حزب الأمة بوضعه الحالي لايحتاج فقط إلي (بيروستوريكا) .. يحتاج إلي ثورة ( أُم بَحَتيْ)
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
■ مايحدث داخل حزب الأمة هذه الأيام والأيام التالية هو النتيجة الحتمية لتراكم أخطاء التقديرات السياسية غير المنضبطة برأي الجماعة ..
■ السيد محمد المهدي حسن ساق تبريراً أقبح من الذنب لمشاركة برمة ناصر في فعاليات الحشد الجنائزي لمليشيا التمرد بنيروبي .. درق سيدو الجديد قال إن مشاركة برمة ضمن جوقة مليشيا التمرد تندرج تحت بند التقديرات السياسية ولهذا لا تملك أي جهة سحب التفويض من رئيس الحزب الذي تقدم بكلمة شكر للهارب عبدالرحيم دقلو لتقديمه الدعم اللوجستي الذي سهّل وصول الهتيفة إلي مكان المؤتمر الذي إنتهي إلي لا شيئ .
■ السيد رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة يعلم جيداً أن مليشيا التمرد إرتكبت أفظع الإنتهاكات في العمق التاريخي لنفوذ الأنصار وحزب الأمة .. ولهذا كان لزاماً علي برمة ناصر والأمين السياسي المناصر له أن يقفوا إلي جانب الضحايا لا أن يصفقوا لزعيم عصابة عتاة المجرمين ..
■ أقلّ مايمكن إتخاذه من إجراءات ضد برمة هو نزع عمامة الحزب من رأسه بعد أن استبدلها بكدمول تافه القيمة والدلالة !!
■ حزب الأمة بوضعه الحالي لايحتاج فقط إلي (بيروستوريكا) ..هذا الحزب يحتاج إلي ثورة ( أُم بَحَتيْ) تقتلع الجذور الميتة والغواصات ودواب الأرض التي أكلت منسأة الأنصار منذ سنوات خرّ بسببها الكيان وتفرّق من حلقة راتبه المخلصون وظهر علي السطح العجزة أمثال برمة ناصر وآخرون يستخسر المرء أن يكتب أسماءهم !!
عبد الماجد عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
غزة انتصرت وانهزمت الأمة
-1-
تحت عنوان "إسرائيل هُزمت.. نتنياهو ينتصر"، كتب الكاتب العبري بن كاسبيت في "معاريف" بعد مرور 600 يوم على العدوان على غزة، أجمل فيه بعبارات مختصرة صورة هزيمة الكيان، على أيدي منتعلي "الشباشب" وفق تعبيره، قال: "الهزيمة الأصعب في تاريخنا. سقوط مدوٍ، اليم، مهين لن تكون له أبدا أي كفارة. لخطة "أسوار أريحا"، أو بلغة الفلسطينيين "طوفان الأقصى"، كان هناك هدف واضح واحد: كسر فرقة غزة واقتحام دفاعات الجيش الإسرائيلي عن الغلاف. هذا الهدف تحقق بكامله، بما يتجاوز التوقعات الأكثر وردية لمحمد ضيف ويحيى السنوار. فرقة غزة انكسرت، قاعدة الفرقة احتلت، منظومة الدفاع من الجيش الإسرائيلي انهارت كبرج من الورق وآلاف (قتلة) النخبة فعلوا في الغلاف وسكانه كما يشاؤون من الساعة السادسة والنصف صباحا وحتى نهاية ذاك اليوم الرهيب!
لأول مرة منذ قيامها ومن نهاية حرب الانبعاث، احتلت أجزاء من إسرائيل من قبل أعداء ("بالشباشب"، على حد تعبير المسؤول الرئيس عن الكارثة). استغرق ثلاثة أيام كاملة أخرى لإنهاء تطهير المنطقة، لنزع آخر المخربين من مخبئه ولإعادة استقرار الخط. في هذا الزمن تعرضت إسرائيل لأكثر الضربات رعبا وقعت عليها منذ الأزل".
اليوم شاهد على محرقة ليس للأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء فقط، بل شاهد على نهاية حقبة من التاريخ الذي لم تكتب سطوره الأخيرة بعد، تاريخ سيعيد تشكيل جغرافيا المنطقة، إن لم يكن غدا، ففي المستقبل القريب
انتهى الاقتباس، ولم ينته العدوان الذي تلا هزيمتهم، دمروا غزة أو كادوا، واستشهدت الطبقة الأولى من قيادة المقاومة، وجزء كبير من الصف الثاني والثالث، وجزء أكبر من كوادر الصفوف الأخرى، وارتقى نحو ستين ألف شهيد، وثمة أكثر من 150 ألف جريح، وفقدت المقاومة ما فقدت من سلاحها وصواريخها وقدرتها على إيذاء العدو، وإدخال مستوطنيه إلى الملاجئ، ومع هذا لم تزل "صامدة" تأبى أن ترفع الراية البيضاء، لأن هذا التعبير ليس في قاموسها أصلا، وترفض تسليم سلاحها، حتى ولو بقيت آخر بندقية قي يد آخر مقاتل!
في المقابل، وحيث كانت تنتظر أن تتبعها الأمة، وتدخل معركة التحرير، "أبدعت" هذه الأمة شعوبا وقيادات في خذلانها وكشف ظهرها، وتركتها نهبا للوحش، يفعل ما يشاء، بها وبحاضنتها الشعبية!
غزة اليوم شاهد على محرقة ليس للأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء فقط، بل شاهد على نهاية حقبة من التاريخ الذي لم تكتب سطوره الأخيرة بعد، تاريخ سيعيد تشكيل جغرافيا المنطقة، إن لم يكن غدا، ففي المستقبل القريب، فالمعركة لم تزل في ذروتها، وإن بدا للكثيرين أنها تقترب من نهايتها. سيكون هناك "حل" ما للحرب، أو قل "نهاية" ما، لا يستطيع أحد حتى الآن أن يتكهن بماهيته، لكن البداية الحقيقية للتاريخ الجديد سيكون في اليوم الأول لنهاية الحرب..
-2-
صراع بين مشروعين، مشروع أمة أكرمها الله بالإسلام الذي لا يرضى أن يكون إلا صاحب يد عليا في كل شيء، ومشروع آخر هجين مشوه، يرى في الكرسي رمزا للوجود بأي ثمن، وهي ثنائية بدأت منذ فجر الإسلام. وكان تنازع دائم بينهما، وفيما نعلم لم يصل الأمر للحظة تناقض صارخ بينهما مثلما هو اليوم، فغزة و"طوفانها" وضعا النقاط على الحروف
ما يمكن أن يسمى "هزيمة الأمة" لم يكن بالمعنى الحرفي للمصطلح، فالأمة تعيش حالة ما من "الاحتلال الوطني" لأن إرادتها مكبلة، وهي محصورة في أيدي ثلة من "أولي الأمر" الذين يرون في انتصار غزة هزيمة لهم ولمشروعهم. هناك صراع بين مشروعين، مشروع أمة أكرمها الله بالإسلام الذي لا يرضى أن يكون إلا صاحب يد عليا في كل شيء، ومشروع آخر هجين مشوه، يرى في الكرسي رمزا للوجود بأي ثمن، وهي ثنائية بدأت منذ فجر الإسلام. وكان تنازع دائم بينهما، وفيما نعلم لم يصل الأمر للحظة تناقض صارخ بينهما مثلما هو اليوم، فغزة و"طوفانها" وضعا النقاط على الحروف، وأظهرا على نحو لا لبس فيها ذلك الخط الفاصل بين المشروعين.
بكلام آخر، الأمة اليوم كلها أو جلها على الأقل، متحرقة للاندفاع لإغاثة غزة فيزيائيا، بأرواحها وأجسادها قبل مالها، ولكن الحواجز والحدود تمنع اندفاع الخزان الشعبي الهادر نحو التحرير والغوث، وبهذا المعنى مشروع "الكرسي" افتضح وبانت خياراته، في مواجهة برنامج "الشارع" والأيام القادمة ستكون أكثر من حاسمة في ساحة التنازع بين المشروعين.
ما حدث في غزة ويحدث الآن أثناء كتابة هذه السطور سواء تم الاتفاق على هدنة مؤقتة أم لا، هو بمثابة قدح نار يؤذن ببداية حقبة ستحسم التناقض بين المشروعين، مشروع القمة ومشروع القاعدة: الكرسي والشارع، لا يعلم أحد متى نصل الذروة في هذا الصراع، لكن لحظة "النضوج" تقترب بسرعة، بعد أن بلغ الخذلان "الرسمي" مداه الأقصى. وبهذا المفهوم، فقد انتصرت غزة ليس على مشروع الاحتلال المجرم، بل على "ظهيره" العربي الرسمي، ونحن اليوم على موعد بات قريبا جدا لنزال وشيك بين مشروع "الجهاد" بمعناه الشرعي الكامل، ومشروع الاحتلال بكل ما يحمله من بشاعة وكفر وعهر. صحيح هزمت الأمة في مواجهتها لمشروع الاحتلالين الصهيوني والوطني، ولكنها "هزيمة" لها ملامح وصيغة جيش المسلمين الذي سحبه خالد بن الوليد تكتيكيا في نهاية معركة مؤتة، فلم يكونوا فرارا بل كانوا هم الكرار كما وصفهم رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.