الشيخ عبد الرشيد صوفي: القرآن أعظم استثمار في الأطفال والتنشئة سبب هجرانه
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
جاء ذلك الحلقة الأولى من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، والتي تناولت صحبة القرآن الكريم بين عالم ومتعلم، وكذلك تلاوته وتجويده. وتجدون الحلقة كاملة في هذا الرابط.
وأشار صوفي المتخصص في علم التجويد والقراءات القرآنية إلى أثر التنشئة في الصغر على الارتباط بالقرآن الكريم الذي وصفه بأنه المنة العظمى والمنحة الكبرى للأمة الإسلامية.
وشدد على أن منافع تعليم القرآن وحفظه لا تنحصر على الدنيا فحسب، بل يبدأ النفع الحقيقي بعد وفاة الإنسان بخلاف علوم الدنيا.
وقال إن "من أعطاه الله القرآن لا ينبغي عليه الانتباه إلى متاع الدنيا وزخرفتها"، مؤكدا أن فضائل القرآن كثيرة، وأبدى حسرته على الناس الذين لا صلة لهم بالله وكتابه القرآن، لكنه قال إن "الوقت لم يفت بعد مهما كان الماضي".
وعرّج الشيخ الصوفي على طفولته ومدى حرص والده على حب القرآن وقراءته وتعلقه به، مؤكدا أن القرآن كان يجري مجرى دمه، وهو ما أثّر فيه ودفعه إلى حفظ القرآن.
وسلط الضوء على تجربته الشخصية في حفظ القرآن، وكيف ساهمت عائلته وبيئته في ترغيبه بحفظ القرآن والتعلق به وتجويده.
ووجّه رسالة إلى الآباء والأمهات مفادها "اجتهدوا بتعليم أطفالكم القرآن، فالطفل يتأثر بوالديه بقدر محبتهما للقرآن"، مشيرا إلى أن حفظ القرآن ميسر على الأطفال الصغار.
إعلانوقال إن الأطفال تنصلح ألسنتهم في اللغة العربية عندما يحفظون القرآن، مشيرا إلى أن "من يحفظ القرآن أو جزءا كبيرا منه يكون غالبا متفوقا في سائر المواد الأخرى".
ووفق الصوفي، فإن هجر القرآن بذريعة ما مر به الإنسان في الصغر "ليس عذرا"، مستهجنا في الوقت ذاته تعليم الأطفال بالإكراه والضرب المبرح.
وفي هذا الإطار، قال إن "من سلك هذا المسار لا يزداد من الله إلا بعدا"، وكذلك يؤثم بدل أن يؤجر "حتى وإن كانت نيته الحرص على تعليم أبنائه القرآن وحفظه".
وخلص إلى أن "القرآن لم ينزل من أجل الشقاء والعذاب، فالدين كله رفق"، لافتا إلى أن هناك طرقا كثيرة لترغيب وتحفيز الأطفال الصغار على حب القرآن.
وفي معرض تأكيده على كلامه أشاد الشيخ الصوفي بالدور البارز للمسابقات في إقبال الأطفال على القرآن والتنافس على حفظه ومراجعته وإتقانه.
وأوصى المتخصص في علم التجويد والقراءات القرآنية بالتمسك بكتاب الله، و"أن يكون هناك ورد من القرآن لا نتركه، وأن يكون مع وردنا اللفظي ورد تدبري"، مؤكدا ضرورة الإقبال على القرآن قراءة وتلاوة وتدبرا.
واختتم حديثه قائلا "لا يهجر القرآن إلا من هان على الله"، مؤكدا أن القرآن وحفظه كانا سر ثبات سكان غزة وأطفالها أمام الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة.
2/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان إلى أن
إقرأ أيضاً:
فرحة وزغاريد داخل منزل «رحمة» الأولى على الإعدادية الأزهرية للمكفوفين بالقليوبية
حققت الطالبة رحمة رمضان السعيد، الطالبة بمعهد فتيات دملو الإعدادي والثانوي، بتصدرها نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية للمكفوفين بمحافظة القليوبية، محققة المركز الأول بمجموع 467 درجة من 470، بنسبة 99.36%، متحدية إعاقتها البصرية، ومثبتة أن التفوق لا يعترف بالعوائق الجسدية.
وقالت رحمة: هذا النجاح لم يكن صدفة، بل ثمرة تعب وجهد ومثابرة، ومؤمنة أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في الفكر والعقل.
وأضافت رحمة: كنت أذاكر يوميًا ما لا يقل عن 7 ساعات بمساعدة والدتي ووالدي، وتوجيهات الشيخ عماد، محفظ القرآن الكريم، الذي كان له دور كبير في حياتي.
وتابعت: التفوق بالنسبة لي ليس مجرد درجات، بل رسالة أمل لكل من يظن أن الإعاقة حاجز.
وأشارت إلى أن حلمها أن تصبح أستاذة جامعية في جامعة الأزهر، وأمثّل مصر دوليًا، وأرفع اسم الإسلام والوطن عاليًا.
وقالت: أنا متصالحة مع ذاتي، لا ألتفت إلى الكلمات السلبية أو نظرات الشفقة، وأستمد قوتي من ثقتي في الله، ثم في نفسي، ودعوات أمي وأبي.
وقال والدها، رمضان السعيد: رحمة دائمًا متفوقة، وكنت واثقًا أنها ستكون الأولى لم أر منها إلا الاجتهاد والصبر، وتفوقها أسعدنا جميعًا، وأثق أنها ستصل إلى مكانة عظيمة في المستقبل بإذن الله.
وقالت والدتها: فرحتي لا توصف، رحمة أدخلت السرور إلى قلبي، كانت تذاكر وتحفظ وتراجع رغم التحديات، ودعوت لها في كل صلاة، الحمد لله، الله أكرمنا بتفوقها.
وقال الشيخ عماد، محفظ القرآن الكريم: رأيت في رحمة ذكاءً نادرًا وروحًا قوية، رغم أنها كفيفة، حفظت القرآن بإتقان، وكانت تطلب المزيد، وختمته بحب وشغف.
وأضاف: رحمة نموذج ملهم، وأتمنى أن تكون قدوة لكل من يعاني من الإعاقة، الإيمان والعزيمة يصنعان المعجزات.
وفي ختام حديثها، وجهت رحمة رسالة مؤثرة للمعاقين، قائلة: لا تجعلوا من إعاقتكم سببًا للتراجع، بل اجعلوها دافعًا للنجاح، نحن قادرون على تحقيق المستحيل، فقط إذا آمنا بأنفسنا، وبأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.