الأمة تُوِّدع شهيد الإنسانية
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
الثورة / وكالات
تتجه أنظار الملايين حول العالم اليوم نحو مراسم تشييع جثماني الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في العاصمة اللبنانية بيروت التي اكتملت الاستعدادات فيها لهذا الحدث التاريخي بحضور مليوني يجسد مكانة الشهيد نصر الله ورفيقه في قلوب الأمة وأحرار العالم قاطبة. وهي مناسبة لتجديد العهد بالسير على خطا الشهيد نصر الله في التحرير والمقاومة ونصرة الشعب الفلسطيني .
نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، دعا إلى أوسع مشاركة اليوم، وليكون مشهد التشييع استثنائياً وجامعاً، مشيراً إلى أنّ «اليوم هو يوم الوفاء والولاء والعهد للشهداء وحضورنا في تشييعهم شكل من أشكال الوفاء لهم».
وأضاف الشيخ دعموش، عشيّة التشييع، في المؤتمر الصحافي لـ«اللجنة العليا لمراسم تشييع السيد الشهيد حسن نصر الله والسيد الشهيد هاشم صفيّ الدين»: «هبّوا من كلّ بيت وقرية ومدينة لنقول للعدو والصديق إنّ مقاومتنا باقية وحاضرة في الميدان ولن يقدر العدو الصهيوني أن يسحقها».
وشدّد على المشاركين في التشييع من أيّ تيار سياسي بـ«عدم إطلاق النار في الهواء»، معتبراً أنّ «في ذلك إساءة للمناسبة وحرمتها».
وأكّد الشيخ دعموش أنّ «استشهاد السيدين العزيزين ليس مفاجئاً، فالمقاومة في مسيرتها قدّمت الكثير من التضحيات، مثل شهادات الشيخ راغب والسيد عباس الموسوي، ونحن في معركة محقّة ضدّ اعتداءات العدو»، مضيفاً «أنّ الشهداء هم جزء من هذه المعركة، وشهادتهم ليست نهاية، بل جزء من المسار الطبيعي لنا».
ولفت إلى أنّه «على الرغم من الخسارة المؤلمة فإنّ المقاومة مستمرة في مسارها الطبيعي، فهي لا تتوقّف عن الدفاع عن وطننا وشعبنا وأمتنا ومقدّساتنا، ولن تتراجع عن أهدافها».
وأوضح الشيخ دعموش أنّ «الاحتلال الإسرائيلي إذا كان يعتقد أن استهدافه للأمينين العامّين لحزب الله سيؤثّر علينا فهو مخطئ، فالمقاومة ستظلّ صامدة ولن يتسنّى له القضاء عليها».
كما أكّد نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، أنّ «لبنان سيظلّ على الدوام بلداً للوحدة الوطنية والسلم الأهلي»، مضيفاً أنّ «لبنان الذي قدّم أغلى قادته شهداء لن يكون موطئاً للصهاينة ولن يُقسّم تحت أيّ ظرف».
مشهد استثنائي
وتسود المدينة الرياضية في بيروت أجواء من الحزن والحداد، حيث تم نصب صور ضخمة للشهيدين نصر الله وصفي الدين، وسط رفع الأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله، ويجسد شعار «إنّا على العهد» في هذا الحدث التزام حزب الله العميق بمبادئه وقيمه، تأكيدا على استمرارية النهج الذي أسسه نصر الله، والذي يظل جزءا لا يتجزأ من مسيرة الحزب على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وعملت اللجنة العليا المشرفة على المراسم على إعداد الموقع لتلبية احتياجات التشييع، حيث تم تركيب 6 شاشات كبيرة في مختلف أنحاء الملعب لتغطية الحدث من جميع الزوايا، وتتوقع اللجنة حضور عشرات الآلاف من المشاركين، إذ قدرت السعة الإجمالية للمدينة الرياضية بحوالي 80 ألف شخص.
وسيتوزع الحضور على مختلف المساحات المتاحة، حيث سيخصص الجانب الأيمن من المدرجات للرجال ويستوعب حوالي 20 ألفًا، في حين سيخصص الجانب الأيسر للسيدات ويتسع لحوالي 30 ألفًا، وعند امتلاء هذه المساحات سيتم توجيه المشاركين إلى مناطق إضافية بما في ذلك مواقف السيارات التي ستستقبل نحو 30 ألف شخص.
ورغم أن مراسم التشييع ستبدأ في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر، فمن المتوقع أن تبدأ الحشود بالتوافد منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث سيتم تنظيم عدد من الفعاليات المرتبطة بالحدث، تتضمن تلاوة جماعية للقرآن الكريم، تليها النشيد الوطني اللبناني ثم نشيد حزب الله، وبعدها سيتم إدخال نعش الشهيدين في آلية خاصة تجوب أرضية الملعب.
ويؤكد عضو اللجنة الإعلامية الخاصة بمراسم التشييع الدكتور محمد شمص أن اللبنانيين سيتوافدون اليوم من مختلف المناطق للمشاركة في المراسم.
وقال إن «التنظيم داخل المدينة الرياضية سيكون محكما حيث ستحضر شخصيات سياسية وإعلامية بارزة، بالإضافة إلى وفود وناشطين ومؤثرين من دول عربية وإسلامية وأجنبية، بما في ذلك شخصيات أوروبية وأمريكية”.
ويتضمن برنامج التشييع كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وبعدها ستنطلق مراسم التشييع.
تدابير أمنية مشددة في بيروت
وفي ذات السياق رأس رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون اجتماعا أمنيا لمواكبة تحضيرات التشييع، حيث تم التأكيد على اتخاذ تدابير أمنية مشددة لضمان سلامة الجميع، كما عقد وزير الداخلية اجتماعا آخر مع الجهات الأمنية المختلفة، حيث جرى التنسيق لضمان تأمين النظام العام وتسهيل حركة السير خلال المراسم، وأكد الوزير أن هدف هذه الإجراءات هو الحفاظ على أمن المشاركين والمواطنين بشكل عام.
ومن المتوقع أن يكون الحضور حاشدا، رغم احتمالية التأثر بالظروف المناخية، إذ تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد المشيعين سيتراوح بين 700 ألف ومليون شخص وربما يتجاوز ذلك، كما سيشارك الآلاف من دول عربية وإسلامية، مثل العراق ومصر وإيران وغيرها.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
مسيرة مليونية بالعاصمة صنعاء في يوم النفير والنصرة للمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني
الحـشــود: لا أمــن لـلــكيــان.. وغــزة والأقـصــى تـحـت الـعــدوان الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي تجاه كل من يتعاون أو يرصد أو يقدم إحداثيات للعدو الأمريكي والإسرائيلي
الثورة / سبا
شهدت العاصمة صنعاء أمس، مسيرة مليونية في يوم النفير والوفاء لرسول الله ونصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار «لا أمن للكيان.. وغزة والأقصى تحت العدوان».
الحشود البشرية الهادرة جددت الوفاء لرسول الله محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله، والنصرة للمسجد الأقصى، وللمقدسات الإسلامية، والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع جريمة إبادة منذ أكثر من ستمائة يوم.
وأعلنت تأييد ومباركة العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الأهداف الحيوية للعدو الصهيوني، والدعم الكامل لها.. مطالبة بتكثيف هذه العمليات للضغط على العدو حتى إيقاف عدوانه على غزة ورفع حصاره عنها.
ودعت الحشود الشعوب العربية والإسلامية إلى القيام بمسؤولياتها في الدفاع عن المقدسات الإسلامية التي تتعرض للتدنيس والتدمير من قبل الصهاينة الغاصبين أمام مرأى من العالم أجمع.
وجددت تفويضها المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.. مؤكدة الاستمرار في النفير والتعبئة العامة والجهاد في سبيل الله، ثباتا على الموقف المساند والمناصر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ونددت الحشود الجماهيرية بالاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى الشريف، والتي تستدعي من أبناء الأمة التحرك على كافة المستويات للتصدي لمخططات ومؤامرات العدو الصهيوني التي تستهدف مقدسات الأمة.
ورددت الحشود شعارات البراءة من أعداء الله ورسوله والمسلمين أمريكا وإسرائيل، وهتافات (يومُ جهادٍ يومُ نفير.. يا أمتنا الوضع خطير)، (جُمعتنا غضبٌ لله.. ووفاء لرسول الله)، (يا ختام الأنبياء.. عهداً منا بالوفاء)، (تدنيس الأقصى المتكرر.. يكفي الأمة أن تستنفر)، (يا أمة هذا أقصاكم.. أين الغيرة أين إباكم).
كما هتفت الجماهير بعبارات (غزة شرَّفت الإسلام.. بسراياها والقسَّام)، (مع غزة يمنُ الشرفاء.. غضبٌ ونفير ووفاء)، (مع غزة والقادم أعظم.. وكيانُ الإجرام سيندم)، (واستمعوا لبيانٍ هام.. القادمُ أكثر إيلام)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد)، (يا غـزّة واحنا مَعَكـُم.. أنتم لستم وحدكم)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك)، (أيدناك أيدناك.. واحنا سلاحك في يمناك).
وخلال المسيرة جددت الحشود المليونية البراءة من الخونة والعملاء الذين انسلخوا عن الدين والقيم والأخلاق والقبيلة ليقدموا خدماتهم للأعداء في هذا الظرف الحساس والحرج الذي يمر به بلدنا.. مؤكدة البراءة من كل عميل وخائن ومرتزق لإسرائيل وأمريكا يقف مع الباطل ويسانده، وأن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي تجاه كل من يتعاون أو يرصد أو يقدم إحداثيات للعدو الإسرائيلي والأمريكي.
وأعلنت الحشود لكل المتورطين في العمالة والخيانة بأنهم يعتبرون مهدوري الدماء ومقطوعين من الصحب والقرابة والقبيلة، وأنه لا حمى ولا جوار لهم.. مطالبة السلطات الرسمية والقضائية بتنفيذ قانون الخيانة العظمى وتطبيق كل الأحكام القانونية ضدهم.
وأشادت بدور المجتمع والقبائل اليمنية في إعلان البراءة والمقاطعة لكل العملاء والجواسيس وفقا لوثيقة الشرف القبلي التي وقعت عليها كل قبائل اليمن.. داعية كافة أبناء الشعب اليمني المسلم العظيم إلى رفع الجهوزية واليقظة والحس الأمني والإبلاغ بكل من يشتبه به.
وجدد بيان صادر عن المسيرة المليونية، تلاه وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد المولد، البيعة والوفاء والولاء لرسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بأن شعب الإيمان والحكمة، لن يكتفي أمام إساءات اليهود المتكررة له، ولمسراه الأقصى الشريف ببيانات الإدانة والتنديد؛ بل يرد بالنفير والخروج المليوني استعدادا وتجهيزا للمواجهة وبالعمليات العسكرية، والصواريخ والمسيرات والمجنحات، وبالتعبئة العامة، والمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبكل الوسائل، جهاداً في سبيل الله.
ودعا شعوب الأمة إلى التحرك كلاً بما يستطيع – والكل يستطيع- فلا أحد منهم أقل قدرة وأسوأ حالاً من غزة التي تقاوم أعتى إمبراطوريات الشر مدعومة بلا حدود من أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم ولم تستسلم، فلماذا يستسلم من حاله أفضل؟ وقدراته أكبر؟.
وحذر البيان أبناء الأمة من أن يكونوا من المتربصين، بل عليهم أن ينتصروا لأنفسهم، ولدينهم، ولنبيهم، ولمقدساتهم والله سيقف معهم، مالم فإن غضب الله سيحل عليهم.
وخاطب العدو الصهيوني المجرم الجبان «إن أفشل فكرة خطرت أو تخطر على بالك هو أنك ستتمكن من دفعنا للتراجع، أو التوقف، أو التنصل عن موقفنا الإنساني والإيماني الجهادي المساند لغزة مهما فعلت، ولك في الأمريكي وهزيمته درس وعبرة، وإن عدوانك على مرافقنا الخدمية المدنية، والاقتصادية، إنما يرسخ قناعتنا بأنك أقذر وأحقر عدو مجرم وتستحق أن نجاهدك في سبيل الله، ويرسخ قناعتنا بأن عملياتنا مؤثرة ومؤلمة».
ودعا البيان المجاهدين في القوات المسلحة بألا يسمحوا لهذ الكيان أن يشعر بشيء من الأمان طالما وغزة تحت الإبادة، والأقصى تحت العدوان.. وقال «اضربوهم دون رحمة، واعملوا على تطوير قدراتكم، وتوسيع عملياتكم، والله معكم يهديكم، ويعلمكم، وينصركم، ويسدد ضرباتكم، ونحن معكم بكل ما نملك – بإذن الله- حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة».
كما خاطب الأشقاء في غزة وفلسطين «اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله، ولن يضيع الله صبركم وجهادكم؛ بل سيمن عليكم بالنصر القريب بإذنه تعالى ونحن معكم، ولن نترككم فجراحكم جراحنا، ودمكم دمنا، وأطفالكم أطفالنا، وبيوتكم بيوتنا، ونصركم المحتوم نصرنا، وما النصر إلا من عند الله».