يمانيون – متابعات
قال موقع “تلي بوليس” الألماني إن ناقلة النفط”صافر” العائمة في البحر الأحمر كادت أن تعطل سلاسل التوريد الدولية، في حين لم يتم فعل أي شيء حتى فتحت الدبلوماسية من بكين آفاقاً جديدة.. فالصين لديها أيضا ما تقدمه .

وأضاف ” قلة من الناس في أوروبا قد سمعوا عن باب المندب.. هذا الممر البحري الضيق بين اليمن وجيبوتي كاد أن يعطل الطريق لعدة أشهر، وربما لسنوات.

. فمنذ سنوات كانت ناقلة النفط صافر قبالة سواحل اليمن، محملة بالكامل وتم استخدامها كمنشأة تخزين عائمة.. ولأن حربا مستعرة في اليمن منذ سنوات، لم يهتم أحد بالسفينة لفترة طويلة، لم يتم صيانتها، ولم يتم إصلاح أي شيء، لفترة طويلة جدا “.

وأفاد أن الخطر لم يصل أبدا إلى قائمة أولويات الحكومات الدولية.. لكن فجأة، تسارعت الأمور: في الأمم المتحدة وفي نيويورك، عقدت اجتماعات لممثلي الأمم المتحدة، وعقدت المؤتمرات وتم الاستماع إلى الخبراء لأول مرة.. ثم توصلنا إلى نتيجة مفادها أن هذه السفينة العائمة قبالة سواحل اليمن تحتاج إلى تفريغ .

وتابع التقرير ” إذا تسربت الناقلة فأن 1.14 مليون برميل من النفط ستتسرب إلى البحر الأحمر، وستدمر سبل عيش مليون ونصف مليون شخص يعتمدون على الصيد ويعيشون منه.. كما أن تسرب النفط سيعطل بشكل كبير سلاسل التوريد من آسيا إلى أوروبا في المستقبل المنظور ” .

الحكومة الصينية وحرب اليمن

وقال الموقع أنه في النهاية كانت الحكومة الصينية هي التي جعلت الأمور تسير عبر المنعطفات من خلال الحلول والاقتراحات..

وأضاف أن هناك تلميح طفيف للسلام في البر الرئيسي: لقد توقفت الغارات الجوية السعودية، التي شاركت فيها الإمارات.. كما كانت الهجمات باهظة الثمن من حيث المال والصورة المروعة، حيث قتل المئات في بعض الحالات بغارة جوية واحدة.. وفي السياق ذاته تم تنفيذ عدة هجمات صاروخية مرارا على أهداف في السعودية والإمارات من قبل قوات صنعاء .

تلي بوليس الألماني أوضح أن سلطنة عمان تحاول الآن التفاوض على وقف إطلاق النار بين السعودية وحكومة صنعاء .. حيث أن الخطوة الثالثة هي التوقيع على معاهدة سلام.. لكن المحادثات تطول، ويريد المرء توضيح جميع الأسئلة مرة واحدة .. المجتمع والنظام السياسي والاقتصاد.. يجب تقسيم عائدات الدخل من إنتاج النفط والغاز ودفع رواتب الموظفين العموميين.

وقال الموقع إن الحالة المزاجية للمانحين في الغرب منخفضة، ففي العام الماضي، اضطرت الأمم المتحدة إلى التوقف مؤقتا عن إمداد السكان المحتاجين، لأن 10 في المائة فقط من الأموال اللازمة كانت متوفرة.. وفي الوقت نفسه، علينا التعامل مع الحكومات الغربية التي تضغط على المكباح : نعم، نريد إنهاء الحرب.. نعم، تريد أن تدفع أقل قدر ممكن.. لكن لا، يجب على أحد أيضا منع الصين وروسيا من اكتساب المزيد من النفوذ في الشرقي الأوسط والأدنى.

26سبتمبرنت / عبدالله مطهر

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

البدريون قادمون من صنعاء ... ستكتشف السعودية كما اليمن أنها الخاسر الأكبر من مخرجات لا تفهم الجغرافيا

    

الحوثيون لايعملون بعشوائية التحالف، ولا برخاوة الشرعية وغبائها، بل يشتغلون منذ أكثر من 11 سنة على بناء جيل عقائدي خاص بهم، عملوا على إنشاء منظومة تعليمية موازية (غير المدارس الحكومية التي عبثوا بمناهجها)، أبرزها مايُعرف بـ"مدارس البدر" نسبة لبدر الدين الحوثي، وهي مدارس داخلية مغلقة لايُقبل فيها الطالب إلا وفق معايير مشددة، ويمكث فيها الدارس ثمان سنوات؛ يتلقى خلالها منهج خاص خارج إطار التعليم الرسمي، لايشمل أي علوم حديثة، لكنها تصنع فرد مبرمج على الولاء المطلق والفكر الواحد والعداء المستحكم للآخر، إضافة إلى التدريب العسكري على مختلف أنواع الأسلحة..

 

 في صنعاء وحدها، هناك 28 مركز ديني وشرعي خاص، تتبع منهج الجماعة وملازمها، تعمل بوتيرة واحدة، بعضها داخل مساجد كبرى مثل جامع الصالح (الذي حُوّل إلى جامع الشعب) ويضم معسكر داخلي دائم، وهناك عشرات المراكز المماثلة في بقية المحافظات والمديريات والعُزل المختلفة، والمحصلة أكثر من 250 ألف شاب كلهم تحت سن العشرين تخرجوا حتى الآن من هذه المراكز، لايعرفون الفيزياء ولا التاريخ ولا اللغات، لكنهم مبرمجون عقائدياً ومدربون عسكريا، ومؤهلون للتعامل مع كل أشكال السلاح.. 

 

 نحن لانتحدث عن جيل متدين فحسب، ولسنا أمام مخرجات تعليمية عادية، وهذه ليست مجرد أرقام، بل جيل مبرمج بطريقة لاتترك أي مجال للتسامح أو التعايش، عبارة عن ألغام وقنابل فكرية موقوتة، مخرجات يصعب التعايش معها مستقبلاً، لأنها نشأت على أفكار لاترى الآخر إلا كخصم يجب إخضاعه أو استئصاله، ويتعاملون مع الخلاف الفكري أو السياسي كما لو كان كفر يستحق الاجتثاث..

 

 خريجوا تلك المراكز لم يتم اعدادهم لخدمة الجماعة سياسيا أو عسكريا فقط، بل تم تشكيلهم وتلقينهم والاعتناء بهم ليكونوا الوقود العقائدي لأي صراع طويل الأمد، يعبث بالتاريخ ويتجاوز حدود الجغرافيا..

 

 هذا المشروع الذي يحتفل بتخرج دفعاته سنوياً منذ 11 سنة، يقابله فشل الشرعية الذريع؛ ليس في مواجهته فقط، بل انها قدّمت النقيض، تركت المدارس تنهار، والطلاب يتسربون، والمعلمين يتذمرون بلا مرتبات، يُذلون في طوابير المساعدات، دون خطة بديلة أو دعم جاد لمواجهة التجريف العلمي الذي يتم في صنعاء وبقية المحافظات التابعة للحوثيين، لم تكن هناك أي محاولة لبناء مشروع مضاد، لافي التعليم ولا في الإعلام ولا في الوعي العام، بل إنها لم تنجح في أي قطاع اتجهت إليه، ووقفت عاجزة أمام أخطر معركة تخوضها الأمم؛ معركة بناء الإنسان.

 

 أما التحالف، وعلى رأسه السعودية، فقد تورطت في معركة بلا أفق محدد، وأصبح التراخي، وإطالة أمد الحرب، وغياب أي مشروع وطني أو تربوي مقابل، بمثابة شيك على بياض للحوثيين بتنفيذ برنامجهم التربوي والعقائدي بكل أريحية، والنتيجة أن المنطقة برمتها ستدفع ثمن هذه "المرحلة الرخوة من تاريخ اليمن" التي تحوّل فيها الحوثيون من مجرد جماعة ميليشيا مسلحة؛ إلى مدرسة قتالية وماكينة تربية مغلقة، تُنتج مقاتلين عقائديين مؤمنين بمشروع لايعترف بالحدود ولا بالشراكة ولا بالاختلاف، وستكتشف السعودية، كما اليمن، أنها الخاسر الأكبر من هذه المخرجات، التي ستكون في الغد القريب أدوات صراع، لا أدوات تعايش.. 

 

 لقد أثبتت الحرب أن الخطر لايكمن في الجبهات فقط، بل في المدارس والمناهج والمراكز العقائدية، ومن يُهمل هذه الجبهة، ويفشل في خوض هذه المعركة، سيُهزم وسيفقد المعركة كلها، حتى لو انتصر عسكرياً، لأن من يُشكل العقول، يحصد المصير ويتحكم بالمستقبل..

  

مقالات مشابهة

  • أوباميانج: السعودية كانت تجربة رائعة.. وعودتي لمارسيليا من القلب
  • بناء الكفاءات الوطنية في قطاع النفط.. إنهاء أولى مراحل برنامج تدريبي رائد
  • بلومبيرغ: السعودية مازالت بعيدة عن التخلص من اعتمادها على النفط
  • البدريون قادمون من صنعاء ... ستكتشف السعودية كما اليمن أنها الخاسر الأكبر من مخرجات لا تفهم الجغرافيا
  • ادراج 26 موقعًا تراثيًا وطبيعيًا في اليمن بالقائمة التمهيدية للتراث العالمي
  • اليمن يشارك في الجلسات الحوارية بمؤتمر الأمم المتحدة للنظم الغذائية
  • الخطوط السعودية تُطلق ميزة مشاركة موقع الأمتعة لتتبع الأمتعة المفقودة
  • سليمان: السعودية تثبت مجدداً أن فلسطين كانت وستبقى قضية الأمة
  • «البديوي» يبحث مع مبعوث الصين للشرق الأوسط المأساة الإنسانية في غزة
  • أجواء مؤتمر الأمم المتحدة: توافق دولي على ضرورة إنهاء الحرب وإحياء حل الدولتين.. تفاصيل