الإمام محمد مصطفى المراغى هو عالم أزهري و قاض شرعي  ، ولد فى 9 مارس 1881 فى مركز المراغة بمحافظة سوهاج بصعيد.

شغل منصب شيخ الأزهر عام 1923م ، واستقال عام 1929م، ثم تولى المشيخة مرة أخرى عام 1935م، وحتى وفاته في ليلة 14 رمضان 1364 هـ الموافق 22 أغسطس 1945م.

وكان للشيخ المراغي مواقف تاريخية مشرفة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه عالم رباني لا يخاف في الله لومة لائم .

▪ موقفه من الحرب العالمية الثانية:
فض الإمام المراغي فكرة اشتراك مصر في تلك الحرب سواء بالتحالف أو التعاون مع الإنجليز، أو التعاون مع الألمان للتخلص من الاحتلال البريطاني، كما أعلن الإمام المراغي موقفه صراحة بقوله : "إن مصر لا ناقة لها ولا جمل في هذه الحرب، وإن المعسكرين المتحاربين لا يمتان لمصر بأي صلة".

أحدث موقف الإمام المراغي ضجة كبيرة اقلقت الحكومة الإنجليزية، والتي طلبت من الحكومة المصرية إصدار بيان حول موقف الإمام المراغي باعتباره شيخ الأزهر من هذه الحرب ومن الحكومة الإنجليزية، فما كان من رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت حسين سري باشا إلا أن قام بالاتصال بالشيخ المراغي، وخاطبه بلهجة حادة طالبا منه أن يحيطه علما بأي شيئ يريد أن يقوله فيما بعد حتى لا يتسبب في إحراج الحكومة .
فرد عليه الإمام المراغي بعزة المؤمن الذي لا يخاف إلا الله قائلا : "امثلك يهدد شيخ الأزهر؟! وشيخ الأزهر أقوى بمركزه ونفوذه بين المسلمين من رئيس الحكومة، ولو شئت لارتقيت منبر مسجد الحسين، وأثرت عليك الرأي العام، ولو فعلت ذلك لوجدت نفسك على الفور بين عامة الشعب".

وبعد فترة هدأت العاصفة لأن الإنجليز أرادوا أن يتفادوا الصراع مع الشيخ المراغي حتى لا يثير الرأي العام في مصر ضد القوات البريطانية المحتلة في مصر.

▪مساندة الشيخ المراغي و دعمه للمجاهدين في السودان: 
تزعم الإمام المراغي حملة لجمع تبرعات في مصر لصالح المجاهدين في السودان الذين يقاومون الاحتلال البريطاني، وبلغت حصيلة التبرعات ستة آلاف جنيه آنذاك تقدر اليوم بحوالي ستة ملايين جنيه .

▪ موقفه من فتوى تحريم زواج الملكة فريدة بعد طلاقها من الملك فاروق :
في عام 1945، طلق الملك فاروق زوجته الأولى الملكة فريدة، وطلب من الشيخ «المراغي» إصدار فتوى تحرم على الملكة فريدة الزواج مرة ثانية، غير أن الأخير رفض، وأصر الملك على إصدار الفتوى ووصل به الأمر إلى زيارة الشيخ آنذاك خلال علاجه بمستشفى المواساة بالإسكندرية وقال الشيخ عبارته الشهيرة: «أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم فلا أملكه، وإن المراغي لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله».

▪ "ليس في ديننا الركوع لغير الله":
اعتزمت الحكومة البريطانية أثناء احتلالها للهند، أن تحتفل بتنصيب الملك جورج الخامس امبراطوراً على الهند؛ فأصدرت الأوامر إلى الأعيان وكبار الموظفين في السودان بأن يسافروا إلى ميناء سواكن لاستقبال باخرة الملك، وهي في طريقها إلى الهند، حيث تتوقف لبعض الوقت، وكان في مقدمة المدعُوِّين قاضي السودان، وهو وقتئذٍ الشيخ المراغي، وكان البروتوكول يقضي بألا يصعد إلى الباخرة أحدٌ غير الحاكم الإنجليزي، وأما من عداه فيمكثون بمحاذاة الباخرة، ويكفي أن يشرفهم الملك بإطلال عليهم .

وعلم الشيخ بذلك الترتيب، فأخبر الحاكم الإنجليزي بأنه لن يحضر لاستقبال الملك، ألا إذا صعد مثله إلى الباخرة لملاقاته ، وهكذا كان، فصعد الشيخ المراغي إلى السفينة، واكتفى بمصافحة الملك، ولم ينحنِ له، فاستنكر الحاضرون من المسئولين البريطانيين مسلكه غير المؤدب بزعمهم، فرد الشيخ في اعتزاز بنفسه وبعلمه : "ليس في ديننا الركوع لغير الله".

وتوفى الشيخ محمد مصطفى المراغى فى 22 أغسطس 1945م بعد رحله من العطاء المتواصل. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشيخ المراغي شيخ الأزهر زي النهاردة

إقرأ أيضاً:

العزّوني ينتقد الحكومة: فرص تاريخية تضيع واعتراف بخطأ تشريعي

صراحة نيوز- شنّ النائب أندريه العزّوني هجومًا حادًا على أداء الحكومة في مجالات السياحة والاقتصاد والقطاع المالي والقضائي، محذرًا من ضياع فرص تاريخية وعدم استغلالها بالشكل الأمثل.

وأشار العزّوني خلال جلسة مجلس النواب إلى أن المنتخب الأردني “رفع رأس الأردن”، مؤكداً أن مشاركة المملكة في كأس العالم تمثل فرصة ذهبية لتسويق الأردن، إلا أن وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بلا مدير منذ شهر رغم تخصيص 50 مليون دينار للهيئة في الموازنة، متسائلاً عن وجود خطة فعلية للتسويق.

كما انتقد العزّوني آلية التعامل مع خفض الفوائد البنكية، مشيراً إلى عدم وضوح الإجراءات مقارنة بزيادة الفوائد السابقة، مطالبًا بمعاملة التنزيلات بنفس سرعة تنفيذ الارتفاعات، خصوصًا مع تأثيرها المباشر على رواتب الأردنيين.

وفي موقف نادر، اعترف العزّوني بخطأ تشريعي شارك فيه سابقًا، موضحًا أن تعديل قانون الشيكات وحبس المدين أدى إلى توقف حركة شيكات تجاوزت 9 مليارات دينار، داعيًا الحكومة إلى مراعاة الاقتصاد ككل عند إدارة الملفات المالية.

وأضاف أن الجهاز القضائي بحاجة إلى دعم مالي حقيقي، مؤكدًا ضرورة حماية نحو مليون شخص يتعاملون مع القضاء من التدهور، وضمان معاملة عادلة للقضاة بما يحافظ على استقرار النظام القضائي.

مقالات مشابهة

  • ذكرى وفاة "الفقيه المجدد".. أول من حمل لقب "الإمام الأكبر" الشيخ شلتوت
  • في ذكرى وفاة محمود شلتوت.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر وأحد شيوخ التجديد
  • ترامب "مستاء" من مواقف أوكرانيا وروسيا حيال خطة إنهاء الحرب
  • الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية بالبحر الأحمر
  • الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية بمرسى مطروح
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية قالون.. اليوم
  • العزّوني ينتقد الحكومة: فرص تاريخية تضيع واعتراف بخطأ تشريعي
  • المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
  • الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية
  • شيخ الأزهر يستقبل أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية 2026