معرض استعادي لفنان لبناني دمّرت الحرب منزله وبعض أعماله
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
بيروت "أ.ف.ب": يعيد معرض تكريمي في بيروت إحياء عالم الفنان اللبناني الراحل عبد الحميد بعلبكي الذي دمّرت الحرب الأخيرة في لبنان منزله وقسما من نتاجه التشكيلي في قريته المتاخمة للحدود مع إسرائيل، بعدما كانت البلدة والحرب ومجتمعه مَحاور لأعماله.
ويسترجع هذا المعرض مسيرة عبد الحميد بعلبكي (1940-2013) الذي رسم بواقعية تعبيرية مآسي الحرب وقضايا الإنسان وعائلته وبلدته العديسة التي أحبها.
وقالت مديرة متحف سرسق ومنسقة المعرض كارينا الحلو "بعدما شهدنا في الحرب الأخيرة ما تعرّض له منزل الفنان بعلبكي من تدمير، أردنا ان يكون لنا دور في تكريم الفنانين اللبنانيين ليس فقط في أفراحهم بل أيضا في أحزانهم". واضافت "نجتمع اليوم من خلال عمله، حول الفن وليس الدمار".
ورأى نجل الرسام الراحل الفنان التشكيلي أسامة بعلبكي أن المعرض تحية إلى والده الذي اشتهر في سبعينات القرن الماضي "ومن خلاله للإرث المنتهك ولكل الذين تعرضوا إلى خسائر في الجنوب".
وتوزعت في صالتين من الطبقة الأولى لمتحف سرسق ثلاث جداريات و50 لوحة زيتية ومجموعة من 20 رسما ورقيا عنوانها "الاشجار الميتة" ميزت عمل بعلبكي في التسعينات. وهي أعمال اختيرت من مجموعات خاصة.
ويدخل الزائر عالم عبد الحميد بعلبكي بمشاهد رصدتها ريشة الفنان، تحكي قصص بيروت من "القبضاي" (أي القوي) الى بائع البطيخ. ويلامس الراحل في رسم النظرات الحزينة وجع الإنسان، كما في لوحة "الرحيل"، وفي عيون أخرى، يتجلى الحلم، كما في لوحة الأم التي تروي قصة لابنها.
وغمس عبد الحميد بعلبكي ريشته بألوان طبيعة منطقة جبل عامل التي فتح عينيه عليها وحلم في أرجائها، إذ تقع فيها بلدته في جنوب لبنان.
وبعد وفاة عبد الحميد بعلبكي عن عمر 73 عاما، نقلت العائلة الجزء الأكبر من لوحاته الى بيروت. وروى أسامة أن بعلبكي الأب تراجع اهتمامه بالرسم بسبب انشغالاته الكثيرة "إذ كان في ترحال دائم وتهجُّر من منطقة الى منطقة منذ طفولته حتى وفاته حيث استقر في الربع الأخير من حياته في العديسة التي استوعبت ارثه المتراكم على ضخامته".
لكنّ "الحرب تجرف وبلمح البصر جهود اجيال"، على قول الإبن.
فالجيش الإسرائيلي عمَد بين سبتمبر ونوفمبر الفائت، خلال حربه على لبنان، إلى "تفجير منهجي" لأحياء وقرى "دُمرت أو أحرقت وتحولت أرضا غير قابلة للعيش" بحسب الرسام الأربعيني، ومن جملتها المنزل الأندلسي الطراز الذي شيده الفنان عام 1984 وفي حديقته ووريَ رفاته ورفات زوجته.
وسعى بعلبكي وهو اب لثمانية اولاد ومن بينهم، إضافة الى اسامة، كلّ من المغنية سمية والمايسترو لبنان، إلى أن يكون منزله أقرب إلى مركز فني وثقافي في المنطقة ويحتوي على الكثير من الأعمال الفنية ومكتبة ضخمة وتحف وأغراض قيمة"، لكنه أصبح اليوم مجرّد تلة ركام.
بقلم ريتا الحاج
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
اليونيفيل: أكثر من 3000 لبناني استفادوا من خدماتنا الطبية خلال 6 أشهر
أعلنت قوات الطوارئ الدولية العاملة في "اليونيفيل" في بيان، أنه "تماشيا مع ما نص عليه القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2006، يواصل جنود حفظ السلام في القطاع الغربي في مهمة اليونيفيل دعم المجتمعات المحلية بشكل فاعل، من خلال مساندة الهيئات الإنسانية عند الحاجة".واوضح انه "في خلال الأشهر الستة الأخيرة فقط، استفاد أكثر من 3000 مدني لبناني، من بينهم 1300 امرأة و1100 رجل و600 طفل، من الرعاية الطبية المقدمة من قبل الفرق الصحية التابعة للوحدات المنتشرة ضمن القطاع الغربي لليونيفيل، والتي تضم جنودا من كوريا الجنوبية، ماليزيا، إيطاليا، إيرلندا/بولندا وغانا، وذلك في المراكز الصحية الواقعة داخل قواعد اليونيفيل".
ولفت الى ان "هذه المساعدات الصحية المقدمة للسكان المدنيين تهدف إلى تعزيز الثقة المتبادلة مع المجتمعات المحلية، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، وتوفير دعم ملموس للشعب والمساهمة في استقرار وأمن منطقة العمليات وفقا للولاية الممنوحة من الأمم المتحدة".
اضاف: "وفي خلال الأسبوع الماضي، نفذ القطاع الغربي لليونيفيل ثلاثة مشاريع تعاون مدني-عسكري (CIMIC) لدعم النظام الصحي المحلي، من خلال التدخل لصالح مرافق طبية رئيسية في جنوب لبنان. وتندرج هذه المبادرات، ذات الأثر الكبير، في إطار التعاون المدني - العسكري، وتهدف إلى تعزيز قدرات النظام الصحي في المنطقة. ففي مستشفى تبنين الحكومي، تم تقديم مواد طبية أساسية مع التركيز على دعم أقسام الأطفال وحديثي الولادة. وفي بنت جبيل، قدم جنود حفظ السلام الدعم للمقر المؤقت للصليب الأحمر اللبناني عبر التبرع بمعدات طبية طارئة، منها أجهزة إزالة الرجفان ومعدات طبية أخرى، بفضل مساهمات من جهات مانحة إيطالية. وفي بنت جبيل أيضا، تم تسليم معدات طبية لمستشفى بت جبيل الحكومي، تم شراؤها من السوق المحلي، استجابة للاحتياجات التي حددتها إدارة المستشفى".
وأكد قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال نيكولا ماندوليسي، انه "من خلال هذه المبادرات، نواصل تعزيز علاقتنا المبنية على الثقة مع المؤسسات المحلية والسكان، من خلال دعم فاعل للنظام الصحي في جنوب لبنان، مما يساهم في استقرار المنطقة وأمنها وذلك بما يتماشى تماما مع ولايتنا الأممية". مواضيع ذات صلة مجمع ناصر الطبي: وفاة رضيعة عمرها 6 أشهر من سكان مدينة خانيونس بسبب التجويع وسوء التغذية Lebanon 24 مجمع ناصر الطبي: وفاة رضيعة عمرها 6 أشهر من سكان مدينة خانيونس بسبب التجويع وسوء التغذية