حزب صوت الشعب يستنكر بشدة تواصل الحملة العدائية والتصعيدية التي تخوضها فرنسا ضد الجزائر
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
إستنكر حزب صوت الشعب بشدة تواصل الحملة العدائية والتصعيدية التي تخوضها الحكومة الفرنسية ضد الجزائر.
وأكد الحزب في بيانه أن الحملة العدائية والتصعيدية التي تخوضها الحكومة الفرنسية ضد الجزائر من خلال تلك القرارات التعسفية والتلويح بالعقوبات والتي لا تمت بصلة للأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية وآخرها الإجراءات التقييدية التي فرضتها السلطات الفرنسية على تنقل ودخول الرعايا الجزائريين الحاملين لوثائق سفر خاصة تعفيهم من التأشيرة.
وعليه فإن حزب صوت الشعب يدين وبشدة هذه الممارسات اللامسؤولة والغريبة إتجاه دولة سيدة في قراراتها.
وإعتبر الحزب هذه الخطوة الإستفزازية الجديدة والمتجددة، هي بمثابة تعبير وبشكل آخر عن الحقد الدفين والإنزعاج الكبير الذي أبدته أطراف فرنسية معروفة اليمين الفرنسي المتطرف من القفزة النوعية والخطوات الكبيرة والإيجابية التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة و في مختلف المجالات سواء سياسياً، إقتصادياً، ديبلوماسياً و إجتماعياً و التي أصبحت محل إشادة من طرف مختلف الدول وكذا الهيئات الأممية و الدولية.
كما أكد الحزب أن هذه القرارات غير المبررة والأحادية الجانب من الطرف الفرنسي، تمثل إنتهاكا صارخا للإتفاقيات والإلتزامات الثنائية المبرمة منذ سنة 1968، وهذا ما يؤكد مجددا وبما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة الفرنسية مستمرة في نهج التصعيد الممنهج ضد الجزائر، مدفوعة بأحقاد إستعمارية قديمة وبإيعاز اليمين الفرنسي المتطرف البغيض و الحاقد و الذي يحاول تصفية حساباته مع الجزائر عبر إجراءات إنتقامية بائسة ويائسة وهي رهان خاسر.
واضاف البيان ان جزائر اليوم هي ليست جزائر الأمس، وأن الدولة الجزائرية السيدة التي تدرك موقعها ومكانتها جيدا،
والجزائر لا ولن تقبل مخاطبتها بالمهل والإنذارات والتهديدات ولا مكان عندها لسياسة الكيل بمكيالين في إدارة وتسيير ملف بهذا الحجم و الحساسية.
إن مثل هذه الممارسات والتصرفات تؤكد مرة أخرى حالة التخبط و التيهان التي يعيشها صناع القرار بفرنسا، بسبب ما تعيشه الجبهة الداخلية الفرنسية من مشاكل و أزمات سياسية وإقتصادية عميقة ومحاولة تصديرها إلى الخارج وتوجيه الرأي العام الفرنسي إلى قضايا هم في غنى عنها و لاتهمهم إطلاقا.
في الأخير، يدعو حزب صوت الشعب كل الطبقة السياسية إلى عقد لقاء جامع يتم فيه تبني موقف موحد وبصوت واحد ضد هذه الممارسات والإستفزازات الفرنسية المتكررة و المتجددة ضد الدولة الجزائرية.
والشعب الجزائري موحد ومتلاحم مع مؤسساته الدستورية وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية و المؤسسة العسكرية وأن الدولة الجزائرية لن ترضخ ولن تساوم على سيادتها و مواقفها ولن تقبل إلا بعلاقات ندية تقوم على أساس الإحترام المتبادل والمنافع المشتركة وفق مبدأ رابح - رابح.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: حزب صوت الشعب ضد الجزائر
إقرأ أيضاً:
لا خوف على الوحدة الخوف على الانفصال
مثل ما تتخوف معظم القوى في الشمال على الوحدة، نحن ايضاً في الجنوب نخاف على الانفصال، الانفصال المشروع الذي يؤمن به معظم الشعب في الجنوب الذي قدم تضحيات للوصول الى حلم استعادة الدولة الجنوبية.
لكن بعد السنوات العشر الأخيرة، لا يبدو أن الجنوبيين كما في السابق، مستعدين للتضحية من أجل الجنوب، الشعب حالياً يبحث عن وطن فقط ليعيش فيه بالحد الأدنى من الكرامة، بالتالي أي حديث عن استعادة الدولة يظل كلام مكرر بلا فائدة، مالم يشعر المواطن أن هناك تغيير جذري لدى قيادة المجلس الانتقالي للتعاطي بمسؤولية مع القضية الوطنية وعدم المتاجرة بها ضمن محطات الصراع الإقليمي في الحنوب.
صحيح أن لخطوات المتسارعة في الجنوب، تكشف عن أمر تحضر له أبوظبي، ربما بدفع أمريكي إسرائيلي، وقد نتفاجأ بإعلان الاستقلال، لكن هذا الإعلان، على غير توقعات الشعب، سيقضي على الهدف المركزي لقوى الحراك المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية، أي أن الجنوب سيتحول إلى مناطق نفوذ مقسمة على القيادات الموالية لأبوظبي والرياض، بعد ضم تعز ومأرب.
هذا المخطط لا يندرج وفق تحالف بعض قوى الحراك مع التحالف، بل مشروع يتم فرضه وتلك القوى فقط مهمتها التنفيذ.
برغم أن عاصفة الحزم، قربت الجنوب إلى تحقيق الانفصال، بعد أن فرضت واقع جديد بين الشمال والجنوب، وخلقت توازن قوة بين الطرفين، لكن العاصفة اتكأت على القوى الجنوبية التي هيأت الجنوب شعبياً قبل العاصفة بسنوات لرفض أي سلطة في الشمال تحاول ضم الجنوب إليها، برغم كل ذلك لم يتمكن الجنوبيون من تحقيق النقلة النوعية التي انتظرها الشعب طويلاً، وترجع الأسباب إلى ضعف القيادة السياسية التي تصدرت المشهد، وإلى سطوة النفوذ السعودي والإماراتي ومصادرة قرار تلك القيادات.
ولا يحتاج أي متابع لسياسات التحالف الكثير من الجهدء، حتى يكتشف أن الدولتين استخدمت كل الوسائل لتدمير مقومات الدولة في الشمال والجنوب، ولهذا لاخوف على الوحدة التي أصلاً تم تدميرها، لكن الخوف على مشروع الانفصال. نعم مشروع الانفصال الهادف إلى اقامة دولة الجنوب على حدودها الشرعية، دولة ذات سيادة.
لكن الانفصال الذي تسعى إلبه أبوظبي عبر المجلس الانتقالي، سيحول الجنوب الى شبه دولة بلا سيادة ولا قرار ولا استقلال حقيقي.
ثم أن الانفصال دون موافقة الشمال مشكلة، ودون رضى إقليمي ودولي مشكلة أيضاً، قد يقول البعض سنفرض الانفصال بالقوة كأمر واقع، جيد، لكن هل الطرف الذي يحكم الجنوب لديه قدرة على اتخاذ القرار دون وصاية وتكليف من الإمارات! وهل الأخيرة ستسمح للجنوب إقامة دولة ذات سيادة وقرار، بالمختصر هل ستسمح لميناء عدن بالعمل؟ هل ستمكن الدولة من بسط سيطرتها على الجزر والمواني والمنشأت؟
ما يفعله المجلس الانتقالي، ليس فرض أمر واقع، ولا يستند على قاعدة صلبة يمكن أن تصمد في مواجهة متاعب ما بعد إعلان الانفصال، ما يفعله الانتقالي أشبه بطيش لحساب أخرين وليس لصالح الجنوبيين، خصوصاً والقيادة الحالية لا تفكر فقط إلا بالاستأثار بالسلطة والثروة، مندفعة ومتعطشة للسلطة بجموح بلا حدود، وبطموح غير مشروع.
لهذا حتى قبل أن يتحقق الحلم الجنوبي، المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية، وفق أدبيات وقواعد العمل الوطني لقوى الحراك الجنوبي، يرفض المجلس الانتقالي فكرة الشراكة برمتها ويقدم نفسه الممثل الوحيد للجنوب، ليتهرب من الاستحقاقات الوطنية، لصالح الرغبة الإقليمية والدولية التي لا تعير أي اهتمام لهواجس ومخاوف الشعب، وكل ما يهم تلك القوى السيطرة على الموقع والثروة،
لهذا فعلاً نحن نخاف على الانفصال!
الناطق باسم المجلس الثوري
أحمد الحسني
9 دبسمبر2025