للمرة الثانية يثبت القضاء البريطاني أنه الحصن الأخير المنيع في وجه قرارات الساسة التي تعكس كيف أنهم لا يرون إلا بعين واحدة خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، فقد ألغى قاض بريطاني أمر ترحيل صادراً من وزارة الداخلية بحق طبيبة مصرية تعمل في بريطانيا بسبب تعليقات لها على وسائل التواصل الاجتماعي إبان عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر قبل الماضي.

وكانت الطبيبة المصرية منة علوان والتي تعمل في مؤسسة الصحة الوطنية البريطانية قد كتبت في تغريدة لها على منصة إكس بعد ساعات من وقوع عملية طوفان الأقصى قائلة: «لو كان هذا وطنكم، لبقيتم وقاتلتم» في تعليقها على اللقطات التي أظهرت هروب إسرائيليين من حفل موسيقي كان مقاما في المناطق المحاذية لقطاع غزة وقت الهجوم، وفي تغريدة أخرى قالت علوان «لا يوجد مدنيون في إسرائيل». وبعد هذه التغريدات أحيلت قضية الطبيبة المصرية إلى وزير الداخلية البريطاني آنذاك “جيمس كليفرلي” والذي تحرك لإلغاء حقها المؤقت في البقاء في المملكة المتحدة، وفي رسالة تلقتها منة علوان وتشرح القرار، أبلغ مسؤولون في وزارة الداخلية الطبيبة بأن وزير الداخلية «مقتنع بأن استمرار وجودك في المملكة المتحدة لن يكون مفيدًا للصالح العام»، كما أكد المسؤولون في الرسالة أن الخطوة بترحيل الطبيبة لم تنتهك حقوقها الإنسانية – وأن إذنها بالبقاء «تم إلغاؤه فورًا».

وبعد استئناف منة علوان ضد قرار وزير الداخلية البريطاني وتأكيد محامي الطبيبة المصرية على أن قرار الوزير البريطاني بإلغاء حقها في البقاء في بريطانيا قد انتهك بالفعل حقوقها في «حرية التعبير والحياة الأسرية»، والتي تحميها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، جاء حكم قاض بريطاني في محكمة الهجرة واللجوء في “مانشستر“ بإلغاء قرار وزير الداخلية البريطاني والسماح للطبيبة بالاستمرار في الإقامة في المملكة المتحدة. وفي حكمه، قال القاضي ستيفن ديفيز إن «الرد المعقول والمتناسب» على تعليقات الطبيبة بشأن هجمات حماس كان أن يُسمح لها بالبقاء في المملكة المتحدة على تأشيرتها الحالية – ولكن بشرط «أن تتلقى تحذيراً واضحاً بأن منشوراتها غير مقبولة».

وقد تعرضت الطبيبة المصرية منة علوان منذ أن كتبت تلك التغريدات إلى حملة تشويه متواصلة على صفحات الصحف البريطانية إذ اتهمتها صحيفة «ديلي ميل « بالسخرية من الضحايا الإسرائيليين، ووصفت تغريداتها التي قالت فيها إنه «لا يوجد مدنيون في إسرائيل» بـ «البغيضة». كما طالبت مجموعة تطلق على نفسها اسم “ Israel Watch”، والتي جعلت مهمتها الرئيسية «فضح الأطباء الذين يبررون المجازر بحق المدنيين الإسرائيليين»، العاملين في النظام الصحي البريطاني «بإرسال أدلة من الحسابات التي يشعرون أنها تمجد قتل المدنيين».

وقد كان لافتا قبل أكثر من أسبوع اتفاق رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع زعيمة حزب المحافظين خلال استجواب في البرلمان على الغضب تجاه حكم قاض في المحكمة العليا البريطانية لصالح السماح لعائلة من غزة بدخول المملكة المتحدة، قائلاً: «إنها محقة إنه قرار خاطئ». ولم يكتف ستارمر بالتنديد بقرار القاضي «الغامض»، بل توعّد بإغلاق «الثغرة القانونية» التي سمحت للعائلة الغزية بالعيش في المملكة المتحدة ضمن مخطط سابق للمّ شمل العائلات الأوكرانية المتضررة من الحرب في أوكرانيا. وكان القاضي هوغو نورتون تايلور قد قبل الاستئناف الذي قدّمه محامي العائلة الفلسطينية، على الاستخدام المفترض (أو ما وصفه البعض بـ «الإساءة») لـ «نظام الأسرة الأوكراني» الذي أُغلِق منذ فترة طويلة.

الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی المملکة المتحدة الطبیبة المصریة وزیر الداخلیة

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. علم فلسطين سيرفرف فوق مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف

في سابقة رمزية ومؤشر على تحوّل محتمل في المزاج الدولي، صوّتت الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، يوم الإثنين، لصالح الموافقة على رفع العلم الفلسطيني داخل مقر المنظمة في جنيف، بأغلبية 95 عضواً. اعلان

 هذه الخطوة، التي أُقرّت خلال الدورة السنوية للوكالة الأممية، تنظر إليها البعثة الفلسطينية كبوابة نحو اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية في أروقة الأمم المتحدة وخارجها.

وقد رفض الاقتراح، الذي تقدّمت به كل من الصين، وباكستان، والسعودية ودول أخرى، أربعة أعضاء تمثّل إسرائيل، والمجر، وجمهورية التشيك، وألمانيا، فيما امتنع 27 عضواً عن التصويت.

وقد صوتت فرنسا واليابان لصالح القرار، بينما امتنعت بريطانيا عن ذلك. في المقابل، لم تُشارك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل والتي سبق أن أعلنت نيتها الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، في عملية التصويت.

توجه غربي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية

يأتي القرار الجديد في أعقاب نيل فلسطين العضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، وتزامنًا مع مؤشرات تعكس تحوّلًا في الموقف الفرنسي تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما يعكس تغيرات تدريجية في المواقف الدولية.

ورغم اعتراف قرابة 150 دولة حتى اليوم بدولة فلسطين، إلاّ ان قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، واليابان، لم تُقدم على ذلك بعد.

Relatedإعلام عبري: إسرائيل تخطط لاحتلال 75% من غزة خلال شهرين وحشر السكان في 3 مناطق ضيقةنزاهة على المحك.. مدير مؤسسة "غزة الإنسانية" يستقيل من منصبه ويؤكد: لن أتخلى عن مبادئيمؤتمر دولي في مدريد يجمع دولاً أوروبية وعربية لمناقشة مأساة غزة وحل الدولتين

وفي هذا السياق، علّق السفير إبراهيم خريشي، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف، على القرار قائلًا: "إنه عمل رمزي، لكنه إشارة إلى أننا جزء من المجتمع الدولي في جهوده لتلبية الاحتياجات الصحية". وأضاف: "آمل أن نحظى قريباً بعضوية كاملة في منظمة الصحة العالمية وجميع محافل الأمم المتحدة".

استهداف ممنهج للطواقم والمنشآت الطبية

جاء التحرّك الرمزي بعد أن صادقت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي على قرار يدين استهداف الجيش الإسرائيلي للمنظومة الصحية في الأراضي الفلسطينية، ويطالب برفع الحصار عن قطاع غزة، وضمان حرية دخول الأدوية، وتوفير العلاج للمرضى.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية تعمدت استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، لا سيما في قطاع غزة. وفي الأسبوع الماضي وحده، وثّقت صحيفة "هآرتس" استهداف جيش الدولة العبرية لما لا يقل عن عشر منشآت صحية، بين مستشفيات وعيادات، في القطاع المنكوب.

امرأة فلسطينية تصرخ أثناء نقل جثمان أحد أقاربها الذي قُتل في غارة إسرائيلية لدفنه، 16 نيسان/ أبريل 2025.Jehad Alshrafi/AP

وفي موازاة ذلك، شدّد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية على أن المستشفيات في غزة تعمل بشكل جزئي بسبب النقص في الطواقم والإمكانات، مؤكداً أن الأولوية القصوى اليوم هي "فتح المعابر لإدخال المساعدات وتوزيعها، ووقف إطلاق النار فوراً".

ووفق أحدث بيانات صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 53,939 قتيلاً و122,797 مصاباً.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تطلب من المحكمة العليا السماح بترحيل المهاجرين إلى دول ثالثة
  • وزير الدفاع يبحث التعاون العسكري والدفاعي مع نظيره البريطاني
  • وزير الدفاع يبحث التعاون العسكري مع نظيره البريطاني
  • وزير الدفاع البريطاني يستقبل سمو وزير الدفاع ويعقدان لقاءً موسعًا
  • وزير الداخلية يبحث مع بيدرسون تعزيز التعاون بين الوزارة والجهات الأممية
  • الطبيبة آلاء النجار.. أيقونة الإنسانية التي أحرق الاحتلال أبناءها التسعة
  • برعاية المملكة.. اعتماد قرار برفع علم دولة فلسطين في منظمة الصحة العالمية
  • «الداخلية»: 10 اختصاصات للإدارة العامة للقضاء الشرطي
  • عيسى: تدخل البعثة الأممية في ليبيا أصبح أمراً عاجلاً وضرورياً  
  • لأول مرة.. علم فلسطين سيرفرف فوق مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف