجهزة ومواد ذات قيمة مضافة. ومن خلال استبدال أو استكمال نظيراتها غير المتجددة والحد من النفايات، يمكن أن يساهم ذلك بشكل كبير في الاستدامة طويلة الأجل، وسنواصل استكشاف المزيد من الفرص لإعادة تدوير النفايات الغذائية والزراعية “.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطعام الإسفنج المزيد تحویل الطاقة الجریب فروت إلى کهرباء
إقرأ أيضاً:
ثورة عربية في طاقة الغاز.. مشاريع عملاقة ترفع قدرة الإسالة 47%
تتجه صناعة الغاز الطبيعي المسال في العالم العربي نحو تحوّل استراتيجي غير مسبوق، مع اقتراب دخول أربعة مشاريع ضخمة طور التشغيل، من شأنها إحداث قفزة نوعية في طاقة الإسالة الإقليمية، ورفع الحصة العربية في السوق العالمي بشكل ملموس.
وبحسب تقرير حديث صادر عن وحدة أبحاث الطاقة التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها، من المتوقع أن ترتفع طاقة إسالة الغاز في الدول العربية بنسبة 47% بحلول عام 2030، لتصل إلى 203 ملايين طن سنويًا، مقارنة بـ138.5 مليون طن سنويًا في عام 2024.
وبحسب التقرير، يأتي هذا النمو وسط توسّع عالمي في هذا القطاع، حيث يُتوقع أن تبلغ الطاقة الإجمالية للإسالة حول العالم 515.6 مليون طن سنويًا بحلول نهاية عام 2025، بفضل مساهمات رئيسية من مشروعات عربية، على رأسها موريتانيا.
وفي هذا السياق، سلّط تقرير خاص لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، أعده خبير الغاز المهندس وائل حامد عبد المعطي، الضوء على أربعة مشاريع عربية رائدة تُعد المحرك الأساسي للنمو المتوقع:
قطر تتصدر القائمة بمشروع توسعة حقل الشمال، أضخم مشاريع الغاز في العالم، ويُنفذ المشروع على مرحلتين: توسعة شرقية تضم أربعة خطوط إنتاج بطاقة 8 ملايين طن سنويًا لكل خط، وتوسعة جنوبية تشمل خطين إضافيين بنفس القدرة، ما يجعل قطر في موقع ريادي عالمي في تصدير الغاز المسال، مع مشاركة كبرى الشركات الدولية في المشروع مثل “إكسون موبيل”، و”توتال إنرجي”، و”شِل”.
الإمارات تدخل السباق عبر مشروع “الرويس” للغاز المسال، الذي يتميّز بكونه واحدًا من أقل منشآت الإسالة عالميًا من حيث الانبعاثات الكربونية، وتبلغ طاقته الإنتاجية 9.6 ملايين طن سنويًا، موزعة على خطين إنتاجيين بطاقة 4.8 ملايين طن سنويًا لكل خط، ما ينسجم مع استراتيجية الدولة في التحول نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا منخفضة الكربون.
موريتانيا تسجّل أول دخول فعلي إلى سوق الغاز المسال عبر مشروع “تورتو أحميم” البحري المشترك مع السنغال، حيث بدأ التشغيل التجاري في أبريل 2025، ويضم المشروع وحدة إسالة عائمة بقدرة 2.3 مليون طن سنويًا، وقد نجح حتى الآن في تصدير شُحنتين إلى السوق العالمية، ما يمهد الطريق لاستغلال أوسع لاحتياطيات الغاز الموريتانية، ويضع الدولة على خارطة الطاقة الدولية.
سلطنة عُمان بدورها تخطط لتعزيز قدراتها عبر إنشاء محطة جديدة لإسالة الغاز في قلهات ضمن مجمعها الصناعي، بطاقة 3.8 ملايين طن سنويًا، مما يرفع إجمالي طاقتها إلى 15.2 مليون طن سنويًا، وتعتمد مسيرة تنفيذ المشروع على تأمين استثمارات خاصة، وسط مفاوضات تجريها السلطنة مع شركات عالمية مثل “بي بي” و”شل” و”توتال إنرجي”.
ويأتي هذا الحراك في وقت كشفت فيه بيانات وحدة أبحاث الطاقة عن تراجع طفيف في صادرات الغاز المسال من الدول العربية خلال الربع الأول من العام الجاري، لتبلغ 28.84 مليون طن، مقابل 28.92 مليون طن في الفترة نفسها من عام 2024، ما يعزز الحاجة لتوسيع الطاقة الإنتاجية وتحسين الكفاءة التشغيلية.
هذه المشاريع الطموحة لا تعكس فقط الرغبة العربية في زيادة الحصة السوقية في قطاع الغاز العالمي، بل تُعبر أيضًا عن التوجه نحو تنويع الاقتصادات الوطنية، والتحول إلى مراكز إقليمية لإنتاج الطاقة، في وقت يشهد فيه العالم تحولًا جذريًا في أنماط استهلاك الطاقة والاعتماد على مصادر أكثر نظافة واستدامة.