شمسان بوست / الحرة :

أثار مسلسل”معاوية” المقرر عرضه في شهر رمضان  جدلًا واسعًا منذ الإعلان عن عودته بعد تأجيل دام عامين.

والمسلسل، الذي يجسد شخصية معاوية بن أبي سفيان، يروي الأحداث التي تلت مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وتولي علي بن أبي طالب الخلافة، مرورًا بالصراعات السياسية التي انتهت بقيام الدولة الأموية.



والعمل يقدم باللغة العربية الفصحى بالكامل، ويضم نخبة من الممثلين العرب، منهم إياد نصار، ولجين إسماعيل، وسامر وأيمن زيدان، وسهير بن عمارة، وهو من تأليف السيناريست المصري، خالد صلاح، وإخراج، طارق العريان.

إعلان مفاجئ وجدل متصاعد
رغم أن المسلسل كان موضع تكهنات عديدة بشأن مصيره، جاء الإعلان التشويقي الذي بثته  قناة “إم بي سي” السعودية ليؤكد عرضه في موسم رمضان 2025.

وتضمن الإعلان مشاهد حروب وصراعات ملحمية، مع استخدام تقنيات متطورة في الغرافيكس وتصميم الأزياء، ما زاد من الترقب والاهتمام بالعمل.

لكن توقيت الإعلان والطريقة المفاجئة التي تم بها الترويج للمسلسل أثارا موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

فالبعض يرى أن المسلسل إضافة مهمة للأعمال التاريخية العربية، بينما يعترض آخرون على تقديم شخصية مثيرة للجدل مثل معاوية بن أبي سفيان في عمل درامي.

عقبات وتأجيلات
لم يكن الطريق نحو عرض المسلسل سهلًا، فقد واجه العمل عدة أزمات منذ الإعلان عنه في العام 2023، شملت اعتراضات رسمية، أبرزها قرار هيئة الإعلام العراقية بمنع عرضه داخل العراق.

كما خضع السيناريو لعدة تعديلات وسط تقارير تشير إلى محاولات إنتاج عمل درامي مضاد لتقديم رواية مختلفة للأحداث.

خلافات تاريخية
الجدل حول شخصية معاوية ليس جديدًا، إذ تعتبر هذه الحقبة من أكثر الفترات إثارة للنقاش بين المؤرخين، كما أن الخلاف بين السنة والشيعة حول معاوية يجعل أي تناول له في الدراما مثيرًا لحساسيات مذهبية.

رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر كان من بين أبرز المعترضين، حيث أصدر بيانًا في فبراير 2023 وصف فيه معاوية بأنه “رأس الفتنة الطائفية”، محذرًا من أن عرض المسلسل قد يؤدي إلى زيادة التوترات الطائفية.

وأما الباحث الإسلامي، وجيه قانصوه، فقد  أكد في حديث سابق إلى موقع “الحرة” أن الخلاف بين السنة والشيعة “أبعد من مجرد اختلاف مذهبي”، فهو يتعلق برؤية كل طرف للتاريخ وكيفية توظيفه “لأغراض سياسية”.

من جهته، أشار الباحث، محمد عبد الوهاب رفيقي، في تصريحات سابقة إلى موقع “الحرة” إلى أن استمرار هذا الجدل يعود إلى “التسييس المستمر للقضايا التاريخية”، معتبرًا أن النقاش حول المسلسل يعكس “الهزيمة الحضارية” التي تعيشها بعض المجتمعات الإسلامية، حيث لا يزال التاريخ يلعب دورًا في “تشكيل الصراعات المعاصرة”.

ردود فعل متباينة
لم يقتصر الجدل على العراق، فقد انتقد بعض المتابعين من دول عربية تناول المسلسل لشخصية مثيرة للانقسام، فيما دافع آخرون عن حق الدراما في تقديم مختلف وجهات النظر.

وشدد رفيقي على ضرورة أن تكون الأعمال الفنية “حرة في تناول الشخصيات التاريخية” دون فرض قيود دينية أو سياسية عليها، مشيرًا إلى أن “المنع ليس حلًا”.

وكانت قناة “الشعائر” الفضائية العراقية، التابعة للمرجعية الشيرازية، قد أعلنت عام 2022، نيتها إنتاج فيلم سينمائي بعنوان “شجاعة أبو لؤلؤة (المجوسي)” الذي قتل الخليفة عمر بن الخطاب، في خطوة فُسرت على أنها رد مباشر على مسلسل “معاوية”.

وتلك الخطوة أثارت وقتها جدلًا مضاعفًا، حيث اعتبر البعض أن إنتاج مثل هذا الفيلم سيزيد من الاحتقان الطائفي، ما دفع هيئة الإعلام العراقية إلى منع عرض المسلسل والفيلم معًا في محاولة لاحتواء التوتر.

هل يمكن تجاوز الخلافات؟
يؤكد بعض الباحثين أن المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى مراجعة نقدية للتاريخ، بعيدًا عن العواطف والانحيازات المذهبية، بحيث يُسمح للأعمال الفنية بمعالجة هذه القضايا بحرية.

الباحث قانصوه أشار إلى أن أوروبا تمكنت من تجاوز خلافاتها التاريخية عندما بدأت تنظر إلى التاريخ كأحداث مرتبطة بظروفها الزمنية، وليس كقضايا دينية مقدسة.

من جانبه، يرى رفيقي أن الحل يكمن في إصلاح ديني وفكري جذري، يسمح بقبول التعددية داخل المجتمعات الإسلامية، مشيرًا إلى أن الحرية الفنية يجب أن تبقى مكفولة للجميع، سواء في تقديم مسلسل عن معاوية أو أي شخصية تاريخية أخرى.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الحج والعمرة يُمنَح وسام “شخصية العام الهجري” على المستوى الدولي من ماليزيا

منحت مملكة ماليزيا الاتحادية وسام “شخصية العام الهجري على المستوى الدولي” لمعالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وذلك تقديرًا لجهود المملكة البارزة والإسهامات المؤثرة في تطوير منظومة الحج والعمرة؛ بما يعزز من تجربة ضيوف الرحمن.


وجرى التكريم خلال الحفل الرسمي الذي أقيم في العاصمة الماليزية كوالالمبور بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447هـ، برعاية من ملك ماليزيا إبراهيم بن اسكندر، وتحت شعار “بناء أمة مدنية”، وتسلّم معاليه الوسام من الملك، بحضور معالي رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ومعالي وزير الشؤون الدينية بماليزيا الدكتور محمد نعيم بن حاج مختار.


ويأتي منح الوسام لمعالي وزير الحج والعمرة في إطار “جائزة شخصية مع الهجرة” التي تُمنح سنويًا لشخصيتين بارزتين، إحداهما ماليزية والأخرى من خارج ماليزيا، تقديرًا لإسهاماتهما الإيجابية في خدمة المجتمعات وتعزيز القيم الإسلامية النبيلة، وتُعد الجائزة إحدى أبرز الجوائز الرسمية في ماليزيا، وتُمنح بالتزامن مع ذكرى الهجرة النبوية، تكريمًا لأولئك الذين أسهموا في إحداث أثر فاعل في المجتمعات وخاصة خدمة الإسلام.

أخبار قد تهمك وزير الحج والعمرة يطمئن رئيس بعثة الحج الإيرانية على مغادرة طلائع الحجاج الإيرانيين منفذ جديدة عرعر 15 يونيو 2025 - 8:39 مساءً وزير الحج والعمرة يزور معرض “من كل فج عميق” في مشعر منى 7 يونيو 2025 - 4:16 مساءً


ويُعد هذا الوسام تكريمًا دوليًا للمملكة العربية السعودية؛ على ما تبذله من جهود حثيثة في خدمة الحرمين الشريفين، وتيسير أداء مناسك الحج والعمرة للمسلمين من مختلف دول العالم ضمن إطار رؤية المملكة 2030، وتعزيز مكانة المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بصفتها مصدر إشعاع وملتقى إنسانيًا وحضاريًا في العالم الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • “تيم لاب” يحتفي بعامه الأول في جدة التاريخية
  • “هيونداي” أول شركة سيارات تستجيب للقرارات الحكومية وتخفيضات تاريخية وصلت لـ 5 الاف دينار
  • “هيونداي” أول شركة سيارات تستجيب للقرارات الحكومية وتخفيضات تاريخية وصلت ل 5 الاف دينار
  • “صيام الماء”.. أحدث صيحات خسارة الوزن تثير الجدل في عالم التغذية
  • العدل والمساواة: “اتفاق جوبا” ليس تسوية سياسية بل خطوة لمعالجة الاختلالات التاريخية في السودان
  • ذهب أيلول يحصد الجائزة الأولى في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس
  • “الهدف الجديد لإسرائيل هو تركيا”.. تصريحات متتالية تثير الجدل
  • كيت وينسلت تنسحب من مسلسل The Spot
  • البستاني دراما إسبانية عن الحب زمن القتل
  • وزير الحج والعمرة يُمنَح وسام “شخصية العام الهجري” على المستوى الدولي من ماليزيا